نورة ،حنان،لطيفة،أمينة،فاطمة وأخريات... وبعد ما يقارب ثلاث سنوات من الاستغلال الممنهج لمجهوداتهن، من طرف جمعية محلية تحمل اسم " الواحة " ، إرتأين الانعتاق ،ووضع لبنة لتأسيس تعاونية نسوية مائة بالمائة تحمل اسم " تعاونية تيتماتين "، التي تعني الأخوات ، حيث أكدن أنهن أخوات في الشدة والرخاء من أجل غد مشرق . كان لنا لقاء مع هؤلاء الفتيات حول العراقيل والأهداف ،فكان حديثا عفويا تختلط فيه الحسرة – بما ضاع من مجهودات – بالايمان القوي في النجاح بالرغم من كل العراقيل ومن كل الصعوبات . 1. 1. الاستغلال والاشتغال؟؟ هن مجموعة من الفتيات تركن مقاعد الدراسة،بعد أن بلغ معظمهن الثالثة إعدادي ،بينما توقف المسار الدراسي للأخريات بالأولى باكلوريا،فتيات لم تسمح لهن ظروفهن من استكمال دروب العلم والدراسة ،ليلجن النادي النسوي من أجل تحقيق آمالهن وأحلامهن عن طريق التكوين في الأعمال الحرفية التي يقدمها وبحثا عن استقلال مادي. تقول " أمينة " أنه في إطار البحث عن استقلال مادي تبلورت فكرة إنتاج الحلويات وتسويقها بين الفتيات المستفيدات - من خدمات النادي – لكن سرعان ما تلقفت الفكرة نسوة أخريات من النادي النسوي نفسه ؛ولأن الأمية هي السائدة بين هاته النسوة فقد قبلن – على مضض – العمل تحث مضلة جمعية الواحة بعد أن طلب منهن ذلك،بينما تراجعت الفتيات إلا القليل منهن بعد أن ضقن ضرعا بتصرفات أعضاء هذه الجمعية المتحكمين في التسيير الإداري والمالي ،خصوصا (أ،ع) و(ا،ح) و(ب،أ) الذين تعاملوا مع النسوة كخادمات، وللأسف دون تعويضات ولا أرباح ولا مقابل ... !! 1. 2. نادي نسوي أم مقر لجمعية ؟ !! عند مرورك من أمام النادي النسوي الوحيد ببلدة تاكموت،فقد لا تعرفه لأن لافتة كبيرة تحمل إسم "جمعية الواحة للتنمية والتضامن" هي التي تجدها على الواجهة، وتم تعويض اسم "النادي النسوي" ب " مركز التكوين" ، فيخيل لغير العارف بخبايا هذا المقر أنه في ملكية هذه الجمعية التي عرفت كيف تحول ملكا عاما شيد من جيوب دافعي الضرائب إلى ملك خاص تجول فيه كما تشاء !! لكن أن يصل الأمر إلى منع المستفيدات من ولوجه ،خصوصا الفتيات الرافضات للعمل تحث مضلة الجمعية والراغبات في تأسيس تعاونية نسوية للكسكس والحلويات فهو أمر مقبول. تقول " فاطمة " التي تكبرهن سنا، بأنها وقفت بجانب الفتيات منذ اليوم الأول من طردهن من مقر النادي النسوي من طرف الجمعية المعنية،خصوصا بعد رفضهن الانخراط بها وقيامهن بالخطوات الأولى لتأسيس تعاونية نسوية للكسكس والحلويات ؛مؤكدة أنه على الجمعية أن تبحث عن مقر لها لا أن تطرد الفتيات والنسوة من النادي الذي أنشأ وجهز من أجلهن !! وحول ظروف عملهن الحالية،تقول " أمينة " التي واكبت بين مرحلتين،مرحلة الاشتغال التعاوني الحالية وبين مرحلة الاستغلال من طرف الجمعية المعنية ، تقول بأن الظروف الحالية أكثر قسوة من حيث مكان الاشتغال إلا أنها أفضل من حيث المردود ،حيث صرحت أنه مباشرة بعد طردهن من النادي النسوي ، لإجبارهن على الرضوخ لضغوطات الجمعية في الانخراط بها وقبول عملية التسويق التي يقوم بها