س1 :هل يمكن تذكر ملامح طفولتك الشعرية الأولى وعناقك الأول مع بهاء الكلمة !؟ الطفولة التي جمعتني مع القصيدة كانت مختلفة جدا وظريفة . كنت فيها أحب سماع الموسيقى والغناء ولن أفكر يوما أنني سوف أكتب القصيدة على الإطلاق . لكن المرحلة تجاوزتني ولست أنا التي تجاوزتها بكل ما كان في من انطواية تكاد تخلق مني تمثالا برنزي يصلح للعرض في أوقات الناس يكونوا فيه منشغلون بعمالهم اليومية . كنت شديدة السكوت وأحب دائما شقلبة الأشياء لا أدري كنت أبحث عني كثيرا في التشكيل واللون . في الغناء ورقص البالية . حتى في عسر رأس القصيدة متى سوف تنهال علي ببكائها الصارم. لأنها تحمل أوراما متنوعة ومزمنة في توصيل المعنى الحقيقي لكاتبها أولا قبل جمهورها . س2 :كيف تنظرون إلى القصيدة النسائية بالعالم العربي داخل خريطة الشعر العالمي !؟ القصيدة في العالم في عافية وامتنان لكاتباتها . فالصوت النسائي دائما يكون متميزاً لو كانت هناك مصداقية في كتابة النص الشعري عموما . فالنص هو الذي يحدد هوية الشاعرة العربية ومن أين أتت . حتى المجتمع الذي يحتويها هو أيضا يكشف لنا أسلوبها وما مدى قدرتها على التعايش الذاتي ولإبداعي الخاص بها . كي تدخل بذلك عالم الشعر العالمي في ترجمة ما هو جيد في كاتبات اليوم .
س3: ولادة قصيدة, انتصار على خراب وخواء العالم, أم مصالحة مؤقتة مع انكسارات الذات !؟ القصيدة هي عامل نفسي مع ذاتها وتعكس ذلك على انكسارات النفس الحائرة والقلقة . فهي تترجم العالم كما تشاء وتعطيه قوالب الانتصار والخيبة والخواء . وأحيانا تكون مصالحة مع الشاعر نفسه الذي لم يجد نفسه حتى الان في توقيت ما هو قريب للقصيدة . فالقصيدة لها شهية مزاجية في توصيل المفهوم العام . س4 :كيف ينظر النقد العربي إلى القصيدة التي تكتبها امرأة !؟ هنا في اليمن للأسف ليس لدينا نقدا منهجيا يكمن في توضيح الكتابات الجديدة والتنوير المعرفي في إثبات ما ينقصنا . والشاعرة منا تحمل نفسها وكتاباتها إلى القارئ والناقد العربي دون اطلاع مسبق لدواوينها الشعرية من قبل النقاد المحليين . وعلى هذا الأساس المرأة المبدعة هي وحظها في تلقيها النقد السلبي والإيجابي وتقبله كيف ما يكون فهي الرافد الوحيد لأحياء نفسها أمام فن الشعر ونقده . س5 :في الشعر متسع للجنون والدهشة, أيكفي هذا الجنس الإبداعي لشغب التمرد وفرح البوح وشطحات الذاكرة في انفتاحها على العالم !؟ الإبداع يحتمل الجنون بكل طقوسه ودهشته . فالشعر يكفي للنصف رجل كي يكتمل . ويكفي للنصف رغيف كي نشبع . ويكفي للنصف قمر كي تكتمل روحي في عناق الاكتمال . الشغب والتمرد والذاكرة . أشياء لاكتمال اللون في لوحة سريالية تعلن للعالم ما هو مختلف فيها عن باقي الأنماط الأدبية الأخرى .
س6 :القصيدة خائنة المواعيد بامتياز ومتمردة على أدبيات اللقاءات الروتينية, ما هو الوقت الجميل للقبض على دهشة القصيدة وحرائقها الباذخة !؟ ليس هناك وقت في تجربتي الشعرية . فالقصيدة عندي تأتي مكتملة بداية ونهاية وتأتي في أوقات أحيانا تكاد غريبة بعض الشي . فمثلا تأتي اثنا نومي . كي أفز وأكتبها حتى في موبايلي . المهم لحظة مخاضها لا أدري كيف ومتى تسعفني اللهفة نحوها . إنها تولد عندما تريد رواية الحياة / والموت / والخوف / والجسد/ الجسد المثقل بموسيقى شغبها اليومي .