تتغير الأيام و تتغير الطبيعة و تزول الجبال، إلا السياسة المنتهجة في الصحراء بصفة عامة و الداخلة بصفة خاصة. يبدو على إن وقت تغييرها لم يحن بعد، خصوصا عندما يتعلق الأمر بتلك الأرض المنبسطة الشاسعة كثيرة الخيرات فقيرة الساكنة، التي يتم تقسيمها مثل تقسيم الكعكة بسهولة من دون أدنى عناء و ذلك عند تسلم مفاتيح هاته المدينة من طرف جميع الولاة و العمال ، إذ نجد على أن كل الولاة و العمال الذين تعاقبوا على تسيير هاته المدينة يسارع في بيع البقع الأرضية لسماسرة العقار و المستثمرين المقربين طبعا و يغيب بشكل كلي الساكنة الأصلية المسؤولة عن الأرض و التي يجب أن تتم استشارتهم قبل بيع أو تفويت أي شبر من قطعة أرضية تصل في اغلب الأحيان عشرات الهكتارات لأقاربه وفقا لمنظور المقربون أولى، و بعد ذلك يتم بيع ما تبقى من الغنيمة ، فكل هذا يقع على هاته البقعة الجغرافية من دون ادني متابعة قضائية خصوصا عندما يتعلق الأمر بتفويت بقع أرضية شاسعة جدا للمقربين و الحاشية و يتم حرمان أبناء المنطقة الأصليين من متزوجين و شباب عاطل و معطل عن العمل من بقع سكنية للاستقرار و العيش الكريم. و عندما يكون المسؤول قاب قوسين أو ادني من أن يغادر مهامه غير مأسوف عليه و يسلم مقاليد السلطة لمسؤول أخر من طينته فانه في هاته الفترة يعيث فساد فالأرض بحيث يبيع البقع الأرضية و بطائق الإنعاش و الوظائف الشاغرة المتبقية التي كانت إلى وقت قريب يقال على أنها ممتلئة عن اخرها .
فيبدو على ان هؤلاء الولاة و العمال نسو على ان الدهر يومان يوم لك و يوم عليك ، فيجب عليهم ان يعلموا ان اليوم الذي سيحاسبون عليه مما اقترفت ايديهم سيأتي عاجلا أم اجلا سواء فالدنيا أو الآخرة، فلا مفر من المحاكمة. و ينطبق عليهم قول الشاعر : لكل شيء إذا ما تم نقصان فلا يغر بطيب العيش إنسان هي الأمور كما شاهدتها دول من سره زمن ساءته أزمان فمن خلال المعاينة الحية للبقع الأرضية المترامية الإطراف في مدينة الداخلة نجد على أنها ملك للأجانب فقط أي الأشخاص الذين اتو من مدن أخرى و أصبح الصحراوي غريب في ربى وطنه و يبحث عن ملجأ و سكن يستقر فيه بحيث ينسجم حاله مع هاته الأبيات : ليس الغريب غريب الشام واليمن إن الغريب غريب اللحد والكفن إن الغريب له حق غربته على المقيمين في الأوطان والسكن