على بعد كيلومترات معدودات من بلدية تيزنيت، على تراب أولاد جرار، تقع مزبلة تيزنيت. إلى جانب المزبلة على طريق إدغ توجد مجموعة من الوحدات السكنية ذات البناء الحديث لتشكل نواة لدوار جديد أوتدوارت جديدة، أوحي عشوائي بضاحية بلدية تيزنيت،تجمع سكني مفترض قد تخرج ساكنته بعد سنوات قليلة لتحتج أمام مبنى العمالة رافعة الأعلام الوطنية وصور جلالة الملك وتطالب برحيل رئيس الحكومة ورئيس البلدية وبحقها في إعادة هيكلة حيها والتمتع بحقها وحق أبنائها في التمدرس والتمتع بشروط العيش الكريم والسكن اللائق والبيئة النظيفة. ستكون حينذاك، وبدون شك، الدولة والبلدية والميزانية العامة هي الخاسر الأكبر، مقابل الربح المادي الذي سيجنيه المجزئون، والعائد الانتخابي الذي سيعود بالنفع الجليل على المنتخبين والأحزاب التي تسعى حليا لتقديم الخدمات الإنسانية للمعوزين ومحدودي الدخل أوالتي ستتبنى ملفاتهم لاحقا. لقد صرح ممثل الوكالة الحضرية لأكادير في اجتماع المجلس الجهوي لجهة سوس ماسة درعة المنعقد في دورة استثنائية شهر دجنبر من سنة 2011 أن ظاهرة البناء العشوائي بالجهة " تنامت بشكل استثنائي وغير مسبوق سنة 2011 من خلال تمظهراتها المتعددة" وذكر من بين هذه التمظهرات " استمرار التقسيمات غير القانونية" و البناء في " الأماكن غير المفتوحة للتعمير". الظاهرة حسب تدخل هذا المسؤول " اتخذت أبعادا شتى تتجلى في اكتساح الأراضي غير المجهزة والتي انتشر فيها البناء العشوائي بسرعة غير متوقعة. والملفت للانتباه أن الأطراف المتورطة في هذا الملف يتشابهون من حيث وظائفهم وتمثيليتهم وأدوارهم. ويأتي في مقدمتهم بعض ممثلي الإدارة الترابية والمنتخبين ومنهم مستشارون جماعيون وبعض الرؤساء الذين لا يرغبون في تجزئة الأراضي الغير المجهزة ابتداء من تسليم شهادة التجزئة لحيازة العقار والبقعة غير المجهزة مرورا بالتغاضي عن البناء الغير المرخص وانتهاء بتسليم شواهد إدارية غير قانونية للربط بشبكة الكهرباء بدعوة أن البناء قديم، وبين أول مرحلة وآخرها تكون الحماية مضمونة لبناء مساكن مفتقدة أسس البناء من تجهيزات ومجرى المياه والماء الصالح للشرب ، وأبعد من ذلك تستغل هذه الظاهرة أثناء الحملة الانتخابية للظفر بمقاعد تمثيلية". تصريح المسؤول بالوكالة الحضرية وكذا مضامين وملاحظات وتوصيات التقرير السنوي للمجلس الأعلى للحسابات سنة2012 لم تجد بمقر جماعة الركادة سوى الآذان الصماء، خصوصا وأن موضوع التعمير مازال خارج اهتمامات المجلس الجماعي ونقاشاته في الدورات العادية والاستثنائية، وهذا ما يفرض على باقي المتدخلين والمسؤولين عن قطاع التعمير والسكن الحرص على فرض تطبيق القانون والحفاظ على حلم كل الجراريات والجراريين الذين يرغبون في تحويل منطقتهم إلى قطب حضري بالإقليم إلى جانب المدينة التاريخية عين أولاد جرار التي كان للأجداد شرف بنائها وتشييدها وحمايتها.