يبسط محمد الغماري الخبير في الدراسات العسكرية والأستاذ بجامعة الحسن الثاني بالبيضاء، الأسباب التي تجعل عسكر إسبانيا وعسكر الجزائر يشحنون آلة العداء ضد المغرب. ويبين محاورنا كيف ساهمت عملية استرجاع الصحراء في تغذية كراهية القوات البرية باسبانيا وحقد جنرالات الجزائر
• ما هو السبب الذي يجعل إسبانياوالجزائر تكرهان المغرب لهذه الدرجة؟ • عندما تفكر بعض الدول في مصالحها بشكل أناني فإن ذلك يجعلها تظهر الكثير من الكراهية، وهو ما يفسر بذلك التشبث الأعمى بالمصلحة. وبالتالي ففهم المصلحة بكيفية عمياء يؤدي إلى مواقف متعصبة تبدو وكأنها خاضعة لعاطفة متشددة • لكن الثابت في علاقة المغرب وإسبانياوالجزائر هو تطلع هاتين الدولتين لتركيع المغرب، لماذا؟ • السبب يعود لغياب إطار قانوني ومؤسساتي يحكم العلاقات الثنائية، وهو الأمر الذي يجعل العلاقة عشوائية كل واحد يريد أن يطغى ويريد أن يكون له موقع مهيمن كي يستفيد أكثر. • ماذا تقصد بالإطار القانوني؟ • مثلا الإطار القانوني كذلك الذي يتمتع به الاتحاد الأوربي، الذي يجمع الدول الغربية أضف إلى ذلك وجود إطار آخر وهو الحلف الأطلسي. نفس الشيء بالنسبة للشيوعيين الذين كان لهم إطار اقتصادي وهو الكوميكون، كما كان لهم حلف وارسو في الجانب العسكري، وهذا ما كان يضمن سيادة جو من التضامن فيما بينهم، لأن الدول التي ليست لها علاقات ثابتة، من هذا النوع، تبقى دائما في حالة نزاع. وهذا ما كان سائدا في أوربا ما قبل الحرب العالمية الثانية. • لكن هناك معطى جغرافي يجعل من الصعب على المغرب أن يكون عضوا في الاتحاد الأوربي بحكم انتمائه لإفريقيا وبالتالي ستبقى عداوة إسبانية ثابتة ضد المغرب مثل الجزائر؟ • كان يمكن أن يكون اتحاد المغربي إطارا قانونيا يضمن مصالح المغرب والجزائر.؟ • لكن الجزائر رغم أنها تتموقع جغرافيا في المغرب العربي فإنها مع ذلك تناصب المغرب العداء؟ • هذا صحيح لأن المغرب العربي كإطار أو كيان غير موجود كما قلت. • معنى هذا أن المغرب محكوم عليه أن يبقى في حالة حرب مع الجزائر ومع إسبانيا؟ • بخصوص اسبانيا فهي منخرطة في تحالف آخر ولا يمكن أن يكون معها جهاز خاص، ما يمكن أن يحدث هو أن نستغل علاقتنا مع أوربا بالشكل الذي يجعل دول أوربا تتدخل لردع اسبانيا وجعلها تكتفي بما تستفيد منه من المغرب. فمثلا ملف الصيد البحري، أكدت الوقائع أن ما يهم أوربا من ملف السمك المغربي هو ضمان مصلحة الصيادين في اسبانيا. • كيف تفسر أن اسبانيا تستفيد من خيرات المغرب الاقتصادية وبالمقابل تتحرش به وتنصب له الكمائن وتمول الصحف ضده؟ • هنا من حق المغرب أن يثير انتباه أوربا التي تضغط عليه دائما كي يتعامل مع اسبانيا، كي يقف بجانبه أيضا حينما تسيء اسبانيا للمغرب وتتجاوز الحدود. • ماذا ربح المغرب من الوضع المتقدم مع أوربا ومن عضو ملاحظ في الحلف الأطلسي؟ • هذا الوضع المتقدم هو الذي ينبغي أن يعول عليه المغرب ليدفع دول أوربا للتدخل لردع اسبانيا كما أسلفت. • ما هو سر هذا العداء التاريخي للاسبان نحو المغرب ومن يغذي كراهية اسبانيا للمغرب؟ • العسكريون الإسبان لهم عداوة تاريخية مع المغرب، ويتخوفون إذا أطلق العنان للمغرب أن يتفرغ للمطالبة باسترجاع سبتة ومليلية، علما أن الأجهزة العسكرية في اسبانيا تتشبث بقوة بعدم استرجاع المغرب لهاتين المدينتين. وإذا كانت مكونات الجيش الاسباني كلها تتوحد في العداء ضد المغرب، فإن القوات البرية الاسبانية هي الأكثر كراهية لكل ما هو مغربي وهي الأكثر تعصبا وتعلقا بأن سبتة ومليلية المحتلتين هما جزء لا يتجزأ من السيادة الإسبانية. • لماذا القوات البرية في الجيش الاسباني هي الأكثر تشددا ضد المغرب مقارنة مع القوات الجوية أو البحرية؟ • لأنها تشكل عصب الجيش الإسباني، فضلا عن كونها قوات جد مسيسة. أضف إلى ذلك فهي أي "القوات البرية" قوة استعمارية واحتلالية. فالقوات البرية الاسبانية هي التي غزت مناطق الريف والصحراء وغريها من المناطق المغربية، وهناك عامل آخر زاد من حنق الجيش البري ضد المغرب ويكمن في أن الصحراء المغربية عادت إلى المغرب في ظروف مضطربة ومرتبكة كان يعيشها الجيش الإسباني خاصة بعد مرض الجنرال فرانكو، علما أن الجيش الاسباني كان يعارض مطلب الانسحاب من الصحراء وكان قادة الجيش الاسباني يعتقدون أن المغرب لن يتحكم في صحرائه بعد 1975،وبالتالي ستسترجعها القوات الاسبانية عما قريب. وحينما عاد خوان كارلوس للحكم وقبل وفاة فرانكو بيومين زار الصحراء المغربي وطمأن الجيش بالقول إن الصحراء ستبقى محتلة من طرف الجيش الاسباني. غير أن المغرب نحج في استرجاع صحرائه، الأمر الذي لم يستسغه العسكريون الإسبان، ولم يتقبلوا الفكرة. وهو ما جعل القيادة العسكرية الاسبانية تضع العراقيل منذ ذلك الوقت في وجه المغرب وتخلق القلاقل في الصحراء ليسلكي لا ترتاح المغرب فقط بل حتى لا يفكر بالمطالبة باسترجاع سبتة ومليلية • ما هي الأسباب التي جعلت خوان كارلوس لا يفي بوعوده التي أعطاها للجيش الاسباني بخصوص الصحراء المغربي؟ • أهم سبب هو السياق الدولي، فقادة اسبانيا السياسيين كانوا يخافون من تفكك الوضع الداخلي، لأن الأحزاب السياسية باسبانيا عانت من حكم العسكريين في عهد فرانكو وكانت تريد من الملك خوان كارلوس أن يعطي الأوربيين آنذاك "السوق الأوربية المشتركة" بصفة عامة كانوا يدفعون في اتجاه تعزيز مكانة المدنيين في الحكم والمطالبة بعودة الجيش للثكنات دون أن تكون له هوامش كبيرة للتدخل في السياسة وكانت أوربا تحرص على أن تقطع اسبانيا مع العهد الفرنكاوي. وبحكم أن سلطة الملك محدودة في اسبانيا ، فإنه ترك – في إطار التوافق- جزي من السياسة الخارجية للجيش إلى يومنا هذا. • كيف ذلك؟ • الملك الإسباني ترك للجيش الشق المتعلق بالدفاع عن السيادة، فالجيش الحق في إعطاء رأيه في كل ما يتعلق بسيادة اسبانيا فإذا قال الجيش أن سبتة ومليلية جزء من سيادة الدولة الاسبانية فهي كذلك، وفي هذا الإطار تنبغي قراءة ما قام بها الملك خوان كارلوس من زيارة للمدينتين المحتلتين في السنة الماضية إذ أن ذلك كان اعتراف منه للجيش بتلك الصلاحية. حيث صرح الملك قائلا "جئت لأنني وعدت الجيش بزيارته في سبتة ومليلية" ففي اسبانيا الخارجية فهي مجال محفوظ للجيش والملك خوان كارلوس يقوم بالتنسيق بين الطرفين. فرغم وجود وزير الخارجية ينتمي لحزب من الأحزاب إلا أن وجوده شكلي لأن القرارات المرتبطة بالسياسة الخارجية يقرر فيها الجيش الاسباني. • عودة إلى عام 1975 لماذا كان الجيش الإسباني يعارض فرانكو في تسليم الصحراء للمغرب؟ • فرانكو كان هو أيضا يرفض تسليم الصحراء، لكن عندما مرض واشتد الخناق عليه انفلت الملف من يده، مع ذلك أصر أن يدفع في اتجاه تأسيس دولة في الصحراء وطلب فرانكو من الأممالمتحدة أن تتكلف بالإشراف على تأسيس هذه الدولة. في تلك الفترة كان رئيس مجلس الأمن عضو غير دائم، ألا وهو سفير العراق الذي عارض الفكرة وشدد على أنه لا يمكن للأمم المتحدة أن تؤسس دولة دون الاستشارة مع المغرب، فقال السفير العراقي آذاك بأن الصحراء كانت جزءا لا يتجزأ من المغرب، الأمر الذي حال دون تنفيذ مخطط الجنرال فرانكو ومن ورائه الجيش الاسباني.. وأثمر ذلك تحريك الآلة الدبلوماسية المغربية وما نجم عنها من التوصل إلى الاتفاق مع اسبانيا وهو اتفاق ظل مبتورا لم تنفع معه بدورها حكم محكمة لاهاي، وظل ملف الصحراء مفتوحا إلى اليوم. • قلت بأن الجيش الإسباني له يد طويلة في السياسة الخارجية لكن كيف تفسر هذا العداء العام الاسباني "أحزاب وجمعيات وصحف" لكل ما هو مغربي؟ • هناك اتجاهات قديمة عنصرية تسيطر على الطبقة السياسية باسبانيا مفادها أن المغرب يجب الاحتياط منه لأنه عدو تاريخي وهناك هيئات سياسية تحلم باسترجاع أمجاد إسباني في عهد إلزابيت، ملكة اسبانيا آذاك والتي كانت تسعى لأن تظل جميع دول شمال إفريقيا تحت سيادتها. وهذا التيار –بمساندة الجيش- يسعى إلى دفع بسيناريو احتلال المغرب وتحقيق حلم الملكة إلزابيت، وهذا ما يفسر إجماع وسائل الإعلام الاسبانية على ضرب مصالح المغرب. • إذا كان هو حال التشدد العسكري الاسباني في حق المغرب فكيف تفسر التشدد العسكري الجزائري ضد مصالح المغرب؟ • بخصوص الجزائر هناك معطيات قديمة وحديثة تفسر هذا التشدد العسكري تجاه المغرب. المعطيات القديمة تمتد إلى فترة الاستقلال حيث ترى الجزائر الرسمية أن المغرب ارتكب مجموعة من الأخطاء خلال فترة الثورة الجزائرية على اعتبار أن المغرب كانت تجمعه علاقة مع المقاومة في الجزائر وهي العلاقة التي أفرزت لجنة شمال إفريقيا التي كانت تضم كل من عبد الكريم الخطابي، واحمد بن بلة، وصالح بن يسف التونسي، وكان الاتفاق يقضي بأن تستمر المقاومة حتى تتحرر كل شعوب المنطقة، لكن الأحزاب الوطنية المغربية التي فاوضت حول الاستقلال للمغرب شريطة عدم مساندة الثورة الجزائرية وهذا الاتفاق يسري أيضا على الحزب الدستوري التونسي، وما تقوله قيادة الجزائر إن هذه الأحزاب لم تكتف بذاك التفاوض مع فرنسا، بل خاضت حربا ضروس من اجل إدخال المقاومة وجيش التحرير والأحزاب وكل من رفض تمت تصفيته جسديا أو هرب إلى الجنوب.