(4) الحركات الإحتجاجية: الشباب الصحراوي المعطل الحامل للشهادات. إن إنهجاسنا بمدى تأثر الشباب الصحراوي بالتحولات التي يشهدها العالم العربي، كإشكال مركزي، إنفتح بنا على إشكالان فرعيان كانى بمثابة المقياس الموضوعي الذي من خلاله سيتم قياس ذلك الأثر و التأثير، و هما كل من إشكال طاهرة الحركات الشبابية الداعية للتغيير و الحركات الإحتجاجية، بإعتبارهما أحد أهم إفرازات الثورات العربية المتلاحقة. و لقد تمت معالجة الإشكال الأول في الفصل لسابق من هاته الدراسة، بشكل بدى فيه الحضور الباهت لظاهرة الحركات الشبابية الداعية للتغيير في الأوساط الشبابية الصحراوية، سواء من حيث إنخراطهم في حركة20 فبراير، أو ظهور ملامح حقيقية لتشكل حركة شبابية ذات خصوصية صحراوية تأثرا بموضة الحركات الشبابية الداعية للتغيير التي إجتاحت العالم العربي.
ويهدف هذا الفصل من الدراسة إلى محاولة فهم و تفهم و بناء المعنى الذي تحمله ظاهرة الحركات الإحتجاجية بالصحراء الغربية، و مدى تأثرها بالتحولات الطافحة على المناخ العربي العام، قصد إنتاج معرفة بألإشكال المركزي المطروح على مدى فصول هاته الدراسة. و لأن السوسيولوجيا علم نظرية و ممارسة متلازمان، إنطوت دراسة هذه الظاهرة على جانبين: جانب نظري تم خلاله رصد المنظور السوسيولوجي للظاهرة، ومن هذا الباب أوجه الشكر لأستاذي عبد الرحيم العطري على عمله القيم "سوسيولوجيا الحركات الإحتجاجية بالمغرب" الذي كان المرجع الرئيسي لصياغة البناء النظري السوسيولوجي حول الظاهرة. و جانب عملي يضم كل من طبولوجيا الحركات الإحتجاجية التي عرفتها الصحراء الغربية ما بعد الثورة التونسية، بالإضافة إلى دراسة ميدانية حول الظاهرة، أخذين بالحركات الإحتجاجية للشباب الصحراوي المعطل الحامل للشهادات كنموذج، بإعتبارها الفئة المتقاطعة مع أهداف الدراسة و الفئة المستهدفة منها(الشباب).
يعتبر بلومر على أن الحركات الإجتماعية هي ذلك "الجهد الرامي إلى تغيير طابع العلاقات الإجتماعية المستقرة في مجتمع معين، فالحركة الإجتماعية بنظره مشروعات جماعية تستهدف إقامة نظام جديد للحياة و تستند إلى الإحساس بعدم الرضا عن النمط السائد و الرغبة في إقامة نسق جديد". بالإضافة إلى عنصر التغيير هناك عنصر أساسي أخر يحضر في تعريف الحركة الإجتماعية هو عنصر الإستمرارية، فالفعل المستمر هو الذي يؤهل الممارسة الإحتجاجية إلى الإنتماء مفهوميا إلى الحركة الإجتماعية كجهود منظمة و غير عابرة تروم كتابة زمن أخر، لهذا يؤكد فرانسوا شازل بأن الحركة الإجتماعية هي بمثابة "فعل جماعي للإحتجاج بهدف إقرار تغيرات في البنية الإجتماعية و السياسية". إن الحركة الإجتماعية تفترض درجة من التنظيم لبلوغ هدف التغيير و التجاوز، و هذا ما يلح عليه غوي روشي مبرزا" أنها تنظيم مهيكل و محدد، له هدف علني يكمن في جمع بعض الأفراض للدفاع عن قضايا محددة " و هذا ما يقود إلى الإعتراف بحساسية عنصر القضية المولدة للحركة الإحتجاجية.
2) نظريات سوسيولوجيا الحركات الإجتماعية:
* نظرية السلوك الجماعي: وتدين هذه النظرية بالكثير لمدرسة شيكاكو و أساسا لبارك park ومن بعده بلومرblumer، كما تدين أيضا لبعض الوظيفيين من أمثال سملسرsmelser... و تربط هذه النظرية ميلاد الحركات الإجتماعية بحدوث مظاهرات و أشكال هستيريا الجماعة، حيث تنتقل العدوى الجماعية التي تجعل الفرد منسابا مع السلوك الإندفاعي، وهو ما يتقاطع مع الطرح الفرويدي في تحليله لسيكولوجية الجماهير و الذي إعتبر على أن من أهم سماتها إنحطاط النشاط العقلي و العجز عن ضبط النفس، و اللانهائية في التعبير عن مشاعرها في التظاهرات العاطفية، وهي نفس السمات التي خلص إليها جوستاف لوبان في كتابه "روح الإجتماع". ويؤكد أنصار هذا الإتجاه على المسار الإنحرافي الذي قد تسير فيه الحركة الإجتماعية، أي أنها قد تحمل في مستقبلها ملامح الخطورة (كالنازية مثلا). كما يصرون على إعتبارها إنعكاسا لمجتمع مريض، حيث لا تحتاج المجتمعات الصحية أي حركات إجتماعية، بل تتضمن أشكالا من المشاركة السياسية و الإجتماعية. * نظرية تعبئة الموارد: ظهرت الإرهاصات الأولى لهاته النظرية بأمريكا في إطار البحث عن إطار تحليلي للحركات الإجتماعية، خصوصا مع تنامي الحركات النسائية و حركة السود و المدافعين عن البيئة، ويعد أوبرشال oberschal و غامسونgamson و تيليtilly و مكارتي زالدmaccarthy zald من أبرز منظري هذا الإتجاه. و يعتقد أصحاب هذا النظرية أن الحركات الإجتماعية هي إستجابات منطقية لموقف و إمكانيات طرأت حديثا في المجتمع، وعليه لا يجب إعتبارها مؤشرات للإختلال الإجتماعي، بل هي مظهر من مظاهر الفاعلية الإجتماعية و مكون بنيوي من العملية السياسية. لهذا تعير هذه النظرية جانبا كبيرا من الإهتمام للعلاقات القائمة بين هاته الحركات و القضايا السياسية المثارة في النسق المجتمعي، لإكتشاف جدل التأثير و التأثر بين الإحتجاجي و السياسي. * نظرية الحركة الإجتماعية الجديدة: لقد تم تأصيل هذه النظرية في أوربا لتبرير مجموعة من الحركات الجديدة التي عرفتها الستينيات و السبعينيات من القرن الماضي، كما أنها ظهرت مع فريق ألان تورينalain touraine بفرنسا، و ميلوسيalberto milluci بإطاليا، و كلوس أوفclaus offe بألمانيا... و تمثل هذه النظرية الحركات الإجتماعية كفعل إجتماعي عاكس لتناقضات المجتمع الحديث بسبب العولمة و النيو ليبرالية و البيروقراطية المفرطة، كما أنها تختزل الحلول الممكنة لكافة هذه الأعطاب و التناقضات، و يتم التأكيد دوما في هذه النظرية على الإختلافات القائمة بين الحركات الإجتماعية القديمة و الأخرى الجديدة، التي تؤشر على الإنتقال من الدفاع عن المصالح الطبقية إلى المصالح غير الطبقية المتعلقة بالمصالح الإنسانية الكونية. * براديغم الفعل/الهوية: تعتبر هذه النظرية الحركات الإجتماعية كديناميات إجتماعية حائلة دون الركود أو الثبات الإجتماعي، و إعادة إنتاج القائم من الأوضاع، و هو مايجعل منها ممارسة ضد الهيمنة، فأنصار هذه النظرية يؤكدون على أن المجتمعات البشرية سائرة على درب الإنتقال من الشكل القديم للرأسمالية الصناعية إلى مجتمع مرحلة ما بعد التصنيع القائم على البرمجة، حيث يسيطر التكنوقراط و تنامي عناصر الهيمنة و التوجيه. و عليه يلح أنصار هذه النظرية على أن المجتمع المبرمج و الموجه من قبل التكنوقراط يبخس دور الطبقة العاملة و يحد من فعاليتها في صناعة التغيير، لهذا ينبغي وفقا لهذا البراديغم النظري فهم الحركة الإجتماعية كفعل ضد الهيمنة من أجل تحصين الهوية.
