مجلس الحكومة يعفي استيراد الأبقار والأغنام من الضرائب والرسوم الجمركية    القنيطرة تحتضن ديربي "الشمال" بحضور مشجعي اتحاد طنجة فقط    إتحاد طنجة يستقبل المغرب التطواني بالملعب البلدي بالقنيطرة    الجديدة.. الدرك يحبط في أقل من 24 ساعة ثاني عملية للاتجار بالبشر    القوات المسلحة الملكية تفتح تحقيقًا في تحطم طائرة ببنسليمان        إسرائيل: محكمة لاهاي فقدت "الشرعية"    "الدستورية" تصرح بشغور مقاعد برلمانية    تناول الوجبات الثقيلة بعد الساعة الخامسة مساء له تأثيرات سلبية على الصحة (دراسة)    بإذن من الملك محمد السادس.. المجلس العلمي الأعلى يعقد دورته العادية ال 34    خلوة مجلس حقوق الإنسان بالرباط، اجتماع للتفكير وتبادل الآراء بشأن وضعية المجلس ومستقبله        ميركل: ترامب يميل للقادة السلطويين    توقعات أحوال الطقس ليوم غد الجمعة    الاستئناف يرفع عقوبة رئيس ورزازات    طنجة.. توقيف شخصين بحوزتهما 116 كيلوغرام من مخدر الشيرا    المغربيات حاضرات بقوة في جوائز الكاف 2024    مؤشر الحوافز.. المغرب يواصل جذب الإنتاجات السينمائية العالمية بفضل نظام استرداد 30% من النفقات    المركز السينمائي المغربي يقصي الناظور مجدداً .. الفشل يلاحق ممثلي الإقليم    الحزب الحاكم في البرازيل يعلن دعم المخطط المغربي للحكم الذاتي في الصحراء    زكية الدريوش: قطاع الصيد البحري يحقق نموًا قياسيًا ويواجه تحديات مناخية تتطلب تعزيز الشراكة بين القطاعين العام والخاص    لأول مرة.. روسيا تطلق صاروخا باليستيا عابر للقارات على أوكرانيا    وزارة الإقتصاد والمالية…زيادة في مداخيل الضريبة    ارتفاع أسعار الذهب مع تصاعد الطلب على أصول الملاذ الآمن        مشاريع كبرى بالأقاليم الجنوبية لتأمين مياه الشرب والسقي    ارتفاع أسعار النفط وسط قلق بشأن الإمدادات جراء التوترات الجيوسياسية    نقابة تندد بتدهور الوضع الصحي بجهة الشرق    اسبانيا تسعى للتنازل عن المجال الجوي في الصحراء لصالح المغرب        بعد تأهلهم ل"الكان" على حساب الجزائر.. مدرب الشبان يشيد بالمستوى الجيد للاعبين    رودري: ميسي هو الأفضل في التاريخ    أنفوغرافيك | يتحسن ببطئ.. تموقع المغرب وفق مؤشرات الحوكمة الإفريقية 2024    سعر البيتكوين يتخطى عتبة ال 95 ألف دولار للمرة الأولى    من شنغهاي إلى الدار البيضاء.. إنجاز طبي مغربي تاريخي    الشرطة الإسبانية تفكك عصابة خطيرة تجند القاصرين لتنفيذ عمليات اغتيال مأجورة    مدرب ريال سوسيداد يقرر إراحة أكرد    8.5 ملايين من المغاربة لا يستفيدون من التأمين الإجباري الأساسي عن المرض    المركز السينمائي المغربي يدعم إنشاء القاعات السينمائية ب12 مليون درهم    انطلاق الدورة الثانية للمعرض الدولي "رحلات تصويرية" بالدار البيضاء    حادثة مأساوية تكشف أزمة النقل العمومي بإقليم العرائش    تشكل مادة "الأكريلاميد" يهدد الناس بالأمراض السرطانية    اليسار الأميركي يفشل في تعطيل صفقة بيع أسلحة لإسرائيل بقيمة 20 مليار دولار    شي جين بينغ ولولا دا سيلفا يعلنان تعزيز العلاقات بين الصين والبرازيل    الأساتذة الباحثون بجامعة ابن زهر يحتجّون على مذكّرة وزارية تهدّد مُكتسباتهم المهنية        جائزة "صُنع في قطر" تشعل تنافس 5 أفلام بمهرجان "أجيال السينمائي"    بلاغ قوي للتنسيقية الوطنية لجمعيات الصحافة الرياضية بالمغرب    منح 12 مليون درهم لدعم إنشاء ثلاث قاعات سينمائية        تفاصيل قضية تلوث معلبات التونة بالزئبق..    