نشر الرئيس السابق لبلدية سيدي ايفني "محمد الوحداني "على صفحته الشخصية بالفيسبوك مقالات عبارة عن سرد لمراحل مهمة من تاريخه السياسي..وقد اورد في يومياته معلومات صادمة عن الصراع الدائر بالمنطقة وتورط البعض فيه ..ننشرها كما توصلنا بها : الحلقة الأولى من( يوميات مناضل ) تحت عنوان * السر* حقائق صادمة عن تآمرات وقعت مساء اعتقالي يوم 15 ديسمبر 2014، و كيف كان ابراهيم بوليد رئيس المجلس الاقليمي لإفني طرفا في المؤامرة ! . إخترت عنوان السر ، لأحكي تجربة عشرين سنة من حياتي ، بانتصاراتها و انكساراتها ، حكايات وفاء و حكايات خيانة مقربين و اصدقاء ، تقاطعت حكاية حياتي مع حيواتهم . و تعمدت أن تبتدأ اليوميات من لحظة شكلت فاصلا حساسا في تجربتي الإنسانية و النضالية ، لحظة أحسست فيها بيد الغدر القريب مرة أخرى تفترس ماتبقى في من ثقة في نخب آيت باعمران ،التي مافتئت كل مرحلة تاريخية تبيعنا بخيانة بئيسة ،لحظة انقضاض ستة أمنيين علي، بمدخل أوطيل أنزي بأكادير ، حيث مقر إذاعة Mfm الواسعة الإنتشار .... كنت في ذاك المساء الشتائي عام 2014 ، على موعد مع الصحافي الباعمراني مدير البث بالإذاعة ، السيد ابراهيم بوليد الرئيس الحالي للمجلس الإقليمي ، لإجراء حوار مباشر على اثير البث الوطني ، موضوعه فيضانات 2014 ، و إقليم إفني المنكوب . شاءت الأقدار أن أكون في تلك الفترة من شتاء عام 2014 ، و في لحظات كثيرة ، نقطة التواصل الوحيدة بين إقليم إفني و العالم ، و بين أبناء آيت باعمران و عائلاتهم عبر القارات ، وبين وسائل الاعلام الجهوية و الوطنية و الدولية و معلومات مايقع في المنطقة . أقلتني سيارة الأجرة بمحاذاة الباب الأمامي لفندق أنزي . إتجهت صوب حارس البوابة ، كنت أعرف أن مقر الإذاعة يوجد به ، فقد أجريت به حوارا سابقا منذ سنوات ، لكني نسيت المكان تحديدا. رد علي الحارس السلام و أجابني قائلا : الإذاعة كاينا من جهة الباب التحتاني . و أشار علي بالسير في طريق طويلة و ملتوية باردة ، من خلالها سأصل الى باب الإذاعة . شكرته و مشيت طريق الأخطار . كنت أمشي خطواتي بين بنايات أنزي الشاهقة ، و أشجار باسقة في تلك الطريق القارسة ، و أصوات تملأ رأسي ، تذكرت معها إتصالات اصدقاء ، و صحافيين ، و مناضلين ، ووساطات جهات رسمية ! و منتخبين .... : واسي محمد بلاش ماتمشي لداك الحوار ، ولكن انت راسك قاسح غادي تمشي ... و أخرون : و الرئيس واش زاعما انت داير الثقة فبوليد را غار بغا يجيبك ليهوم ! مكالمة هاتفية..... ابراهيم بوليد : مرحبا البطل ، كي داير ؟ محمد الوحداني : سلااام سي ابراهيم ، الحمد لله ها حنا مع الوقت . ابراهيم بوليد : برافووو عليك الفايس تاعك سلط الضو على النكبة تاع آيت باعمران ، آش بان لك في شي حوار حول الموضوع .... الوحداني : في الحقيقة هادي وقتو الله يكبر بك ، على الاقل نفكو الحصار الاعلامي على المنطقة ، را شفتي التلفزة و الاعلام مرة اخرى مهمش ايت باعمران ، بحال الى ما وقع والو .... بوليد : صحيح ، انا را متابع الصفحة تاعك ، و في الحقيقة انت اللي تصلح تفضح مايقع في الاقليم ، غير شوف آ الزعيم الحوار غادي نديروه بلا ماتجي ، علحقاش ممكن اكون شي خطر عليك ، اش بان لك نديروه هاتفيا ، احسن و حماية لك البطل ديالنا ...؟ الوحداني : قل لن يصيبنا الا ماكتب الله لنا ، ربي الى كتب علي الحبس غادي نمشي ليه ! و زايدون الحبس انا معول عليه دائما ، هاد الحكرة و القهرة كثيرة بزاف ، را شفتي آش كتبت في الرسالة المفتوحة للملك ،و المنشورة في جريدة الوطن الآن ، كل ما يتعرض له ، وتعرض له الباعمرانيون بزاف ...قلت فيها : السجن او الموت ارحم. بوليد : الله يهديك اسي محمد ، المهم عول على الحوار غدا ، و بالهاتف ، آش داك لشي حبس اوا . مر الحوار هاتفيا ، و كان ساخنا و مثمرا ، تكلمنا فيه عن إقليم إفني المهمش و المحكور ، عن المواطنين الذي يبيتون في العراء ، عن نكبة الاقليم و انقطاعه عن العالم ، منازل تهدمت ، و طرق و قناطر حملتها السيول الجارفة ، عن الخصاص المهول في الماء و الكهرباء و الغداء و الغطاء ، عن يأس الناس و فقدهم الثقة في المستقبل و المؤسسات ، عن الميزانيات التي نهبت ... طالبت في الحوار بأن تتحمل الدولة مسؤوليتها الوطنية و التاريخية إزاء احد اكثر القبائل وطنية عبر تاريخ المغرب . و صرخت بأن حالات وفاة عديدة يعرفها الاقليم بسبب انعدام الدواء و المواصلات او انهيار الطرق و القناطر ، و استمرار سيول الامطار ، و جثثا تنهشها بفظاعة الحيوانات الضارية و الاليفة .... كل هذه اللحظات استرجعتها وانا في طريقي الى المؤامرة / الحوار . حدسي كان يراوحه شك ممزوج بثقة خارقة و خرقاء بأن أي من أحد الباعمرانيين لا يمكن أن يتأمر علي الى هذا الحد ! في لحظة و أنا في منتصف الطريق داخل أوطيل أنزي ، برق في ذهني رجع مناقشة مع احد الأصدقاء حينما قال لي : علاش مادار بوليد خبر الحوار معك في الصفحة ديالو ؟ هداك فراسو شي حاجة ! إتصلت يومها ببوليد و بعد كلام عام ، قلت له : سي ابراهيم شفتك مادرتي والو في الصفحة تاعك حول الحوار تاع نهار الإثنين ، فأجابني وصوته يتهدج : لا ، علاش ؟ را كاين ، درتو .... دخلت بعدها صفحته لم يكن الخبر منشورا . حاولت ان أنشر الخبر الذي كتبته في صفحتي على حائط حسابه الفايسبوكي، لكنه لم يرخص لمنشوري بالظهور .... كم كنت غبيا ! مكالمة هاتفية .... ابراهيم بوليد : مرحبا الزعيم ديالنا ، كي داير و كي دايرة آيت باعمران ...؟ محمد الوحداني : اهلا و سهلا سي ابراهيم ، بصاحتك دوك المساعدات تاع الراديو لساكنة اقليم افني إشارة و تقدير كبير لآيت باعمران ولتاريخها ...... بوليد : هداك اقل واجب ، شوف آش بان لك اسي محمد في شي حوار مباشر يبث وهاد المرة وطنيا .خاصنا شي واحد من الشعب يتكلم على المضرورين و المواطنين ،و الحمد لله رانك معروف في البلاد كلها وهادي فرصة تكلم فيه على نكبة الفيضانات و انت من اكثر المتابعين الآن لهاد لملف في الاعلام الوطني ، غادي تكون في البلاتو تاع أكادير ، و الحكومة غادي يمثلها الرباح وزير التجهيز المسؤول على الطرقان و القناطر التي طاحت ، و على السدود اللي مادارت والو ! الوحداني : ok ، ها انا موجود ، هادي نيت فرصة ، تعرف الحكومة و الشعب المغربي ، بأن الاقليم تاعنا منكوب و فيه ضحايا و موتى ، و را عندي المعطيات الرقمية و الاسمية تاع كل شئ . على بركة الله . وأنا أقترب من البوابة الخلفية لأوطيل أنزي حيث مقر إذاعة Mfm ، تهاطلت سيول كل هذه الوقائع و المكالمات و محاولات كثيرين ثنيي عن الحضور الى هذا الحوار الإذاعي ، وإصرار بوليد على حضوري الجسدي هذه المرة ، بعد أن كان مصرا على إجراء الحوار الأول هاتفيا ، لأن حضوري فيه تهديد لسلامتي و لحريتي وكما قال أنذاك : أنت مبحوث عنك ، يجب أن نحافظ عليك ، يحب أن لا نغامر بك . ماذا تغير الآن إذن ؟ فأنا مازال مبحوثا عني . كنت أستبعد أن يدخل ابراهيم بوليد في أي مؤامرة ضدي ، أخر مكالمة كانت معه كانت في منتصف نهار يوم 15 ديسمبر 2014 . مكالمة هاتغية ..... الوحداني محمد : السلام سي ابراهيم ،إتصلت معك للتأكد من أن الحوار باقي كاين ، لا يكونو ضغطوا على الراديو باش يلغي البرنامج ؟ ابراهيم بوليد : مرحبا بالزعيم ، لا شكون غادي يضغط علينا ؟ حنا إذاعة خاصة ، و سي لحلو كاد على سواقو ، لاش زاعما قلت هاد الخبار ؟ فراسك شي حاجة ...؟ الوحداني : ههههه بحال هكداك ، جاني اتصال من واحد السيد مسؤول و جزء من اللعبة د السياسة فهاد البلاد ... بوليد : آش اوا كتقول ؟!! شكون هذا ؟ آش بغا ؟ الوحداني : ههههه ..... المهم المصادر خليها ، هي و الاسماء .... السيد كيقول : يجب أن احترم المقدسات ، و العامل بلاش مانجبدو ، لأن الداخلية هاديك ، فاجابته : المقدسات اللي كنعرف هي الله و الوطن .و الملك أنا احترمه كملك و أقدره كأنسان لأني تعاملت معه مباشرة حينما استقبلني و احترمني . العامل ماشي مقدس ، العامل موظف . بوليد : واااش باقي ؟ الوحداني : صافي ، قل لي آش من وقت غادي نجي إن شاء الله ؟ بوليد : حاول تجي بشي 45 دقيقة قبل باش نوجدو للبرنامج ، لأنه سيبث وطنيا و مباشرة . حضرت قبل الوقت ب40 دقيقة و كل اتصالاتي باءت بالفشل مع السيد الصحافي ابراهيم بوليد ، و لم يجبني الا قبل اعتقالي بخمسة دقائق قائلا لي : داني النعاس !!! لما وصلت بجانب باب إذاعة Mfm رأيت تحركات غريبة ! و أشخاصا موزعين على أماكن متفرقة ، و يتبادلون النظرات ... حينها علمت بأن المؤامرة إكتملت حلقاتها ، و أنني سقطت في الفخ . أكملت سيري ، و عاودت الإتصال ببوليد ، ولكن الهاتف يرن دون أن يجيب بوليد ! ، إبتعدت مايقارب الكلمتر عن الإذاعة ، لم يتبعني أحد ! حينها فقدت الثقة في العالم . أبي الذي أعتبره صديقي و أخي خفت عليه من أن أتصل به وأخبره بما وقع .خديجة زيان ، ورطتها في الاعتقال عام 2008 ، حينما زارتني في السجن ، و وصلني خبر أن أمها قالت لها : ها السخط الى خرجت باقي ناضلتي . أخي عزيز كنت على خصام معه لأنه أصر على عدم حضوري لإجراء الحوار ، فكان ردي قاسيا عليه في أخر مكالمة معه ، وقطعت بصلافة مكالمتي معه في وجهه! أخي جمال يعتبر كل ما أقوم به من نضال دعوة الى الفتنة و الخروج على ولي الأمر المحرم شرعا . الوحيد الذي ثقت فيه لحظتها وقلت ابدا لا يمكن أن يخونني هو : لحسن بولقطيب لأنني خبرته ، لا يمكن ان يشترى بالمال او بالإغراء او أن يتخلى عني بالتهديد ..... إتصلت به : قلت له بعد 15 دقيقة إتصل بي إذا وجدت الهاتف مغلقا ، أخبر أخي عزيز كي يخبر أهلي بأنني : إما أختطفت، أو أعتقلت ، وودعته ، و أوصيته بانني أحب آيت باعمران حتى الموت أو السجن ..... و هاهو رقم بوليد أبراهيم يظهر على شاشة الهاتف ... و أخيرا قررت أن أتجه صوب حتفي ....... يتبع