عن موقع أكادير 24 : توصل موقع “اكادير24′′ بمقال من المستشار بالمجلس الإقليمي لتزنيت أحمد اديعز، يعبر فيه عن وجهة نظره بخصوص ما سماه “ممارسات ومؤشرات بإقليم تيزنيت تغذي ترسيخ العزوف والتشكيك في الانتخابات وفي العمل السياسي” ننشره تعميما للفائدة، وهذا نص المقال: من أجل تقليص دائرتي الشك المفضي إلى العزوف وعدم المشاركة، لدى البعض من الانتخابات المقبلة السابقة لأوانها لابد من اليقين والتأكيد بأن المرحلة السياسية ,,, الحالية تتطلب التامين اللازم لكسب الرهان الحقيقي الذي هو الإرتقاء بالمرحلة السياسية إلى معركة وطنية نوعية حول اختيار أفضل البرامج والنخب المؤهلة لتحقيق انطلاقة جيدة لتنزيل الدستور. إنها فقرات ومضامين خطاب 20 غشت 2011 إنه خطاب يضع خارطة طريق لتحديث ودمقرطة هياكل الدولة، وبالتالي فهو خطاب لتامين المرحلة، ففضلا عن القوانين المنظمة للإستحقاقات من الواجب توفيرالشروط الأخلاقية لتامين المرحلة التي تبتديء بمراجعة اللاوائح الانتخابية ثم المحطات والمراحل المتعلقة بالاستحقاقات التشريعية المقبلة لكي تمر في أجواء من الديموقراطية والشفافية في أفق الإجابة على انتظارات المواطنين الاجتماعية والاقتصادية والثقافية على اعتبار أن المواطن هو الهدف، وأنه ليس من الانصاف أن يبقى هذا المواطن الضحية نتيجة الشوائب التي كانت تعتري الاستحقاقات بسبب ممارسات عناصر ورموز الفساد المسيئة إلى الوطن. وفي ارتباط الخطاب الملكي بالاختيار الواعي للمواطن لتغيير المعادلة السياسية أكد جلالة الملك صراحة بأن أصواتكم هي الحل، ومصيركم بين أيديكم. إن الاستهلال بمضامين خطاب 20 غشت شرط وجوب لربط الذكرى الثامنة والخمسين لثورة الملك والشعب التي حققت الحرية والاستقلال بالثورة الجديدة للملك والشعب المعلن عنها في خطاب 9 مارس 2011 لأنها ثورة لاستكمال بناء دولة عصرية للقانون والمؤسسات، وبمقتضى دستور متقدم يفتح آفاقا واعدة، وشرط وجوب كذلك لتوجيه النداء إلى السلطات العليا من أجل التصدي بحزم لكل الممارسات المنافية لمضامين خطاب 20 غشت من خروقات، واستغلال النفوذ لفائدة مرشحين محتملين، من طرف بعض المنتخبين وبمباركة مسؤولي الادارة الترابية. ومايحدث اليوم بإقليم تيزنيت يدخل في إطار حملة انتخابية سابقة لأوانها، فعلى سبيل المثال: 1. 1. يوم الأربعاء 14/09/2011 على الساعة التاسعة مساء انتقل رئيس المجلس الإقليمي إلى مقر الجماعة القروية أربعاء الساحل على متن سيارة المجلس الإقليمي حيث عقد لقاء بدوار تملالت مع بعض الأشخاص، ومستشارين جماعيين وكان اللقاء عبارة عن حملة انتخابية لفائدة وزير الفلاحة من طرف رئيس المجلس الاقليمي الذي طلب من الحاضرين العمل منذ الآن في حملة لصالح المرشح وزير الفلاحة. وتم توزيع الوعود والمشاريع مؤكدا بأن المجلس الإقليمي رهن اشارة من يتعاون مع المرشح. وفي ختام اللقاء تقدم أحد الحاضرين بأن دوار ادبن سعيد (الدائرة7) في حاجة إلى إصلاح مسلك، وعدهم على اثر ذلك رئيس المجلس الاقليمي بإرسال الآليات لإصلاح المسلك. وانتهى اللقاء بكلمة ختامية لرئيس المجلس الاقليمي أكد فيها بأن المرشح في حال فوزه، فسيكون وزيرا مهما في الحكومة، تستفيد منه الجماعة والاقليم، متناسيا بأن المرشح هو وزير اليوم، لكنه لم تستفد منه إلا منطقة معينة بالإقليم حسب ملاحظة أحد الحاضرين. 1. 