3) الان تورين و بيير بورديو:
الحديث عن الأعلام التي رسمت بكتاباتها و تحليلاتها النظرية و في نفس الوقت بإلتزامها النضالي، كما هي صورة المثقف العضوي التي نحتها غرامشي و غيره من المفكرين(جون بول سارتر، برترالد راسل، مشيل فوكو...) الذين جمعوا بين النظرية و الممارسة و القول و الفعل، نجد في سوسيولوجيا الحركات الإجتماعية عالمي الإجتماع الفرنسيين الان تورين alain touraineو بييربورديوpierre bourdieux. عمل الان تورين على تأسيس نظريته حول الحركات الإجتماعية و تحديدا حول الجديد منها منذ منجزه الموسوم "بالوعي العماليla conscience ouvriére"، و الذي يعتبر فيه العمال فاعلين تاريخيين بإمتياز، ثم عمله الأخر الذي أسماه "بالكلمة و الدمla parole et le sang" و الذي تعرض فيه لعدد من الحركات الإجتماعية في أمريكا اللاتينية. أما تورين في "الصوة و النظرةla voix et le regard" و من بعد في سوسيولوجيا الحركات الإجتماعية حاول أن يدمج الفاعل في التنظير للحركات الإجتماعية، فبالنسبة إليه فتنامي هذه الحركات في المجتمع ما بعد الصناعي يدل على إخفاقات النظام الديمقراطي في ضمان الحرية و الساواة و الإخاء. فالدولة بمختلف أجهزتها القمعية و الإديولوجية تعمل جاهدة على التقليص من مساحات الحرية، و لهذا تنطرح الحركات الإحتجاجية الجديدة كوسيلة وحيدة لإسترجاع الحرية. و بذات النفس التحليلي إستمر يورغن هابرمارس في كتابه "النسق و الحياة العالمية" في التأكيد على أن المجتمع ما بعد الحداثة يعرف إستعمارا لعالم المعيش عبر بنيات الدولة و السوق. إنها الإمكان ربما الوحيد لتحريك الفاعلين و غيرهم من الخاضعين لهيمنة الدولة و السوق، من أجل بناء مجتمع تنتفي من جنباته كل مظاهر الإقصاء و التهميش. يلح الان تورين على أن هذه الحركات تضم ثلاثة عناصر أساسية: و هي الدفاع عن الهوية و المصلحة الخاصة، ثم النضال ضد الخصم و أخيرا الرؤية العامة التي يتقاسمها الأفراد، فكل حركة إجتماعية تتميز بهويتها و معارضتها و كليتها، مبرزا بأن الحركة الإجتماعية الجديدة تقدم نفسها كمولدات للتاريخ العام. فإعتبارا لكون العلاقة الإجتماعية قائمة على الصراع الدائم و البنيوي بين من يملك و من لايملك، أي بين من يعبر عن النموذج الثقافي و يمارس إكراها على مجموع المجتمع، و بين من يساهم في حركة النموذج الثقافي ولكنه لايديرها، فإن الصراع الطبقي يتواصل و يمهد لانبناء الحركات الإجتماعية.
إن الحديث عن الهيمنة و علاقاتها البنيوية، بين من يهيمن و من يهيمن عليه، يقودنا إلى عالم الإجتماع الفرنسي بيير بورديو بإعتباره أحد أعلام سوسيولوجيا الحركات الإجتماعية، و الذي يرتكز في تحليله للحركات الإجتماعية إلى ما نحته من مفاهيم و طروحات بخصوص الحقل و الرأسمال و العنف و الهابتوس و المثقف الجمعي و العون أو الأعوان و الهيمنة. ولقد جمع بيير بورديو بين القول و الفعل و النظرية و الممارسة حيث ناضل في إطارات مختلفة للحركات الإجتماعية الجديدة، مقدما بذلك النموذج الناصع للمثقف العضوي بالمفهوم الغرامشي. مسترشدا بما راكمه من كتابات سواء في "مهنة عالم الإجتماعle métier de sociologue" و "الحس العملي le sene pratique " و " الهيمنة الذكورية la domination masculaine" و "بؤس العالم la misére du monde " غيرها من الكتابات التي جعلته ينتصر للحركات الإجتماعية الجديدة، محتجا على العولمة و الرأسمالية المتوحشة، إن النيولبيرالية برأي بورديو"إتجاه مفرغ من البعد الإجتماعي و التاريخي، إنه إتجاه ينبني على التدمير المنهجي لكل ما هو إجتماعي". إن الحقل كمجال للعبة علاقات السلطة و الهيمنة، حيث يتموقع الأفراد تبعا للرساميل الرمزية و المادية التي راكموها خلال مساراتهم الحياتية مما يدفع نحو إنبناء علاقات للسلطة تتخذ طابع الهيمنة (مهيمنون/مهيمن عليهم) و هو ما يقود نهاية إلى تبلور الحركات الإجتماعية و تنامي صيغ الإحتجاج و الرفض. ويعتبر الباحث السوسيولوجي عبد الرحيم العطري على أن بورديو في كتابه "بؤس العالم" دشن فكرة الإلتزام و الإنتصار للهامش و مهمشيه، و هو يقدم من غير مساحيق، حالات من الإقصاء التي ينتجها المجتمع الرأسمالي لإعادة إكتشاف الحقيقة الإجتماعية من مفاقسها الأولية، مسائلا حياة المهاجرين و الحركات النسائية و الشباب و عمال النظافة و طلاب المدارس و مروجي المخدرات و كبار السن. هكذا يخلص عبد الرحيم العطري إلى أن بورديو قد أنفق السنوات الأخيرة من حياته في النضال ضد السلطة السياسية و الإقتصادية التي تروم الإجهاز على الإجتماعي. إن جوهر الحركات الإجتماعية الجديدة يتكثف حسب بورديو في سؤال الهيمنة و صراعات التحرر منها، فالهيمنة منغرسة في اللاوعي الجمعي، بفعل وسائل إعادة إنتاج تلك الهيمنة بدأ بالأسرة مرورا بالمدرسة و المؤسسة الدينية و الإعلام إلى غاية الدولة، و ينبغي في كل حين تبئير هذا اللاوعي و تحويله إلى وعي يعيد كتابة التارخ،فكل علم إجتماع يجب أن يكون تاريخيا و كل تاريخ يجب أن يكون إجتماعيا. لهذا اليست الحركات الإجتماعية التي يشهدها العالم العربي إعادة كتابة لتارخ هذا الأخير، بنكهة طافحة بما هو إجتماعي؟ هذا بشكل عام، أما فيما يخص موضوع الدراسة: الا يمكن أن تكون الحركات الإحتجاجية ذات المطالب الإجتماعية بالأساس، في الصحراء الغربية مؤشرا أو بالأحرى محركا لإعادة كتابة تارخ جديد للمنطقة؟؟؟
المحور الثاني:طبولوجيا الحركات الإحتجاجية بالصحراء الغربية ما بعد الثورة التونسية:
إن الحديث عن الحركات الإحتجاجية بصفة عامة، يضعنا أمام إشكال منهجي متعلق بتفيئة و تصنيف الحركات الإحتجاجية، ضمن قوالب إجتماعية تسهل عملية الدرس، لكن هل يمكن الإنضباط كلية إلى التصنيف الفئوي الإجتماعي لهذه الحركات، خصوصا عندما تبدوا الحركات الإحتجاجية الواحدة ممارسة من طرف حساسيات إجتماعية مختلفة؟ و هل يمكن القول بوجود إحتجاج طبقي خالص؟ أم أن الإحتجاج لا طبقة له و أنه في النهاية إحتجاج لفاعلين إجتماعيين من نفس النسق أو غيره؟
