وصل وفد استخباراتي مصري رفيع إلى تل أبيب أمس، للتباحث حول تهدئة شاملة في قطاع غزة، وإتمام صفقة تبادل الأسرى بين حركة 'حماس' وإسرائيل ..في وقت دارت فيه عجلة تنفيذ صفقة الإفراج عن الجندي الإسرائيلي الأسير جلعاد شاليط بإفراج إسرائيل أمس، عن رئيس المجلس التشريعي الفلسطيني عزيز الدويك، الذي ينتمي إلى 'حماس'. وعلمت 'شبكة طنجة' من مصادر مصرية وفلسطينية متطابقة في القاهرة ورفح وغزة ودمشق أنه لم تبق إلا اللمسات الأخيرة لإنجاز صفقة شاملة لتبادل الأسرى. وأوضحت المصادر أن الصفقة تتضمن شاليط ومئات الأسرى الفلسطينيين وفتح المعابر، وتهدئة طويلة الأمد بين الطرفين، وأن الخطة تمت دراستها خلال زيارة وكيل جهاز الاستخبارات المصرية اللواء محمد إبراهيم مع المسؤولين الإسرائيليين أمس، في تل أبيب، وأن الصفقة ستتم خلال الأيام القليلة المقبلة وقبل التئام الحوار الفلسطيني في القاهرة مطلع الأسبوع المقبل. كما علمت 'شبكة طنجة' أن وفداً عسكرياً مصرياً قام أمس بزيارة لمعبر رفح تمهيداً لاستقبال شاليط الذي من المنتظر تسليمه الى الجانب المصري قبل إعادته إلى إسرائيل. وتشير الخطة المصرية إلى أنه وفي لحظة إعلان القاهرة أن شاليط أصبح في يدها تشرع إسرائيل فورا بإطلاق سراح 150 أسيرا فلسطينيا على الفور، وبعدها تسلم مصر شاليط إلى إسرائيل بضمانة إطلاق سراح 450 أسيراً آخرين من سجون الاحتلال. وبعد إتمام التسليم تتعهد إسرائيل لمصر بإطلاق سراح 400 آخرين ليصل العدد إلى ألف. وتشمل الخطة المصرية تشكيل هيئة إدارية مؤقتة تشارك فيها جميع الفصائل الفلسطينية، على غرار حكومة وحدة وطنية، تدير شؤون قطاع غزة حتى يناير 2010، موعد الانتخابات العامة الفلسطينية، وتكون الهيئة خاضعة مباشرة لرئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، من أجل تسهيل نقل أموال المساعدات لإعمار غزة، كما تكون نتائج الانتخابات الرئاسية والتشريعية المقبلة ملزمة للطرفين. كما توصي الخطة، التي لم يتم حتى الآن إعلانها رسميا وحصلت 'شبكة طنجة' على تفاصيلها، بقيام خبراء ومراقبين، (وربما قوات حفظ سلام)، من مصر والدول العربية والاتحاد الأوروبي تحت مظلة الأممالمتحدة، بمساعدة قوات الأمن الفلسطينية المشتركة، المكونة من 'فتح' و'حماس' لمنع إطلاق الصواريخ على إسرائيل وتنفيذ عمليات ضدها، ومنع المصادمات بين الفلسطينيين. وفي ما يتعلق بالحصار على غزة تؤكد الخطة المصرية فتح جميع المعابر مع قطاع غزة لجميع أنواع البضائع بما فيها معبر رفح، على أن يوجد على الجانب الفلسطيني مراقبون من السلطة الفلسطينية، والاتحاد الأوروبي، وأن تشارك إسرائيل في الرقابة على معبر رفح عبر الكاميرات كما كان الوضع سابقاً. وعلى الصعيد الداخلي الفلسطيني تدعو الخطة المصرية إلى إفراج السلطة الفلسطينية عن سجناء 'حماس' في الضفة وكذلك إفراج 'حماس' عن معتقلي 'فتح' في قطاع غزة. من جهته نفى الناطق سام وزارة الخارجية