إن صفة الأمير و الأميرة ممنوح حاليا بالمغرب لولي العهد الأمير مولي الحسن و زوجة الملك محمد السادس الأميرة لالة سلمى و شقيق جلالته الأمير مولاي رشيد و شقيقات جلالته الأميرة لالة مريم و الأميرة لالة أسماء و الأميرة لالة حسناء و عمات الملك شقيقات الملك الراحل الحسن الثاني الأميرة لالة مليكة و الأميرة لالة عائشة و الأميرة لالة أمينة و لأرملة الأمير الراحل مولاي عبد الله الأميرة لمياء الصلح و أبنائها الأمير مولاي هشام و الأمير مولاي اسماعيل و الأميرة لالة زينب. و صفة صفة أميرة ممنوحة لحفيدة واحدة ، من بين أبناء و بتات شقيقات الملك محمد السادس، إنها الأميرة لالة سكينة بنت الأميرة لالة مريم. و كان هذا قرار اتخذه الملك الراحل الحسن الثاني. و بالنسبة للذكور يكون إسمهم مسبوقا بمولاي سواء كانوا أمراء أو لم يكونوا، أما بالنسبةللإناث يكون إسمهن مسبوقا بلالة سواء كن أميرات أم لا . و هذا ما جرت عليه العادة بالمغرب على امتداد قرون خلت. المغاربة و الأميرات لقد ظلت حياة و شؤون الأميرات بالمغرب تستقطب أنظار المواطنين البسطاء. و لازال المغاربة يتطلعون إلى معرفة الشاردة و الواردة عن الأميرات. لقد كانت ، ولازالت لذا المغاربة رغبة دائمة و مستمرة و حنين خاص لمتابعة أخبار العائلة الملكية. و مع شحة المعلومات في هذا الصدد، و اعتبارا لشدة حبّ الاستطلاع المعروف عن المغاربة كان دائما الاهتمام بالغا بكل ما يشاع أو يُزعم. و يكاد المغاربة لا يعرفون إلا القليل عن الحياة الخاصة للأميرات و طريقة عيشتهن وميولاتهن وهواياتهن. و لعل هذه الرغبة الجامحة في الاطلاع على كل ما يجري و يدور بالقصر الملكي منذ أن كان من المحرم الحديث عن كل ما له صلة بها، هي التي تفسر الموجة الكبيرة لاهتمام الصحافة المستقلة بأخبار المؤسسة الملكية. و ذلك باعتبارها تحظى باهتمام واسع من طرف فئات الشعب قاطبة لما تشكله المؤسسة الملكية في موقع القرار السياسي على امتداد تاريخ البلاد. و مهما يكن من أمر ، فإن هذه الظاهرة قل نظيرها على امتداد العالم العربي. و فعلا ظل المغاربة يتطلعون إلى معرفة تفاصيل عن حياة الأميرات. و ظل هذا التطلع يكبر مع سيادة إحكام الطوق على كل ما يرتبط بالقصر و العائلة الملكية. لا سيما و أن القائمين على الأمور عندنا ظلوا يتعاملون مع هذا الموضوع بطريقة مخالفة تماما على ما هو سائد في مختلف دول العالم، خصوصا في البلدان التي تعتمد الملكي. حيث أن المواطنين هناك يعرفون الشادة و الفادة عن أمرائهم، بل هناك وسائل إعلام تخصصت في هذا المجال دون غيره. و هناك بعض الأنظمة تجاوبت مع رغبة المواطنين و نظمت قنوات خاصة للتواصل مع وسائل الاعلام لتمكينها من الأخبار و تثبيت كل ما ترغب في نشره. أما عندنا فعالم الأمراء و الأميرات مازال محاطا بجدار سميك من السرية مما يساهم أحيانا كثيرة في سريان الإشاعات و التصورات التي لا تمت بصلة بالواقع، و هذا طبيعي بفعل دافع المواطن العادي التوصل إلى أكبر حجم من المعلومات بخصوص أناس يعتبرهم من خيرة قوم البلد و من أهمهم. و مع عهد الملك محمد السادس تصدع ذلك الجدار السميك، و فًتحت عبره نافذة جعلت المغاربة يتعرفون على جملة من المعلومات كانوا بالأمس القريب يحيكون بصددها حكايات و تصورات خيالية أحيانا كثيرة. و عموما يظل ظهور الأميرات مستحب لذى المغاربة لا سيما النساء لأنهن يستحسن كثيرا معاينة طريقة لبسهن و زينتهن و حليهن و جواهرهن و حفائبهن و أحديتهن... فكل ما ظهرت أميرة في وسائل الإعلام أو مباشرة في مناسبة من المناسبات يقمن النساء بكشف تمحيصي كلما توفرت لهم الفرصة لمعاينة إحدى الأميرات. حياة الأميرات كيف تعيش الأميرات؟ و كيف يقضين يومهن؟ و كيف يتصرفن في حياتهن العادية؟ إنها أسئلة ظلت تشغل بال المواطن و المواطنة البسيطين. و قد يكون الجواب أن حياة سموهن لا تختلف كثيرا عن حياة الأسر الميسورة بالمغرب لكن مع احترام جملة من المقتضيات المفروضة بروتوكوليا. إلا أن جوابا من هذا القبيل لا يشفي غليل فضول المواطنين باعتبار أنهم يتصورون أن الأميرات ليس كباقي نساء المملكة. طبعا سيكون من غير المتصور أن يعاين المرء أميرة من الأميرات تتجول بأسواق المدينة أو تظهر في أماكن يتوجه إليها كل الناس، علما أنه من العادي جدا مصادفتهن أحيانا كثيرة على سيارتهن بأحد شوارع العاصمة. و في هذا الصدد يقر الكثيرون من المقربين من القصر الملكي أن الأميرة لالة أسماء كانت ترافق أبناءها إلى المدرسة كما تفعل أي أم مغربية. و عموما يمكن القول، دون مجانبة الصواب، أن الأميرات بالمغرب يعشن حياة قريبة من حياة العائلات المغربية الميسورة لكن بهامش أقل بخصوص حرية التصرف و التحركة بفعل قواعد البروتوكول المفروض على سموهن احترامها بدقة. لكن و رغم هذا من الممكن أن نصادف إحدى الأميرات في محلات عمومية أو شبه عمومية. و في هذا الصدد صادفت إحدى المغربيات يوما الأميرة لالة حسناء بإحدى محلات الحلاقة الراقية بمدينة باريس و قلت أنها تبادلت مع سموها أطراف الحديث و قد رأتها متواضعة غاية التواضع إلى حد لا يحسبها المرء أنها أميرة. كما أن عمال فندق سفير بمدينة القنيطرة أكدوا أن إحدى الأميرات تناولت عصيرا بمقصف الفندق بشكل عادي ة متواضع جدا لدرجة أنهم استغربوا للأمر. لكن القاعدة تظل هي أن الأميرات يخضعن لجملة من القواعد البروتوكولية تفرض عليهن أن يكن محاطات بالحراسة و أن لا يظهرن في أي مكان. كما أن إقامتهن ببير قاسم الخاضعة للحراسة اللازمة تجعل حياتهن الخاصة تبدو و كأنها مطبوعة بشيء من السرية أو الانزواء. و مع ذلك تظل حفلات زفاف سموهن مناسبات سمحت باقتحام حياتهن الخاصة من طرف المغاربة لمشاركتهن في فرحة العمر. و هذا ما تم فعلا سنة 1986 بفاس في حفل قران الأميرة لالة مريم مع فؤاد الفيلالي، و بمراكش سنة 1987 بمناسبة حفلات زفاف الأميرة لالة أسماء بخالد بوشنتوف، و بالرباط سنة 1991 في حفلات زفاف الأميرة لالة حسناء بالدكتور خالد بنحربيط. و كانت كلها مناسبات شاركت فيها مختلف فئات الشعب المغربي القصر الملكي فرحته. و خلافا لما كان المغربة يعتقدونه عادة أو قاعدة فكل أزواج الأميرات الثلاثة لا ينحدرون من العائلة الملكية و إنما من عائلات مغربية مرموقة لها مكانتها في المجتمع. الأميرة لالة مريم الأميرة الأكثر ظهورا الأميرة لالة