تسببت الفيضانات الأخيرة، التي شهدتها عدة مناطق قروية في جماعة «تاسريرت»، التابعة للنفوذ الترابي لدائرة تافراوت في إقليمتيزنيت، في عزل عدة مناطق عن العالم الخارجي، بعد انقطاع المسالك الطرقية واضطرار السكان الراغبين في قضاء مآربهم الخاصة والمستعجلة لقطع مسافات إضافية طويلة، بغية الوصول إلى مركز الجماعة أو الدائرة الترابية، فيما ما زالت الشكايات والمراسلات التي بعثها المتضررون إلى عدد من المسؤولين في الإقليم والجهة دون جواب، إلى حدود الساعة. وحسب الإفادات التي استقتها «المساء» من بعض أبناء المنطقة، فإن الفيضانات التي اجتاحت المنطقة مؤخرا أدت إلى عزل 10 دواوير عن العالم الخارجي، ويتعلق الأمر بدواوير (تزركين ، إمي وزال، تكموت، تاوريرت، تامسولت، تمقييت، أداو خالد، تجفرت وواكليض»). وقال المتضررون إن ما حزّ في نفوس أهالي المنطقة هو إحساسهم بنوع من «الإهمال» من جانب السلطات المعنية ووسائل الإعلام، مضيفين -في المراسلات التي حصلت «المساء» على نسخ منها- أن أكثر المداشر القروية تضررا هما مدشرا «تزركين» و«إمي وزال»، اللذين يعاني سكانهما الراغبون في قضاء مآربهم في مدينة تافراوت من طول المسافة الطرقية التي يتوجب عليهم قطعها، بعد الفيضانات الأخيرة، فبدل أن يقطعوا مسافة 35 كيلومترا من دوار «تزركين» إلى مدينة تافراوت، فإنهم يضطرون -بسبب الأوحال المنتشرة- إلى قطع مسافة كبيرة تصل إلى 78 كيلومترا للوصول إلى مركز الدائرة، منها ثمانية كيلومترات يقطعونها للوصول إلى منطقة «تمكيدش»، زيادة على 70 كيلومترا يستقلون لقطعها سيارات النقل المزدوج، عبر منطقة تدعى «آيت منصور». وفي دوار «تزركين»، التابع للجماعة القروية، أدت المياه التي ارتفع منسوبها بشكل كبير، إلى اختراق واديين للدوار (أحدهما قادم من تاسريرت والثاني من منطقة آيت عبد الله)، إلى جرف أشجار اللوز والزيتون والنخيل، كما أحدثت أضرارا كثيرة في الواحة، التي امتلأت بالأوحال والأحجار والأتربة، وجرفت المياه معها جزءا كبيرا من الطريق الإقليمية رقم 1929، المتجهة نحو منطقة «أيت منصور»، عبر جماعة «أفلا إغير». وارتباطا بالموضوع، وجه اتحاد جمعيات «تاسريرت» ملتمسا بفك العزلة عن المناطق المذكورة، في إطار مشاريع المبادرة الوطنية للتنمية البشرية في إقليمتزنيت، واصفا العزلة التي يعاني منها السكان ب«القاتلة»، ومطالبا في المراسلة، التي وقعتها 13 جمعية وحصلت «المساء» على نسخة منها، بإدماج المقطع الطرقي الرابط بين دواوير المنطقة ضمن البرنامج الوطني للتنمية البشرية، على اعتبار أن السكان المحليين تضرروا كثيرا من العزلة التي سببتها الفيضانات الأخيرة، بفعل اختراقها أكثر من مقطع طرقي في المنطقة.