كلا من (ا،ح) و(ب،أ) والتي تنتهي بخفي حنين بعد الاستلاء على المردود المالي للمبيعات من طرف هؤلاء بحجة ضعف الطلب ،وهو الشيء الذي تفنده الوقائع... !! تقول " أمينة " مسترسلة في كلامها، أنه بعد عملية الطرد من النادي النسوي، وتشبتا بالأمل ،التجأن إلى مقر المركز الصحي – بناية بدون أطر – القريب من النادي النسوي من اجل الاشتغال به قبل أن يفاجئهن رئيس جمعية آباء وأولياء تلاميذ مدرسة الإمام البخاري المجاورة بطلب إياهن بالمغادرة بحجة أن المقر تستغله جمعيته كمقر لها !! قبل قيامه بقطع وصول مياه الشرب لهن لإجبارهن على المغادرة !! 1. 3. حل ترقيعي ،لكن ...؟ ! مع تعنت الفتيات واصرارهن على الاستجابة لطلبات الزبناء المتزايدة في انتاج الحلويات على الخصوص،لم يجد رئيسا الجمعيتين المحتلتين لكل من النادي النسوي و المركز الصحي بغير وجه حق ،إلا الاتفاق على منحهن قاعة بئيسة وصغيرة جدا ، ثم اقتطاعها من المركز الصحي، لا تتوفر فيها أبسط مقومات العمل ،كما تم تسليمهن بعض الفتات من تجهيزات النادي الخاصة بالحلويات والتي مولت من مالية الدولة لفائدة نسوة بلدة تكموت ،بينما تم حجز باقي التجهيزات من طرف رئيس جمعية الواحة التي رفعت شعار التنمية والتضامن ،فغاب الاثنان معا ،وحل محلهما التسلط والاستغلال !! 1. 4. النقطة التي أفاضت الكأس؟ ! تذكر " فاطمة" أن مسألة الاستغلال كان لابد لها ان تتوقف ،خصوصا وان هدف الفتيات في استقلال مادي لم يتحقق ،بل ضاع الرأسمال وضاعت الارباح... !!تقاطعها " نورا" موضحة بأن عملهن لصالح الجمعية ،توقف مباشرة بعد مشاركتهن في مهرجان المنتوجات المحلية الذي نظمته إحدى الشبكات الجمعوية ،حيث تم تسليمهن ظرفا فارغا أمام الملأ ،بعد أن وعدن بتسلم مبلغ زهيد لا يتجاوز خمسمائة درهم لكل عارض ؛ تسترسل " أمينة " مؤكدة أن أمر الإخلال بالوعود تكرر مرات عدة كان من بينها مشاركتهن في نشاط نظمته الجمعية المعنية بتمويل من المعهد الملكي للثقافة الامازيغية ، حيث تم تكليفهن بإنتاج الحلويات على شرف ضيوف النشاط وكذا المشاركة في خيمة العرض،إلا أنهن لم يتسلمن فلسا واحدا مقابل مجهوداتهن،قبل أن يتفاجئن بالطرد من النادي النسوي ؟ ! 1. 5. أحلام صغيرة : معظم الفتيات اللواتي شاركناهن الحديث ،يعتبرن التعاونية فضاء لتبادل الهم اليومي المشترك،ف " حنان " ترى التعاونية مكانا للتعلم من اللواتي يكبرنها سنا ووسيلة للتعلم الذاتي ،بينما تسرد " فاطمة " تجربتها المخضرمة مع الجمعية والتعاونية ،وكيف تعلمت الاعتماد على النفس من أجل أن تتمتع باستقلالها المادي وكيف اكتشفت أن كل ما يلمع ليس ذهبا !! حيث صرحت أن التعاونية هي نتيجة الوعود الزائفة التي أطلقها أعضاء الجمعية والتي لم يتحقق منها إلا الاستغلال والتشريد والمعاناة. و اختتمت " أمينة " حديثها عن أهدافهن المستقبلية بقولها بأن نجاحهن هو نجاح للمنطقة بأسرها ،داعية المسؤولين إلى النظر في معاناتهن وإيجاد الحلول في أقرب الآجال ،وعلى رأسها عودتهن للعمل و التكوين في النادي النسوي مؤكدات على قدرتهن على تسييره بعيدا عن تطفل أي كان .