دراسة: المواظبة على استهلاك الفستق تحافظ على البصر    من الحمى إلى الالتهابات .. أعراض الحصبة عند الأطفال    اليونسكو: المغرب يتصدر العالم في حفظ القرآن الكريم    بوغطاط المغربي | تصريحات خطيرة لحميد المهداوي تضعه في صدام مباشر مع الشعب المغربي والملك والدين.. في إساءة وتطاول غير مسبوقين !!!    في تنظيم العلاقة بين الأغنياء والفقراء    غياب علماء الدين عن النقاش العمومي.. سكنفل: علماء الأمة ليسوا مثيرين للفتنة ولا ساكتين عن الحق    سطات تفقد العلامة أحمد كثير أحد مراجعها في العلوم القانونية    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



مميزات الشعر الأمازيغي الريفي بالمهجر
نشر في أريفينو يوم 06 - 05 - 2012


توطئة:
من المعروف أن الإنسان الأمازيغي بمنطقة الريف عرف الهجرة منذ القرن التاسع عشر الميلادي، وذلك لأسباب ذاتية وموضوعية، كالجفاف، والفوضى السياسية، والاستعمار، والحروب، والتهميش، والأزمات الاقتصادية التي عرفها المغرب بشكل متتابع على امتداد سنوات القرن العشرين. هذا ما دفع كثيرا من الريفيين للهجرة شرقا حيال الجزائر ، وغربا داخل مدن المغرب (تطوان- طنجة- شفشاون- القصر الكبير- فاس- مكناس-…)، أو الهجرة نحو أوروبا منذ سنوات الثلاثين من القرن الماضي للمشاركة في الحرب الأهلية الإسبانية، أو بعد الحرب العالمية الثانية لبناء أوروبا، وتعمريها من جديد. ولم تقتصر هذه الهجرة على الإنسان الأمازيغي العادي فقط، بل أصبحت هم معظم الشعراء الريفيين، وخاصة الملتزمين والمثقفين والثوريين منهم، فغادروا منطقة الريف مهاجرين إلى الضفة الأخرى بطرق متنوعة ومختلفة،إما بحثا عن الحرية والأمن والاستقرار، وإما رغبة في الحصول على العمل، وإما رغبة في استكمال الدراسة، وتحصيل سبل المعرفة. ومن ثم، برزت في الشعر الأمازيغي بمنطقة الريف مدرسة شعرية متميزة دلالة وفنا ومقصدية، نسميها بمدرسة الاغتراب أو المهجر أو الخارج أو المنفى. إذاً، ماهي مميزات هذه المدرسة الشعرية إن دلالة، وإن شكلا، وإن مقصدية؟ هذا ما سوف نحاول رصده في هذه الورقة التي بين أيديكم.
 التعريف بشعر المهجر:
ينقسم الشعر الأمازيغي بمنطقة الريف إلى مدرستين: مدرسة الداخل، ويمثلها مجموعة من الشعراء الأمازيغيين الذين ارتبطوا بالوطن استقرارا وتوطينا وملاذا،ويمثل هذه المدرسة كل من: سلام السمغيني، وسعيد موساوي، وفاظما الورياشي، ومصطفى بوحلسة، وعائشة بوسنينة، وسعيد أقوضاض، ومايسة رشيدة المراقي، وعبد الله المنشوري، ومحمد أسويق، وسعيد الفراد، وعائشة كوردي، وإلهام أمجاهد، وعبد الحميد اليندوزي ، ومحمد الحنكوري، وسعيد البوسكلاوي….)، ومدرسة الخارج التي تسمى أيضا بمدرسة الاغتراب أو مدرسة المهجر أو شعر المنفى، ويمثلها كل من: أمنوس(بلغد عبد الرحمن)[1]، وكريم كنوف[2]، وأحمد الصديقي[3]، والحسن المساوي[4]، وميمون الوليد[5]، ومحمد شاشا[6]، ونجيب الزوهري[7]، ومحمد والشيخ[8]،وأحمد الزياني[9]، والطيب الطيبي[10]…). وهؤلاء الشعراء هم الذين هاجروا منطقة الريف إلى الخارج (إسبانيا- فرنسا-هولندة- ألمانيا- بلجيكا-النرويج…)؛ لأنهم لم يجدوا ما يسعدهم في بلدهم، فارتحلوا إلى الضفة المجاورة، إما بحثا عن الحرية، وإما رغبة في استكمال الدراسة، وإما جريا وراء لقمة العيش التي توفر لهم الحياة الكريمة، وتؤمن لهم مقومات الاستقرار المادي والنفسي.
