بإحدى أحياء مدينة الرشيدية يوجد مقر جمعية أم البنين للعناية بالأسرة، هذه الجمعية استطاعت بإمكانياتها البسيطة أن توفر ل28 امرأة توجد في وضعية صعبة دخلا ماديا مناسبا عبر مشروع إنتاج الخبز البلدي والكسكس والحلويات، كما تقوم الجمعية بالعديد من الأنشطة من قبيل الترشيد الأسري حيث فتحت الجمعية مركز استماع تعرض فيه النساء حالاتهم الاجتماعية وعلى ضود ذلك تعمل الجمعية على حل الخلافات الزوجية في إطار الصلح ما استطاعت إلى ذلك، لكن إذا استعصى الأمر فإنها لا تتردد في مباشرة المسطرة القانونية عن طريق محام تابع للجمعية. وكما تنشط الجمعية في مجال محو الأمية والتوعية النسوية. وتملك الجمعية برنامجا طموحا في المجلات المذكورة سالفا ومجالات أخرى تربوية واجتماعية وتنموية لكنها في حاجة إلى من يتبناها سواء من المستثمرين أو المتطوعين أو من الجهات الوصية، خصوصا وأن الجمعية امكاناتها محدودة كما تحكي رئيسة الجمعية. فاتحة الشوباني رئيسة جمعية أم البنين للعناية بالأسرة ل»التجديد»:استطعنا دمج 28 امرأة في مشاريع مساهمة في الدخل ونطمح ليصل العدد إلى 150 من أجل الاطلاع عن تجربة جمعية أم البنين للعناية بالأسرة بالرشيدية زارت «التجديد» مقر الجمعية واطلعت على انجازاتها ومشاريعها وحاورت رئيستها السيدة فاتحة الشوباني التي تحكي عن البداية والتحول والمشاريع المستقبلية كما تحكي عن واقعها والامكانات المحدودة والمشاريع التي تنتظر من يتبناها ويدعمها. وهذا نص الحوار: متى تم تأسيس جمعيتكم؟ وما هي أهم أهدافها؟ تأسست جمعية أم البنين في 71 دجنبر من سنة 0002, وجعلت من بين أهدافها العناية بالأسرة ورفع مستوى الوعي بالحقوق والواجبات داخلها ورفع مستوى التعليم والتربية لأفرادها والعمل على العناية بالأسرة في وضعية صعبة وخصوصا المرأة، ولتحقيق هذه الأهداف عملنا على أجرأتها إلى ثلاثة محاور: محور التربية والتكوين ومحور التنمية ومحور الاستماع والتشخيص عن طريق مركز الاستماع والذي تم تأسيسه سنة 4002. ولما بدأت الجمعية عملها داخل مركز الاستماع تعرفنا من خلاله على واقع الأسرة المغربية عن قرب فاستطعنا خلال خمسة عشر شهرا استقبال 866 حالة منها 302 امرأة فقيرة و641 امرأة مطلقة و981 أسرة متخلى عنها من قبل الزوج. هذه الأرقام دفعتنا إلى التفكير بجد لإيجاد حل مناسب لهؤلاء النسوة خاصة أنهن يقبلن على المركز تلقائيا وكان الإلحاح من قبلهن من أجل فعل أي شيء لأجلهن لإنقاذهن من الفقر، ففكرنا حينها في وضع أولويات في خطة عملنا فقررنا إنشاء مشاريع مدرة للدخل لصالح النساء انسجاما مع أهداف الجمعية المتمثلة في التنمية. ما هي أولى خطوات عملكم للمشاريع المدرة للدخل؟ عندما تقصد المرأة مركز الاستماع فإنها تقوم بملأ استمارة وتحكي عن واقعها فنسعى لإيجاد حلول لمشاكلها الأسرية، غير أنه بعد دراستنا للاستمارات توصلنا إلى أرقام مخيفة جعلتنا نفكر في حل لهؤلاء النسوة على قدر إمكانيتنا، فبدأنا بمشروع إنتاج الكسكس بإمكانيات جد بسيطة، حيث باشرنا العمل مع بعضهن بعدما قبلن بشروط العمل والمتمثلة في كون المشروع قابل للربح وللخسارة، وفعلا استطعنا أن ننجح في ذلك لننتقل إلى مشروع إنتاج الخبز البلدي. لماذ فكرتم في مشروع إنتاج الخبز البلدي؟ وكم عدد النساء المستفيدات؟ لما بدأ عدد النساء المحتاجات يكثر فكرنا في مشروع آخر بعد مشروع الكسكس، فكانت النتيجة أن قررنا البداية في مشروع إنتاج الخبز البلدي، فقمنا باستدعاء التجار وعرضنا عليهم المشروع، منهم من استجاب للفكرة فبدأ يتعامل معنا، وأخيرا كثر الطلب على الخبز من قبل التجار غير أن إمكانيات عملنا بسيطة فنحن نطمح لرفع كمية الإنتاج من أجل تغطية السوق لكن مازلنا ننتظر جواب كل من وزارة التنمية والتضامن الاجتماعي ومؤسسة التعاون الوطني بعدما وضعنا لديهما مشروع عقد شراكة لفائدة النساء. ورغم أننا لا نتوفر على أي دعم من أي جهة فقد استطعنا دمج 82 امرأة في مشاريع مدرة للدخل 61 امرأة في مشروع إنتاج الخبز البلدي وثماني نساء في مشروع الحلويات وأربع نساء في إنتاج الكسكس. وهكذا انخرطت النسوة في عملية إنتاج الخبز البلدي عبر مراحله التقليدية المعروفة والذي يتميز بمواصفات صحية، وأصبح عليه إقبال خاصة من قبل الطبقة الميسورة لأن ثمن الخبزة الواحدة هو ثلاث دراهم وخمسون سنتيما. ما هي آفاق عملكم الجمعوي؟ وهل استطعتم تحقيق أهدافكم المبرمجة؟ طموحنا أكبر من هذا فما زالت أهدافنا لم تتحقق بعد بالشكل المطلوب خاصة المتعلقة بمحور التنمية، فمن خلال الدراسة التي أعدتها الجمعية نطمح أن تستفيد من المشروع 051 امرأة في وضعية صعبة، ولتحقيق هذا ينبغي توفير إمكانيات كبيرة وتقديم الوزارة الوصية دعما لنا من أجل رفع الدخل الفردي للمرأة المستفيدة وفتح نقط بيع ونصل إلى مستوى تعاونيات فمثلا المشروع الذي قدمناه لوزارة التنمية يضم ثلاث محاور: المحور الأول يتعلق بإنتاج الخبز والحلويات والكسكس المحور الثاني يتعلق بمشروع محو الأمية والثالث يتعلق بتأهيل المستفيدات لإنشاء تعاونيات منتجة لأن الهدف هو اندماج نساء في تعاونيات واحدة خاصة بالخبز وواحدة خاصة بالحلويات وأخرى خاصة بالكسكس وتبقى مسؤولية الجمعية تتمثل في متابعة العمل ومردوديته والإشراف عليه، كما أنه لدينا مشاريع قيد الدراسة من قبيل إنتاج المربى بالطريقة التقليدية والمتوفر على مواصفات صحية. عموما لدينا مشاريع طموحة لكنها تبقى في انتظار دعم الوزاراة الوصية أو جهات أخرى. كيف تتعاملون مع النساء المقبلات على مركز الاستماع هل تباشرون القضايا القانونية، أم تكتفون بالاستماع؟ لما تقصد المرأة مركز الاستماع نتركها تتكلم لنحدد من خلال ذلك مكامن الخلل، وفي حالات الخلافات الزوجية نحاول إصلاح ذات البين، لكن عندما تقرر المرأة الطلاق وتصر عليه فإننا نقدم لها المساعدة القانوينة، ولا بد من الإشارة إلى أنه يوجد ضمن المتطوعين العاملين معنا محامي يباشر مثل هذه الملفات أمام القضاء.