المصرية السفير حسام زكي الانباء التي تحدثت عن تحقيق تقدم في صفقة تبادل الاسرى، وقال انها اخبار غير صحيحة. في الوقت نفسه، قال القيادي في حركة «حماس» ممثلها في لبنان إسامة حمدان ل «الحياة» إنه لم تحدث أي انفراجة تذكر على صعيد قضية تبادل الأسرى الفلسطينيين في مقابل إطلاق الجندي الاسرائيلي الاسير في غزة غلعاد شاليت، موضحاً أن هناك اتصالات مصرية جرت وتجري مع الجانب الإسرائيلي في هذا الصدد، لكنها لم تثمر شيئا ولم تحدث أي اختراق يذكر نتيجة عدم تجاوب الإسرائيليين مع مطالب «حماس» المتعلقة بقائمة الأسماء التي تريد اطلاقها، مشدداً على أن الحركة تتمسك بإطلاق جميع أسماء الأسرى في القائمة. ونفى حمدان ما تردد عن وجود اتصالات تركية مع الإسرائيليين تتعلق بصفقة تبادل الأسرى، مشيراً إلى أن مصر هي الوسيط الوحيد الذي يدبر هذه المسألة. ورفض ربط إطلاق رئيس المجلس التشريعي عزيز الدويك بقضية تبادل الأسرى والإفراج عن شاليت، وقال: «لا يوجد ربط إطلاقاً بين المسألتين، ولا علاقة بين اطلاق الدويك وقضية تبادل الأسرى». واضاف: «الدويك أفرج عنه وفق معركة قانونية» مشيراً إلى أن «هناك محاولات من البعض لطرح هذه المسألة كي تبدو وكأنها صفقة، وهنا اختلاق بيّن». واعتبر أن «الدويك دفع ثمن حبسه 30 شهراً ظلماً وعدواناً، ومن جانبنا استحقاقات صفقة تبادل الأسرى واضحة، وشروطنا لا لبس فيها»، مؤكدا أنه منذ شغل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو موقع رئاسة الحكومة لم يحدث أي جديد في هذا الملف، وما ينشر هو في دائرة التكهنات والاجتهادات. اما وكالة رويترز فقد اوردت خبرا مفاده أن رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو قال يوم الثلاثاء إن حكومته تضغط من اجل التوصل لاتفاق للافراج عن جندي اسرائيلي أسير لدى نشطاء فلسطينيين في قطاع غزة الذي تحكمه حماس. وهون كل من الزعيم الاسرائيلي ومتحدث باسم حماس من شأن تقارير اوردتها الصحافة العربية تفيد بان اتفاقا لاطلاق سراح الجندي جلعاد شليط مقابل مئات من السجناء الفلسطينيين الذين تحتجزهم اسرائيل بات وشيكا. وقال نتنياهو للصحفيين في روما في بداية جولة اوروبية 'لم تصلني حتى هذه اللحظة اي معلومات من هذا القبيل.. نبذل جهودا على عدة مستويات. نعكف الان على بحث احتمالات عديدة.' وقال نتنياهو انه اصدر تعليمات بان 'توحد جميع اجهزة الحكومة الاسرائيلية جهودها' لمحاولة نيل الافراج عن شليط. ولم يوضح مستوى الشروط التي يمكن ان تقبل بها اسرائيل. ووصف سامي ابو زهري المتحدث باسم حماس التقارير عن حدوث انفراجة في المحادثات التي تتوسط فيها مصر بأنها 'غير حقيقية' قائلا انه لا يوجد جديد على هذه الجبهة. وقد يفسح اتفاق للافراج عن شليط الطريق امام رفع اسرائيل حصارها على غزة التي يسكنها 1.5 مليون فلسطيني. وقالت اسرائيل انها ضيقت حصارها للضغط على حماس لتطلق سراح الجندي البالغ من العمر 22 عاما.