على الرغم من دقة الخيط الفاصل بين مكونات المقترب الفئوي الإجتماعي، لا يجد الباحث السوسيولوجي عبد الرحيم العطري بدا من الأخذ به، منتهيا بذلك إلى التأكيد على وجود حركات: عمالية، و طلابية، و فلاحية، و نسائية، و دينية، فضلا عن الحركات الجديدة. غير أنه و بالنظر إلى طبيعة مجال دراستنا، سواء من حيث الفاعلين و النسق العام و الأنساق الفرعية المكونة له، يكون الأخذ بالمقترب الفئوي الإجتماعي نوعا من الإسقاط التعسفي للمنهج على الموضوع، ليصير بذلك غاية في ذاته و ليس وسيلة للتحليل و التفكيك، لهذا كان لابد من إخضاع المنهج للموضوع، خالصين بذلك إلى مقترب أكثر فاعلية في التحليل و التفكيك، من خلال تصنيف الحركات الإحتجاجية بالصحراء الغربية بناء على القضية الجوهرية المولدة للحركة الإحتجاجية. ومن أهم تلك القضايا التشغيل، و تسوية الأوضاع السوسيو مهنية، و حركة 20 فبراير التي تنطوي على عدة قضايا بدأ بالإصلاحات السياسية الدستورية و الديمقراطية... إلى غاية القضايا الإجتماعية:
التشغيل:
* مجموعة الأمل للمجازين و التقنيين المعطلين بطانطان: تضم هذه المجموعة العديد من الشباب الصحراوي المعطل المجاز و التقني، و قد دخلت في العديد من الأشكال النضالية قصد ولوج سوق الشغل كالوقفات أمام عمالة الإقليم، وإبداع أشكال نضالية لم يعرفها الإقليم تأثر بالمناخ العربي، كان أخرها المسيرة الصامتة التي لفتت أنظار ساكنة المدينة عند عبوره المسار الذي بدأ من شارع الشاطئ ثم شارع الحسن الثاني وصولا أمام البلدية حيث خرج المعطلون عن صمتهم ليصدح صوتهم بشعارات مدوية معبرة عن مطالبهم، من خلال وقفة اختتمت بتلاوة بيان للمجموعة.وقد حظر المسيرة والوقفة أعضاء من حركة 20 فبراير والمجلس الداعم من أجل المآزرة.
* الحركة المستقلة للمعطلين بطانطان: تأسست سنة 2006، و تضم مختلف شرائح المعطلين و تطالب من خلال عدة معارك سلمية بالشغل القار و العيش الكريم، و كان أخر تلك الأشكال النضالية لهاته الحركة إعتصام مفتوح أمام عمالة الإقليم،الذي أتم شهره الأول، بدون حل يذكر اللهم حوارين مع رئيس المجلس الإقليمي و باشا المدينة و مدير الشؤون العامة (الأول اقترحوا فيه على لجنة الحوار حسب مصادر من الحركة: 5 كارطيات تناوب و الحوار الثاني: 10 كارطيات بالتناوب) مع العلم أن الحركة المستقلة تضم 120 مناضل و مناضلة من بينهم المطلقات، أرامل و عاطلين، بالإضافة إلى حاملي الشهادات الجامعية و التقنية مع ملاحظة تواجد الأمهات مع أبنائهم الصغار دخل المعتصم. كما قامت الحركة بمسيرة سلمية مساء الخميس 12 ماي 2011، قوبل بتدخل أمني عنيف إستهدف المسيرة و هو ما أسفر عن عدد من الجرحى، و كانت المسيرة قد إنطلقت من مقر الجمعية المغربية لحقوق الإنسان و حركة 20 فبراير.
* إتحاد المعطلين الصحراويين لمجموعتي الأمل والنهضة بالعيون: دخل المعطلون الصحراويون في إعتصام مفتوح أمام مندوبية التشغيل بشارع مكة بمدينة العيون، و يضم هذا الإتحاد المجازين و التقنيين و حملة الشواهد العليا و التأهيليين و المسعفات. و قد هددت المجموعة التاهيلية في بيانها عزمها على النزوح الجماعي للشريط الحدودي الجنوبي بين المغرب وموريتانيا يوم 30 يونيو 2011 مالم يؤخد هدا الملف علي محمل الجد من طرف المسؤولين , مع تحميل الحكومة كامل المسؤولية في اخلالها بروح الدستور المغربي في المواد الخاصة بالشغل.
* الإعتصام المفتوح للمعطلين حاملي الشواهد بمدينة طرفاية: كادت احتجاجات المعطلين بمدينة طرفاية ان تتحول الي مواجهات عنيفة بين المحتجين وقوات الامن، وشهدت المدينة انزالا كثيفا لمختلف تلاوين الاجهزة الامنية، بعد سلسلة الوقفات الاحتجاجية والمسيرات السلمية التي تجتاح شوارع المدينة لمعطلي المنطقة سواء من حاملي الشواهد او بدون . وللآشارة فقد انفضت وقفة احتجاجية للمعطلين غير حاملي الشواهد بعد وعود من المسؤولين بمنح بطاقات الانعاش كحلول ترقيعية مؤقتة , في المقابل مازال يخوض المعطلين حاملي الشواهد اعتصام مفتوح مند 7 ماي2011 ,ويذكر ان المعطلين من حملة الشواهد خاضو سلسلة من الاعتصامات والاحتجاجات على مدار السنة بدون أي نتائج تذكر.
* مجموعة معطلي محميد الغزلان(مجموعة الرحيل): تعرض مجموعة من المواطنين المعتصمين قرب الحدود الجزائرية المغربية بامحاميد الغزلان أو ما أصبح يعرف "بمجموعة الرحيل".(تعرضوا لهجوم واستفزازات من بعض أفراد القوات الملكية المسلحة والدرك الملكي ،المخزن المتنقل ،حيث حاول بعض أفراد الجيش منع تقدم المسيرة التي دعى إليها معطلي المحاميد الغزلان"مجموعة الرحيل . وكانت المسيرة قد انطلقت حوالي الساعة الرابعة مساءا من مخيم ازعير قرب الحدود الجزائرية المغربية في اتجاه الشريط الحدودي والتي شارك فيها أكثر من 400 متضامن من مختلف الشرائح الاجتماعية (نساء،أطفال،شباب...)وقد تزود المحتجون بكل ما يحتاجونه من مؤن وأغطية حملوها على ظهور الجمال وانطلقوا محاولين اختراق الحدود وتنفيذ خطوة الرحيل الجماعي في اتجاه الشريط الحدودي الفاصل بين المغرب والجزائر الذي دخلوا في تنفيذه منذ 26 ابريل الماضي ,غير أن السلطات حاصرتهم في نقط عدة قبل الحدود,وقد تدخلت قوات الجيش لمنع المسيرة من مواصلة طريقها وذلك بمحاصرتها على بعد حوالي 100 متر من أخر نقطة عسكرية مغربية على الحدود,وذلك باستعمال القوة من طرف الجيش في حق المواطنين العزل بترهيب النساء والأطفال عبر محاولة دهس المحتجين بسيارات "اجيب" العسكرية الشئ الذي نتج عنه إغماءات في صفوف النساء وإصابة عضوين من مجموعة الرحيل. وتجدر الإشارة أن مجموعة الرحيل لازالت تواصل اعتصامها بمنطقة ازعير الحدودية منذ 26 ابريل الماضي تاريخ تنفيذ خطورة الرحيل الجماعي على بعد حوالي 800 متر من الشريط الحدودي الجزائري المغربي،بعد أن تمت محاصرتها من طرف السلطات قبل الحدود.
* الوقفة السلمية التي نظمها عناصر منتمين لتنسيقية المعطلين خريجي "مكتب التكوين المهني" بمدينة بوجدور و التي تم تفكيكها بشكل عنيف.