وهذا الجزء من المقاومين الذين فروا للصحراء كانت غالبيتهم معتدلين حاولوا نقل المقاومة الجزائرية. وكل هذه الأحداث كانت في علم المقاومة الجزائرية لاسيما أن مبعوثها بالمغرب المرحوم بوضياف كان له اتصال مع بعض عناصر المقاومة المغربية. قد يكون الشعب الجزائري تجاوز هذه المرحلة في علاقته مع المغرب، لكن بعض السياسيين الجزائريين من حزب الجبهة والجنرالات لم ينسوا الأمر بل كلما أثير ملف المغرب إلا ويطرحون هذه القضية من جديد. ثم زاد في تعميق المشكل عملية محاولة اختطاف طائرة بنبلة. أما المعطيات الجديدة فهي التي وقعت أيام استرجاع الصحراء بحيث تواخذ الجزائر المغرب كونه أبرم اتفاقا سريا بمدريد لاقتسام الصحراء مع موريتانيا دون أن يخبرها، مما جعل بومدين يغتاظ ويبحث عن مخرج للتشويش على المغرب فاهتدى إلى القول أن بلاده لا أطماع لها في الصحراء وإنما تساند مبدأ عالميا يقضي بحق الشعوب في تقرير مصيرها. خاصة وان القانون الدولي عرف مجموعة من المستجدات لم تتمكن محكمة العدل الدولية من القفز عليها، لأن دول عدم الانحياز في عصرها الذهبي سبق أن نجحت في سن مبدأ داخل القانون الدولي وهو حق الشعوب في تقرير مصيرها، وبهذا المبدأ تحررت العددي من دول إفريقيا وهو المبدأ الذي استغلته الجزائر فيما يخص ملف الصحراء للانتقام من المغرب. • قد تؤمن دولة بمبدأ حق الشعوب في تقرير مصيرها، لكن المعطيات تظهر أن الجزائر لم تكتف بالإيمان بمبدأ دولي كمل تقول، بل نراها تتحرك في المحافل الدولية وتمول البوليساريو وتتدخل في الاجتماعات ضد المغرب. في حين نجد دول عربية أخرى محايدة. لماذا هذه الحمية عند الجار الشرقي؟ • في الواقع ليست الجزائر وحدها هي التي تؤيد هذا المبدأ بل هناك العددي من الدول النامية أيدت مبدأ حق الشعوب في تقرير مصيرها. أما الدول العربية الأخرى فتتعاطف مع المغرب وتعرف أن المستعمر دائما يريد خلق منطقة نزاع أو "مسمار جحا" وما وقع في العراق والكويت خير دليل على ذلك، أما لماذا الجزائر هي الأكثر تشددا فذاك مرتبط بكون زعمائها كانوا يريدون أن تقود الجزائر الدول المتحررة، اصف إلى ذلك أن الجزائر تعاني عزلة مع العالم العربي مقارنة مع المغرب رغم أنها عضو بالجامعة العربية ، فإذا أسقطنا المظاهر في علاقتها مع دولة أو دولتين، فإن الجزائر تعاني جفاء في علاقتها مع الدول العربية، وهو ما زاد من تشبثها بحلم التربع على الزعامة العربية لكن هذه الزعامة بعيدة المنال لغياب شخصية كاريزمية بالجزائر. • وهل هذا كافي لتبرير موقف قادة الجزائر العدواني ضد المغرب؟ • بعض العناصر من القيادة السياسية في الجزائر يستغلون هذه الأحداث القديمة لإشعال نار الأزمة مع المغرب ، كما أن بعض الجنرالات الجزائريين الذين كانوا في السابق ضباطا في الجيش الفرنسي ليست من مصلحتهم تحقيق مصالحة مع المغرب لأن هؤلاء الجنرالات هم من عمل على تصفية المقاومة الجزائرية خلال الاستعمار الفرنسي وهؤلاء الضباط الجزائريون هم الذين قتلوا مليون شهيد ببلادهم لأنهم كانوا ضمن وحدات الجيش الفرنسي، وهؤلاء الجنرالات لا تهمهم لا قومية عربية ولا وحدة إسلامية بل همهم هو أن تظل الجزائر تابعة لفرنسا، وبأن لا تكون لها علاقة جدية بالعالم العربي. في حين نجد الشعب الجزائري غير معني بالصراع مع المغرب، بل هو من مؤيدي بناء المغرب العربي. إلا أن رأي الشعب الجزائري غير مسموع بحكم القبضة الحديدية التي تدار بها شؤون الجزائر من طرف الجيش. • هل يمكن القول إن المغرب سقط بين كماشتين جيش جزائري عدو وجيش إسباني يتحين فرصة الانتقام؟ • نعم الجيش البري الاسباني والجنرالات الجزائريين الذين يدينون بالولاء لفرنسا هم أكثر الأجهزة تحركا ضد المغرب. • أمام هذا الوضع لماذا لا يقطع المغرب مثلا علاقاته مع الجزائر، التي لم نر منها سوى الشرور؟ • المغرب حاول قطع العلاقة مع الجزائر، لكن قطع العلاقة لا يفيد المغرب لأن سكان المناطق الشرقية تضرروا من إغلاق الحدود مع الجزائر نفس الشيء بالنسبة للشعب الجزائري الذي تضرر بدوره من إغلاق الحدود مع المغرب، كما أن الحكومة الجزائرية في وضع حرج لأنها تطالب بوحدة المغرب العربي وفي نفس الوقت تغلق الحدود مع المغرب، لكن ما ينبغي أن أعيد التنبيه إليه هو أن الشعب الجزائري لا يريد القطيعة مع المغرب عكس حكام الجزائر الذي يكرهون المغرب. وفي ظني على الحكومة الجزائرية أن تنهج سياسة واضحة في تعاملها مع المغرب • ما هي معالم هذه السياسة الواضحة؟ • أن يجلس المغرب والجزائر حول طاولة واحدة ويعملان على حل جميع المشاكل العالقة بين البلدين لأنه لا يمكن لدول المغرب العربي أن تظل في نزاع مستمر ولا يمكن أن تبقى هذه الدول مشتتة إلى ما لا نهاية. • حسب التصريحات الرسمية للمغرب فإن الجزائر هي التي ترفض الجلوس لطاولة المفاوضات؟ • المغرب عندما يقول أن الجزائر ترفض، فلأن المغرب يضع مشكل الصحراء على رأس قائمة المشاكل التي يجب حلها بين البلدين، أما الجزائر فتتشبث بوجوب طرح كل المشاكل والتداول حولها.ما هي هذه المشاكل؟ • مثلا مشكل الإرهاب، بحيث أن المغرب وموريتانيا تتهمهما الجزائر بأنهما تبنيا فكرة أمريكا في حربها على الإرهاب عكس الجزائر التي طالبت بضرورة الجلوس وتحديد مفهوم الإرهاب، كما أن الجزائر ترفض فكرة أن تكون بمثابة دركي لأوربا وهي ترى أن المغرب وموريتانيا قبلا بهذه الوظيفة دون الاستشارة مع دول الجوار. • أنت الآن تصور الجزائر وكأنها حامية القيم الكونية؟ • لا، أنا لا أتصورها كذلك، بل هي محتاطة خاصة وأن الجزائر لم يبقى لها أي تأثير في المنطقة على المستوى العربي، وبالتالي فهي تقوم بمجهود كبير للحصول على موطئ قدم داخل المجتمع العربي والدولي وبالتالي فهي مع الاستفتاء بدعوى أن ذلك هو تجسيد لمبدأ حق الشعوب في تقرير مصيرها كما قالت به المحكمة الدولية، وهي ضد التعريف الغربي للإرهاب وهي تقول إنها لن يكون شرطي حدود للدول الأوربية التي استعمرت إفريقيا وتسببت في تفقير شعوبها.وبالتالي فهذه المواقف تدخل في إطار البحث عن أرضية لتتزعم الحركة العربية. من هنا فهي تستغل ملف الصحراء للظهور بمظهر الدولة التي تدافع عن حقوق دول العالم الثالث، ولتحقيق هذا الهدف فهي لا تتردد في إتباع كل السبل حتى لا تنتزع منها هذه الصفة وتريد أن تظهر دائما في موقع الدفاع عن الشعوب الضعيفة، لاسيما بعد أن يئست من إيجاد موقع قدم في العالم العربي كما قلت