بقلم :عادِل المعزوزي العالم كله شاهد منذ أيام قليلة مهزلة بكل ما تحمله الكلمة من معنى في مركب الأمير مولاي عبد الله بالرباط.. نصف ساعة كانت كافية لتحول الملعب الى بركة مائية تصلح لزراعة البطاطس والأرز وليس للعب كرة القدم.. ملعب صرفت عليه ملايير من السنتيمات وتغنى به أوزين كثيرا مشبها إياه بملعب الكامب نو والبرنابيو قبل ان يتضح أن ملعب الحارثي بمراكش أحسن منه.. في المغرب يموت البشر ولا يقدم الوزراء المسؤولون استقالتهم فكيف نريد ان يقدم الوزير المسنطح إستقالته وهو لم يقم سوى بنهب مليارات قليلة فقط؟ سياسة الإحساس بالمسؤولية وتحملها كاملة تنعدم في بلدنا السعيد، وبمجرد وقوع الكارثة يلقي الجميع باللائمة على من لا علاقة له بها، اوزين المسكين قال إنه تعرض للخيانة ناسيا أنه من نسج خيوط تلك الخيانة وأتت لها كيف لا وهو من أشرف على إصلاح المركب منذ بداية الأشغال الى نهايتها ودائما ما كان يخرج لنا بسنطيحته التي لا تصلح الا لكسر قوالب السكر متغنيا بملعب جميل كوجه السيد الوزير المحترم!. ما حصل في ملعب الامير مولاي عبد الله لا يترجم الا حلقة من حلقات كثيرة وكثيرة من نهب المال العام وتبديده خاصة في بلد تقترن فيه المحاسبة بمنح تقاعد وراتب مريح لمن تمت محاسبته بناءا على مقولة عفى الله عما سلف.؟ لن نقبل أبداً بكبش الفداء الذي قدمه اوزين على أنه المسؤول عما طال الملعب من " شوهة" جعلت وجهنا وسمعتنا في الحضيض عالميا وتسببت في جعلنا أضحوكة من لا أضحوكة له.؟ في البلدان التي تحترم مواطينيها بمجرد أن يقع خرق كبير في وزارة او قطاع ما يقدم المسؤول عن الوزارة او القطاع استقالته فوراً بما أنه المسؤول الأول عنهما، بينما في مغربنا نشاهد وزيرنا المسنطح لا يكرر إلا مقولة خانوني وكأننا نشاهد مسلسلا دراميا لا تنتهي حلقاته، إن لم يكن للوزير الضاحك " وجه علاش يحشم" فلابد لبنكيران ان يكون له هذا الوجه ويقيل الوزير فورا ويحيله للمحاسبة هو وكل الرؤوس الكبيرة في وزارته وإلا فالتاريخ لن يرحم لا بنكيران ولا وزيره الضاحك وسيشهد بأنهما أوقعا المغرب في موقف يصعب تداركه على المدى القريب، فبتلك الصورة التي ظهر بها مركب الامير مولاي عبد الله برهنا على أننا بلد لا يتقن الا لغة الشفاوي بامتياز او بالأحرى وضع" العكر على الخنونة" وبأننا لا نملك أكثر مما تنطق به السنة مسؤولينا الغيورين على مناصبهم أكثر من غيرتهم على وطنهم الذي يعاني الويلات من وراء تسييرهم الكارثي له. محمد أوزين فالتتحلى بالشجاعة لمرة واحدة في حياتك وعوض ان تدفع بابنتك لترافق رونالدو في ملعب مراكش يوم أمس قدم إستقالتك وهنينا من كمارتك المحترمة فمنذ أطلت علينا والكوارث والمصائب تتوالى على رياضتنا.. رسالة اخيرة الى بنكيران: إن لم تقدم على إقالة أوزين فإنك تعتبر لصا ايضا ومساهما في نهب المال العام كيف لا وأنت لا تريد إقالة من تسبب في تشويه سمعة البلاد وقبل ذلك نهب أموال العباد.؟ ننتظر ما ستؤول اليه تحقيقاتكم ومالم تشمل في نتائجها إقالة الوزير الأسطورة فإنها تحقيقات مغشوشة ومزورة..