* مجموعة 30 شابا الذين تخلو عن الجنسية المغربية: منعت السلطات الأمنية بالعيون يوم الثلاثاء 24 ماي ، مجموعة من الشباب سبق لهم أن تخلوا عن بطائق التعريف الوطنية، من تنظيم وقفة احتجاجية أمام مقر ولاية الجهة بعد وضعها حواجز حديدية وأمنية حالت دون وصول الشباب المحتج البالغ عددهم 30 فردا ينتمون لأحياء توجد بنفوذ المقاطعة الحضرية الحادية عشرة، التي كانوا ينظمون أمام إدارتها سلسلة من الوقفات اليومية، قبل أن يتعرضوا لتدخل أمني عنيف خلال إحدى الوقفات، لتقرر بعد ذلك المجموعة نقل احتجاجاتها إلى باشوية المدينة وبها أقدموا على رمي بطائقهم الوطنية، كحركة احتجاجية للتنديد بالتهميش والإقصاء الذي طالهم، ولم يجدوا مخاطبا بالمقاطعة الحضرية الحادية عشرة و بباشوية العيون، ليقدموا على هذا الموقف.الذي يراه المحتجون وسيلة مقتنعين بها للرد على سياسة المقاربة الأمنية التي فضلت الجهات المسؤولة التعامل بها مع مطالبهم المتمثلة في الشغل لضمان عيش كريم.
تسوية الأوضاع السوسيو مهنية:
* الجمعية الوطنية لقدماء المحاربين و قدماء العسكريين: قامت هذه الجمعية بالإحتجاج أمام ولاية جهة كلميمالسمارة، حيث تجمهر مئات من اعضاء الجمعية الوطنية لقدماء المحاربين وقدماء العسكريين امام ولاية جهة كلميمالسمارة في وقفة حاشدة للتنديد بما وصفوه ب"الاوضاع المتردية و الصمت المطبق" حول وضعيتهم رغم "الوعود الكاذبة "التي يرددها العديد من المسؤولين حسب قول المعنيين الذين اصدروا بيانا شديدي اللهجة بتاريخ 12/05/2011 حملوا فيه المسؤولية "للجهات المسؤولة" مطالبين منها الاستجابة لمطالبهم مثل الزيادة في المعاشات موازاة للزيادات الاخيرة لجميع القطاعات وكذا مع تكلفة العيش في اقرب الاجال ثم المطالبة بالاستفادة من التنقلات العسكرية مناشدين التفاتة مولوية في شأن المفصولين من اسلاك القوات المسلحة الملكية بصفة تعسفية و اعادة النظر في الزمانات الوثائقية. وندد المعنيون ايضا بسياسة الحكومة التي استثنتهم من الاستفادة في الزيادات القررة بينها وبين المركزيات النقابية مؤخرا(26 ابريل) داعين مختلف الاطارات السياسية و الحقوقية و الجمعوية الى التنديد بالصمت المطبقحول اوضاعهم. * إعتصام أبناء المقاومين و أعضاء جيش التحرير بطانطان في مقر المندوبية السامية للمقاومين و أعضاء جيش التحرير بطانطان، و ضم الإعتصام أبناء و أيتام و أرامل المقاومين و أعضاء جيش التحرير. الذين هددوا بخوض مسيرة احتجاجية و أشكال تصعيدي أخرى إذا ما استمر الوضع على ما هو عليه. * إعتصام ذوي الإحتياجات الخاصة بمدينة طانطان. * إعتصام المتقاعدين العسكريين و أراملهم أمام المصلحة الإجتماعية للقوات المسلحة بمدينة طانطان . * إحتجاجات العمال ذوي الحقوق المغتصبة لشركة فوس بوكراع بالعيون. * المسيرة الإحتجاجية للجمعية الصحراوية لضباط وبحارة الصيد البحري-طانطان الأربعاء 11 ماي 2011. * وقفة الشغيلة البريدية بالعيون: نظمت الشغيلة البريدية بالعيون صبيحة يوم الأربعاء 25 مايو ، وقفة احتجاجية أمام مقر البريد بنك العيون المركز الرئيسي (خط الرملة) بساحة الدشيرة، ردد خلالها مستخدمو ومستخدمات المكتب البريدي شعارات تدين سياسة المماطلة واللامبالاة التي تنهجها الإدارة اتجاه ملفهم المطلبي، كما جاء في بيان لجنة حاملي الشهادات، الصادر عن نقابة الجامعة المغربية للبريد و الاتصالات المنضوية تحت لواء الاتحاد الوطني للشغل " فرع العيون ". وهددت الشغيلة البريدية المحتجة بالتصعيد في معركتها النضالية من أجل انتزاع حقوقها المشروعة. حركة 20 فبراير: تعد حركة 20 فبراير من إحدى أهم الحركات الإحتجاجية التي عرفتها الصحراء الغربية منذ إندلاع الثورة التونسية، و التي كانت نتيجة فعلية لتلك الثورة و غيرها من الثورات العربية المتلاحقة و التحولات التي أفرزتها على المناخ العربي العام. و على الرغم من حضور حركة 20 فبراير في العديد من مدن الصحراء الغربية، و فاعليتها في بعضها خلال الخرجات الدورية التي تنظمها، إلا أنها لم تتمكن من إستقطاب الشباب الصحراوي إلى صفوفها بإستثناء بعض الشباب الصحراوي المعطل الحامل للشهادات، على إثر دعمها لمطالبه. بالإظافة إلى تبني بعض القضايا الحقوقية كقضية الشباب الصحراوي المعتقل إثر أحداث 20 فبراير بمدينة كلميم،فقد نفذ عشرات من افراد اسر معتقلي احداث 20 فبراير وقفة احتجاجية يوم الخميس 12 ماي امام المحكمة الابتدائية بكلميم للتنديد بالابقاء على سجن ابنائهم رغم عدم وجود اتباثات حول تورطهم في احداث الشغب ليوم 20 فبراير الماضي ، وشدد المحتجون الذين ساندهم اعضاء من حركة 20 فبراير على ضرورة الافراج على ابنائهم الابرياء وارجاعهم الى مؤسساتهم التعليمية قصد استكمال دراساتهم ووجه المحتجون اصابع الاتهام الى القضاء غير المستقل و الذي يعمل وفق التعليمات الفوقية ،وحملت امهات المعتقلين صورهم مؤكدات انه لن تهدأ لنا جفون و ابناؤنا في السجون"مرددات ايضا عشرات من الشعارات من قبيل "اولادكم قريتوهم اولادنا حبستوهم"و شعار "المحاكم هاهي و العدالة فينا هيا"و شعار "الحرية وايناك وايناك السجن حال بيني وبايناك"قبل اختتام الوقفة. ونظرا لعزوف الساكنة الصحراوية المحلية عن الإنخراط في الحركة أصبحت الحركة تراهن على القضايا الإجتماعية المحلية لستقطاب الساكنة و هو ما يتضح من خلال البلاغ التأسيسي لحركة 20 فبراير بالعيون التي لم تتأسس بشكل فعلي إلى غايةيوم الخميس 19 ماي ، بمقر الاتحاد المحلي للكونفدرالية الديمقراطية للشغل بالعيون، " حركة 20 فبراير " التي أعلنت عن أولى خرجاتها بتنظيم مسيرة احتجاجية بعد عصر يوم الأحد القادم والتي دعت إليها حسب البلاغ الصادر عن حركة التأسيس بعض الوجوه الناشطة في الجماعات الاسلامية، إضافة إلى فئة الشباب. واستنادا للبلاغ ذاته فالحركة تحمل مطالب اجتماعية في مقدمتها تعليم جيد و جودة الخدمات الصحية والسكن اللائق وتدعوا إلى محاربة الفساد وإسقاط الرؤوس الفاسدة.
