صحراء بريس /وكالات كشف السكرتير العام لوزارة الدفاع الإسبانية ألخاندرو ألفاغونثالث عن احتمال سقوط الملكية في المغرب في حالة خسارة الصحراء. وفي الوقت ذاته يتكهن بفوضى عارمة في شمال إفريقيا في حالة سقوط النظام في الجزائر. وهذه التصريحات تدل على تقييم مدريد للأخطار في شمال إفريقيا بعيدا عن المجاملات. وفي حوار مع جريدة كومرسيو الإسبانية يوم الاثنين الماضي، عالج هذا المسؤول مصادر الخطر القادمة من شمال إفريقيا، مؤكدا أن العلاقات في الوقت الراهن جيدة مع المغرب بشكل لم يسبق من قبل لكنه لا يمكن استبعاد حدوث اختلافات بسبب أزمات الماضي. التي تحضر بين الحين والآخر. وركز على قلق اسبانيا وأوروبا من غياب حوار بين المغرب والجزائر بسبب النزاع حول الصحراء وكيف يؤثر سلبا على محاربة الإرهاب بسبب غياب التنسيق بين الطرفين. وكشف عن دور المخاطب والجسر الذي تقوم به اسبانيا بين البلدين في هذا الشأن. ولعبت اسبانيا الدور نفسه بين فرنسا والمغرب عندما اندلعت بينهما أزمة سياسية السنة الماضية. وهذا يؤكد الدور الهام الذي تقوم به اسبانيا جسرا أمنيا بين المغرب والدول التي تنشب أزمات معها. وركز هذا المسؤول في الحوار على مصالح اسبانيا في شمال إفريقيا ومنها المصالح الأمنية والأخطار التي تهدد الأمن القومي الإسباني. وقال في هذا الصدد “يجب أن نكون حذرين، إذا وقعت حالة من اللاستقرار في الجزائر يجب أن نسرع لمساعدتها كيفما كان الحال لأنه إذا سقطت الجزائر سقط شمال إفريقيا برمته”. ويلتقي رأي هذا الخبير مع آراء الكثير من الخبراء في الغرب الذين يعتبرون اي تدهور للوضع في الجزائر هو ضربة للأمن في شمال إفريقيا بحكم الحدود الجغرافية التي تجمعها مع المغرب وتونس وليبيا. وتعتبر اسبانيا نفسها الأكثر تضررا من تطورات سلبية في شمال إفريقيا نظرا للقرب الجغرافي. ومن ضمن سيناريوهات التي يتحدث عنها خبراء اسبان هجرات جماعية ضخمة عبر البحر من شمال إفريقيا الى جنوب أوروبا وبالضبط اسبانيا. واعتبر ألخاندرو ألفاغونثالث ملف الصحراء حيويا للغاية بالنسبة للمغرب “الصحراء بالنسبة للمغرب مشكل حياة أو موت، لأنه إذا استقلت فالملكية العلوية قد تسقط وفي ظرف 24 ساعة ستعم حالة من اللاستقرار البلاد”. وتعتبر هذه التصريحات جريئة من مسؤول في وزارة الدفاع الإسبانية، فهذا المسؤول يدير السكرتارية العامة لوزارة الدفاع التي يناط بها مسؤولية كبيرة في تسطير تصور عام للدفاع يقوم على: تقييم الوضع الدولي وانعكاساته على الأمن القومي الإسباني، وتقديم مقترحات لعمل وزارة الدفاع وفي الوقت ذاته تسيير ما يعرف بمخطط دبلوماسية الدفاع. ويتولى السكرتير العام لوزارة الدفاع رئاسة لجنة الدفاع المشتركة بين الوزارات وتولي منصب السكرتير العام لمجلس الدفاع الوطني علاوة على تنسيق الأنشطة الدولية لوزارة الدفاع. وهذه التصريحات بعيدة كل البعد عن التصريحات البروتوكولية التي تصدر عن مسؤولين اسبان إبان مرور العلاقات بين اسبانيا مع المغرب والجزائر بنوع من الحوار. ونظرا لصدورها عن مسؤول يتولى رسم سياسة الدفاع وتقييم الأخطار ووضع سيناريوهات الأزمات، فهي تعكس التصور الذي لدى اسبانيا حول شمال إفريقيا وفي الوقت نفسه نوعية التحرك الذي يتطلبه الأمر.