 ببليوغرافية الشعر الأمازيغي الريفي بالمهجر:
أصدر الشعراء الأمازيغيون الريفيون المستقرون بالمهجر الأوروبي مجموعة من الدواوين الشعرية، وذلك منذ سنوات التسعين من القرن العشرين إلى يومنا هذا. وثمة دواوين شعرية طبعت بالمغرب كدواوين الحسن المساوي، وكريم كنوف، ونجيب الزوهري، والطيب الطيبي، وأمنوس…، ودواوين أخرى طبعت بالخارج، كدواوين ميمون الوليد، وأحمد الزياني، ومحمد شاشا، ومحمد وشيخ، وأحمد الصديقي…وهناك من يطبع دواوينه الشعرية بالمغرب تارة، ويطبعها بالخارج تارة أخرى، كما هو حال الشاعر الأمازيغي الريفي أحمد الزياني…
وإليكم – الآن- مجموعة من الدواوين الشعرية الأمازيغية التي نشرها الشعراء الأمازيغيون الريفيون بأرض المهجر، ونوردها بالترتيب على الشكل التالي:
1- ديوان:” أذا ريغ گ- زرو/ سأكتب على الحجر”، (أحمد الزياني).
يعد الديوان الثاني الذي صدر باللغة الريفية بعد ديوان: “ماثوشيذ ءاك راحريق ءينو/ هل شعرت بألمي…؟” للمرحوم سلام السمغيني سنة 1992م. وكتب هذا الديوان بالخط العربي، وقد طبع بهولندا (أتريخت/ UTRECHT) سنة 1993م، وأعيدت طبعته بالمغرب في السنة نفسها . ويقع الديوان في سبع وخمسين (57) صفحة، ويضم إحدى وعشرين(21) قصيدة من الحجم المتوسط، وقد قدم الشاعر ديوانه الجديد بنفسه ليوجهه إلى القراء الأمازيغ.
2- ديوان:” زي ريدجاغ ن- تمورث غا- روعرا ءوجّانّا/ من عمق الأرض إلى أعلى السماء”، (ميمون الوليد)
طبع هذا الديوان الشعري الريفي في هولندا بالخطين: اللاتيني والهولندي سنة 1994 م، وقد صدر بمدينة أوتريخت الهولندية في إطار سلسلة إيزوران ( الجذور). ويضم الديوان اثنتين وعشرين (22) قصيدة شعرية، مرفقة بصور تشكيلية معبرة، ولوحات فنية متنوعة، تجسد الهوية الأمازيغية والحضارة الريفية. وتعبر هذه اللوحات الأيقونية عن مضامين كل قصيدة شعرية على حدة. وتشبه لوحة الغلاف الخارجي للديوان صورة غلاف ديوان أحمد الزياني تحت عنوان:”أذاريغ ﯖ – زرو/ سأكتب على الحجر”. وأغلب القصائد التي توجد بداخل الديوان، ولاسيما الملتزمة منها، كان قد غناها الشاعر في الريف قبل هجرته إلى الخارج، وتتضمنها ألبوماته الغنائية. ويلاحظ أن عدد صفحات الديوان ثلاث وسبعون(73) صفحة من الحجم المتوسط. وقد تولت صافيا بولغالغ تزيين النصوص الشعرية، وتشكيلها فنيا وجماليا. ومن أهم قصائد الديوان:﴿ءاجاج- بويذونان- تايوث- توذارث ءاتا- ءاغبار- ءاثاراس- تابرات- ذوارد ءامينو…). وقد أهدى ميمون الوليد ديوانه الشعري إلى الفلاحين والعمال الريفيين، وهذا دليل على مدى التزامه بالدفاع عن الطبقة الكادحة، ودليل قاطع أيضا على شعبيته الجماهيرية.
3- ديوان :” ءاذويوراغ غار بادو خ- ءوبريذ ءوسينو/ سيرا نحو البداية فوق طريق السحاب”( وشيخ محمد).