المحور الثالث: دراسة ميدانية لظاهرة الحركات الإحتجاجية بالصحراء الغربية من خلال الحركات الإحتجاجية للشباب الصحراوي المعطل الحامل للشهادات. 1) تأطير منهجي للدراسة: أ)إشكاليات الدراسة: الإشكال المركزي: مامدى حجم و قوة تأثير التحولات التي يشهدها العالم العربي على الشباب الصحراوي المعطل الحامل للشهادات؟من حيث: * المطالب التي يناضون من أجلها؟ * الروح النضالية و الأشكال النضالية المتبعة من قبل أولائك الشباب؟ * ما هي نظرتهم للحركات الشبابية ذات المطالب السياسية خاصة بالمغرب، حركة 20 فبراير، وما مدى إمكانية تحول مطالبهم الإجتماعية إلى مطالب سياسية؟ * ماهي التمثلات التي يحملونها حول "النموذج البوعزيزي" في حل إشكاليات الشباب المعطل؟ و إمكانية اللجوء إلى هذا النموذج؟ ب) أهداف الدراسة: على إثر التحولات السياسية التي يشهدها العالم العربي و التي لم يسلم من تبعاتها موضع قدم على الجغرافيا العربية، لتتبدى مظاهرها على شكل أقوال و سلوكات و ممارسات و ظواهر جديدة، أو تزيد من حدة أخرى كانت موجودة، و تفقد أخرى بريقها المعتاد. و كانت الصحراء الغربية هي الأخرى مسرحا لتلك المظاهر المتأثرة بشكل كبير بالمناخ العربي العام، و لعل أبرز تلك المظاهر الزخم و الحركية الكبيرة التي باتت تعرفها ظاهرة الحركات الإحتجاجية، ممثلتا في هذه الدراسة بالحركات الإحتجاجية للشباب الصحراوي المعطل الحامل للشهادات. و إذا كانت الرياضيات تنزع من اللايقين فإن السوسيولوجيا تنزع من اللامعنى، لهذا كان الهدف الرئيسي من هذه الدراسة هو الفهم و التفهم و بناء المعنى، حول قضية في طريقها إلى الإنفتاح و الإنغلاق في الأن ذاته، بعد أن ألبست حجب اللامعنى و سيجت ببديهيات إستعصيت على النقد ما دامت قد غرست في عروش اللاوعي، و أستحال نقلها من اللاوعي إلى الوعي، في ظل الحواجز الطابوهاتية التي تعترض مسار ذالك النقل. وبالتالي فإن الأهداف الفرعية الأخرى اللاحقة ما هي إلا حلقات في سلسلة المعنى: * معرفة مدى تأثير التحولات التي يشهدها العالم العربي على نضالات الشباب الصحراوي المعطل الحامل للشهادات. * معرفة طبيعة مطالب الشباب الصحراوي المعطل الحامل للشهادات. * رصد الأشكال النضالية الجديدة و بالخصوص الواردة من تجارب شبابية عربية. * البحث في إمكانية تحول مطالبهم من مطالب إجتماعية (الشغل بالأساس) إلى مطالب سياسية.
ج) العينة: تتكون عينة الدراسة من 30 شابا و شابة، وتم سحب عينة الدراسة وفقا للإعتبارات التالية: * · صحراويين: نظرا لكون الدراسة تستهدف الشباب الصحراوي، لذلك حرصنا على أن يكون أفراد العينة شبابا صحراويين، من خلال عدة محددات: مسقط الرأس، اللكنة... * · معطلين حاملين للشهادات: تم اللجوء إلى ساحة إعتصام مجموعة الأمل للمجازين و التقنيين المعطلين بطانطان قرب عمالة الإقليم ، بإعتباره مكانا مناسبا لسحب عينة الدراسة. و بحكم أن هذه المجموعة لا تضم حاملين للشهدات العليا تم تجاوز هذا الأمر من خلال إجراء لقاء مع بعض الشباب الصحراويين الحاملين للشهادات العليا، على إثر قيامهم بوقفة إحتجاجية أمام عمالة الإقليم إحتجاجا على ما أسموه "العنصرية" في توزيع الوظائف، من خلال تخصيص نسبة ضعيفة للأطر العليا الصحراوية.
د) أسلوب جمع البيانات: تم الإعتماد في هذه الدراسة بشكل أساسي على الإستمارة كأداة لجمع البيانات، لما توفره من إمكانات جمع عدد أكبر من المعطيات في فترة زمنية قصيرة، فقد كان عامل الزمن من أكبر الضغوطات التي تعيق جمع البيانات لكون أفراد العينة منهمكون في أشكالهم النضالية. و لتجاوز القصور الذي قد يعتري بعض أسئلة الإستمارة المغلقة، تم إجراء مقابلات غير موجهة فردية و أحيانا جماعية، خاصة في أثناء اللقاءات التي يجريها بعض أفراد العينة مع حركة 20 فبراير، التي كانت مناسبة لي لطرح بعض التساؤلات و الأفكار للنقاش، و التي يمكن أن تسهم في إنتاج معطيات مرتبطة بإشكالات الدراسة خاصة فيما يتعلق بالعلاقة بين الشباب الصحراوي المعطل الحامل للشهادات و حركة 20 فبراير. كما لم تكن الملاحظة بعيدة عن سلسلة الخيارات المفاتيحية المعتمدة لحل شفرات و إستغلاقات الظاهرة، و التي تأخذ أحيانا شكل الملاحظة بالمشاركة من خلال المشاركة في نضالات أفراد العينة و لقاءاتهم مع بعض الجهات الداعمة(حركة 20 فبراير).
نموذج الإستمارة:
الشباب الصحراوي و التحولات السياسية الراهنة الشباب المعطل من حاملي الشهادات
السن: 2426 ؛ 2628 ؛ 2830 ؛ 3032 ؛ 32 فما فوق... الجنس: أنثى ؛ ذكر المستوى الدراسي: ألإجازة ؛ الدراسات العليا ؛ تقني ؛ أخر... التخصص الدراسي: أدبي ؛ علمي الحالة العائلية: عازب ؛ متزوج ؛ أخر... مكان الولادة: ......... مهنة الأب: ..... مهنة الأم: ..... عدد ألإخوة: ..... عدد الأفراد المشتغلين بالأسرة: ..... كم سنة قضيتها في البطالة: ..... هل سبق لك أن عملت؟ نعم ؛ لا ما طبيعة تلك الأعمال؟ ............................................................................... هل سبق لك أن إنتميت إلى لون سياسي ما؟( نعم ؛ لا ) ماهو؟............................... هل الشباب الصحراوي منخرط في تسيير الشأن الصحراوي بشكل فعال؟ نعم ؛ لا علل جوابك ؟ ................................................................... ................................................................... ................................................................... هل سبق لك أن شاركت في شكل نضالي من أجل ولوج سوق االشغل قبل قيام الثورة التونسية؟ نعم ؛ لا هل اثرت التحولات السياسية التي يشهدها العالم العربي على نضالات الشباب الصحراوي المعطل؟ نعم ؛ لا ما مدى هذا التأثير؟ كبير ؛ متوسط ؛ ضعيف هل هناك ظهور لأشكال نضالية جديدة؟ نعم ؛ لا عدَدها؟.............................................................................................................
