إمرأة كباقي النساء لكن ما هو زائد عندها هو مثابرتها و عملها الدؤوب بل عزيمتها القوية التي جعلتها تتحدى كل العوائق الاجتماعية و المادية لتكون من نفسها شخصية ليست كالشخصيات النسائية العادية بعد حصولها على جائزة « خميسة « سنة 2005. و رغم أميتها التي بدأت في محاربتها و في نفس الوقت محاربة فقرها و فقر العديد من النساء اللواتي انخرطن معها في العمل الجمعوي بعد تأسيس جمعية التوفيق لتنمية المرأة فسح لها المجال لتدخل هذا العالم بتجربة متواضعة في بداية الأمر ليصبح لها بعد ذلك صيت محلي، جهوي و وطني في هذا المجال حيث شاركت في عدة معارض على عدة أصعدة بمنتوجات من صنع المنخرطات و المتكونات في الجمعية و آخرها المعرض الجهوي للإقتصاد الاجتماعي و التضامني للجهة الشرقية التي احتضنته مدينة وجدة. المناسبة كانت فرصة سانحة « للعلم « للدردشة بشكل سريع مع فاطمة لكحل رئيسة ذات الجمعية هذا ما ورد فيها: س: ما هي دوافع تأسيس جمعية التوفيق لتنمية المرأة وما هي أهم المنجزات التي حققتها وأنت ترأسينها؟ ج: أولا اسمحوا لي أن أقول لكم و للرأي العام أن جمعية التوفيق هي جمعية نسوية تهتم بتنمية المرأة القروية و الحضرية في نفس الوقت و أسست خصيصا لتنمية هذه الفئة ومحاربة الفقر في الأوساط النسوية بشكل عام من أجل تحقيق ذاتها اعتمادا على نفسها و بدعم من الجمعية و مشاركتها و إشراكها في المجال الإقتصادي و الاجتماعي لكونها تعد مؤسسة أسرية تحتل مكانة مهمة و أساسية في المجتمع المغربي بشكل عام و المنطقة الشرقية بشكل خاص. أما أهم المنجزات التي حققتها الجمعية في المرحلة التي أترأسها تمثلت في تكوين عدد مهم من النساء مكنهن هذا التكوين بفضل مجهودات أطر كفؤة ساهمت مع الجمعية في ذلك الولوج في قطاعات كانت لها الأثر الإيجابي على حياتهن الإجتماعية و المادية أهمها تربية الماعز، الأرانب، صناعة الكسكس يدويا، خياطة الأفرشة و خياطة الملابس... س : كنت ضمن المتوجات كامرأة من الجهة الشرقية بجائزة «خميسة» كيف جاء ذلك التتويج ؟ ج : كانت البداية سنة 2003 حين حصلت على قرض صغير قدره 1000 درهم من مؤسسة الكرامة للقروض الصغرى حيث اشتريت به شاتين التي ولدتا في نفس السنة و بعد تسديدي للمبلغ حصلت على قرض آخر لكن برقم زائد و استثمرته في نفس الميدان ( شراء الغنم ) و مع تكاثر القطيع بقيت أحصل على قروض متزايدة إلى أن وصل في ملكي 180 رأس من الغنم الشيء الذي أكسبني ثقة المؤسسة القارضة و إعجابها بعملي ومجهوداتي الخاصة و الشخصية التي بذلتها من أجل تطوير نشاطي الذي كان في بدايته بسيطا فاقترحتني في هذه المسابقة التي تباريت فيها مع نساء لهن صيتها في اختصاصات أخرى و كنت ضمن الفائزات بجائزة « خميسة « سنة 2005 التي جرت مراسيم توزيعها على الفائزات بها من قبيل قائمة بلعوشي، زينب بن عبد الجليل، مريم العوفير و أخريات... بمدينة مراكش الشيء الذي حفزني على المزيد من العطاء و المثابرة و من بينها تأسيس هذه الجمعية لفائدة النساء. ولاتفوتني الفرصة بهذه المناسبة أن أشكر جزيل الشكر مؤسسة الكرامة التي ساعدتني على الوصول إلى ما أنا عليه الآن و نفس الشكر و العرفان بالجميل لكل من مديرية الفلاحة بوجدة، و ولاية الجهة الشرقية المؤسسات الثلاث التي كرمتني بعد عودتي من مراكش متوجة بجائزة «خميسة» في حفلات متفرقة س: كيف ترين آفاق الجمعية و ما هي البرامج المسطرة لتكون الأهداف التي أسست من أجلها الجمعية قد تم التوصل إليها ؟ ج: جمعيتنا إنشاء الله لها آفاق واعدة في المجالات التي تهتم بها رغم أني أمية لكن لم يكن عندي تأخير لأفكر في محاربة أميتي عن طريق الذهاب لتلقي دروس محوها والتفكير في القضاء على الفقر في الأوساط النسوية حيث سطرت أنا ومسؤولات أخريات بالجمعية تعملن في ميادين مختلفة عني كالأخت جميلة دليل التي تشتغل في ميدان الخياطة ولها ما يكفي من الخبرة والدراية في هذا الميدان لتعطي دروسا وتكوينا للراغبات في تعلم الخياطة حيث سنعمل على إحداث مصنع للكسكس سيشغل حوالي 60 إمرأة لها اختصاصات في الكسكس الغليظ (بركوكش)، الكسكس الرقيق (السفة) والكسكس العادي الذي يتداوله كل الناس ولهذا الغرض تم تخصيص مقر لهذا المصنع مساحته 120 م مربع من طرف الجمعية والتجهيزات ستتكلف بشرائها المبادرة الوطنية للتنمية البشرية ومشروع آخر يتعلق بإحداث مصنع لحياكة الملابس الجاهزة منها العصرية والتقليدية وهو في إطار الدراسة، أما مشروع تربية الأرانب فسنعمل على عقد شراكات مع احدى الضيعات من أجل توسيع المشروع باستعانة مختصين في هذا المجال من الولادة إلى التربية والتسمين ونفس العملية ستعرفها تربية الماعز والأكباش. كما نتوفر على دراسة جاهزة فيما يتعلق بتربية الدواجن من مرحلة التبييض إلى مرحلة الذبح مع المحافظة على جميع الضوابط المتعامل بها في المحلات المختصة في ذلك لكن بأرخص ثمن و بطرق عصرية وموازاة مع ذلك سيتم استغلال اليد العاملة النسوية في صنع الحلويات البلدية مثل كعب الغزال، الكعك، الشباكية، المقروط...