نشر هذا الديوان الشعري بهولندة (أمستردام) سنة 1995 م ضمن منشورات إيزوران، وتولى أحمد الصقلي رسم اللوحة الخارجية للديوان، وهي لوحة تجريدية يتقاطع فيها البياض والسواد، والحزن والأمل، والحلم والواقع، وقد كتب الديوان بالخط اللاتيني. ويقع في تسع وأربعين (49) صفحة من الحجم المتوسط، ويضم إحدى وعشرين (21) قصيدة شعرية. ويخلو الديوان من عتبة التقديم، وعتبة الإهداء، وحيثيات الغلاف الخارجي.
4- ديوان” ثغويث ن – تمورث”/ صراخ الأرض” ( أحمد الصديقي)
صدر ديوان ” ثغويث ن – تمورث Reiyad N tmút / صراخ الأرض” لأحمد الصديقي سنة 1997م. والديوان مكتوب بأمازيغية الريف، وبخط لاتيني. ويضم الديوان أربع ومائة (104 ) صفحة، وقد طبع الديوان بمطبعة دابار لوثر Dabar-Luyter بأوتريخت بهولندة.
5- ديوان:” ثريوريوت ءي مولاي/ زغرودة للعريس”، (أحمد الزياني).
صدر هذا الديوان عن مطبعة أمبريال بالرباط سنة 1998م، ويقع في ست وثلاثين (36) صفحة من الحجم المتوسط، ويضم ثماني عشرة (18) قصيدة شعرية مكتوبة باللغة العربية، وقد ذيل الديوان بمقطع نقدي للأستاذ فؤاد أزروال على صدر الغلاف الخارجي الخلفي. بينما تولى أحمد عبد الخالقي رسم اللوحة الغلافية الخارجية.
6- ديوان”ءأفروان ءوسگاس/ أجنحة الزمان”، ( نجيب زوهري).
ظهر هذا الديوان سنة 1999م عن مطبعة أعكي بميضار بإقليم الناظور، ويقع في اثنتين وخمسين(52) صفحة من الحجم الصغير، ويضم أربع عشرة (14) قصيدة شعرية مكتوبة بالخط العربي، وقد تولى الشاعر الأمازيغي الريفي عبد الحميد اليندوزي كتابة المقدمة الاستهلالية للديوان.
7- ديوان” شواي زي تيبوهليا عاد وار تيواد/ شيء من الحمق لم يصل بعد”(محمد شاشا).
صدر هذا الديوان الشعري الريفي بأمستردام بهولندا، وذلك عن مطبعة إيزوران(الجذور) سنة 1999 م. ويقع الديوان في مائة وأربع وثمانين (184 ) صفحة من الحجم المتوسط، ويضم إحدى وخمسين (51) قصيدة شعرية ومقطوعة مكتوبة بالخط اللاتيني.
8- ديوان:” ما تغيراس قانتو/ هل يعتقد أننا قد نسينا…؟”، (الحسن المساوي).
صدر هذا الديوان الشعري عن مطبعة فيديبرانت بالرباط سنة 2002م، ويقع هذا الديوان في سبعين (70) صفحة من الحجم المتوسط، ويضم خمس وعشرين(25) قصيدة شعرية مكتوبة بالخط العربي، وقد أنجز أحمد عبد الخالقي لوحة خارجية أمامية في منتهى الجمال والروعة، وتولى المصطفى بوزياني كتابة المقدمة النقدية في مستهل هذا العمل الشعري.
9- ديوان:”ءيغمباب يارزون خ- ءودوم نسان ذ اگ ءودوم ن- وامان/ الوجوه التي تبحث عن نفسها على صفحة الماء”(أحمد زياني).
صدر هذا الديوان الشعري الريفي عن مطبعة تريفة ببركان سنة2002م. ويقع في مائتين وإحدى وعشرين (221) صفحة من الحجم المتوسط، ويضم بين دفتيه خمسين( 50) قصيدة شعرية مثبتة بالخط اللاتيني كتابة وترجمة، وقد تكلف بطبع الديوان وكتابته كل من الدكتور حسن بنعقية وأحمد بومالك. وقد تولى أحمد الزياني كتابة استهلال الديوان. في حين، اهتم الدكتور حسن بنعقية بتصدير الديوان بدراسة نقدية شاعرية مكتوبة باللغة الفرنسية. ويحمل الغلاف الخارجي للديوان صورة لصفحة الماء، بينما يضم الغلاف الخلفي صورة الشاعر، مع تثبيت مقتطف شعري أمازيغي يمثل بؤرة الديوان.
