اكدت مصادر فلسطينية رفيعة المستوى بقيادة السلطة الاحد أن الأخيرة تعمل على فتح قناة اتصال مباشر مع حركة حماس من خلال الدكتور عزيز الدويك رئيس المجلس التشريعي الفلسطيني الذي اطلقت اسرائيل سراحه مؤخرا من سجونها. واوضحت المصادر ل'القدس العربي' بأن هناك اتصالات تجري حاليا ما بين القيادة الفلسطينية والدويك الذي يقود عددا من قيادات الحركة بالضفة الغربية بهدف التغلب على القضايا الخلافية التي فشلت حوارات القاهرة ما بين حماس وفتح في التغلب عليها. واشارت المصادر الى ان الدويك الذي التقى الرئيس الفلسطيني محمود عباس مؤخرا اكد للاخير بأنه يتحدث باسم حركة حماس وبأنه احد قادتها وذلك عكس ما كان يطرحه الدكتور ناصر الدين الشاعر الذي شغل منصب نائب رئيس الوزراء في الحكومة التي شكلتها حركة حماس عقب فوزها في الانتخابات التشريعية عام 2006 بأنه مستقل ولا يستطيع الحديث باسم حماس. ونوهت المصادر بأن عباس اوعز لقيادات في فتح وبعض من مستشاريه للتواصل مع الدويك وفتح قناة اتصال مباشر مع الحركة من خلاله بهدف انهاء الانقسام الفلسطيني ما بين قطاع غزة والضفة الغربية. وعلمت 'القدس العربي' من مصادر في حماس بأن الدويك يعمل على حشد قيادات حماس في الضفة الغربية من حوله بحجة انه لا بد ان يكون هناك عنوان للحركة في الضفة الغربية تستطيع القيادة الفلسطينية الحديث معه بشكل مباشر بهدف انهاء الانقسام الفلسطيني. واشارت المصادر بأن الدويك الذي اطلق سراحه مؤخرا من سجون الاحتلال بدأ بسحب بساط قيادة الحركة في الضفة الغربية من تحت قدمي الشاعر، وانه مصر على ان يكون هناك عنوان للحركة بالضفة الغربية لاجراء الحوار في الداخل في حال فشل الجهود المصرية ورعايتها للحوار في القاهرة. وكان الدويك التقى قبل ايام بالرئيس الفلسطيني محمود عباس وان الأخير طرح على الاول ضرورة ان تقدم حماس'5 انتحاريين' محسوبين على الحركة للمشاركة في حكومة وحدة وطنية تنهي الانقسام الداخلي. واوضح النائب حسن خريشة ل'القدس العربي' الاحد بأن عباس خلال لقائه مع الدويك اقترح ان تقدم حماس '5 انتحاريين' محسوبين عليها ولكنهم يتحدثون ويشاركون في حكومة الوحدة الوطنية باسمائهم الشخصية كون الحركة ترفض المشاركة في حكومة تستجيب لشروط المجتمع الدولي واللجنة الرباعية. واستبعد خريشة امكانية ان توافق حماس على تصور عباس للخروج من الأزمة الداخلية من خلال مشاركة وزراء محسوبين على الحركة في حكومة وحدة وطنية دون ان يتحدثوا باسم الحركة وانما يعبرون عن مواقفهم الشخصية. وعلى نفس الصعيد نفى القيادي في حماس إسماعيل رضوان الاحد تلقي حركته عرضا من عباس بأن يتم انتداب خمسة وزراء من قبلها للمشاركة في حكومة الوحدة الوطنية القادمة في حالة تشكيلها. وجاءت أقوال رضوان في تصريح صحافي تعقيبا على تصريحات صادرة عن خريشة تقديم عباس إقتراحاً لدويك إثر لقاء الأخير به الأسبوع الماضي' بانتداب حماس 5 وزراء للمشاركة في حكومة توافق وطني، على أن يمثلوا وجهات نظرهم الشخصية وليس نظرة حماس السياسية'. وأوضح رضوان أن هذا كلام غير صحيح وليس له أساس من الصحة، وأن حركته ترفض التعامل مع شيء غير شرعي مثل حكومة فياض وأي شيء آخر حتى لو كان عباس، كون الأخير فاقدا للشرعية، على حد أقوال رضوان. وتابع 'نريد أن نوضح بأنه لا يحق للرئيس عباس تشكيل أو ترشيح وزراء جدد لحكومة غير شرعية'. وفي الوقت الذي تسعى السلطة لفتح قناة اتصال مباشر مع حماس في الضفة الغربية كشفت الاجهزة الامنية الفلسطينية الاحد عن سعي الحركة لإنشاء جهاز امني تابع لها في الضفة الغربية. واكد العميد عدنان الضميري الناطق الرسمي للاجهزة الامنية