مريم أول بكرة أبناء و بنات الملك الحسن الثاني، إنها أول طفلة رًزق بها جلالته يوم 26 غشت 1962 ، و كان مسط رأسها بروما بالديار الإيطالية لما كانت العائلة الملكية تقضي العطلة الصيفية هناك. تابعت سموها دراستها بالمدرسة المولوية و المعهد الملكي بالقصر الملكي و جامعة محمد الخامس بالرباط. حصلت على شهادة الباكالوريا في يونيو 1981، و بعد نهاية دراستها سافرت إلى باريس للخضوع لتدريب طويل بمقر اليونسكو هناك. و منذ حصولها على الباكالوريا عينها جلالة الملك الحسن الثاني رئيسة لمصالح الأعمال الاجتماعية للقوات المسلحة الملكية في 6 مارس 1982. تزوجت الأميرة سنة 1984، و كانت حفلات زفافها حدثا وطنيا بارزا، و لم يكن سنها آنذاك قد تعدى 22 ربيعا. و أًقيمت الاحتفالات و المراسيم بمدينة فاس ابتداءا من يوم 15 سبتمبر 1984. لقد تزوجت الأميرة لالة مريم بفؤاد الفيلالي، من مواليد سنة 1957، و هو نجل عبد اللطيف الفيلالي الوزير الأول و وزير الخارجية الأسبق. و قد سبق لفؤاد الفيلالي أن أدار شؤون مجوعة “أونا”، أومنيوم شمال إفريقيا، و هي المجموعة الاقتصادية الأولى بالمملكة حيث تمثل مبيعات فروعها نحو 10 في المئة من الانتاج الاجمالي للبلاد و تحقق أكثر من 23 في المئة منها دوليا. كما أن منظومة “أونا3 و شركاتها و فروعها المدرجة في البورصة المغربية تمثل ما يناهز 60 في المئة من قيمة السوق الاجمالية. و من المعلوم أن مؤسسة تدبير مساهمات العائلة الملكية “سيجر” تمتلك 35 في المئة من رأس مال “أونا”. و أصبحت الأميرة لالة مريم أًمّا بوضعها مولودتها الأولى يوم 30أبريل 1986 ، و التي اختار لها جدها الملك الحسن الثاني إسم الأميرة لالة سكينة و كانت قرة عينه، تعرف غليها المغربة عندما كانت تظهر رفقة جدها و جلالته يحضنها على الدوام. و رًزقت الأميرة لالة مريم بمولودها الثاني يوم 2 يوليو 1988، مولاي إدريس الذي يتابع دراسته حاليا. و في سنة 1997 تطلقت الأميرة لالة مريم من فؤاد الفيلالي، و كان الإعلان الرسمي عن الطلاق بمثابة القضاء على إحدى الطابوهات، و الجهر بأن أي غمرأة مغربية، حتى ولو كانت أميرة، لا يمكن أن تًجبر على البقاء مع زوج لا يسعدها في حياتها. و اهتمت الأميرة منذ نعومة أظافرها بإشكالية المرأة و الطفل بالمغرب و العالم العربي حتى قبل أن تترأس سموها المرصد الوطني للطفولة و هي شابة. لقد كانت من أولى المنخرطات في مطالبة المصادقة على الاتفاقية العالمية لحقوق الطفل. و قد قالت سموها في هذا الصدد : ” الأهمن ليس هو العالم الذي سنتركه لأطفالنا، و إنما الأطفال الذين سنتركهم لهذا العالم”. و بالإضافة للمهام التي اضطلعت بها، كلفها الملك الحسن في مايو 1999 برآسة مؤسسة الحسن الثاني للمغاربة المقيمين بالخارج. و قد أعلن جلالته عن هذا التكليف بمناسبة الكلمة التي ألقاها جلالته بباريس عند اسقباله الجالية المغربية بالخارج. و عموما اضطلعت الأميرة لالة مريم بعدة مهام، لاسيما في المجالين الاجتماعي و الثقافي. إنها رئيسة الجمعية المغربية لدعم و مساندة اليونسيف و رئيسة المرصد الوطني للطفل و رئيسة مؤسسة الحسن الثاني للمغاربة المقيمين بالخارج و رئيسة مؤسسة الحن الثانيلقدماء المحاربين. و منذ يوليو 2001 اضطلعت سموها بهمة سفيرة لليونيسكو. و قد عملت على تفعيل حقوق المرأة و الطفل و الدفاع عنها. و قد ترأست سموها الوفد المغربس المشارك في لقاء لبنان حول موضوع ” المرأة العربية و النزاعات المسلحة”. كما عينها الملك محمد السادس رئيسة للاتحاد النسائي المغربي لتخلف الأميرة الراحلة لالة فاطمة الزهراء العزيزية. و تعتبر الأميرة لالة مريم أكثر الأميرات ظهورا في وسائل الإعلام و تمرسا في الميدان الاجتماعي، و هو الميدان الذي خبرته و خبرها منذ أن كان سن سموها 20ربيعا، الشيء الذي جعل الملك محمد السادس يرقيها إلى رتبة كولونيل ماجور اعتبارا للمجهودات التي بدلتها كمشرفة و قائمة على مصالح الأعمال الاجتماعية للقوات المسلحة الملكية. إن المهام الكثيرة التي اضطلعت جعلتها كثيرة السفر و السفريات عبر العالم، و بذلك ظلت سموها أكثر سفرا إلى الخارج من شقيقتيها الأميرة لالة حسناء و لالة أسماء. و يرى المقربون في سموها الأميرة المتواصعة، تحب السفر كمسافرة عادية مع عموم الناس، و تهوى العيش ببساطة و أكل الساندويتش. و قد أكد هذا الوصف جملة من الأشخاص حظوا بلقاء سموها و معاينتها عن قرب. و هذا كذلك ما أكدته سيدة إلتقتها بالديار الفرنسية عند إحدى صديقاتها التي تقوم سموها بزيارتها من حين لآخر هناك. لكن كيف يرى شباب المهجر الأميرة لالة مريم؟ عبر موقع إلكتروني بشبكة الأنترنيت فتح المجال لبعث برقيات للأميرات بمناسبة أعياد ميلاد سموهن يتبين أن شباب المغرب بالمهجر (الجيل الثالث) يرى الأميرة لالة مريم تجسد الجمال العربي الأصيل المقرون بالرزانة المحسوبة بدقة. و قد أجمعت الأغلبية الساحقة لتلك البرقيات افلكترونية على القول بأن سموها “كول” و “كلاسيك” و هو في عرف الشباب يعني الرزانة و القلانية و الأصالة، و هذا بالنسبة للذكور. أما بالنسبةللإناث فقد أجمعن على القول أن الأميرة لالة مريم جميلة و حكيمة و رزينة رزانة علمية عقلانية، و أن سموها تمثل فحوى الجمال العربي الأصيل عندما تظهر مرتدية القفطان المغربي. و تقول إحدى الشابات ، إن مظهر سموها بالقفطان يكاد يكون ملائكيا. هكذا يرى الشباب المغربي بالمهجر الأميرة لالة مريم أكثر الأميرات نشاطا و ظهورا على المستوى الإعلامي. الأميرة لالة حسناء تابعت دراستها بالمدرسة المولوية و المعهد الملكي بالقصر الملكي بالرباط، و حصلت سموها على شهادة الباكالوريا ( شعبة الأداب العصرية) بميزة سنة 1985. كانت مراسيم خطوبة سموها بالدكتور خالد بنحربيط المزداد سنة 1959 ، بمدينة فاس يوم 13 دجنبر 1991 و أقيمت حفلات الزفاف بالرباط يوم 8 سبتمبر 1994. و أصبحت سموها أما يوم 15 ديسمبر 1995 بانجابها أول مولود لها، و كانت أنثى اختار لها الملك الراحل الحسن الثاني اسم لالة أميمة . و في يوم 20 أكتوبر 1997 و ضعت الأميرة طفلة ثانية، حملت غسم لالة علية. و منذ نعومة أظافرها وجهها والدها نحو الاهتمام بالبيئة ، لتهتم بالحفاظ عليها و حمايتها و العمل على تفعيل الوعي البيئي بالمغرب. اضطلعت الأميرة لالة حسناء برئاسة جملة من الجمعيات، من ضمنها