لا يخفى على أحد أن التمكين المنشود في الأرض أضحى الإعلام أحد مقوماته، وعليه انبنت كبرى آلياته، وغير خاف ما قامت به بعض وسائل الإعلام الإسبانية خلال الأيام القليلة الماضية على خلفية أحداث تفكيك مخيم أكديم إيزيك بالعيون، من مغالطات ومزايدات التي تضرب في الصميم أخلاقيات مهنة الصحافة .. تدخل - شئنا أم كرهنا – في هذا السياق المحموم حول حب التملك والسيطرة. وقد كنا في الرابطة المغربية للصحافة الإلكترونية نتابع بقلق شديد ما يحصل، ومع كل ذلك كنا نأمل أن تتراجع بعض تلك وسائل الإعلام عن جموحها في التزييف والانتحال، احتراما للموضوعية التي تفرضها أصول المهنة. إلا أن لاشيء من ذلك حصل بل تمادت بعض تلك "الوسائل الإعلامية" إلى مزيد من الفبركة بعدما أعلنت عن أسماء ضحايا من المدنيين الذين نسبت وفاتهم إلى قوات الأمن المغربية..وهو ما كذبه هؤلاء "الموتى الأحياء" أنفسهم ..
وإننا اليوم وبعد ما سربته بعض وسائل الإعلام عن تقرير "بيتير بوكايرت" مدير حالات الطوارئ والمبعوث الرسمي لمنظمة " هيومن رايتس ووتش " إلى الصحراء المغربية على خلفية هذه الأحداث، يؤكد عدد الوفيات التي أعلنت عنها السلطات المغربية أي (11 من قوات الأمن المغربية واثنان من المدنيين) .. وبهذا نكون أمام جهة محايدة تؤكد افتراءات وزيف ما روجت له بعض وسائل الإعلام الإسباني في تغطيتها لتلك الأحداث. وإننا في الرابطة المغربية للصحافة الإلكترونية إن ندين هذا السلوك اللا مهني نعلن ما يلي: أولا؛ إعلان أسبوع حداد على صدر صفحات مواقعنا الصحافية الإلكترونية احتجاجا على الطريقة التي تابعت بها وسائل الإعلام الإسبانية تلك الأحداث، دون الانزلاق إلى السب والشتم والقذف..بل لن نعلن إلا الصورة الحقيقية للمأساة الإعلامية الإسبانية. ثانيا؛ نقترح في الرابطة المغربية للصحافة الإلكترونية تنظيم "قافلة الحقيقة" إلى مدينة العيون يشارك فيها إعلاميون وفاعلون جمعويون وحقوقيون من مختلف المدن المغربية. ثالثا؛ نناشد كل العقلاء في المنابر الإعلامية للدولتين الجارتين المغرب والجزائر الابتعاد عن ردود الفعل وعدم الخضوع للتوظيف السياسي للأحداث..وعوض ذلك البحث في المشترك بين البلدين -وهو كثير- وتعزيزه، فمهما كان فإنه لا يمكن لأحد أن ينكر أنه لوقت قريب كانا عائلة واحدة.. رابعا؛ دعوتنا السلطات المغربية إلى تمكين الصحافيين المغاربة من حقهم في المعلومة حول مختلف تلك الأحداث . خامسا؛ دعوتنا لكل الخبراء والمحللين السياسيين والاقتصاديين والاجتماعيين والإعلاميين في الداخل والخارج إلى النبش في خلفيات هذه "الحملة الإعلامية الإسبانية " وإظهارها بشكل حقائق ومعطيات وليس استنتاجات فقط.. فما يحصل لا يمكن تجاهله أبدا."