هذه قنطرة طريق سيك دلا بجماعة حجر النحل بطنجة ، التي يعود تاريخها إلى الربع الأول من القرن العشرين ، حيث بنيت في عهد الحماية الإسبانية لتربط بين عدد من المحاور الطرقية التي تمتد إلى كل الدواوير المنتشرة داخل المناطق التابعة لتراب جماعة حجرة النحل، والمنزلة ، ودار الشاوي ، والزينات ، بحيث لا يخلو مدشر من وجود مسلك للربط الطرقي، وكانت هذه المسالك تساهم في فك العزلة عن هذه المناطق وربطها بالطريق الرئيسي آنذاك الذي كان يربط حجرة النحل وسبت الزينات عبر دوار سيك دلا، علما أنها أنشئت في الأصل لأهداف عسكرية ، لكنها ظلت تقوم بدورها المزدوج، واستمر العمل بها لعدة عقود من طرف ساكنة المنطقة إلى أن طالها الإهمال والتلاشي . وبالرغم من استمرار مساراتها إلى الآن، فإن السلطات لم تعمل على استثمارها وإعادة إحيائها .. ولذلك ظلت كل المناطق تعاني ومن التهميش والعزلة طيلة عهد الاستقلال ، مما حكم على ساكنتها بأن تظل سجينة داخل دائرة النسيان ، كما ظلت محرومة من المرافق الضرورية والبنيات الأساسية كالطرق ، وشبكة الماء والتطهير ووسائل النقل .. فهذه القنطرة التي ظلت شاهدة على فترة مديدة من الزمن دون أن تتعرض للانهيار رغم الإهمال الذي طلها خلال هذه المدة بسبب صلابة بنيتها وقوة ركائزها ، إلى أن تعرضت مؤخرا لنكسة أصبحت تهددها بالانهيار جراء خضوعها للاستعمال المكثف من طرف شاحنات الوزن الثقيل التابع للمقاولات المنخرطة في مشروع إنجاز خط القطار السريع ، حيث انهارت جوانبها وأصبحت تشكل خطرا على عربات السير وخصوصا خلال الليل .. وقد علمنا أنه قد تم توقيع اتفاق بين الجماعة وبعض المتدخلين من أجل إعادة ترميمها . وتجدر الإشارة إلى أن جماعة حجر النحل ستعرف إنجاز عدد من المشاريع الخاصة لفك العزلة عن الدواوير . إذ سيتم الربط بين دوار بوكدور وسك دلا بطريق طوله 2.5 كيلوميتر ، وهو يحتوي على قنطرة معلقة فوق الطريق السيار، ومقطع ّآخر فوق خط القطار السريع، ومد طريق بين سكدلا والمنزلة. ويذكر أن ولاية طنجة تعد مخططا للنهوض التنموي على صعيد الإقليم يهم الجماعات القروية. وستعطى الأولوية لهذه المنطقة بهدف تقريب المسافة بين المدينة والعالم القروي التابع للإقليم . وقد جاءت هذه الالتفاتة مقابل قبول الجماعة استقبال مشروع السجن المدني فوق ترابها بمنطقة بوكدور، والذي سيكون من النوع الفلاحي... وفي هذا الصدد ستعطى الأولوية لجماعتي العوامة ، وحجرة النحل ، وذلك من خلال إحداث طرق جديدة وتوفير أرضية صناعية واقتصادية لاستقبال المشاريع الجديدة ، وهو ما يفرض التعجيل بإنجاز المشاريع الخاصة بالتطهير السائل انطلاقا من مركز حجرة النحل ودوار اشراقة ويشمل ذلك محطة التطهير . ثم العمل على تأطير الساكنة وتوفير مرافق القرب ..كما سيتم تلافي استقبال الصناعات الملوثة.