جمعية مساندة الأطفال المرضى و قرى الأطفال ( SOS ) و جمعية الإحسان و العصبة الوطنية لموظفات القطاع العمومي و الجمعية لعلم اآثار و الثرات. كما تترأس سموها مؤسسة محمد السادس للحفاظ على البيئة منذ تأسيسها في صيف 2002. و سموها هي التي كانت وراء جملة من البرامج أضحى يعرفها الصغير و الكبير بالمغرب، لا سيما “بونظيف” و برنامج “المدن المزهرة” و برنامج “المفاتيح الخضراء” و “الأحياء الايكولوجية” و “المدارس الإيكولوجية”، و كلها تعتبر لبنات لاستراتيجية رامية إلى تكريس وعي إيكولوجي و ثقافة بيئية. كما رعت الأميرة لالة حسناء جائزة “أنظف شاطئ” منذ إحداثها في صيف 1999 . و في سنة 2002، كانت سموها وراء إحداث جائزة “المحققين الشباب في مجال البيئة”، و في سنة 2003 جائزة “الصورة”، و هي التي تمنح سنويا بمناسبة اليوم العالمي للبيئة. و من منجزات سموها كمهتمة بالبيئة رعايتها و دعمها لمشروع إعادة هيكلة ” الحدائق الغريبة” لبوقنادل، شمال مدينة سلا، التي كان قد أحدثها عاشق الطبيعة، المزارع الفرنسي ، مارسيل فرانسوا سنة 1951، و كذا تحويل مسكنه إلة متحف بيئي. كما مثلت سموها المغرب في عدة لقاءات دولية، نذكر منها لقاء قنة المرأة العربي بأبي ظبي سنة 2002ن و تم خلاله توشيح صدر سموها بوسام زيد من طرف عقيلة دولة الإمارات العربية الشيخة فاطمة بنت مبارك. كما وًشّحت سموها بالقلادة الكبرى البلجيكية، وسام ليوبود الثاني ، سنة 2004 على يد ملك البلجكيين بمناسبة زيارته للمغرب. الأميرة لالة أسماء أميرة الظل الأميرة لالة أسماء هي البنت الثالثة للملك الراحل الحسن الثاني الشقيقة الصغرى للملك محمد السادس، ازدادت بالرباط يوم 29 سبتمبر 1965. تابعت دراستها بالمدرسة المولوية ثم الثانوية الملكية بالقصر الملكي بالرباط. و بعد نهاية دراستها الثانوية وافق الملك الراحل الحسن الثاني يوم 5 نوفمبر 1986 على عقد قرانها بالشاب خالد بوشنتوف ، نجل الحاج بليوط بوشنتوف أحد كبار أعيان العاصمة الاقتصادية، مدينة الدارالبيضاء و عضو مؤسس لحزب الأحرار (التجمع الوطني للأحرار). و قد حًرّر عقد زواج سموها بالقصر الملكي بالرباط، و أًقيمت مراسيم الزفاف بمدينة مراكش . و أصبحت الأميرة لالة أسماء اًمّا يوم 25 يوليو 1987 بإنجابها مولودها الأمول أطلق عليه جده الملك الراحل الحسن الثاني اسم مولاي اليزيد. و في 29 مايو 1992 أًرزقت سموها بمولودها الثاني، و كانت أنثى أطلق عليها جدها اسم لالة نهيلة. و كلاهما يتابعون دراستهما حاليا. و من المهام التي تكلفت بها الأميرة لالة أسماء الرئاسة الشرفية لجمعية الرفق بالحيوانات و حماية الطبيعة. و من المعروف أن الأميرة لالة أسماء ظلت أقل ظهورا من شقيقتيها الأميرتين لالة مريم و لالة حسناء باعتبارها تفضل البقاء في الظل و العمل في السر. دور الأميرات بالمغرب رغم أن الصورة التي كانت سائدة هي التستر على كل ما ارتبط بالأنثى بالقصور الملكية بالمغرب، إلا أنه منذ أمد لعبت أميرات المغرب دورا هاما في تفعيل صيرورة انعتاق المرأة المغربية من جملة من الحواجز. و يشهد التاريخ على جملة من الأحداث تؤكد هذا القول. فأحيانا تكون ممارسات بسيطة و حركات محدودة كفيلة بأن تفتح السبيل لتحقيق خطوات عملاقة. و في هذا الصدد نسوق حدث تاريخي كان له وقعا خاصا و بارزا، و كان بمثابة الانطلاقة لتحقيق خطوة عملاقة في نهاية أربعينات القرن الماضي. ففي سنة 1947 كلف الملك محمد الخامس الأميرة لالة عائشة بإلقاء خطاب جماهيري و هي مكشوفة الوجه بدون لثام. و قد كان لهذا الحدث وقعا خاصا في المجتمع النسوي بالمغرب. إذ كان بمثابة إعلان رسمي عن ولوج المرأة لركح ظل ذكوريا قسرا. و ابتداءا من نهاية سبعينات و بداية ثمانينات القرن الماضي اضطلعت بعض الأميرات بجملة من المهام. و هكذا اضطلعت الأميرة لالة مريم بمسؤولية رئاسة المصالح الاجتماعية للقوات المسلحة الملكية و جمعية مساندة اليونسيف. و ترأست الأميرة لالة حسناء جمعية الصم البكم التي تحمل إسمها. و ترأست الأميرة لالة حسناء جمعية النساء الموظفات. علما أن الأميرة لالة مليكة ظلت تضطلع برئاسة الهلال الأحمر المغربي منذ نشأته في ستينات القرن الماضي. و اضطلعت الأميرة لالة أمينة في السابق بعصبة حماية الطفولة، و ترأست الأميرة لالة فاطمة الزهراء العزيزية الاتحاد النسائي المغربي منذ 1967. كما أن الملك الراحل عيّن شقيقته الأميرة لالة عائشة سفيرة للمغرب باتجلترا ثم بايطاليا. سقوط الطابوهات بالتدريج إن التتبع لحياة الأمراء و الأميرات بالمغرب يلاحظ أن جملة من الطابوهات يتتالى سقوطها و لازالت المسيرة سائرة في هذا المنحى. فكان أول طابو في هذا المجال عاينه المغاربة ظهور الأميرة لالة عائشة، عمة الملك محمد السادس و شقسقة الملك الراحل الحسن الثاني، مكشوفة الوجه و بزي عصري أوروبي سنة 1947. و تلى ذلك الإعلان الرسمي عن طلاق الأميرة مريم و كل ما يحمله من مغزى و دلالات من حيث التأكيد على حقوق المرأة و عدم إجبارها على الاستمرار في زواج لا يسعدها. و كان الطابو الثالث هو المتمثل في ظهور بعض الأميرات بالسراويل. و كان آخرها إلى حد الآن، و هو أكبرها مدى و فحوى و دلالة، إنه تعرف المغاربة منذ الوهلة الأولى على زوجة الملك و ظهورها و حملها للقب الأميرة الذي كان مقتصرا سابقا على أخوات الملك ، و كذلك باضطلاع سموها بمهام رسمية و انخراطها في الحياة الاجتماعية و الثقافية جهرا و علانية و بجلاء. و رغم أن بعض الجهات تسعى حاليا جاهدة إلى إعادة رسم الخطوط الحمراء كما كان عليه سابقا باعتمادها على دفوعات هشة ، فإنه يبدو أن كل من يحب الخير لهذا البلد، فعلا و فعليا، عليه بالضرورة مواكبة مسيرة الملك محمد السادس نحو التحديث و تخليص البلاد من جملة من الطابوهات ، كثير منها شكلي لكن ذو دلالة، و دعم هذه المسيرة تطلعا لمغرب الغد الحديث المواكب للعصر المرتكز على هويته الخاصة به. تربية وتعليم الأميرات لقد عاش الأمراء و الأميرات، أبناء الملك الراحل الحسن الثاني في إقامة كبيرة. و كان سموهم يستقبلون أصدقائهم في مآدب غذاء و عشاء، و يلعبون معهم، و ينظمون حلقات لمشاهدة الأفلام و حصص للجولات بالدرجات. كما أن سمهوهم تربوا على حبّ الحيوانات و الرأفة بها، و كانوا يعتنون و هم صغار السن بكلاب و قطط و حيوانات أليفة أخرى. و كل هذا ساهم