هل أثرت التحولات التي شهدها العالم العربي على تعامل السلطات معكم؟ نعم ؛ لا إذا كان بنعم، فهل بشكل؟ إيجابي ؛ سلبي
هل تعتقد أن النموذج "البوعزيزي" هو النموذج الأمثل والأنجع للشباب المعطل من حاملي الشهادات؟ نعم ؛ لا في حالة إنسداد أفق الحل بالنسبة لك، هل يمكن أن تلجأ إلى النموذج البوعزيزي" (الإنتحار حرقا)؟ نعم ؛ لا
ما موقفك من حركة 20 فبراير الشبابية و مطالبها؟ معها ؛ ضدها ؛ أخر.... هل أنت عنصر ناشط فيها؟ نعم ؛ لا هل تعتقد بأنه للشباب الصحراوي خصوصية تفرض وجود حركة تعبر عن تلك الخصوصية؟ وبالتالي مطالب خاصة؟ نعم ؛ لا هل من الممكن أن ترتفع مطالبك(ي) الإجتماعية (الشغل أو التعويض عن البطالة) إلى مطالب سياسية؟ نعم ؛ لا
2) تحليل البيانات و المعطيات:
1) المحددات العامة للعينة:
أ) المحددات السوسيو إقتصادية:
المحددات السوسيو إقتصادية العينة السن مهنة الأب مهنة الأم الجنس عدد الإخوة عدد الأفراد المشتغلين بالأسرة الحالة العائلية العمل فيما سبق عدد سنوات البطالة X1 26-28 عامل ربة بيت ذكر 3 1 عازب نعم 1 X2 28-30 متقاعد // أنثى 5 2 // نعم 5 X3 26-28 موظف // ذكر 4 2 // لا 3 X4 30-32 متوفي // أنثى 7 0 متزوجة لا 7 X5 عسكري //
7 1 عازب نعم 6 X6 30-32 متقاعد متوفاة ذكر 7 3 // لا 6 X7 24-26 استاذ ربة بيت ذكر 6 1 // لا 2 X8 30-32 مخزني // أنثى 6 1 // نعم 7 X9 متقاعد
// 5 0 // لا 7 X10 24-26 تاجر ربة بيت // 7 1 // //
يشكل هذا الجدول محاولة لإعطاء صورة عامة حول الوضعية السوسيو إقتصادية لعينة البحث، من خلال عدة مؤشرات(مهنة الأب، عدد الإخوة، عدد الأفراد المشتغلين في الأسرة، عدد سنوات البطالة، الحالة العائلية...). و الملاحظ أن معظم أباء أفراد العينة هم متقاعدون، أو يشتغلون في مهن ذات دخل ضعيف، كما أن عدد أفراد الأسرة المشتغلين جد قليل بالمقارنة مع مجموع أفراد الأسرة التي يصل عددهم في إحدى الأسر إلى 8 أفراد يعيلهم شخص واحد يتوفر على دخل قار(معاش التقاعد)، مما يؤشر على الضعف المادي للوسط الأسري للعينة، و الوضع الإجتماعي البائس بفعل معضلة البطالة التي يعاني منها أفراد العينة، و هو ما إنعكس بدوره على الحالة العائلية لأفراد العينة،2 فقط هم الذين تمكنوا من الزواج في ظل تلك الإكراهات المادية، مما يؤشر لإرتفاع معدل سن الزواج داخل العينة. بالإضافة إلى كون البطالة معضلة إجتماعية و إقتصادية هي كذلك نفسية، خاصة إذا إمتدت لمدة زمنية طويلة و هو أمر حاضر بالنسبة للعديد من أفراد العينة (3 أفراد 6 سنوات من البطالة، 4 أفراد 7 سنوات، فرد واحد 9 سنوات)، و تتفاقم الوضعية النفسية أكثر إذا ما علمنا أن الرهان الأكبر للأسرة من أجل الخروج من الضائقة المادية كان على هذا الشاب المعطل الحامل للشهادة، التي كانت تراهين عليها الأسرة كمشروع رأسمال ثقافي يسهل الولوج إلى الرأسمال الإقتصادي المادي. و في ظل الإستدام بصخرة الواقع، وضع بعض هؤلاء الشباب رأسمالهم الثقافي جانبا مفسحين المجال للرأسمال العضلي للعمل في أشغال شاقة(مثلا "حفار" بالنسبة لأحد أفراد العينة الحاصل على دبلوم الدراسات العليا) بعيدة عن الإستعدادات التي بني عليها منظورهم للوضع المهني و المكانة الإجتماعية الخاصة بهم.
ب) المحددات السياسية للعينة:
الأسباب هل هناك إنخراط للشباب الصحراوي في تدبير الشأن الصحراوي؟ الإنتماء إلى حزب سياسي ما
نعم لا نعم لا
إستشراء الفساد السياسي، و عدم الشفافية في الإنتخابات، و وجود لوبيات إنتخابية، سياسة الإقصاء و التهميش و العنصرية و إنعدام الثقة بين الشباب و النظام السياسي القائم، تسيير الشأن الصحراوي من قبل أناس غير معنيين بالشأن الصحراوي، المقاربة الأمنية و التضييق الذي يمارس على الشباب الصحراوي، القبلية. 1 28 1 28 العينة
Xn))
يوضح هذا الجدول البون الشاسع الذي يفصل بين الشباب الصحراوي و العمل السياسي التقليدي ( الإنخراط في الأحزاب السياسية، شغل مراكز سياسية، المشاركة في الظواهر السياسية كالتصويت و الترشح...)، حيث أن 28 مبحوث من مجموع العينة29، عبروا عن عدم إنخراطهم في أي حزب أو تيار سياسي. كما عبرت نفس النسبة عن عدم إنخراط الشباب الصحراوي في تدبير الشأن الصحراوي، لعدة أسباب حسب هؤلاء نجملها في: إستشراء الفساد السياسي، و عدم الشفافية في الإنتخابات، و وجود لوبيات إنتخابية، سياسة الإقصاء و التهميش و العنصرية و إنعدام الثقة بين الشباب و النظام السياسي القائم، تسيير الشأن الصحراوي من قبل أناس غير معنيين بالشأن الصحراوي، المقاربة الأمنية و التضييق الذي يمارس على الشباب الصحراوي، القبلية.
2) الشباب الصحراوي المعطل و التحولات السياسية التي يشهدها العالم العربي:
أ) مدى تأثير التحولات التي يشهدها العالم العربي على أفراد العينة للخروج للنضال من أجل ولوج سوق الشغل: المجموع نعم لا
29
8
21
العينة (xn)
100
27,586 72,413
%
هذا الجدول هو حصيلة للمعطيات المحصل عليها حول سؤال طرحناه في الإستمارة، كان الهدف منه هو معرفة المدى الذي ساهمت به التحولات التي يشهدها العالم العربي في دفع الشباب الصحراوي المعطل الحامل للشهادات إلى النضال من أجل الشغل. و قد أثبتت النتائج كما هو ممثل في الجدول إنخراط عناصر جديدة(8 من أصل 29 مبحوثا) لم يسبق لها ذلك قبل إندلاع الثورة التونسية. غير أن تلك النسبة لا تشكل ثقل يمكن من خلاله الحديث عن تأثير قوي لذلك العامل(الثورات العربية) خاصة و أن 21 مبحوثا أكدوا إنخراطهم في عدة أشكال نضالية فيما قبل، كما أن المنطقة لطالما عرفت بالزخم النضالي للشباب الصحراوي المعطل الحامل للشهادات. غير أن هذا التأثير لا يمكن نفيه، بل و قوته في العديد من الجوانب المتعلقة بنضالات الشباب الصحراوي المعطل الحامل للشهادات.
ب) تأثير التحولات التي يشهدها العالم العربي على نضالات الشباب الصحراوي المعطل الحامل للشهادات و مدى حجم ذلك التأثير: المجموع مدى هذا التأثير
المجموع نعم لا
كبير متوسط ضعيف 30 29 1 العينة
Xn)) 28 18 10 0 100 64,285 35,714 0 100 96,666
%
هذا الجدول مرتبط بشكل كبير بالجدول السابق و يفهم على ضوء نتائجه، حيث أنه يزيد من تعضيض الدور الذي لعبته الثورات العربية في التأثير على نضالات الشباب الصحراوي المعطل الحامل للشهادات، و هو مايتضح من خلال النسب التالية: 29 من مجموع 30 مبحوثا (أي بنسبة96.666%)، يعتبرون أنه هناك تأثير للتحولات التي يشهدها العالم العربي على نضالات الشباب الصحراوي المعطل الحامل للشهادات، في مقابل مبحوث واحد نفى ذلك. وبخصوص 29 مبحوثا الذين أجابوا بنعم، فإن 18 منهم إعتبروا على أن حجم ذلك التأثير كبير، بخلاف 10 مبحوثين إعتبروه متوسطا.