10- ديوان:” جار ءوسفاض ذ ءوسانان/ بين التوهج والأشواك”، (كريم كنوف).
صدر هذا الديوان الشعري الريفي عن مطبعة تريفة ببركان سنة 2004م، ويقع في اثنتين وثمانين (82) صفحة من الحجم المتوسط، ويضم بين دفتيه إحدى وأربعين(41) قصيدة شعرية مكتوبة باللغة العربية، وقد ذيل الديوان بدراسة نقدية طويلة للدكتور جميل حمداوي بعنوان:” كريم كنوف شاعر الأصالة والانتفاض في الشعر الأمازيغي بمنطقة الريف”، وقد قام الفنان التشكيلي الأمازيغي عبد الحفيظ الخضيري برسم اللوحة البركانية الخارجية الدالة على الانتفاض الذاتي والوجودي.
11- ” راعوين ن تايري/ نسيم العشق” (كريم كنوف):
صدر لكريم كنوف الديوان الشعري الثاني بعنوان:” راعوين تايري/نسيم العشق” في طبعته الأولى عن مطبعة تريفة ببركان سنة 2008م. ويضم الديوان ست ومائتين (206 ) صفحة من الحجم المتوسط. وبذلك، يكون ثاني أكبر ديوان في منطقة الريف حجما. ويحوي الديوان إحدى وثلاثين(31) قصيدة شعرية أمازيغية.ومن المعلوم أن الديوان من تقديم وكتابة حسن بنعقية والحسين فرهاد. ويعد الديوان أيضا أغلى ديوان شعري أمازيغي في المنطقة، حيث يصل ثمنه إلى تسعة وأربعين (49) درهما. كما أرفق الديوان بقرص ممغنط باللغة الأمازيغية الريفية لقراءة نصوص الديوان بصوت المؤلف.
12- ديوان:” ءيزران ءوريري/ أشعار المرارة” ( أمنوس أو بلغد عبد الرحمن):
صدر للشاعر الأمازيغي أمنوس الديوان الأول تحت عنوان:”ءيزران ءوريري/ أزهار المرارة” في طبعته الأولى عن مكتبة دار السلام للطباعة والنشر والتوزيع بالرباط سنة 2008م. وقد كتب الديوان بالخط العربي، ويضم ست وثلاثين (36 )صفحة من الحجم المتوسط، واثنتي عشرة (12 ) قصيدة جميلة وممتعة. وقد قدم الدكتور جميل حمداوي هذا الديوان بدراسة عنوانها:” أمنوس شاعر الحزن والمرارة في الشعر الأمازيغي بمنطقة الريف”.
13- ديوان” ءيخاياق ءوجانا/غضبت السماء” ( الحسن المساوي):
صدر للشاعر الحسن المساوي الديوان الثاني ” ءيخاياق ءوجانا/ غضبت السماء” في طبعته الأولى سنة 2008م ، وذلك عن مطبعة إنفوبرانت بفاس في أربع وعشرين ومائة (124) صفحة من الحجم المتوسط. ويضم الديوان خمسين (50) قصيدة شعرية مكتوبة بالخط العربي. وقد قدم الدكتور جميل حمداوي هذا الديوان بدراسة عنوانها:” ثنائية الألم والأمل في ديوان ءيخياق ءوجانا/ غضبت السماء” للشاعر الأمازيغي الحسن المساوي”.
14- ديوان: ” ثغوييث ءوساغذي/ صراخ الصمت”( نجيب الزوهري)
أصدر نجيب الزوهري هذا الديوان الشعري الأمازيغي الريفي في طبعته الأولى سنة 2008م ، وذلك في شكل قرص شريطي ممغنط ومسموع تحت اسم :” ثغوييث ءوساغذي/ صراخ الصمت”.
15- ديوان: ” مارمي غانيري/ متى سنكون” (الحسن المساوي):
صدر للحسن المساوي الشاعر الأمازيغي المغترب بفرنسا الديوان الثالث: ” مارمي غانيري/ متى سنكون” في طبعته الأولى سنة 2009م، وذلك عن مطبعة إنفوبرانت بفاس في اثنتين وثلاثين ومائة (132) صفحة من الحجم المتوسط. ويضم الديوان خمس وثلاثين (35) قصيدة شعرية مكتوبة بأمازيغية الريف، ومحبرة بالخط العربي الآرامي.