في اتساع مداركهم و تنمية شخصيتهم. و درست الأميرات الثلاثة، لالة مريم و لالة حسناء و لالة أسماء بالمعهد المولوي بالقصر الملكي بالرباط. و هو معهد أحدثه الملك محمد الخامس قصد تعليم الأمراء و الأميرات و مرافقيهم من مختلف فئات الشعب المغربي، و الذين يتم اختيارهم من بين التلاميذ النجباء و النتفوقين قصد خلق جو من التنافس. و قد رافقت الأميرات في دراستهن بالمعهد المولوي تلميذات قريناتهن في السن و في المستوى الدراسي، قاسمهن المشترك أنهن من المتفوقات في مدارسهن. و ذلك لتفعيل التنافس الضامن لجدية الدراسة و رقي مستواها. و قد حرص الملك الراحل الحسن الثاني على حصول تنويع في مرافقات الأميرات في الدراسة لكن مع وحدة المقاييس، و على رأسها التفوق الدراسي و الذكاء الحاد. فمن جهة كانت ظروف الدراسة بالمعهد المولوي نخبرية اعتبارا للبيئة و الامكانيات و طبيعة و مؤهلات طاقم التدريس و الإدارة و التدبير. لكن من جهة أخرى، أرادها الملك الحسن الثاني أن تكون شعبية بفعل مرافقات الأميرات و مرافقي الأمراء الذين طانوا عموما من أبناء الشعب المتفوقين في دراستهم. و القصد من هذا المزج كان تربية الأمراء و الأميرات تربية شعبية في جوهرها رغم طابعها النخبوي. و كسائر التلميذات، عاين المقربون للقصر الملكي، غضب الملك الراحل الحسن الثاني على الميرات أحيانا بسبب عدم قيامهن بواجباتهن على الوجه الذي يستحسنه. كما تعرضت الأميرات كجميع لأطفال للضرب التأديبي، و هذه أمور كانت شائعة منذ زمن بعيد وسط العائلة الملكية و القصر الملكي حرصا على حسن التربية و جودتها. و قد سبق سبق للملك محمد السادس أن صرح أن تربية جلالته و شقيقه و شقيقاتها كانت تربية صارمة، و البرامج الدراسية كانت ثقيلة، مزدوجة تقليدية و عصرية. و في هذا الصدد سبق للزميلة “لوجورنال” أن نشرت أن الملك الحسن الثاني سبق له أن كلف أكثر من مرة الجنرال مولاي حفيظ العلوي، وزير التشريفات و القصور الملكية، بتنفيذ عقوبات تربوية كان جلالتها يقرها بخصوص الأمراء و الأميرات. و بهذا الخصوص كان للأميرات نصيبهن من الضرب و العقاب التربويين. و هذا أمر لم يكن يخفيه الملك الراحل الحسن الثاني و إنما كان يجهر بتشدد جلالته فيه. و في القسم كانت الأميرات تعاملن كتلميذات بالتمام و الكمال، ففي الفصل كانت تلميذات و خارجه أميرات يعاملن بما يليق بمقامهن من تكريم و احترام يًراعى فيه البروتوكول التقليدي. كما أن الأميرات مررن بمرحلة “المسيد” (الكتاب القرآني) و حفظن ما تيسر من القرآن الكريم، و هذا ألأمر حرص عليه كذلك الملك الحسن الثاني. و من مرفقات الأميرات و زميلاتهن في الدراسة حياة الفيلالي المدغري بنت محافظ القصر الملكي بفاس و التي تزوجت بهشام المنظري سنة 1994 و تطلقت منه في غضون سنة 1999 ، و التي صرحت أنه خطط بدهاء و ذكاء ، من حيث لا تدري هي، للزواج بها حتى يضمن قربه أكثر للقصر الملكي، و قد عانت كثيرا من ارتباطها به إلى حد انكسار حياتها. و حياة هذه هي التي حاول الصحفي الفرنسي “توكوا” الضغط عليها للمساهمة معه في التشهير بالمغرب حسب ما كان قد خطط له هشام المنظري. كما صرحت حياة أنها تربطها علاقة عائلية مع فريدة الشرقاوي التي أعدها “فرانسوا كليري” من حريم القصر في كتابه “حصان الملك”. ملبس و زينة الأميرات دأبت الأميرات المغربيات على اقتناء ملابسهن من أشهر دور الأزياء الأوروبية، لاسيما الفرنسية و الايطالية منها... من قبيل “شي شانيل” و “ديور” و “جان بول كوتيي” و “دولسي كابانا” و “كوسي” و “برادا” على وجه الخصوص. أما الأحدية و الحقائب المفضلة لذى سموهن هي صنع كبار مصممي الأحدية و الحقائب في العالم. و بهذا الخصوص تًعد أميرات المغرب من زبناء “شي ماسارو” و “فراتيلي روسيتي” و “هوجان” و غيرها. و بخصوص الحلي تفضل الأميرات اقتناء القطع النادرة و الفريدة من عند “كارتيي” و “شومي” و “بياجي” و “فان كليف” و غيرهم من الجواهريين المشهورين. أما عطورهم المفضلة ، فيقوم بإعدادها اختصاصيين في المجال لا سيما “كيرلان” و “إيف سان لوران” و “باتو” على وجه الخصوص. و فيما يتعلق بأمور الحلاقة و تسريحات الشعر، فالأميرات في الغالب لا يقصدن أشهر المحلات في المجال بالعاصمة أو بغيرها، و إنما توجد متخصصات و متخصصون في الحلاقة و التجميل رهن إشارة سموهن، و كلهم لهم باع طويل في الميدان و من خريجي المعاهد العليا في الصنعة. و في هذا الصدد أغلب المقربين من القصر الملكي يقرون بأن الملك الراحل الحسن الثاني كان يهتم كثيرا بشؤون ملبس و مظهر الأميرات و غالبا ما كان يقوم جلالته على أمرها شخصيا، كما كان كان يحرص جلالته على أن تصل فساتين الأميرات إلى ما تحت الركبتين. و ظلت كل من الأميرة لالة مريم و الأميرة لالة حسناء و الأميرة لالة أسماء تحت مراقبة جلالته في هذا الشأن. أما فيما يتعلق بالملابس التقليدية، الخاصة بالمناسبات الرسمية أو الخاصة، فهي كذلك كانت قواعد مضبوطة، أهمها أنها فضفاضة و مسقيمة. و كلها مخيطة ب “السفيفة” و خيوط من الذهب الخالص على الطرقة المسماة ب “المخزنية” ( القفطان المخزني و “الدفينة” المخزنية)، و هي معروفة لدى المغاربة و هي عتيقة ذات جدور عميقة في تقاليد و هوية المغرب. و رغم أن القفطان طرأت عليه الكثير من التغييرات، إلا أن لباس الأميرات التقليدي ظل على الدوام مًعدا بالطريقة التقليدية العتيقة، الطريقة المعروفة بالمخزنية. ففي المناسبات الرسمية، لاسيما عندما يهم الأمر استقبال رؤساء دولة أو ضيوف مرموقين، تظهر الأميرات في غلب الأحيان باللباس التقليدي الأصيل، القفطان و الدفينة و “المصمات” الذهبية المرصعة بالألماس و أقراط و قلائد و دمالج تناسبها و في تناسق تام مع لون اللباس. مظهر الأميرات إن المتتبع لظهور الأميرات مباشرة أمام العموم أو عبر ويائل الإعلام المرئية و الصور المنشورة أو المعروضة يلاحظ بغير عناء أنه حصلت تغيرات بخصوص مظهر الأميرات، سواء في شكل الملبس و طرق تسريحة الشعر. من قبل كانت الأميرات ترتدين في أغلب الأحيان ملابس غامقة اللون (الأسود، الأزرق الغامق ، الرمادي ، البني هي الألوان الطاغية آنذاك)، كما أن الأميرات لم تكن تظهرن مرتديات السراويل في السابق. و بخصوص تسريحات الشعر،كانت غالبا ما تقتصر على التسريحات الكلاسيكية منه في عرف أهل المجال، من قبيل “الشينيو