ج) ما مدى ظهور أشكال نضالية جديدة:
المجموع نعم لا
29 25 4 العينة
Xn)) 100 86,206 13,793 %
إذا كان كل من الجدول (3)و(4) قد أكدى بما لا يدع مجالا لخلاف كون التحولات التي يشهدها العالم العربي قد أثرت في نضالات الشباب الصحراوي المعطل الحامل للشهادات، فإن هذا الجدول هو بمثابة رصد لأبرز مظاهر هذا التأثير، ممثلا في الأشكال النضالية الجديدة التي يمكن أن تظهر كنتيجة عملية لهذا التأثير، و قد أكد 25 مبحوثا من مجموع العينة29، على وجود أشكال نضالية جديدة متأثرة بالتي عرفتها العديد من البلدان العربية، الثائرة، بل و نسخ بعضها و على رأسها إحراق الذات أسوة بالشاب التونسي الذي أحرق ذاته، بالإضافة إلى ألإنضواء تحت حركة 20 فبراير و النضال من داخلها و عبرها و التنسيق معها، و التخلي عن الجنسية المغربية.
د) تأثير التحولات التي يشهدها العالم العربي على تعامل السلطات مع الشباب الصحراوي المعطل الحامل للشهادات:
المجموع
طبيعة التأثير
المجموع
نعم
لا
إيجابي
سلبي
30
26
4 العينة )xn)
26
14 12
100 53,846 46,153 100 86,666 13,333 %
رصد التأثير الذي أحدثته التحولات التي يشهدها العالم العربي على الشباب الصحراوي المعطل الحامل للشهادات، لايمكن أن يتم دون ربطه بمتغيرأساسي في المعادلة ككل، و هو جهاز السلطة، و بالتالي كان من اللازم رصد تأثير تلك التحولات على تعامل السلطات مع قضيتهم و نضالاتهم، و قد إعتبر 26 مبحوثا من مجموع العينة30 على أن هناك تحول شاب تعامل السلطات معهم بفعل تلك التحولات التي يشهدها العالم العربي، في حين نفى 4 مبحوثين ذلك. أما فيما يخص طبيعة ذلك التحول و التأثير، فقد إعتبر14 مبحوثا بأن ذلك التأثير كان إيجابيا و هو ملحوظ في تعامل السلطات معهم، في حين قال 12 مبحوثا بكونه تأثير إتجه إلى الأسوء.
3) الشباب الصحراوي المعطل الحامل للشهادات و "النموذج البوعزيزي":
أ) ما مدى إمكانية إعتبار "النموذج البوعزيزي" النموذج الأمثل لحل مشكل الشباب المعطل في نظر العينة: المجموع نعم لا
29 18 12 العينة
Xn)) 100 62,068 41,379 %
هذا الجدول هو محاولة لصبر تمثلات و أراء الشباب الصحراوي المعطل حول "النموذج البوعزيزي"، خاصة في ما مدى نظرتهم إليه كحل أمثل و نموذجي للشباب المعطل الحامل للشهادات بصفة عامة؟ وقد إعتبر 18 مبحوثا من مجموع العينة30، على أنه النموذج الأمثل و الحل لهاته الشريحة من الشباب، في حين رفض ذلك 12 مبحوثا.
ت) ما مدى إمكانية تبني هذا النموذج:
المجموع
لا
نعم
29
20
9
العينة (xn)
100
68.965
31.034
%
تشكل معطيات هذا الجدول نتائج غير متوقعة يمكن أن تصدر من هاته الفئة من الشباب الصحراوي المتعلم، حيث أن الإحتجاج من خلال حرق الذات إرتبط بفئة الشباب العاطل الغير حامل للشهادات، وهو ما شهدته العديد من مدن الصحراء الغربية بعد الأحداث التي شهدها العالم العربي، كمدينة العيون و كلميم و طانطان، هاته الأخيرة وصلت بها محاولات الإنتحار حرقا أكثر من 3 محاولات، أسفرت إحداها عن وفاة شاب في مقتبل العمر، ومعظم هذه المحاولات كانت من قبل شباب لايحملون أي شهادة معترف بها من قبل السلطات تؤهلهم للمطالبة بالوظيفة العمومية. و هو ما يظهر على مستوى مطالب أولائك الشباب التي ترتكز بالأساس على الإستفادة من بطائق الإنعاش الوطني(لكرطية). لقد مارس الشباب الصحراوي المعطل الحامل للشهادات على طول تاريخه النضالي أشكالا نضالية، كان أخطرها على حياتهم الإضرابات الطويلة عن الطعام، غير أنها لم تصل إلى هذا الحد من تبخيس الذات، و لو في سبيل نيل حق و مقوم(الشغل) من المقومات الرئيسية التي تكفل للذات كرامتها و قيمتها الإنسانية داخل المجتمع. و من هنا تتضح العوامل و الدوافع السوسيو إقتصادية و السيكولوجية التي تضغط على الشباب المعطل الحامل للشهادات صوب هذا التبخيس للذات، فكيف لشباب قضوا 8 أو 9 سنوات في البطالة و تبعاتها الإجتماعية و الإقتصادية و النفسية المأساوية و هو ما أشرنا له سابقا، أن لايتبنو هذا الخيار الذي أصبح مطروحا كشكل من أشكال الموضة النضالية عربيا، بل و الخيار الأقدر في نظر العديد منهم على لي دراع المسؤولين عن بطالتهم، ولو بالتهديد قصد كسب الدعم و التأييد و التعاطف، لهذا فإن تلويح 9 مبحوثين من مجموع العينة29، بإمكانية لجوئهم لحرق ذاتهم في حال إنسداد أفق الحل بالنسبة لهم، يمكن قراءته على ضوء الحرب النفسية بينهم و بين السلطات أكثر مما هو توجه فعلي نحو هذا الخيار. غير أن ذلك لاينفي حضوره و بشكل قوي عند بعضهم، و هو ما لامسته في مقابلة مع أحد المبحوثين، الذي تشير وضعيته السوسيو إقتصادية و النفسية إلى تراكمات و ترسبات متأزمة خلفتها وضعية البطالة( 4سنوات)، تنضاف إليها الإعاقة و العمل في أشغال شاقة بشكل موسمي، لا تتناسب حسبه مع الشهادة التي يحملها و مع حقوق المواطنة،يقول:"ما جدوى البطاقة الوطنية بدون حقوق المواطنة".
4) الشباب الصحراوي المعطل الحامل للشهادات و حركة 20 فبراير:
أ) موقف أفراد العينة من حركة 20 فبراير و مطالبها:
المجموع أخر ضدها معها
27 1 مع و ضد , 2 لم يحددى طبيعة الموقف 1 23 العينة
Xn)) 100 11,111 3,703 85,185 %
تعد حركة 20 فبراير إحدى الظواهر الرئيسية التي أفرزتها التحولات السياسية التي يشهدها العالم العربي بالمغرب، و التي تعرف حضورا لها في كل مدن الصحراء الغربية تقريبا، وهو ما يطرح بقوة إشكالية العلاقة بين الشباب الصحراوي المعطل الحامل للشهادات و حركة 20 فبراير، خاصة و أنها تبنت مطالب أولائك الشباب خلال مسيراتها الدورية التي تقوم بها فروعها في مدن الصحراء. و هو ما إنعكس إيجابا على نظرتهم لها، حيث أن 23 مبحوث(85,185(% من مجموع العينة27، أيدوا الحركة، في حين عبر مبحوثان عن موقف خارج عن دائرة الخيارات المطروحة في الإستمارة إلا أنهما لم يحددى طبيعته، و حالة واحدة تقف بين التأييد و ضده، هذا بإستثناء حالة واحدة صرحت بعدم تأييدها لحركة 20 فبراير.
