أزاحت صحيفة التايمز اللندنية في عددها الصادر اليوم السبت النقاب عن أن دولاً غربية كبرى تعتقد أن مخزن إيران من مادة " اليورانيوم " ، تلك المادة الخام الضرورية لتصنيع الأسلحة النووية ، قد بدأ ينفذ، ما كان سببا في بدء سباق دولي يرمي إلى منعها من استيراد المزيد من تلك المادة.وقد عبرت مصادر دبلوماسية عن اعتقادها بأن مخزن إيران من كعكة اليورانيوم الصفراء، التي يتم إنتاجها من اليورانيوم الخام، أوشك على النفاذ ويمكن أن ينتهي في غضون بضعة أشهر قليلة. وأشارت الصحيفة في الوقت ذاته إلى أن دولا مثل بريطانيا وأميركا وفرنسا وألمانيا قد بدؤوا بالفعل جهودا دبلوماسية مكثفة لثني كبار منتجي اليورانيوم عن بيعه لإيران. كما كشفت الصحيفة أيضا عن أن وزارة الخارجية والكومنولث البريطانية قامت قبل أعياد الميلاد بإرسال طلب سري لدبلوماسييها في كل من كازاخستان وأوزباكستان والبرازيل وجميع منتجي اليورانيوم البارزين لتوحيد الحكومات على عدم بيع منتجات اليورانيوم، وبخاصة الكيك الأصفر، إلى إيران. وقالت الصحيفة أن مخزون إيران من الكيك الأصفر الذي حصلت عليه من جنوب إفريقيا في عقد السبعينات من القرن الماضي قد نفذ كله تقريبا ً. وتقوم إيران بتطوير مناجم اليورانيوم الخاصة بها ، لكن ليس لديها ما يكفي من المادة الخام لدعم برنامجا نوويا مستمرا. وأشارت الصحيفة إلى أن الدبلوماسيين في سفارة بريطانيا الأنيقة الجديدة الموجودة بشارع كوسمونافتوف في استانا، عاصمة كازاخستان، قد تلقوا قبل الكريسماس بمدة بسيطة طلبا سريا وعاجلا . قال فيه مسؤولون من الحكومة البريطانية أنه يعتقد أن إيران أوشكت على نفاذ مخزونها من الكيك الأصفر – احدي أشكال اليورانيوم الخام لكن على هيئة مسحوق. وأكدت الصحيفة في الوقت ذاته علي أن هناك مخاوف من أن طهران من الممكن أن تبحث عن إمدادات جديدة لدعم برنامجها النووي في منعطف حاسم – قبل شهور فقط من توقع خبراء استخباراتيين أنها نجحت بالفعل في تجميع ما يكفي من اليورانيوم المخصب لتصنيع قنبلة نووية. وطلب من المسؤولين البريطانيين أن يحثوا كازاخستان، احدى أكبر منتجي اليورانيوم في العالم، لتجهل أي طلبات محتملة للحصول علي المزيد من تلك المادة. وقالت الصحيفة أن هذا الطلب، الذي ظهرت منه بعض الأخبار بعد تحقيق دولي أجرته الصحيفة ، كان جزءا ً من خطة تقودها ستة دول هي بريطانيا وأميركا وفرنسا وألمانيا واستراليا وكندا بهدف منع وصول إمدادات اليورانيوم إلى إيران. وبرغم أن هذا الإجراء لن يشل علي الأرجح أي جهد لتطوير القنبلة، إلا أنه سيكشف عن طموحاتها بصراحة وسيساعد في إحتوء الخطر، بحسب ما أكدت مصادر موثوق بها. هذا وتمتلك كازاخستان نحو 15 % من إجمالي احتياطي العالم من اليورانيوم، وتشكل عنصرا هاما بصورة متزايدة في تجارة اليورانيوم العالمية ووضعت هدفا لها هذا العام بأن تصبح أكبر منتج لليورانيوم في العالم. كما أن أوزباكستان تمتلك احتياطات ضخمة وكانت المورد الرئيسي للسلاح النووي إبان العصر السوفيتي. وفي الوقت الذي لا توجد فيه أي أدلة مباشرة على أن إيران تبحث بشكل نشط عن شراء اليورانيوم سواء من كازاخستان أو أوزباكستان، إلا أن مصادر استخباراتية غربية تعتبرهم على أنهم من بين مجموعة من النقاط الضعيفة في سلسلة الإمدادات. وهناك دول أخرى مثل جمهورية الكونغو الديمقراطية والنيجر في غرب إفريقيا.