الأميري”. لكن مع مرور الوقت بدأت تتغير الأمور تدريجيا ، و أصبحت الأميرات تظهرن بالسراويل و بفساتين بألوان زاهية و فاتحة و بتسريحات شعر عصرية، و أحيان قصيرة، و تسريعات تعطي للشعر أكثر حرية من السابق. و هذه تغيرات عاينها المغاربة في سيرورة تدريجية، ربما بطيئة لكنها أكيدة. الأميرات و الطبخ لقد فرض الملك الراحل الحسن الثاني على بناته الاهتمام بتعلم فنون و تقنيات الطبخ. و كانت الأميرات تعتبرن ذهابهن إلى مدرسة الطبخ بتواركة بمثابة عقوبة. و مدرسة تعليم فنون و تقنيات الطبخ بتواركة بمشور القصر الملكي بالرباط أحدثها الملك الراحل الحسن الثاني منذ أكثر من عقدين، و هي تابعة لمركز التأهيل الفندقي و السياحي. و كان الهدف من إحداثها المحافظة على تقنيات الطبخ المغربي الأصيل. كانت الأميرات تترددن عليها بانتظام و حسب برنامج و استعمال زمن دقيق و صارم تبعا لتعليمات الملك الحسن الثاني الذي رغب في أن تكون الأميرات ربات منزل كاملات، بما في ذلك إتقان الطبخ المغربي الأصيل. كما فتحت المدرسة أبوابها ابنات العاملين بالقصر الملكي. و الآن أضحت ، هذه المدرسة التي تعلمت فيها الأميرات فنون و تقنيات الطبخ الأصيل مفتوحة لكل الشابات المغربيات بعد اجتياز مبارة الولوج إليها. و في سنة 2004 تلقت المدرسة ما يناهز 1500 طلبا علما أن عدد المقاعد المتوفرة لا يتجاوز الأربعين فقط. و تدير المدرسة حاليا الآنسة الحمياني التي قالت أن هدفها هو التمكن من ضمان مناصب مهمة للخريجات و في مواقع تساهم في نشر و انتشار الطبخ المغربي الأصيل عبر العالم. و في هذا الصدد صرحت مديرة المدرسة أن خريجتين تعملان الآن بأشهر مطعم مغربي بلندن بانجلترا “عند مومو”، و أخريات تعملن ببعض السفارات في الهند و تركيا و العربية السعودية و اسبانيا. ففي هذه المدرسة تعلمت الأميرات إعداد الوصفات المغربية المشهورة، طجين الغنمي بالفواكه الجافة و الكسكس “بسبع خضاري” و الحريرة و “السفة” و ورقة “بسطيلة” و “كعب غزال” و ما إلى ذلك من الأطباق و الوصفات المغربية الأصيلة. و في هذه المدرسة كانت الأميرات لا يتلقين الدروس النظرية فقط، و إنما كن يقمن بإنجاز الوصفة، عمليا و تطبيقيا، المرة تلو الأخرى حتى بلغن درجة اتقانها. و لربما لهذا السبب كن يعتبرن الذهاب إلى مدرسة الطبخ بمثابة عقوبة، علما أن الملك الراحل الحسن الثاني كان يتابع عن قرب نتائج و تقدم الأميرات في هذا المجال بذات الأهمية التي كان يتابع بها جلالته مسارهن الدراسي و التحصيلي. و بهذه المدرسة معلمات و مكونات تعلمن فنون و تقتنيات الطبخ المغربي الأصيل بدار “المخزن”، ساهمن و لازلن يساهمن في تلقين هذا “العلم و الفن” لأجيال اليوم لضمان استدامته حسب قواعده العريقة. زواج الأميرات من المعروف منذ القدم أن زواج الملوك و الأمراء و الأميرات ليس كزواج عموم الناس أو أعيانهم، و إنما غالبا ما يخضع لاعتبارات عائلية أو لاعتبارات جيوإجتماعية أو لتوازنات معينة. و في هذا الصدد حاول بعض المحللين قراءة زواج أميرات المغرب من هذه الزاوية، رغم أنهم يقرون جميعا أن كل العوامل سالفة الذكر لا تحجب المشاعر التي يمكن أحيانا كثيرة أن تتغلب على كل الباقي. فبالرجوع إلى التاريخ نلاحظ أن والد الملك محمد الخامس ، السلطان مولاي يوسف و الملك الحسن الثاني تزوجوا بنساء مغربيات بربريات. إلا أن الملك الشاب محمد السادس، “ملك الفقراء”، تعامل، و بشهادة الجميع، مع قضية زواج جلالته بعيد عن تلك القواعد المكتسبة. لقد تعامل جلالته معه بكل بساطة و بطريقة عادية جدا كما هو الشأن بالنسبة لكل مغربي. و هذا ما مجده المغاربة الذين رأوا فيه تصرفا اختزل المسافات بينهم و بين ملكهم، و قربهم من جلالته قرب حبل الوريد. علاوة لما تضمنه هذا التصرف من مغزى عميق و إشارات و دلالات قوية للصورة التي يتصورها الملك محمد السادس عن مغرب الغد. و في هذا الصدد كتب الصحفي “فرانسوا سودان” قائلا أن اختيار أصهار الملك الحسن الثاني يبدو أنه كان خاضعا لاعتبارات جيوإجتماعية. إذ في نظره أن فؤاد الفيلالي ، طليق الأميرة لالة مريم، يمثل البرجوازية الفاسية من أصل فيلالي، و تافيلالت مهد الدولة العلوية. أما زوج الأميرة لالة أسماء، خالد بوشنتوف يمثل “الرأسمالية الشعبية” التي برزت بالعاصنة الاقتصادية للمملكة، الدارالبيضاء. و بخصوص زوج الأميرة لالة حسناء ، الدكتور خليل بنحربيط، فهو يمثل ، في نظر الصحفي، الوظيفة العمومية السامية علاوة على أنه من المغرب الشرقي. أما زواج جلالة الملك محمد السادس، فهو زواج تعالى عن كل هذه الاعتبارات، بل سار في اتجاه تجسيد علاقة القرب بين عاهل البلاد و كل فئات الشعب المغربي، إذ أن الأميرة لالة سلمى تمثل أوسع فئات المواطنين العاديين، عاشت كأيها الناس في حي متوسط، ليس هو بالحي الشعبي العتيق و ليس هو بحي الإقامات، إنه حي المواطن المتوسط (حي القبيبات)، يجاور فيه المعلم البسيط الموظف الصغير و المتوسط و التاجر الصغير و الحرفي و العامل و رئيس المقاولة الصغرى أو المتوسطة... و تغزوه روائح و مظاهر العيش البسيط، حي ينطبق عليه المثل الشعبي القائل “ما عندناش و ما خصناش” و “أقل من بعض و أحسن من بعض”. أما زواج الأميرات الثلاثة فقد خضع لأدق الأعراف و التقاليد المعروفة بالمغرب و تعليم هذا الإرث الذي حافظ عليه المغاربة على امتداد قرون. دام عرس الأميرات سبعة أيام تخللته خطوات و برامج غاية في الدقة...