يبدو أن الفيلم السينمائي "على الهامش" لمخرجته جيهان البحار استطاع أن يسلب اعجاب الجمهور المغربي. وذلك باستمرار حضوره في القاعات السينمائية للأسبوع العاشر على التوالي. ولعل هذا الصمود يعكس تميزا قل نظيره في الأعمال السينمائية المغربية. فبشهادة النقاد السينمائيين، حجز العمل الدرامي المتميز مقعده إلى جانب الأعمال المتميزة الهادفة. والذين أثنوا على زاوية المعالجة التي اختارتها المخرجة للفيلم. ويروي الفيلم ثلاث قصص حب، أبطالها مهمشون يعيشون حياتهم على هامش المجتمع المغربي، وتتقاطع المواقف بينهم بشكل غير متوقع في قالب درامي عميق. وعن سر نجاح هذا العمل السينمائي، سبق أن قال عبد الكريم واكريم ناقد سينمائي في تصريح لرسالة 24 : " إننا نحتاج بشدة مثل هذه النوعية من الأفلام لكي يتصالح الجمهور المغربي مع سينماه، ويعود للقاعات السينمائية كما كان في الماضي. فالقاعات السينمائية لا يمكنها أن تنهض من جديد وتعمر إلا إذا بثت أفلام محترمة فنيا عوضا عن تلك النوعية من " الأفلام الكوميدية" التي لاتنتمي للسينما بأي شكل من الأشكال. واعتبر الناقد أن مخرجة الفيلم جيهان البحار قد استطاعت نسج فيلم ميلودرامي محترم فنيا، في غياب كلي لمثل هذه النوعية من الأفلام في السينما المغربية.كما أن المخرجة تناولت في فيلمها قضايا اجتماعية بشكل فني مقبول، وذو حبكة ممتازة التي تظهر من خلال شخصيات من صميم الواقع ومواقف وحكايات تتشابك لتعطينا فيلما متماسكا في سرده دون أن تتعالى على الجمهور وتسقط في النخبوية. أما فيما يخص الأداء التمثيلي بالفيلم، فقد وجده الناقد جيدا عموما خصوصا فيما يخص الدورين الرئيسيين اللذين أداهما كل من هند بن جبارة وخليل أوبعقا. إضافة لأداء كل من فاطمة الزهراء بناصر وعبد اللطيف شوقي. أما فيما يتعلق بالثنائي مجدولين الإدريسي وعزيز دداس، فكانا في كثير من المشاهد يسقطان في النمطية وإعادة ماسبق لنا أن عهدناهما عليه. ورغم ذلك، مازال الجمهور الواسع يتجاوب إيجابا معهما، ويحب حضورهما مع بعض.وعن توظيف المخرجة للجرأة، فرأى الناقد السينمائي أنها لم توظفها لكي تستقطب الجمهور الواسع، فحتى القبلة كانت في سياق الفيلم ولم تكن مقحمة.