هذا، وقد قدم الدكتور جميل حمداوي ديوان الشاعر بدراسة في أربعين (40) صفحة تحت عنوان:”الرؤية الإسلامية عند الشاعر الأمازيغي حسن المساوي”. ويتضمن الغلاف الخارجي للديوان لوحة تشكيلية أمازيغية تحمل مجموعة من الحروف التي تحيل على كتابة تيفيناغ TIFINAGH، ويدل هذا التأشير الحروفي على مدى تشبث الشاعر بالهوية والأصالة والأرض الأم، والدفاع عن الكينونة الحقيقية للإنسان الأمازيغي.
16- ديوان:” سادو ثيرا… ثيرا / بين سطور الكتابة”(كريم كنوف):
صدر لكريم كنوف ديوانه الشعري الأمازيغي الثالث تحت عنوان:” سادو تيرا… تيرا / بين سطور الكتابة”. ويقع الديوان في مائتين وإحدى وخمسين(251) صفحة من الحجم المتوسط. وبهذا، يكون أكبر ديوان شعري أمازيغي بمنطقة الريف. ويحوي ثلاث وثلاثين(33) قصيدة شعرية مكتوبة بالخطين: اللاتيني وتيفيناغ. ويعد الديوان من منشورات شركة مطابع الأنوار المغاربية بوجدة لسنة 2009م. والديوان مرفق بقرص ممغنط، كما أن ثمنه خمسة وثلاثون درهما(35) يجعله أيضا من أغلى الدواوين الشعرية الأمازيغية بمنطقة الريف. وقد سهر على طبع الديوان وكتابته كل من حسن بنعقية، والحسين فرهاد، وعبد المطلب زيزاوي.
17- ديوان:” ءاسيرام/ الأمل”، (الحسن المساوي):
صدر للشاعر الحسن المساوي الطبعة الأولى من ديوانه الشعري الرابع تحت عنوان:” ءاسيرام/ الأمل” ، وذلك عن مطبعة إنفوبرانت بفاس سنة 2010م. ويضم الديوان ثلاث وخمسين ومائة (153) صفحة من الحجم المتوسط. ويحوي الديوان أيضا ست وأربعين (46) قصيدة شعرية. وقد تذيل الديوان المكتوب بالخط العربي بدراسة للدكتور جميل حمداوي تحت عنوان:” الحسن المساوي أمير الشعراء الأمازيغ بمنطقة الريف”.
18- ديوان:” ثاتارباتءينو/هذه رسالتي”(الطيب الطيبي)
صدر للطيب الطيبي ديوانه الشعري الأمازيغي الأول سنة 2011م، وذلك عن دار التنوخي للنشر والطبع والتوزيع بالرباط. ويضم الديوان بين دفتيه ثلاث وثمانين (83)صفحة من الحجم المتوسط، وإحدى وأربعين(41) قصيدة شعرية. وقد كتب الديوان بالخط العربي، وقد تولى جميل حمداوي تقديمه بدراسة عنوانها:” الرؤية الإصلاحية في ديوان:” ثابرات ءينو” للطيب الطيبي.
19- ديوان:” ءاسربوب/الاستعمار” (الحسن المساوي)
صدر للحسن المساوي ديوانه الشعري الخامس ” ءاسربوب” سنة 2011م، عن شركة مطابع الأنوار المغاربية بوجدة ، وذلك في ثلاث وثمانين ومائة صفحة من الحجم المتوسط. ويضم الديوان تسع وسبعين قصيدة شعرية، مع دراسة نقدية للدكتور جميل حمداوي تحت عنوان:” ثنائية الألم والأمل في ديوان ءاسربوب/الاستعمار”. وقد كتب هذا الديوان الشعري بالخط العربي.
وتأسيسا على ما سبق، نلاحظ أن الشعر الأمازيغي بالخارج أكثر تراكما بالمقارنة مع شعر الداخل بتسعة عشر ديوانا شعريا. في حين، صدر لشعراء الداخل سبعة عشر ديوانا شعريا. وتتأرجح هذه الدواوين الشعرية بين الطبع الداخلي (المغرب) والطبع الخارجي( هولندة/ مطبعة أوتريخت)، كما تتأرجح أيضا على مستوى الكتابة بين الخط العربي، والخط اللاتيني، وخط تيفيناغ.
