أغلب المواطنين يأتون مع عتمة الليل قبل أن تفتح الإدارة أبوابها بعدة ساعات، ليمارسوا رياضة تحمل البرد و الوقوف بجانب صور المفوضية أو الجلوس على الرصيف.. لماذا كل هذا العذاب؟ ببساطة لأن الإدارة المذكورة تفتح أبوابها و تغلقها في لحظات و من فاتته هذه اللحظات المباركة ،فليعد الكرة في اليوم الموالي. فبعد حضور الموظفين بعد الساعة الثامنة و النصف يتم إدخال حشد المواطنين عسكريين و مدنيين دفعة واحدة و ترقيم ملفات و ثائقهم و لا يقبل أحد بعد هذا الترقيم. تقضي ثلاث إلى أربع ساعات بين دهاليز هذه الإدارة، و كلما مر بك أحد موظفيها لا بأس أن يملي عليك أوامر غليظة بالتزام الصف و الاعتدال واقفا أو جالسا أو ماشيا... لكأنما يبرر دخوله و خروجه المتكرر. هذه الإجراءات المذكورة هي ملزمة للمواطنين البسطاء الذين يأخذون بظواهر الأمور، أما العالمون بالخبايا و أصحاب الوساطات و الراشون فالسبل ممهدة و الإدارة متعاونة. وما أثار انتباهي هو الحاجز الأول و المتمثل في الفحص الأولي للملف تنتظر الدخول عند موظفة أو بالأحرى شرطية شابة وهي للأسف من جيلنا ،الهاتف يرن عدة مرات بل إنها تتوفر على هاتفيين وتضع سماعة في أدنها تستمع للموسيقى ،وتعامل زوارها بقسوة وتهكم و بكلام خارج السياق وبعد فحصها ملفين تقوم بجولة داخل المصلحة للاستجمام و الجماعة مع بعض رفيقتها ..تصادمت مع عدة مواطنيين ومنهم شاب يافع وصفته بالحمار رد عيها بالمثل ،بل طلبت من الشرطي المكلف بالباب اعتقاله و نقله إلى الديمومة الشرطي المحترم رفض الانصياع إلى أهواءها ..ولحفظ ماء الوجه أمام طابور من النساء صرخت بأعلى صوتها ..خصكم تعرفوا كيفاش التعاملوا مع أسيادكم...أمام تدمر الجميع، كيف سيدخل المواطن إلى إدارة بها هدا النوع من الشرطيات ،مع تواجد رئيس مصلحة مغيب يراقب الوضع عن بعد ويقضي مصالح المواطنين الدين يعتبرهم درجة أولى .ورغم هدا الخلل نحي الشرطيتين الموجودتين في مكتب البصمات - المرحلة الأخيرة في اتمام ملف البطاقة الوطنية- اللتين تعملان بنظام وانتظام ويعبران عن حيوية ومهنية الطاقات الشابة القادرة على تطوير إدارة الأمن الوطني. وفي الوقت نفسه نطلب من والي الأمن إعطاء مهمة أخرى لهده الشرطية لا يكون فيها احتكاك مباشر مع المواطنين وشكرا.