مراسيم الاستعداد لحمام العروس و مراسيم الخروج منه و حفلات الحناء و ليلة الدخلة و مراسيم الصبيحة و حفلة اليوم السابع و “البرزة” و تغيير “اللبسات”... إن زواج الأميرات الثلاثة احترم بكل دقائقه هبة و مكانة الزفاف المغربي الأصيل، كما حافظ على نكهته التعددية حسب المناطق المغربية. و جسدت الأميرات في زفافهن التقاليد الأصيلة المغربية للعروس المغربية بتعدديتها و اختلافها و تنوعها. لقد خضع سموهن لأوامر و تعليمات المزينات، جلسن و عيونهن خانيتين طيلة مدة التزيين و الإعداد، و لم يدخل عليهن أي شخص خلال هذا الإعداد ما عدا والدتهن و أقرب المقربات كما جرت عليه العادة المغربية في هذا الخصوص. زًيّنت الأميرات الثلاثة في زفافهن بأبهى الملابس التقليدية و بالذهب الخالص و الجواهر الأصيلة. و هذا ما أكدته إحدى المزينات المشهورات، الحاجة نفتاحة المقيمة بفاس العتيقة و التي شاركت في أعراس الأميرات المغربيات. كما أنها زينت عرائس خارج المغرب و من ضمنها نجلة عمر بانكو رئيس جمهورية الغابون و زينت عروسة هذا الأخير بمناسبة زواجه الثاني. و سبق لها أن مثلت المغرب في ملتقيات ثقافية بهذا الخصوص لاسيما بفرنسا. مجوهرات الأميرات إن المجوهرات التي تستعملها الأميرات في المناسبات الرسمية و الخاصة يمكن إجمالها في التيجان المرصوة بالألماس و القردات الذهبية و الماسية و الأفراط و الدمالج و الأحزمة التقليدية “المضمات” الذهبية المزركشة بالألماس. و تظل التيجان هي أهم مجوهرات الأميرات . و كل أميرة لها تاجها. لا تستعمل التيجان إلا في مناسبات معلومة (حفلات الزفاف، العقيقة، بعض المراسيم الرسمية...) و لا تظهرن بها في أغلب المناسبات الرسمية أو في خرجاتهن العادية و سفرياتهن. و قد توصلت كل أميرة تاجها كهدية من الملك في حفلة زفافها، و هي عادة ظلت قائمة و حافظت عليها الأسرة الملكية. و كان التاج مت الهدايا التي حظيت بها الأميرة لالة سلمى، إنه تاج مرصع بالألماس هداه لسموها الملك محمد السادس. و العارفون بشؤون المجوهرات يقولون أن ألماس تاج الأميرة لالة سلمى هي ألماس معروفة بالألماس الاغريقية، تحمل إسم “مياندر” و هو اسم مشتق من اسم نهر “مياندروس”. كما توصلت كذلك الأميرة لمياء الصلح، أرملة الأمير مولاي عبد الله، و الأميرة لالة مريم و الأميروة لالة حسناء و الأميرة لالة أسماء تيجانخن كهدية ملكية في حفل زفافهن. عمات الأميرات الأميرة المرحومة لالة فاطمة الزهراء، الأميرة لالة عائشة، الأميرة لالة مليكة و الأميرة لالة أمينة، هن عمّات الملك محمد السادس و الأمير مولاي رشيد و الأميرات التلاتة لالة مريم و لالة حسناء و لالة أسماء. و اقترن اسم الأميرة لالة عائشة بقضية تحرير المرأة. و منذ أربعينات القرن الماضي رافقت والدها الملك محمد الخامس أثناء تدشين المدارس الحرة و أضحى إسمها آنذاك يًطلق على المدارس الوطنية في جميع أنحاء المغرب. و ظلت الأميرة لالة عائشة معروفة لدى المغاربة بسعة ثقافتها. تزوجت سموها بمحمد اليعقوبي و أنجبت طفلة أطلقت عليها إسم لالة نفيسة. و اقترن اسم الأميرة لالة مليكة بجملة من الأنشطة الاجتماعية، لا سيما الهلال الأحمر المغربي الذي ترأسته منذ تأسيسه. و هي منظمة كان و لازال لها دور اجتماعي بارز و حاضرة في كل الكوارث الطبيعية التي عرفها المغرب. لسموها ثلاث أبناء، مولاي عمر عمل بالجيش الملكي قبل أن يلتحق بعمله بجانب الملك محمد السادس، و مولاي المهدي و يعمل في قطاع التأمين، و مولاي سليمان ، متزوج و أب لطفلة يعمل بجانب الملك. و رغم أن الأميرة المرحومة لالة فاطمة الزهراء كانت أقل ظهورا من شقيقاتها إلا أن دورها كان مهما في المجال الاجتماعي،و نجبت سموها مولاي يوسف و هو رجل أعمال، و لالة جمالة و مولاي عبد الله و يعمل بالقطاع الخاص. و حسب المقربين تظل الأميرة لالة أمينة أقرب العمات إلى الأميرات الثلاثة، و هي أصغر أبناء و بنات الملك محمد الخامس و ابنة زوجته الثانية أنجبتها بالمنفى بمدغشقر و لسموها بنت لالة سمية. الأميرة لالة عائشة أعطت الإنطلاقة لتحرير المرأة المغربية الأميرة لالة عائشة، شقيقة الملك الراحل الحسن الثاني و عمة الملك محمد السادس، كانت من المبادرات في اعتناق قضية تحرير المرأة المغربية. ففي الوقت الذي كانت فيه المرأة المغربية محجبة و تضع اللثام و لا تخرج من دارها إلا رفقة زوجها أو أحد أقاربها الذكور، كشفت الأميرة لالة عائشة عن وجهها و ارتدت الملابس العصرية و ظهرت للعموم رفقة والدها الملك محمد الخامس يوم 10 أبريل 1947 بساحة “كران سوكو” بمدينة طنجة بمناسبة إلقاء جلالته خطابه المشهور المدوي الذي زعزع المستعمر و أفزعه لكونه تضمن المطالبة الصريحة بالاستقلال و أكذ الهوية العربية الإسلامية للمغرب في وقت كانت فيه باريس تخطط لفرنسته و إلحاقه بما كانت سيسميه بالاتحاد الفرنسي الإفريقي. و كان لظهور الأميرة لالة عائشة مكشوفة الوجه و بالزي العصري وقعا كبيرا على الأوساط النسائية المغربية وفي المجتمع المغربي برمته. لقد كانت إشارة و تدشين مسار خروج المرأة المغربية من طوقها و سجنها الأبدي لتشرع في ولوج مجالات غير مجال أشغال البيت و تربية الدرية. و كانت الإشارة القوية الثانية تعيين سموها سفيرة المغرب بايطاليا ثم بانجلترا قبل زواجها بحسن اليعقوبي. علما أن الأميرة لالة عائشة كانت موعودة للملك فيصل الثاني، عاهل العراق قبل اغتياله رفقة عائلته الملكية الهاشمية يوم 14 يوليو 1958 من طرف الضباط القوميين العرب ببغداد. و ظلت الأميرة لالة عائشة قدوة كل المغربيات آنذاك. أقرب العمات إلى الأميرات إن أغلب المقربين للقصر الملكي يجمعون على أن أكثر عمات الملك محمد السادس قربا من شقيقاته الأميرات الثلاثة لالة مريم و لالة حسناء و لالة أسماء، هي لالة أمينة. و و الأميرة لالة أمينة، أصغر أخوات الملك الراحل الحسن الثاني، تحظى بوضعية اعتبارية خاصة لكونها كانت أصغر أبناء الملك الراحل محمد الخامس ، آخر العنقود كما يقال عندنا، و علاوة على هذا حظيت سموها بمرتبة خاصة وسط العائلة الملكية و بين الشعب المغربي قاطبة لأن اسمها و ولادتها ارتبطا بفترة حاسمة في تاريخ المغرب الحديث، حيث رأت سموها نور الحياة في المنفى بمدغشقر، و كان يعتبرها الملك محمد الخامس هدية ربانية تؤنسه ببراءتها الطفولية في منفاه قبل عودته المظفرة إلى المغرب بعد الاعلان عن الاستقلال سنة 1956. على درب عماتهن سارت الأميرات الثلاثة من المعلوم أن شقيقات الملك محمد السادس و عماته و زوجة عمه الأمير الراحل مولاي عبد الله اصطلعن بمسؤوليات وطنية و دولية ذات طابع اجتماعي أو ثقافي أو إنساني أو دبلوماسي. كما بدأت تبرز مؤشرات قوية تفيد أن ألميرة لالة سلمى قد تتولى مناصب في هذه المجالات و غيرها لن تكون شرفية فحسب و إنما فعلية. فالأميرة لالة مريم و الأميرة لالة حسناء و الأميرة لالة أسماء سرن على درب عماتهن، بنات الملك محمد الخامس و شقيقات الملك الحسن الثاني. إن الأميرة لالة عائشة دشنت مسار تحرير المرأة المغربية منذ أن ظهرت مكشوفة الوجه بزي عصري بطنجة في أبريل 1947. و بعد اضطلعت بمهمة سفيرة المغرب بايطاليا و بريطانيا. كما أن الأميرة لالة مليكة، زوجة محمد الشرقاوي ظلت تترأس الهلال