صدر عن مطبعة المعارف الجديدة بالرباط، وضمن منشورات الحلبي عمل شعري أنيق للشاعرة حبيبة الشيخ عاطف اختارت له من الأسماء "إليك البلاغة صلحا". واعتبرت الشاعرة في مدخل هذا العمل أن " هذا الديوان علاقة من علاقات المجاز المرسل وهي اعتبار ما سيكون، وقصائده مسكوكة تنشد الحب على طريقة زمان، وأنا أريده مصالحة مع الرجل في فئة مخصوصة وبالإشارة معنية، وعنها كتبت وركبت كل علوم البلاغة مطية لتوصيل رسالتي، هذا الرجل الذي انزاح عن دوره الإنساني وواجبه الاجتماعي فهرب من أدنى مسؤولياته ليتواطأ مع الأنانية في أبراجها العاجية، فحاد وقهر وأهان، دون أن يقف مع ليل هذه النفس يردعها يؤنبها يلومها حتى يرقى بها إلى مدارج الطمأنينة، بل اقتصر على لفظها واطمأن على ما يفعل وما ملكت يمينه من عطر وجمال. ويقع ديوان" إليك البلاغة صلحا" في 56 صفحة يتوزع بين نشديات الحب الذي يضم القصائد:إلهي، التقيد، كفى شهريار، كلام ستر وستار، الوهم والحقيقة، الوردة، لا تسحرني إلا الكلمة، مولاتي، ما لم يؤرخ، نعمة، لن أحبس، هبني البحر هدية، الحب كتابة، اكتبيني، ولأنزل معك مرة ثانية للأرض، اسمعيني، القيامة مرتان، الجحود والوعود، تقول أمي، حيرة، عطش الكلمة، معاني وعبر، رسول الحب، هروب، السهر، أسطورة، صحوة، رحيل. وتساوقا مع جماليات البوح الشعري الذي يزخر به ديوان "إليك البلاغة صلحا" يحفل القسم الثاني من هذا العمل والذي يحمل عنوان وطنيات قصائد ترسخ قيم المواطنة الشاعرة من خلال القصائد التالية: أنا الوطن، أنا المغرب، يالمغرب، لك حبي، وعد الوطن، شبيبة، حب دفين. وقد خص الباحث عبد السلام دخان هذا العمل بمقدمة نقرأ منها"تشكل قصائد الشاعرة حبيبة الشيخ عاطف في ديوانها الموسوم ب"إليك البلاغة صلحا" إنصاتا لإرادة الشعر، ومحاولة رصد شذرات كينونة الذات الشاعرة ارتبطا بسيرورة الوعي المشكل للإبدال الدلالي لقصائد تساءل الغياب والحضور، وتتسلل إلى شقوق التاريخ رغبة في امتلاك إرادة المغايرة والحد من سطوة شهريار، ونسيان الحضور. وهو ما يبرر تقمص الشاعرة لصوت شهرزاد دفاعا عن المرأة و دورها في حركية المجتمع. لذلك اختارت الشاعرة حبية الشيخ عاطف مساحات جديدة للتعبير الشعري لترسيخ القلق المفتوح، وقول الحقيقة وتأمل الوجود الإنساني. ومن ديوانها نقرأ: قُلْ : اكْتُبِينِي سَأَقُولُ: كَتَبْتُكَ مِنْ فَرْحَةِ الفَلاَّحِينَ بِبِدَايَةِ عَامٍ جَمِيلٍ حِينَ يَكْفُرُونَ البَذْرَ فِي البَسَاتِينِ، وَيُطِيلُونَ النَّظَرَ إِلَى غَمَامِ الخُصُوبَةِ، فَتُزِيحُ البَرَاعِمُ غِطَاءَ الأَرْضِ وَتَخْرُجُ مِنْ تُرَابٍ وَعَلَيْهَا تُرَابٌ وَطِينٌ تَتَمَايَلُ، تَتَفَاءَلُ بِخُيُوطِ الشَّمْسِ الَّتِي تُغْدِقُ بِغَيْرِ حِسَابٍ، هَبَّاتٍ تُقَوِّي وَتِدَ السِّيقَانِ فِي ثَبَاتٍ."