قد يخامرك الشك عندما تسمع عن المستوى الذي وصلت إليه أخلاق المرأة المغربية، هذا البلد الذي ينص دستوره في فصله السادس على أن الإسلام هو دينه الرسمي، و الذي له جذور ضارية في أربعة عشر قرنا من الحضارة الإسلامية، و الذي جاهد سكانه بدافع الدين لأجل طرد المستعمر دفاعا عن سيادتهم وكرامتهم وقيمهم، ولكن سرعان ما يتبدد هذا الشك بجوله في شوارع المدن المغربية لكي نصفعك بعض المشاهد الخليعة بصفعة تجعلك تستفيق على واقع مخجل ضاعت فيه القيم و الأخلاق، تارة باسم الحداثة و العصرنة ومواكبة الموضة، وتارة أخرى باسم الفقر والأزمة الاجتماعية والاقتصادية التي دفعت المرأة للبحث عن دريهمات عبر عرض جسدها للكلاب الجائعة. هذه المرأة التي أتحدث عنها في هذا المقال بدافع الغيرة، أعتبرها أمي وأختي، وابنتي في المستقبل وليست تلك المرأة المتشبثة بدينها كالقابضة على الجمر ولكن تلك التي نزعت عنها لباس التقوى ضاربة عرض الحائط كل ما يحفظ لها قيمتها وشرفها. هذه المرأة هي التي كرمها الله عزوجل بلباس التقوى [QURAN] يا بني آدم قد أنزلنا عليكم لباسا يواري سوءاتكم وريشا ولباس التقوى ذلك خير، ذلك من آيات الله لعله يذكرون يا بني آدم لا يفتنكم الشيطان كما أخرج أبويكم من الجنة ينزع عنهما لباسهما ليريهما سوءاتهما. أنه يراكم هو و قبيله من حيث لا ترونهم، إنا جعلنا الشياطين أولياء الذين لا يومنون[/QURAN] الأعراف، 26،27. إنطلاقا من هذه الآية يتضح أن قضية اللباس ليست منفصلة عن شرع الله ومنهجه للحياة، فالمرأة المسلمة تتعبد وتتقرب إلى خالقها بارتداء اللباس الشرعي الذي حدد الفقهاء شروطه في الآتي: - ستر جميع البدن عدا الوجه والكفين والقدمين. - ألا يصف وألا يشف وألا يكشف ما تحته. - أن يكون اللباس مما تعارف عليه مجتمع المسلمين. - أن يكون اللباس مخالفا - في مجموعه - للباس الرجال. - أن يكون اللباس مخالفا - في مجموعه – لما تتميز به الكافرات. هذا إضافة إلى كون اللباس الشرعي فيه صون لكرامة المرأة وإنسانيتها، وهو رفض منها لأن تكون شيئا يباع ويشتري بل هو إصرار منها لأن تكون صاحبة الدور الفاعل و الحضور المتميز في جميع مجالات الحياة بعيدا عن منظومة استغلال الجسد. لقد أصبحنا نلاحظ أن الفتاة المغربية تفتح عينيها في الصباح بحثا عن أدوات الزينة و التجميل والفتاتين المثيرة لشهوة الرجل- وهي بذلك تمارس التحرش الجنسي - وحينما تخرج للشارع تبحث عن العيون الجائعة لمفاتنها، واهتماماتها كلها منصبة على البحث على مجالات آخر صيحة في عالم الأزياء - عفوا عالم التفاهة و الضياع- ولا تقرأ غير قصص الغرام و الهيام الكاذبة. [email protected]