الملك محمد السادس خلال استقبال الرئيس الفرنسي أمس في الدارالبيضاء ينهي الرئيس الفرنسي فرانسوا هولند اليوم زيارته الرسمية الى المغرب والتي تتميز بالطابع الاقتصادي بسبب غياب مشاكل سياسية بين الرباط وباريس. وتسجل هذه الزيارة تغيير هولند رؤيته الاقتصادية نحو ما هو إيجابي للإستثمار الفرنسي في المغرب بعدما كان قد عارض في الماضي فتح معمل رونو في منطقة طنجة ونقل شركات فرنسية أنشطتها الى هذا البلد.وحل الرئيس فرانسوا هولند بمدينة الدارالبيضاء أمس الأربعاء مرفوقا بوفد مكون من تسع وزراء وستين من ممثلي الشركات الكبرى، وخصص له الملك محمد السادس استقبالا كبيرا لإبراز أهمية العلاقات الثنائية. ومن المعطيات الهامة لهذه الزيارة هو عزم فرنسا استعادة مكانتها التجارية في المغرب كشريك تجاري أول للبلاد بعدما خسرت هذا المركز لصالح اسبانيا سنة 2012. وهذه العزيمة حملت فرانسوا هولند الى تغيير رؤيته للإستثمار الفرنسي في المغرب وأصبح يدافع عن وجود شركات فرنسية بعدما عارض ذلك في الماضي. وكان فرانسوا هولند كمرشح للحزب الاشتراكي الفرنسي قد انتقد بقوة في فبراير من سنة 2012 فتح مصنع لشركة رونو في المغرب، معتبرا أن ذلك يضر بالنسيج الصناعي الفرنسي وطالب حكومة نيكولا ساركوزي وقتها التراجع عن هذه السياسة. لكن المثير أن هولند راجع مواقفه ويتبنى استراتيجية مختلفة قائمة على ما يسمى تشجيع فتح فروع لشركات فرنسية في الدول الصديقة ومنها المغرب، وهو ما أكده من خلال زيارته الجديدة أمس واليوم. ويأتي تغيير هولند لموقفه بعدما أدرك صعوبة محافظة فرنسا على مصالحها الاقتصادية والتجارية بمناهضة فتح فروع للشركات الكبرى في الخارج لأن الدول لم تعد فقط مستهلكة فقط بل ترغب في إنتاج مشترك لما تنتجه.وكان ساركوزي هو الذي دشن هذه السياسة من خلال اتفاقيات استراتيجية لم تقتصر فقط على فتح فروع للشركات الكبرى بل تفويت تكنولوجيا صناعة أسلحة متطورة مثل مقاتلة الرافال الفرنسية لكل من البرازيل والهند.