وزير العدل يتباحث بالقاهرة مع عدد من نظرائه العرب    أسرة بن يعيش.. تاريخ عريق في خدمة المملكة المغربية    ارتفاع أسعار الذهب وسط تراجع الدولار        الرئيس السنغالي يقول إنه سيكون على فرنسا إغلاق قواعدها العسكرية في بلاده وهذا لا يعني ال"قطيعة"    الجولة 12 من البطولة الاحترافية تنطلق اليوم الجمعة بإجراء مواجهتين    بعد السقوط القاري.. الفوضى تضرب الرجاء وسط صمت إداري    توقعات أحوال الطقس ليوم غد السبت    مهرجان أماناي الدولي للمسرح بورزازات يكشف عن أسماء لجنة التحكيم والعروض المسرحية المشاركة وعن جوائز المنافسة    «آثار « للمخرجة مجيدة بنكيران يحصل على تنوية لجنة تحكيم مهرجان سينما المدينة بفاس    الفنانة عائشة واسمين تفتتح معرضها التشكيلي اليوم بالدار البيضاء    استخلاص مصاريف الحج بالنسبة للمسجلين في لوائح الانتظار من 09 إلى 13 دجنبر المقبل        استخلاص مصاريف حج 1446 ه بالنسبة للمسجلين في لوائح الانتظار من 09 إلى 13 دجنبر المقبل    رئيس السنغال: وجود القواعد العسكرية الفرنسية في بلادنا يتعارض مع السيادة الوطنية    المملكة المغربية تجدد التزامها بكرامة الإنسان خلال المؤتمر الدولي لإلغاء عقوبة الإعدام    حضور مغربي بارز في قوائم "ذا بيست" 2024.. حكيمي ورحيمي وبونو يتألقون عالميا    منع جماهير الرجاء من حضور مواجهة حسنية أكادير    اجتماع عاجل بين بيريز وأنشيلوتي لمناقشة أزمة ريال مدريد    المتقاعد بين الإعفاء الضريبي والرفع من المعاش    وفاة شاب إثر تسمم غذائي في محل للأطعمة الجاهزة بأكادير    أونسا ترفع وتيرة مراقبة جودة زيت الزيتون بجهة بني ملال-خنيفرة            البنك الدولي يساهم في تقييم البرامج الاجتماعية في المغرب    كلامْ.. ليْس للرَّأي النَّعامْ ! (الجزء الثالث)    واتساب يدمج التخصيص مع إعادة التوجيه..إليكم تفاصيل الميزات الجديدة    تشاد تنهي اتفاق التعاون الدفاعي مع فرنسا    وزيرة بريطانية تستقيل بعد اتهامها بالاحتيال في حادث يعود لعام 2013    المغرب-قطر 2024.. المكتب الوطني للسياحة يعزز إشعاع مملكة الأنوار بالدوحة    يوسفية برشيد يبحث عن ذاته في موقعة متكافئة أمام أولمبيك الدشيرة    المنتخب المغربي لكرة القدم النسوية يفوز وديا على نظيره البوتسواني (3-1)    الجيش الإسرائيلي يحظر انتقال السكان اللبنانيين إلى مجموعة من القرى جنوب البلاد    الصناعات التحويلية.. ارتفاع الأثمان عند الإنتاج بنسبة 0,2%    المخرج العالمي مارتن سكورسيزي: "ناس الغيوان" أبهرتني وأصبحت مصدراً للإلهام في مشواري الفني    "الأونروا": غزة تشهد أشد قصف استهدف مدنيين منذ الحرب العالمية الثانية    معتقلو "حراك الريف" يطالبون بإنقاذ حياة نزلاء سجن طنجة 2 من انبعاثات معمل محاذ للسجن    كيوسك الجمعة | "أمو تضامن" يغطي 3,8 ملايين مواطن مع دعم مباشر للفئات الهشة    روسيا تعلن إسقاط 47 مسيّرة أوكرانية    الجديدة: مدرسة رائدة تتنفس روائح الأزبال    خميس الحكامة يعود إلى الدار البيضاء والرميلي: المدينة على أبواب التحول إلى "متروبولية" ضخمة    علماء يكشفون عملية تصنيع قطعة أثرية يعود تاريخها إلى 3600 عام    أين اختفت مبادئ حقوق الإنسان في قضية بوعلام صنصال.. لماذا التزمت هذه المنظمات الصمت؟    ندوة تمويل المساواة: تخطيط وميزانية سياسات المساواة رافعة لفعالية "المساواة"    أسماء مغربية تتألق في "يوروبا ليغ"    جوائز التميز الحكومي العربي .. محمد امهيدية افضل والي جهة على الصعيد العربي    استثمار استراتيجي لاتصالات المغرب لدعم التحول الرقمي بموريتانيا    بورصة الدار البيضاء تنهي تداولاتها على وقع الانخفاض    أزيد من 12 ألف شخص حضروا "فيزا فور ميوزيك"    كلمة مولاي رشيد بمناسبة مهرجان الفيلم    تلوث الهواء الناتج عن الحرائق يتسبب في 1.5 مليون وفاة سنوياً حول العالم    دراسة: جرعات نصف سنوية من عقار ليناكابافير تقلل خطر الإصابة بالإيدز    زيت الزيتون المغربية تغيب عن تصنيف أفضل 100 زيت في العالم    أهمية التطعيم ضد الأنفلونزا أثناء الحمل    نقص حاد في دواء السل بمدينة طنجة يثير قلق المرضى والأطر الصحية    حوار مع جني : لقاء !        لَنْ أقْتَلِعَ حُنْجُرَتِي وَلَوْ لِلْغِناءْ !    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



