طرحت حكاية نعامة سيدي افني التي التقط لها شريط فيديو نشر على اليوتوب، الكثير من علامات استفهام خاصة منها المتعلقة بعلاقات الطيور والحيوانات بسيدي افني ، فإذا كانت سيدي افني يوما ما من أجمل مدن شمال غرب إفريقيا، ليس فقط من حيت البنية التحتية التي شيدها الليبيريون، وإنما لتوفرها على أجمل حدائق الحيوانات في هاته المنطقة، بما فيها النعام وكل أنواع الطيور المختلفة، لكن للأسف لم يبقى منها سوى الأطلال، إلى أن انعقد مؤتمر الاتحاد الاشتراكي نهاية الأسبوع الماضي حيث تمخض فولد نعامة قيل عنها الكثير ومن بين ما قيل : أن النعامة على الرغم من طول رقابها وارتفاع قامتها فإنها قصيرة النظر، لأنها تعيش في مراعيها باحثة عن ثمار نبات الحنظل، وهو من النبات التي تفترش الأرض مثل الشمام والبطيخ فتقترب برأسها من الأرض لحماية بيضها ومنع رؤية مايحيط بها من أخطار. وقد حباها الله بالفطرة، فتعلمت أن ترهف سمعها للتصنت على وقع خطوات الحيوانات المفترسة، وربما تفطنت وتعلمت بفطرتها أن انتقال الصوت في المواد الصلبة أسرع كثيرا من انتقاله في الهواء ، لذالك فهي تدس رأسها في الرمال بين حين والاخرمن أجل التصنت على ذبذبات التي ينتشر صداها في الأرض من مسافات بعيدة لوقع خطوات الحيوانات الخطرة,، وتميز أيضا الاتجاه الذي تأتي من ناحيته تلك الأصوات فتكون حافزا لها على الهرب في الاتجاه الذي يضمن سلامتها من الوقوع بين براثن الوحوش.. وقد تعلم الإنسان من الطيور النعام هذه الخبرة النادرة، فكان القرويون القادمون من جبال مجاظ وايت رخا و... تصغي أذانهم لدبدبات الضجيج المنظم على إيقاع شعارات لايفهمون منها شيئا ولا يستوعبونهاولا ولا.... إلى درجة أنهم يصيحون كعادة كل القرويين بالمغرب " عاش الملك" ، ليتوقف الجميع مخافة أن يقال عن المعارضة "معارضة الملك"، لينصتوا لصدى قدوم نوادل القائمين على الولائم، ويتوقعوا اقتراب الوجبة بعد فترة من الوقت، ليتخيل كل واحد من هؤلاء القرويين ماذا عساه سيأكل، خاصة وان منهم من لم يتناول وجبة بقليل من اللحم لمدة تزيد عن شهر وهو ما جعل لعابهم تسيل مع صيحاتهم، ولعل مؤتمر إيفني بداية لمؤتمرات وتجمعات قادمة سيكون هؤلاء الحاضرين عند الوردة هم نفسهم الذين سيحضرون عند التراكتور و السيارة و وو...ولعل تجربة جيجي لخير دليل على كلامنا، وستكون شهيتهم مفتوحة إلى غاية شهر الانتخابات، وقيل لنا أن ثمن الحلبة (تيفيضاص) ارتفع لأن هؤلاء اقنوا كميات مهمة منها لأنها تفتح الشهية و برنامج الزرود القادم مليء . قاطنوا افني، معروفين بدهائهم ومبالغتهم في تحليل كل الوقائع، إلى درجة أن الافناوي يجيد خلاصات ومسلمات تنتهي بعبارة "واقلي... "، فهم لا يفهمون في أمور النعام ، ولا يحبذون إنزال القرويون فذالك يزعجهم ويضايقهم ويحبذون ألا يرو في إيفني " لكامبو"، فالنعامة فقط بالنسبة إليهم رمز لحديقة جميلة أنشاءها الإسبان و دهب البعض إلى القول أن تلك النعامة كانت آخر واحدة شهدوها قبل خروج الإسبان فأين إختبئت كل هذا الزمان. القادمون من جبال امجاظ وايت رخا وو ... بدورهم ذهبوا ابعد من ذلك فبرروا حكاية وجود النعامة بالسحر والشعوذة ، حيث تنتشر حكايات كثيرة و غريبة عن هذا الطائر، في حلقات الأسواق الأسبوعية في الصحراء . ولعل استعمال المنتخبات الأفريقية لكرة القدم ريش الطيور وقاية من السحر، ومن معتقدات الأفارقة آن كسب النعامة ووضع ريشها في الأمكنة و البيوت يجعل صاحبها يمتلك الحاسة السادسة، ويشعر بقوة اقتراب الخطر، عكس ريش الغراب وأسطورته المعروفة حيث أن وضع في مكان ما يصاب أهله بالوسواس والتفرقة ...وقد كذب المنجمون ولو صدقوا. حكاية نعامة سيدي افني جديرة بالإهتمام والتمعن و التحليل ، فهي لا تختلف كثيرا عن حكاية نحر الإبل في ضريح سيدي على افني، كما لا تختلف عن كل مناسبات الولائم التي تعد مسبقا من اجل تجمع عابر، قواده أشخاص دو مصالح وقاعدته بشر لا قلب له ولا نظر، غايته الأكل والشرب و الدعاء تبركا بما أكلوا، أشبه بالريح تدخل من النافدة وتخرج منها فكلوا و اشربوا هنيئا.