الأحمر المغربي و عملت أن يحظى المغاربة بالعلاجات الأولية. و الأميرة لالة أمينة، أرملة المرحوم مولاي إدريس الوزاني، ترأست عصبة حماية الطفولة و انخرطت سموها مبكرا في حلبة الدفاع عن حقوق الطفل و ظلت رياضية مواظبة و التي بفضلها تطورت رياضة ركوب الخيل و تعممت بالمغرب و سموها هي مهندسة مهرجان أسبوع الفرس الذي أضحى صيته عالميا. و جاءت الأميرة لالة مريم و الأميرة لالة حسناء و الأميرة لالة أسماء للسير على نفس الدرب و اعتماد ذات المسار. الأميرة المرحومة لالة فاطمة الزهراء العزيزية أميرة الشمال من الأميرات الائي ظللن في الظل ، الأميرة لالة فاطمة الزهراء العزيزية، الي عرفت بقربها من المواطنين البسطاء. زوجة الأمير مولاي علي، و هي ابنة السلطان مولاي عبد العزيز و ابنة عم الملك الحسن الثاني. و رغم أن الأضواء لم تكشفها، إلا أن دورها كان كبيرا في مجال تحرير المرأة المغربية. كما كان لها دور بارز في الاتصال و ضمان التواصل بالملك محمد الخامس أثناء تواجد جلالته بالمنفى بمدغشقر. و كان زوجها الأمير مولاي علي صلة وصل بين السلطان و الوطنيين من جهة، و بين جلالته و أحرار الفرنسيين المساندين للقضية المغربية من جهة أخرى. و كرست الأميرة حياتها للبسطاء و المرأة بالمغرب و اختارت الاستقرار بمدينة طنجة. و قد عرف عنها أنها منذ 30 سنة لم ترتد إلا شكلا واحدا من اللباس، الحجاب الحريري و الجلباب التقليدي المغربي. علما أنه في شبابها كانت ترتدي الزي الأوروبي. عشقت الاختلاط بالناس و التسوق بنفسها بأسواق طنجة العالية. كما كانت تخرج مرارا إلى البادية المجاورة للمدينة و تصعد الجبال لمقابلة المرأة الجبلية البدوية و معاينتها في عملها اليومي الشاق، و أحيانا كثيرة كانت سموها تتحدث ساعات طوال مع إحداهن تحت شجرة أو ظل صخرة أو سفح الجبل. لقد كانت تقول أنها مسكونة بقضية المرأة المغربية البسيطة، و تتقزز لخضوعها الزائد عن الحد المقبول. و لرصد بعض معالم مسار هذه الأميرة “الشعبية” لا مناص من الرجوع إلى الوراء، و بالتحديد إلى نهاية القرن التاسع عشر بعد وفاة السلطان المحارب مولاي الحسن الأول و خلفه ابنه مولاي عبد العزيز، المفضل له من بين كل أبنائه، و سنه كان آنذاك لا يتجاوز 16 سنة. و في هذا الصدد تقول الأميرة لالة فاطمة الزهراء أن المولى عبد العزيز لم تكن لديه تجربة لكنه كان يحظى بثقة والده الذي كان ينصحه دائما قائلا له: “عليك بالحرص الشديد...فالدول ظلت دائما تطمع في المغرب لكنه تمكن من المقاومة...قاوم العثمانيين أنفسهم..و مهما يكن من أمر عليك الاحتفاظ على استقلال البلاد”. و تضيف الأميرة ...استقر السلطان مولاي عبد العزيز بقصر مراكش و أحاط به عرمرم من الخدم و العبيد و المقربين من الحاشية، و بعد فترة قصيرة جدا امتلك حريما هائل العدد. و ابتداءا من سنة 1900 استلم السلطان الشاب زمام السلطة رسميا و ظل محاطا بمن يدلون له بالنصائح السيئة، علاوة على أنه كان المحيطون به لا يوعزون إليه إلا بما هو سيء، و اكتملت الصورة ببروز السلطان كمبذر و مسرف و مبدد، يلهث وراء مستجدات الحياة عاشقا لها و مهووس بالاختراعات الأوروبية (الدراجة، السيارة ، صندوق الموسيقى، آلات التصوير...). و مع اتساع مصاريفه التي لم يكن لها حد اضطر السلطان إلى الاقتراض... و استفحلت الأمور و ثقل الدين و تكاثرت الانتفاضات... و في الأخير تخلى عن العرش لفائدة مولاي عبد الحفيظ ثم لفائدة مولاي يوسف بعد 4 سنوات و بعد التوقيع على معاهدة الحماية. و استقر مولاي عبد العزيز بمدينة طنجة و معه حاشيته من خدام و عبيد و حريم. و الأميرة فاطمة الزهراء هي الإبنة الوحيدة لمولاي عبد العزيز الذي بعد رشد و استخلاص الدروس قرر تمكين قرة عين ابنته الوحيدة من تعليم عصري منفتح على العالم، و قد سهل وضع طنجة الدولية آنذاك لبلوغ المرمى. و تقول الأميرة... آنذاك كانت طنجة منفتحة على العالم و على جميع الثقافات و جميع اللغات. و حتى لا تشعر الأميرة بالوحدة تبنى والدها 15 طفلة يتيمة أو منحدرة من أسر فقيرة للدراسة لمرافقتها في الدراسة بالمدرسة الايطالية ثم بالكوليج الفرنسي. و تقول... “كان دائما يقول لي عليك أن تتعلمي جيدا بلدك بأي شكل من الأشكال و للقدرة على العطاء للآخر...” و عندما بلغت الأميرة السابعة من عمرها سافرت رفقة أبيها إلى فرنسا... و تحكي...” كنت رفقة أبي و زوجته نتجول أياما بكاملها بباريس... و كان أبي يحث زوجته بكشف وجهها...آنذاك لم أكن أعرف كيف ستتطور حياتي لكن كنت أرغب بشدة أن تكون حياة بدون حواجز و عراقيل و بدون خضوع... كنت أحلم بالحرية...” و مرّت السنين و مرحلة المراهقة. و شرع مولاي عبد العزيز في الحديث مع ابنته عن الزواج...اقترح عليها ابن عمها، ابن خليفة السلطان بتطوان لكنها لم تستحسن الفكرة و لم ترفضها في البداية بقوة لا سيما و أن ابن العم كان متزوجا و له أطفال... و تضيف ... “إن الشابة لا تريد الزوج إلا إليها وحدها دون سواها”. لكن مولاي عبد العزيز ظل يطارد ابنته إلا أن وافقت على مقابلة خليفة السلطان و قبلت الأمر، و كان عمرها آنذاك لا يتجاوز 16 سنة. شابة أصبحت قائمة على الدار السلطانية. و استقرت بالمبنى الذي كان مخصصا للقيصر الألماني، و هو المكان الذي ظلت تقطنه دون مغادرته. كان الزفاف سنة 1949، و عقد قران الأمير مولاي الحسن بن خليفة السلطان بتطوان بالأميرة فاطمة الزهراء . دامت الاحتفالات أسابيع، و قدّر المدعوون بالآلاف، و حضر الحفل الكلاوي باشا مراكش و الصدر الأعظم و أعيان الإسبان و رؤساء قبائل الشمال و الرجال الزرق الآتين من الصحراء. و كان أبرز المدعوين الأمير مولاي الحسن (الملك الحسن الثاني). لقد كانت الاحتفالات ضخمة حقا...فنطازيا ، مهرجنات غنائية و رياضية، استعراضات، مأدوبات فاخرة، خيام منصوبة في كل أرجاء المدينة، سهرات في كل أرجاء المدينة... و للإشارة كانت الأميرة فاطمة الزهراء، أول أميرة آنذاك تكشف وجهها للعموم...و في هذا الصدد تقول...كان زوجي رجل عصري يعرف حق المعرفة كيف ربّاني والدي... و عاشت الأميرة بقصر تطوان...و تقول في هذا الصدد أن الحياة بهذا القصر تكاد تكون مقرفة من جراء ثقل البروتوكول التي كانت تتحملها على مضض...