كلامْ.. ليْس للرَّأي النَّعامْ ! (الجزء الثالث)
نشر في العلم يوم 29 - 11 - 2024

افتتاحية ملحق "العلم الثقافي" ليوم الخميس 28 نونبر 2024
1
الفُرجة التي يصنع ويْلاتها اليوم الأشرار، ليست مجانية، بل تدفعها كل شعوب العالم باهظاً، سواء من خلال اختلاق الضرائب أو غلاء الأسعار!
2
لا أعرف هل الصورة في قلب المقال، مُجرّد إشهار يلطِّف من هوْل انفجار القنبلة النووية، أمْ ترويجٌ لمواد تنظيف الملابس، أم رسالة كما يجب أن تكون المرأة قوية بكامل الإغراء في السراء والضّرّاء، لكن يبدو أن مثل هذه الصور، تُخدّرنا أو تُهيئُنا سلفا، لِتقبُّل الحرب بالعواطف الجيّاشة للحب، فما أحوج البشرية لجرعات قوية من البلاهة، هي الوحيدة التي تجعلنا ننْساق سعداء إلى حتفنا في حرب عالمية ثالثة، ونحن نتلو: إلى ربِّك يومئذ المساق !
3
وما القصة القصيرة إلا لقطة، تستدعي لاقتناصها خفة القطة!
4
يُقال بلغتنا الدّارجة ما معناه، من لا يعرفك مصيره بسوء المعاملة أن يخسرك للأبد، والأفظع أن تسرقك السكين من الوريد إلى الوريد، ممّنْ لا يُساورك شك أنهم أهل ثقة في الدار الكبيرة، وكيف لا تضع قلبكَ عوض كل العنب في سلّة واحدة، وتهديه لمن يرتدي مسوح الثقافة كالرهبان، تحسبه ملاكا وهو بكلِّ الأقنعة شيطان !
5
المُنْعطف التّاريخي الذي نعيشُه اليوم، يلْبَسُنا بالمقلوب كالمِعطف !
6
حتى الإشتغال الثقافي يمكن اعتباره كدحا، واسأل العارفين أيهما الأشق، الحفر بالفأس في أرض صماء، أو الحفر بالقلم في بياض ورقة خرساء، والكدح الثقافي يتعارض مع التملق، وأفظع المخلوقات، مثقف طفيلي يستغل منصب الضمير، فبينما غيره يكدح مُجترحا الأفكار، يهرول هو ليجني من أقصر الطرق الثمار !
7
مع كل ما يحْدِق بنا من كل جانب، الاستمرار في الحياة، هو في حدِّ ذاته انتصار، دون حاجة للتَّدافُع بالمناكب!
8
التّحْديق للبعيد يجعل الأعين تتسع، أما التركيز على الصغائر، فيجعل النّظرة تضيق !
9
يُعاكِسها في الشارع بأجمل الغَزَل، بينما في البيت يُقارعُها برأي مُعاكس، فإما قتيل أو قاتل، وما أكثر ما يُدوِّخُها بالقول المعسول الذي يستسلمُ له النحل: «حين تجد النبتة حضنا دافئاً كالذي وجدتهُ حوّاء في آدم من تراب، ليس مُهمّاً أن تُبْدع، ولكن الأهم أن تورق وتُونِع، وتطرح من كل الثّمرات صبياناً وبناتاً إلى آخر الكتاب»!
10
من وجد منكم شاعرا حقيقيا فليكتب عنه للتاريخ، فنحن نعيش في أرذل عصر، حيث الإدعاء أصبح تجارة رائجة يديرها المداويخ!
11
القُرّاء ذلك الصوت الآخر الذي يُترجم صمتنا حين ننتهي من الكتابة، أحد هؤلاء القرّاء الأعزاء، ألمح إلى موجتين تفعيليتين، ما أكثر ما أركبهما في البر والبحر بأغلب نصوصي الشعرية، أذكر أني أجبتهُ حائراً من خارج القصيدة:«هل هي كذلك فعلا، يا لهذا النص الشعري الذي يخلق بحره في غفلة عن الجميع، ربما لأنه يحاكي سرعة دقات قلب الشاعر حين يرى جمالها، أو ربما يريد أن يتدارك صورة مجنونة قبل أن تعود إلى رشدها، تعال نسأل الأخفش الأوسط، فهو الذي تمرّد على المُتقارب وابتلانا بإيقاع الجاز»!
12
نقول بدارجتنا التي أجدها أكثر سخرية في بعض المواضع، فلان (جَا فيه البْلانْ)، والبلان باللغة الفرنسية هو le plan الذي يعني (المُخطّط)، وقد رأينا بحسرة المشهد الرهيب الذي تناقلته في الأيام الأخيرة، وسائل التواصل الاجتماعي، من المدينة القديمة للدار البيضاء، سُكان لا حول لهم ولا قوّة، جاء فيهم مُخطط الإفراغ من بيوتهم التي عمروها لأعمار طوال عبر الأجيال، لا أحد يستطيع أن يداري في نفسه الحريق، وهو ينظر لأطفال وشيوخ واهنين، أصبحوا بين ليلة وضحاها، بدون مأوى على قارعة الطريق، إلى متى سيبقى المُواطن الضعيف، آخر من يستحق التفكير في مُخطط يُهندس لمستقبل المدينة، كان الأجدر تقييم حجْم الضَّرر قبل الإقدام على سحق البشر، ولم يُبالغ الناس حين قالوا، إن بشاعة بعض الصور المُتناقلة من رعب المكان، جعلتهم لا يُفرِّقون بين كازا والجحيم المُندلع في غزة !


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.