انطلقت، يوم الاربعاء بالجماعة القروية أسرير بإقليمكلميم ، فعاليات المرحلة التاسعة من قافلة القرية المتنقلة للاستشارة الفلاحية، التي ينظمها، على مدى يومين، المكتب الوطني للاستشارة الفلاحية. وتندرج هذه القرية المتنقلة، التي يحضرها، حوالي 300 مشارك ينحدرون من مختلف مناطق جهة كلميم واد نون، ضمن البرامج والمشاريع المنجزة من طرف المكتب في إطار مهامه في مجالات الاستشارة والتأطير ومواكبة الفلاحين باعتبارها فرصة لتقاسم خبرات وتجارب مختلف الشركاء المعنيين بالقطاع الفلاحي، وأرضية لتوجيه رسائل تحسيسية ذات طابع تقني وتدبيري من أجل تنمية مستدامة للفلاحة . وتهدف هذه القرية المتنقلة إلى وضع رهن إشارة الفاعلين الفلاحيين المعارف والأدوات والوسائل من أجل فلاحة فعالة ومستدامة وفق مخطط المغرب الأخضر، وكذا توجيه رسائل تحسيسية ذات طابع تقني وتدبيري خاصة بالجهة من أجل تنمية مستدامة للفلاحة وبالتالي تحسين الفلاحة التضامنية، فضلا عن توفير فضاء للفلاحين للتواصل وتبادل الأفكار وإطلاعهم على العديد من المنتجات والخدمات المتصلة بالأنشطة التي يزاولونها. وأكدت المديرة العامة للمكتب الوطني للاستشارة الفلاحية السيدة فتيحة بريما، في كلمة بالمناسبة، أن هذه القرية المتنقلة تروم بالأساس مواكبة و تأطير الفلاحين خلال جميع مراحل الإنتاج في مختلف السلاسل الفلاحية بالجهة، وتكوين الفلاحين قصد تحسين معارفهم في مجالات أنشطتهم الفلاحية. كما أبرزت أهمية الاستشارة الفلاحية التي انبثقت عن مخطط المغرب الأخضر كاستراتيجية لمواكبة القطاع الفلاحي والفلاحين من خلال تأطيرهم ومواكبتهم وتكوينهم ووضع مجموعة من المتدخلين رهن إشارتهم قصد تعزيز التواصل معهم في مختلف السلاسل الإنتاجية المعروفة بالمنطقة وذلك باعتبار، تضيف المسؤولة ذاتها، أن المصاحبة والتكوين لبنة أساسية بالنسبة للنشاط الفلاحي. وتوقفت السيدة بريما عند استراتيجية تدخل للمكتب الوطني للاستشارة الفلاحية مشيرة، بهذا الخصوص، إلى أن محور تدخل المكتب هو تكريس سياسة القرب مع الفلاح من خلال مراكز محلية وإقليمية للاستشارة الفلاحية ووضع آليات للتدخل تعتمد على التكوين والاستشارة، فضلا عن وضع برامج للتدخل في سلاسل الانتاج الحيوانية و النباتية. وبخصوص المخططات الجهوية للاستشارة الفلاحية للمرحلة الثلاثية 2017-2019 ، أبرزت السيدة بريما، أنه تم وضع برنامج عمل جهوي للاستشارة الفلاحية على مستوى جهة كلميم واد نون يتضمن زيارات ميدانية وأيام تكوينية وتحسيسية وبرامج خاصة بالمدارس الحقلية، وكذا تعزيز شبكة الاستشارة الفلاحية بإحداث مركز متنقل آخر بالمنطقة لتلبية انتظارات الفلاحين ، فضلا عن اعتماد مقاربة النوع من خلال مواكبة المشاريع المدرة للدخل الخاصة بالنساء. وأشارت ، من جهة أخرى، إلى أنه تم خلال سنة 2016 في إطار الحصيلة المرحلية لعمل المكتب على مستوى الجهة، تأطير ما يناهز 22 ألف فلاح في مجالات مختلفة كالاستشارة عن قرب وخلق مدارس حقلية كآلية للتدخل بالنسبة لسلاسل الإنتاج. من جهته، أكد المدير الجهوي للفلاحة لجهة كلميم واد نون السيد محمد ظرفاوي، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أهمية هذه القرية المتنقلة، مشيرا إلى أن تدخلات المكتب الوطني للاستشارة الفلاحية تندرج ضمن مواكبة مشاريع مخطط المغرب الأخضر خاصة من حيث إعداد المشاريع وإحداث التنظيمات المهنية ومواكبتها وتكوينها وتقويتها وصيانة المكتسبات المنجزة في إطار هذا المخطط . من جانبه، قال رئيس الغرفة الفلاحية الجهوية امبارك النفاوي، في تصريح مماثل، إن هذه القافلة هي فضاء مهني متنقل للفلاحين من أجل التواصل وتبادل الأفكار مع المستشارين الفلاحيين والقطاعات المعنية وذلك بغية الانصات لحاجياتهم وتلبية انتظاراتهم بهدف تطوير القطاع الفلاحي وسلاسله الإنتاجية. وعلاوة عن أروقة المعرض المنظم في إطار هذه القرية المتنقلة، التي حضر انطلاقتها والي جهة كلميم واد نون عامل إقليمكلميم السيد محمد بنرباك ،والعديد من المسؤولين والمنتخبين والفلاحين وممثلي الجمعيات والتعاونيات المهنية، سيستفيد الفلاحون والفلاحات من نصائح وإرشادات التقنيين والاخصائيين التابعين للمكتب الوطني للاستشارة الفلاحية، في مواضيع مختلفة ذات الصلة بالسلاسل الرئيسية للجهة منها بالخصوص، أهمية الاستثمار العمومي في القطاع الفلاحي، والمساعدات المالية للدولة، والقانون رقم 112/12 المتعلق بالتعاونيات الفلاحية، ومنتوجات التأمين الفلاحي المناخي متعدد الأخطار، وكذا الممارسات الجيدة في المسار التقني لنخيل التمر والزيتون، فضلا عن الترحال وتدبير المراعي. يشار إلى أن المكتب الوطني للاستشارة الفلاحية، الذي تم إحداثه سنة 2013 محل مراكز الأشغال الفلاحية بالمنطاق البورية ومراكز التنمية الفلاحية بالمناطق السقوية، يعد مؤسسة عمومية تقوم بمهام قيادة وتنسيق ومتابعة تنفيذ استراتيجية الاستشارة الفلاحية على الصعيد الوطني. ويتوفر المكتب، الذي يقوم بتطبيق سياسة الحكومة في مجال الاستشارة الفلاحية عبر مواكبة وتأطير المنظمات المهنية ودعم العمليات المنجزة من طرف مختلف الفاعلين في التنمية الفلاحية ، على أجهزة الحكامة ووسائل تدبيرية تخول له تفعيل مخططاته العملية سواء الوطنية أو على صعيد الجهات حسب الخصوصيات الفلاحية لكل منطقة.