و كانت تعبر عن هذا الشعور بالتصريح بأن عليهم بالتعليم لأنه فرصتهن الوحيدة و أن القرآن يمنحن هذا الحق و حقوق كثيرة أخرى و لا ينصحهن بالخنوع المفرط و التبعية المميتة... و عندما كانت الأميرة يضيق بها الحال تغادر تطوان و تسافر إلى طنجة لقضاء أيام بين أفراد عائلتها هروبا من ذلك الجو الثقيل. و بعد الإعلان عن الاستقلال تم إلغاء النيابة السلطانية بالشمال و عًيّن نائب السلطان سفيرا للمغرب و رافقت الأميرة زوجها. و عند عودتها إلى المغرب سنة 1969 اقترح عليها الملك الحسن الثاني إحداث الاتحاد النسائي المغربي و القيام عليه. و تتساءل الأميرة قائلة:”ماذا كان يدور بدهن الملك عندما علي ذلك ...” إنه تساؤل ظل يشغل بالها. لكنها انقضت على الفرصة اعتبارا لاهتمامها المبكر بإشكالية تحرر المرأة المغربية، و لكنها ظلت تعتبرها معركتها الأولى. لكنها كانت تعرف حق المعرفة أن عليها أن تسير على مهل و في صمت بدون أدنى انزلاق لا في الفعل فحسب و لكن حتى في اللفظ حتى لا تقلق الملك. و قد قالت إحدى المحاميات في حق الأميرة في هذا الصددد ك “كانت تقود حربا لكن بطريقة ناعمة جدا”. و منذ أن تكلفت بالمهمة بدأت جولة في المغرب. كانت تمتطي سيارتها و تتجول عبر البلاد... و قد أدهشتها درجة الفقر المدقع الذي عاينتها لاسيما في صفوف النساء و حرمان جهات و مناطق عديدة من الماء الشروب و الخدمات الصحية و العلاجية الأولية و تجدر الأمية بين المغربيات...تحدثت للنساء في كل مكان و شرعت بمآسهن لاسيما الأرامل و المطلقات منهن...و كانت البداية بإنشاء فروع الاتحاد النسائي في مختلف أرجاء المغرب...و انتقلت صحبة الأطباء و الصيادلة و رجال القانون المتطوعين إلى جملة من المناطق المغربية لتوضيح جملة من الأمور للمرأة المغربية... و سهرت على إحداث مراكز الاستماع للمرأة و ورشات التكوين النسائي و التعونيات ، كما عملت على تشجيع أليات القروض الصغرى. و بعد ذلك بدأ الاهتمام بدفع المرأة المغربية للمشاركة السياسية. و كانت الأميرة تقول دائما في تصريحاتها .. الفقر..منع الحمل...السيدا...تحرر المرأة... هذه عبارات و كلمات تخيف البعض لكن علينا التحادث فيها بصراحة و مسؤولية لأنها أمور لا تهم المرأة المغربية وحدها، و إنما المجتمع بأسره، من قمته إلى قاعدته. و قد استغلت صفة الأميرة لتشجيع النساء على الاهتمام بقضاياهم...فمن كان يقدر بالمغرب آنذاك أن يمنع زوجته أو بنته أو قريبته من حظور نشاط تشرف عليه الأميرة ابنة عم الملك...فحتى العلماء و الفقهاء لم يتجرؤوا على النبس بكلمة في هذا الصدد. و بخصوص الحجاب...صرحت الأميرة فاطمة الزهراء مرارا قائلة... “أنا أرتدي الجلباب و أعمل مع شابات تدرتدين فساتين قصيرة...و حفيدتي تعشق ارتداء السراويل...فلكل حريته طبعا...” أما بخصوص تعدد الزوجات فقد أعلنت الأميرة حربا ضروسا في مواجهته...و في هذا الصدد كانت تنصح النساء بإدراج أقصى البنود بعقد النكاح. الأميرات و التاريخ الأميرة خناسة زوجة السلطان مولاي اسماعيل حفظ التاريخ أسماء أميرات عزيزات فاضلات حملن الشعور الديني النبيل على أن يكن ذوات أثر طيب يبقى حديث الأجيال بعدهن. و في هذا الصدد وجب اإشارة إلى أن الملوك المغربة لا يحجون حسب ما هو معروف منذ القدم. فهناء ملوك و أمراء علويون اعتمروا لكن لم يسبق أن سمعنا علنيا عن حجهم في موسم الحج. و إذا كانت كتب التاريخ العام لم تعنى كثيرا بتسجيل الحاجات المغربيات إلى بيت الله، و بذلك ضاع المفيد الجيد من أخبار تلك الرحلات، إلا أن بعض كتب الرحلات فد أنتقذت من الضياع مواقف نبيلة لمن تكبدن المشاق في سبيل الله سعيا و انفاقا و بذلا للمعروف. و من الأميرات المغربيات للائي حفظ التاريخ سعيهن إلى بيت الله الحرام، زوجة السلطان العلوي مولاي اسماعيل ، الأميرة خناسة بنت الشيخ بكار المعفري. و كانت ذات جمال وقعت من نفس السلطان أجمل موقع. و فد حفظت لها الذاكرة المغربية آنذاك اهتمامها بالثقافة الدينية و الأدبية. و الغريب أن كتب تاريخ المغرب قد أسهبت في تاريخ زوجها السلطان العلوي، فأفردت كتب كثيرة لترجمة حياته و تجسيل وقائعه. و لكنها لم تكتب عن هذه الأميرة الجليلة ما يشفي غليل المهتم. و بذلك ظلت سيرتها مطوية حتى ظهر مخطوط الإسحاقي في خزانة القرويين و الذي تحدث عن أمجادها الكثيرة. و جاء في هذا المخطوط بصدد الأميرة خناسة الجليلة ...” أنها آثرت أشراف بعطاياها الفاخرة، و هدايا سنية لم يعرفوها من ذي قبل، و كستهم أنواع الثياب الرفيعة علاوة على المبالغ النقدية الذهبية الباهظة، كما رًوي عنها أنها أغدقت خيراتها على سائر رجال العلم و الفضل بمكة ليلة فتح البيت المبارك خصيصا لها من لدن شريف مكة, الأمر الذي ظل أحدوثة ينعث بها المغرب على الدوام...كما دفعها حب الخير إلى اقتناء عقار بمكة يقع في أشرف بقعة حبستها على جماعة من المقربين و الطلبة... و عيّنت ناظرا يسهر على ريع الوقف و توزيعه...” و فال الزركلي عن الأميرة خناسة ... حجت سنة 1142 هجرية, فعمّت الناس بعطاياها حتى بلغ ما أنفقته في في حجتها مئة ألف دينار. كما ذكر أنه كان لها علما بالفقه و الأدب، و هذا ما جعلها موضع مشورة زوجها السياسية، إذ كانت تشاركه على مسرح الأحداث و تبدي من الآراء ما يكون موضع الاحتقاء و التنفيذ. الأميرة لالة سلمى إن الأميرة لالة سلمى، منذ أن أضحت السيدة الأولى بالمملكة، كل المعلومات بصدد سموها في جميع الإدارات أصبحت تحظى بطابع الخصوصية، و بالتالي محمية. و هذا ما وقع بالنسبة لملف سمو الأميرة بثانوية الحسن الثاني و بالمدرسة العليا للمعلوميات و تحليل النظم (انسياس) بالرباط، و هو الملف الذي يتضمن وثائق سموها الشخصية و ملف الترشيح و النتائج الدراسية و بحوث التداريب و غير ذلك. و مبكرا بدت اهتمامات سموها البارزة بقضية المرأة المغربية، لاسيما الأمهات العازبات ، و في هذا الصدد حرصت سموها على إحداث مركز لاستقبال الأمهات بفضل هبة ملكية و دعم من طرف مؤسسة محمد الخامس للتضامن و مؤسسات أخرى وكنية ودولية. كما تهتم سموها اهتماما ملحوظا بجمعية “التضامن النسائي” المنشأة لمد اليد للأمهات المتخلى عنهن او في وضعية صعبة. و منذ ظهور سموها الرسمي الأول بالولايات المتحدة أجمعت كل تصريحات عقيلات كلينتن الرئيس الأمريكي السابق، و الرئيس بوش و كوفي أنان الأمين العام للأمم المتحدة، أكدت اعتمادهن على مساهمة سموها في تفعيل الوعي العمومي و الاهتمام بإشطالية السيدا بشمال