ب) ما مدى إنخراط الشباب الصحراوي المعطل الحامل للشهادات في حركة20 فبراير:
المجموع لا نعم
29 20 9 العينة
Xn)) 100 68,965 31,034 %
في ظل تبني فروع حركة 20 فبراير بمدن الصحراء الغربية لمطالب الشباب الصحراوي المعطل الحامل للشهادات، إنعكس ذلك إيجابا على علاقتهم بالحركة، فلا يكاد يخلوا شكل نضالي للشباب المعطل بمدينة طانطان(بإعتبارها المجال الجغرافي للعينة) إلا و رافقه حضور داعم و مساند من قبل فرع الحركة بالمدينة، و كذالك الأمر في العديد من مدن الصحراء الغربية. هذا الدعم و التأييد ساهم في إستقطاب العديد من الشباب الصحراوي المعطل الحامل للشهادات إلى حضن الحركة، من خلال حضور إجتماعات الحركة و المشاركة في خرجاتها الدورية و التنسيق معها في سبيل حشد التأييد لمطلبهم (الشغل). بناء غلى ذلك تجاوزت العلاقة بين الحركة و أولائك الشباب مجرد التنسيق و التأييد إلى الإنخراط في فعالياتها و هو ما يتضح من خلال عينة البحث التي صرح 9 مبحوثين(31,034%) من مجموع العينة ال 29 ، بإنخراطهم في الحركة، بينما نفى ذلك 20 مبحوثا(%68,965(، وهي نتيجة تضرب في بعض المقولات و التصورات السائدة حول الخصوصية التي تطبع حالة الصحراء الغربية و هو ما ينعكس على شبابها!!! وهو ما حاولنا التأكد منه من خلال طرح سؤال الخصوصية الصحراوية و بالتالي خصوصية حركته الشبابية التي يمكن أن تظهر تأثرا بالمناخ العربي الثائر.
ج) ما مدى إمكانية الحديث عن خصوصية الشباب الصحراوي و بالتالي خصوصية حركته الشبابية:
المجموع لا نعم
27 9 18 العينة
Xn)) 100 33,333 66,666 %
لقد تعرضت لموضوع الشباب الصحراوي و ظاهرة الحركات الشبابية الداعية للتغيير و بالخصوص تجسيدها العملي بالمغرب حركة 20 فبراير، بشكل تأكد لي من خلاله خصوصية الظاهرة بخصوصية الفاعلين و النسق الذي يمكن أن يحتضن الظاهرة. غير أن الأمر هنا يتعلق بفئة فرعية من فئة الشباب الصحراوي، تعيش خصوصية في خصوصيته و تفاصيل في تفاصيله، أوليس علم الإجتماع علم تفاصيل التفاصيل؟ و أنى له هذا بدون العين السوسيولوجية التي تلتقط التفاصيل التي تبدو لغيرها من التافه و المألوف و الإعتيادي، تلك التفاصيل التي تشكل متغيرات جوهرية في تشكيل و إنبناء الواقع الإجتماعي. يعتبر18 مبحوثا(%66,666) من مجموع العينة27، على أن هناك خصوصية للشباب الصحراوي تفرض وجود حركة شبابية صحراوية تعبر عن تلك الخصوصية، و هو ما دفع العديد منهم إلى عدم الإنخراط في حركة 20 فبراير، كما هو واضح في الجدول السابق، لأنها لا تعبر حسبهم عن الخصوصية الصحراوية، التي تتجاوز مطالبها مطالب حركة20فبراير، بل و تفوقها ردكالية. في حين عبر9 مبحوثين(%33,333)، عن أنه لا وجود لأي خصوصية و هو ما دفع بعضهم إلى الإنخراط في حركة 20 فبراير، و لايمكن فهم هذه الثنائية(خصوصية الشباب الصحراوي و بالتالي خصوصية حركته الشبابية/لا وجود لأي خصوصية) إلا في إطار الهوية الوطنية للشباب الصحراوي، التي تشكل الإستعدادات الأولية المشكلة لتمثلاتهم حول ظاهرة الحركات الشبابية الداعية للتغيير، فكلما كانت هوية الشاب هوية وطنية مغربية كلما إنتفت لديه دواعي الخصوصية، في مقابل ذلك كلما كانت للشاب هوية وطنية صحراوية كلما رأى حتمية و ضرورة الخصوصية الشبابية الصحراوية، بشكل يجعلها لا تلتقي في شيئ مع حركة 20 فبراير، التي ترفع شعار التغيير من داخل هويتها الوطنية في صراع مع النظام السياسي القائم و المحتكر لتمثيل تلك الهوية، بينما الهوية الوطنية لذلك الشباب تجعله يرفع شعار التغيير من خارج الهوية الوطنية لتلك الحركة.
5) من المطالب الإجتماعية إلى المطالب السياسية:
المجموع لا نعم
30 12 18 العينة
Xn)) 100 40 60 %
لطالما كان الإجتماعي محركا للسياسي، فالعديد من الحركات الإحتجاجية التي عرفها التاريخ البشري، إنطلقت بمطالب إجتماعية، ثم ما فتئت أن تحولت إلى حركات إجتماعية ذات مطالب سياسية، أسقطت عروشا و نصبت أخرى، و غيرت سياسات بأخرى، لأن النسق السياسي حسب تالكوت بارسونز هو" نسق إجتماعي فرعي، وظيفته تنظيم و تحريك الموارد الضرورية لتحقيق غاية الجماعة"، و عندما يفشل ذلك النسق الفرعي في تنظيم الأنساق الأخرى خاصة النسق الإقتصادي، يتوجه سخط الجماعة إليه بإعتباره المسؤول عن فساد الأنساق الأخرى.لقد كان من المجدي صبر أراء هاؤلاء الشباب ذوو المطالب الإجتماعية ظاهرا و اّن، حول إمكانية إنتقال مطلبهم الإجتماعي(الشغل) إلى مطالب سياسية، في أفق قراءة إستشرافية لمألات حركتهم الإحتجاجية و تأثير التحولات السياسية التي يشهدها العالم العربي و المتغيرات التي أفرزتها فكانت النتائج على الشكل التالي: 18 مبحوثا (بنسبة%60) من مجموع العينة30، رجحوا إمكانية إنتقال مطلبهم الإجتماعي (الشغل) إلى مطالب سياسية في حالة إنسداد أفق الحل الإجتماعي، و تبني هذه النسبة المهمة لهذا الخيار ينبع بالدرجة الأولى من تأثير المناخ العربي العام، الذي ذكى جدوائية السياسي بإعتباره النسق السحري الكفيل بحل إختلالات الأنساق الأخرى، أو تعميق تلك الإختلالات كما رأينا سابقا. غيرأن المطالب السياسية بالنسبة للشباب الصحراوي المعطل الحامل للشهادات لا تقف عند المتعارف عليه من مطالب خلال الثورات العربية، بدأ من إصلاح النظام إلى غاية إسقاط النظام، بل تخرج عن دائرة الإحتمالات المطلبية تلك إلى مطالب أخرى كتقرير المصير... تفجير السؤال النقدي:
تجنبت وضع خلاصات حول هذا الموضوع الشائك و الطابوهاتي، لكون الخلاصات بمثابة كسر للمنطق لبسوسيولوجي التسلسلي البناء، و الذي هو أساسا محاولة لإنتاج المعنى الموضوعي بالظاهرة المدروسة، في تفاعل مستمر مع القارئ، حيث لا يهدف للخروج بنتائج إجرائية و أحكام، بقدر ما هو سيرورة هدم و بناء، هدم و خلخلة أحكام القيمة المتربعة على عروش اللاوعي، وإنتاج معرفة موضوعية يبني من خلالها الفرد(القارئ) وعيه بالموضوع بشكل موضوعي. أوليست السوسيولوجيا مجرد تفجير للسؤال النقدي؟
* طالب بكلية الاداب و العلوم الانسانية جامعة إبن زهر شعبة السوسيولوجيا,فاعل جمعوي بمدينة طانطان .باحث في حقل السوسيولوجيا السياسية موضوع:الشباب والسياسة