2. ومثال آخر هو أن بعض الجمعيات أوحى إليها بتقديم طلبات لفتح مسالك، والطرق وتتم الاستجابة لطلباتها في إطار الحملة الانتخابية بل ويتم استقبالها من طرف السلطات المختصة بإيعاز من الذين يؤطرون الحملة الانتخابية السابقة لأوانها (رئيس المجلس الاقليمي). 2. 3. أما الوزير المرشح فقد شرع في تبخيس العمل السياسي ودخل في مرحلة العد العكسي، فيدعو للقاءات ومآدب عشاء يحضر فيها التجار والأعيان وكل الاطياف المنتمية لأحزاب سياسية غير حزب الوزير المرشح، بالإضافة إلى بعض المنتخبين مثل رئيس المجلس الإقليمي و رؤساء الجماعات التابعين لإقليم تيزنيت( دائرتي تافراوت وأنزي) منهم من يحضر وهو محرج ومنهم من يحضر خوفا ومنهم من يحضر ليحافظ على مصالحه ومن يحضر ضانا أنه سيستفيد وأخيرا هناك من يحضر وهو مقتنع بالشخص المرشح متحملين عناء السفر ومستعملين وسائل ووقود الجماعات بالنسبة للرؤساء، وآخر لقاء عقد يوم السبت 17/09/2011 تكلم خلاله بعض الأعيان لتقديم المرشح والتعاون معه كي يفوز بمقعدين برلمانيين بإقليم تيزنيت ويصبح رئيس الحكومة المقبلة بحول الله حسب ما يشاع في الأوساط القريبة. كما أن اللقاء الأخير بالبيضاء تميز بتقديم ملتمسات ومطالب تهم سكان الاقليم يوضح ذلك بجلاء أن الإقليم عرف نقصا كبيرا في الاستفادة من برامج الدولة إلا من رحم من سكان مناطق معنية. وعادة يختتم اللقاء بتوزيع الوعود وتسليم الملفات، من أجل الدعم والمساعدة للجمعيات وللمعطلين الذين تكبدوا معاناة لسنوات دون الالتفات إليهم إلى أن جاء موعد الانتخابات. وللإشارة فإن سكان الإقليم كانوا ضحية سيطرة لوبي الجهة منذ فترة انتداب المرشح إلى اليوم، ولم يتمكن الاقليم من احتلال المكانة التي يستحقها وحرم من فرص كثيرة للولوج إلى قطار التنمية رغم توفره على مؤهلات كبيرة لم يكتب لها لأن تحضى بنفس الأهمية ضمن دراسة ماكنزي التي أخدت مبالغ مهمة من مالية الجهة بدون جدوى. نتمنى أن تأتي هذه الانتخابات بالبرلمانيين الملتزمين بتنفيذ البرامج المقدمة للمواطن وبالنخب الجديدة المؤهلة، التي تعتبر المواطن محور كل تنمية اجتماعية واقتصادية. وعليه فإن الممارسات المذكورة تعتبرمنافية لتخليق العمل السياسي والبرلماني، ومنافية كذلك لما جاء في خطاب 20غشت الماضي من: توفير شروط المنافسة الانتخابية الحرة والالتزام بالمساواة بين مختلف الأحزاب وبالحياد الإيجابي للسلطات الترابية من أجل القطع مع السلوكات التي تدعم تبخيس العمل السياسي. وأخيرا فإن الغيرة الوطنية تقتضي محاربة كل ما من شأنه أن يؤثر ويغذي مظاهر العزوف والتشكيك وعدم المشاركة وأحيانا موقف المقاطعة واليأس من الكل. وختاما إن الأمر في بلادنا كملعب لكرة القدم ، هناك اللاعبون في الملعب يتنافسون بينهم وفق قواعد مضبوطة ، وهناك حكام يسهرون على تطبيق قانون اللعبة، وتوجيه الانذارات لمن يخرقونه، وهناك الجماهير التي لم تعد تتفرج أو تتفرج بحياد بارد على اللاعبين في الملعب، بدون حماس. يجب علينا كمواطنين أوفياء لهذا الوطن أن نستحضر الظرف الدقيق واللحظة الحاسمة ونستشعر جسامة الأمانة والمسؤولية التاريخية، ونجعل المصالح العليا للوطن فوق كل اعتبار، ونحيا بشعار الله، الوطن، الملك، وأن نتبرأ جميعا من جيوب مقاومة تنفيذ مسلسل الاصلاحات السياسية التي فتحها المغرب. مستشار بالمجلس الاقليمي أحمد اديعز