ويلاحظ كذلك أن ما نشر في الخارج من دواوين شعرية كانت من إصدارات الذكور. بينما نجد في شعر الداخل مجموعة من الدواوين الشعرية لأصوات نسائية، إلى جانب الأصوات الشعرية الذكورية، مثل: عائشة بوسنينة، وفاضما الورياشي، وعائشة كوردي، وإلهام أمجاهد…
هذا، ويلاحظ أن الحسن المساوي أكثر إنتاجا وتراكما في شعر الخارج بصفة خاصة، وشعر منطقة الريف بصفة عامة، وذلك بستة دواوين شعرية، ويتبعه في ذلك كل من أحمد الزياني وكريم كنوف. في حين، لم يطبع نجيب الزوهري ، وميمون الوليد، ومحمد والشيخ، وأحمد الصديقي، ومحمد شاشا، وأمنوس، والطيب الطيبي، سوى ديوان شعري واحد. كما تتراوح الدواوين الشعرية لشعراء المهجر بين الطبعة البصرية والطبعة السمعية الممغنطة، كما يبدو ذلك واضحا عند كريم كنوف ونجيب الزوهري مثلا…
 مضامين الشعر الأمازيغي الريفي بالمهجر:
يتميز الشعر الأمازيغي الريفي في الخارج بتجسيد المعاناة الإنسانية من جراء الاغتراب الذاتي والمكاني، والإحساس بالظلم والتهميش والإقصاء، ناهيك عن تجرع المرارة والحزن والألم. ويعني هذا أن شعر المهجر الأمازيغي قد تناول مجموعة من التيمات، مثل: تيمة الغربة بكل تجلياتها(غربة الكون، وغربة الحب، وغربة المكان، وغربة الكلمة، وغربة القيم…)، علاوة على تيمات دلالية أخرى ، مثل: الوحدة، والضياع، والقلق، والتشاؤم، وفلسفة الحياة والموت، وتصوير معاناة المهاجرين شعوريا ولاشعوريا، ورصد خيبتهم النفسية والروحية والمادية، وتجسيد الإحساس بالمهانة والاحتقار والدونية، والتنديد بالتمييز العنصري، وانتقاد بلدان المهجر في شتى تناقضاتها السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والسلوكية، والثورة على كل فلسفات العقل والإنتاج والاستلاب والتشييء ، والشوق إلى الوطن، والحنين إلى الأهل والأحبة ، والتغني بالهوية الأمازيغية كينونة ولغة وإرثا، والتشبث بالدين الإسلامي وقيمه الأخلاقية السامية،وانتقاد أوضاع المهاجرين وحالتهم المستلبة، دون أن ينسوا المواضيع المحلية والوطنية والقومية والإنسانية.
وهكذا، ينطلق الشاعر أمنوس – مثلا- في قصائده الشعرية التي تضمنها ديوانه:”ءيزران ءوريري/أشعار المرارة” [11] من رؤية شعرية تراجيدية، قوامها المعاناة والألم والمرارة، وتجرع المأساة ، والثورة على الظلم الإنساني والاجتماعي، ناهيك عن تمزقه من شدة الاغتراب الذاتي والمكاني، والصراخ في وجه القوى العاتية ، والبكاء على الطبقات المهمشة، وخاصة وضعية الإنسان الكادح. وينشد الشاعر أغاني الضياع والفقدان والموت. وبالتالي، تتحول القصائد الشعرية عنده إلى مراث جنائزية ، وسمفونيات حزينة، ومواويل للبكاء والصراخ والنعي. أي: إن ديوان الشاعر مرثية للإنسان الأمازيغي، ومرثية للزمن الأمازيغي المستلب، الذي تنهشه الآهات والزفرات، وتطحنه الذكريات السوداء، وتفترسه الكآبة المتسلطة، والهموم الثقيلة، والمآسي الحزينة. ومن ثم، يطغى التشاؤم على الشاعر بشكل لافت للانتباه، ويأسره اليأس الحزين، ويستبد به الحنين والشوق إلى الوطن والأهل والأحبة ، وذلك من شدة الهجران، والنفي، والاغتراب الناتج عن الوحدة والتفرد والعزلة والخوف من المجهول.
هذا، ويستند الطيب الطيبي في ديوانه الشعري:” ثاتابرات ءينو/ هذه رسالتي”[12] إلى الرؤية الدينية الإصلاحية التي تقوم على الموعظة الحسنة، وتقديم النصائح والتوجيهات والإرشادات. ومن ثم، فشعره مبني على النقد الاجتماعي، عن طريق تشخيص عيوب الواقع، وذكر مساوئه، واستعراض سلبياته من أجل تصحيحها وتقويمها، بغية السير بالإنسان نحو الأفضل، والسمو به نحو الرقي والعلا. وبالتالي، يصبح التغيير سمة مميزة لشعر الطيب الطيبي.