وما ينبغي التركيز عليه هو أن الكثير من أسباب المشاكل الأسرية من خلال الحالات المعروضة علينا تعود إلى تعاطي الزوج للخمر. إضافة إلى عمل مركز الاستماع نقوم بتنظيم العديد من الأنشطة والمتمثلة في برمجة العديد من المواضيع الأسرية التوعوية والتربوية تحت إشراف بعض الأطر التربوية واستطعنا من خلال هذا إدماج العديد من الحالات في البرنامج خاصة النساء، لأن الرجال غالبا لا يقبلون على هذه الأنشطة ونحن نؤطر حاليا حوالي 06 امرأة واستطعنا من خلال ذلك تخفيف العديد من الخلافات الزوجية. هل هناك أنشطة أخرى موجهة للمرأة تنظمها جميعيتكم؟ هناك برنامج محو الأمية وتشرف عليه إحدى المعطلات وتستفيد منه النساء وضمنهم المستفيدات من مشاريع الجمعية المدرة للدخل، فنحن في إطار عملنا نسعى دائما إلى الرفع من مستوى وعي المرأة بواقعها. كلمة أخيرة... نحن في بداية السنة الدراسية الجديدة نطمح لأن نحقق الأفضل في النهاية، خاصة بعد الخطاب الملكي حول المبادرة الوطنية للتنمية البشرية والذي كان وقفة حقيقية، إذ بدأنا نتعاطى مع واقعنا بشكل موضوعي فالمطلوب من جميع العاملين سواء جمعيات أو هيئات المجتمع المدني والفاعلين أن يبادروا بالإمكانيات المتاحة من أجل المساهمة في الرقي بوطننا. مستفيدات من مشاريع الجمعية ل»التجديد»: نتمنى أن تدعم الدولة الجمعية من أجل أن تتحسن أحوالنا بمقر جمعية أم البنين توجد العديد من النسوة يباشرن أعمالهن خاصة مع اقتراب شهر رمضان، ففريق منهن يقوم بإنتاج الخبز البلدي وأخر يطهي الحلويات (الشباكية)، وخلال غمرة انشغالهن أخذنا بعض التصريحات منهن: الحسنية (أرملة وأم لستة أطفال): بعدما توفي زوجي لم أجد عملا فلجأت إلى هذه الجمعية بعدما سمعت عنها من بعض النسوة والحمد لله على كل حال. الحالة مستورة. البتول (أم لثلاثة أطفال): زوجي رجل ضرير ولدي ابن معاق وأنا التي أتكلف بمصاريف أسرتي الصغيرة، ما نرجوه أن تساعد الدولة هذه الجمعية من أجل أن تتحسن أحوالنا وتستفيد نساء أخريات. فاطمة ( أم لستة أطفال متخلى عنها): تركني زوجي منذ مدة دون معيل، ولحد الآن لا نعرف مكانه وهناك من يقول لنا إنه بمدينة وجدة، فاشتغلت كثيرا في البيوت غير أنني لم أستطع الاستمرار لطبيعة العمل فلجأت إلى هذه الجمعية، والحمد لله فعملي الجديد جعلني أوفر وقتا لرعاية أبنائي، حيث أعمل يوما وأخصص يوما آخر لتولي شؤون أبنائي. سعاد (مشرفة): أعمل كمتطوعة مع الجمعية فأعمالي تتمثل في السهر على عملية إنتاج الخبز البلدي من البداية حتى النهاية فأسهر على أن يكون الإنتاج في مستوى جيد من حيث طريقة العجين وغيرها من الطرق، كما أنني ألمس حماسا في النسوة عند إقبالهن على العمل. جمعية أم البنين للعناية بالأسرة في سطور تأسست الجمعية بتاريخ 17 دجنبر سنة 2000 هدف الجمعية المركزي:العناية بالأسرة تربويا واجتماعيا وماليا الأهداف التفصيلية: المساهمة في إدماج الأسرة في التنمية الدفاع عن حقوق كل أطراف الأسرة مساعدة النساء والفتيات في وضعية صعبة تحسين المستوى التعليمي والتربوي للأسرة مشاريع الجمعية المدرة للدخل: مشروع إنتاج الخبز البلدي مشروع إنتاج الكسكس البلدي مشروع الحلويات أنشطة أخرى: مركز الاستماع ندوات ومحاضرات في مجال الترشيد الأسري محو الأمية