الفلسطينية الاحد ان الاجهزة الامنية العاملة بالضفة صادرت 8.5 مليون دولار من اعضاء من حركة حماس كانت تستغل لبناء جهاز امني لحماس في الضفة الغربية. وقال الضميري في تصريحات صحافية الاحد انه خلال الاشهر القليلة الماضية تمت مصادرة مبالغ مالية طائلة من حماس دخلت الى الاراضي الفلسطينية بطريقه غير مشروعة تخالف القانون الفلسطيني، مشيرا الى مصادرة أسلحة ومتفجرات بكميات كبيرة في مدن نابلس والخليل وقلقيلية، اضافة الى عشرات العبوات التي كانت معدة للتفجير من عناصر من حركة حماس. ومن جهته اعتبر أيمن طه القيادي في حماس بأن تصريحات الضميري محاولات بائسة ومحمومة للقضاء على حركته، وإفشال الحوار الوطني. وقال طه في تصريحات صحافية إن تصريحات الضميري تأتي في سياق الممارسات العملية على الأرض في الضفة الغربية لإفشال الحوار الوطني واستئصال حركة حماس في الضفة، مشيرا الى أن هذه الأموال هي لجمعيات خيرية تقوم برعاية أسر الشهداء والأسرى صادرتها الأجهزة الأمنية، وليست بالضرورة أن تكون تابعة لحركة حماس. ومن جهتها نفت كتائب الشهيد عز الدين القسام الجناح العسكري لحماس تصريحات الضميري ووصفتها ب'الباطلة'. وقال الناطق باسم 'القسام' أبو عبيدة في حديث خاص لموقع 'القسام' الاحد 'انه ليس غريبا أن تصدر مثل هذه الادعاءات والاتهامات عنه، لأنه ومن يتحدث باسمهم يشكلون الوكالة الأمنية للكيان الصهيوني والإدارة الأمريكية، وهم يتصرفون بناءً على ذلك، وإذا لم يتصرفوا بهذا الشكل فلن يجدوا أنفسهم في مناصبهم في اليوم التالي'. وأضاف 'كان الأولى بهذه العصابات التي تدعي الانتماء للوطن أن تصادر أموال الفاسدين المتنفذين في السلطة، الذين يتاجرون جهاراً نهاراً بأموال الشعب الفلسطيني، ويسرقون المال العام، ويفتتحون مواخير العار والخمر والكازينوهات في الضفة الغربية'. وواصلت حركتا فتح وحماس الاحد الاتهامات المتبادلة بالاعتقال حيث قالت حماس إن الأجهزة الأمنية الفلسطينية اعتقلت يوم السبت 4 من انصارها في الضفة الغربية. وذكرت حماس في بيان صحافي ان الاعتقالات جرت في قلقيلية وطولكرم ونابلس، مشيرة إلى أن من بين المعتقلين إمرأة. وكانت حركة حماس اتهمت الاجهزة الامنية التابعة للسلطة الفلسطينية بالضفة الغربية باعتقال وتعذيب نساء، مطالبة على لسان ناطقها فوزي برهوم بالافراج الفوري عن المعتقلات وإنهاء ملف الاعتقال السياسي وإغلاقه مرة واحدة وإلى الأبد. ومن جهته أكد النائب اشرف جمعة عضو المجلس التشريعي عن كتلة فتح البرلمانية وعضو لجنة المصالحة في حوار القاهرة مطالبته بالافراج عن كافة المعتقلين السياسيين من حركتي فتح وحماس. وقال النائب جمعة في تصريح له 'ان ثمة معلومات مؤكدة لديه تشير لتعرض العديد من معتقلي حركة فتح لانتهاكات صارخة ومعاملة لاانسانية، حيث تعرضوا للضرب المبرح والشبح وعدم النوم مع وجود عصبة علي اعينهم لايام متواصلة، وأن العشرات منهم الآن في حالة موت بطيء، وصرخاتهم تمزق سكون الوحدة الوطنية'. وطالب النائب اشرف جمعة نواب المجلس التشريعي الاعضاء في لجنة الرقابة وحقوق الانسان ومؤسسات حقوق الانسان والصليب الاحمر الدولي بزيارتهم والاطمئنان عليهم والعمل للإفراج الفوري عنهم. واضاف جمعة أن حركة فتح لا تعتقل أحدا وهي ضد الاعتقال السياسي وليس لها سجون، وهي تسعى جاهدة للإفراج عن كل معتقل سياسي لحركة حماس في الضفة الغربية، وقد بذلت جهدا وما زالت تبذل الجهد عبر الوسائل المتاحة لها. كما وجه الدعوة المفتوحة لكافة الاطراف على الساحة الفلسطينية بالاسراع في انهاء الانقسام الفلسطيني وتهيئة الاجواء الايجابية من أجل انجاح الحوار الوطني الفلسطيني.