وعليه، يتحول ديوان الشاعر إلى رسالة دينية توجيهية، يقدم فيها الشاعر مجموعة من النصائح الأخلاقية للمتلقي أو المستمع، وذلك قصد تمثلها واستيعابها، والعمل بها سلوكا ومنهجا وتصرفا. ومن هنا،تحوي قصائد الديوان نزعة تعليمية صوفية قائمة على الزهد والتقوى والإيمان الصادق. كما تنبني هذه القصائد الشعرية على ثنائية الترغيب والترهيب، ولاسيما أن الشاعر معروف عنه أنه واعظ وخطيب في المساجد؛ مما جعل النزعة الوعظية الإصلاحية تغلب على قصائده الشعرية. ويذكرنا هذا الديوان الشعري التوجيهي بقصائد الشاعر العباسي أبي العتاهية، التي قيلت في الزهد، و ذم الدنيا، وابتغاء الآخرة.
ومن جهة أخرى، ينتقد الشاعر أحوال المهاجرين الأمازيغ في بلاد الغربة، ولاسيما مهاجري ألمانيا، ويسخر من أوضاعهم المتردية، وينتقد تصرفاتهم الغريبة والمسيئة إليهم وإلى دينهم، فيصور أحوالهم المعيشية المزرية التي تنم بشكل من الأشكال عن حياة الذل والمهانة والعار، على الرغم من المظاهر الزائفة التي يهتم بها المهاجر الأمازيغي كثيرا ، وذلك أثناء عودته إلى بلده الأصل بعد غربة طويلة ، وعمل شاق ومضن، وجمع مرهق للأموال التي سينفقها في شهر واحد، ليعود مرة أخرى إلى أرض التعاسة والشقاء والمهانة.
هذا، ويصور الشاعر الحسن المساوي في دواوينه الشعرية الخمسة معاناته الذاتية؛ وذلك من جراء الغربة الحالكة، والعزلة القاتلة، والوحدة المميتة، وإحساسه بالدونية المهينة والازدراء في بلد الآخرين، بعيدا عن بلده الأم. ويقاسي الشاعر مرارة الهموم، وسوداوية الأحزان التي تكتنف حياته بالمهجر، إذ تتحول حياته إلى شظايا من رماد، وليالي الآهات والآلام المحرقة، التي تمزق ذاته المغتربة المتآكلة من شدة التذكر والشوق والحنين. وبالتالي، ينتفض الشاعر متمردا، ويثور على بلد الغربة، وينتظر فرصة العودة، ليعانق تراب بلده الحبيب.
هذا، وينطلق الحسن المساوي في ديوانه الشعري الأخير: ” الدين ناغ ياهوان/ديننا دين يسر”[13] من رؤية دينية صوفية قوامها الزهد والتقشف، والتخلي عن دنيا الغرور بكل مظاهرها الزائفة وتناقضاتها الخادعة، وغواياتها الواهمة، وترقب الموت من جهة، ولقاء الله من جهة ثانية.ويعني هذا أن الشاعر يدعو إلى التشبث بالدين الإسلامي قولا وفعلا ونية وسلوكا، وتمثله في حياتنا الدنيوية من أجل الفوز بالآخرة، مع التسلح بالعلم لنيل العلا، وفهم علاقتنا تجاه الله عبادة وعملا وتقربا. ولم يلتجئ هذا الشاعر المغترب إلى الرؤية الدينية الصوفية، إلا بعد أن جرب الحياة الدنيا بكل متعها الزائلة، وتعرض لغواياتها الفاتنة، وعاش في المهجر أمدا طويلا، فرأى الماديات بكل أنواعها المختلفة.لذا، يعلن الشاعر توبته الخالصة، وتذرعه إلى الله بالدعاء والبكاء والخشوع، مستغفرا إياه بقلب ينبض بالندم والحب والتقوى والورع.
وعلى الرغم من ذلك، فإنه لم ينس هويته الأمازيغية الإسلامية، ولم ينس كينونته الأنطولوجية، علاوة على تغنيه بلغته وثقافته وحضارته، والإصرار على التشبث بمقومات وجوده التي تميزه محليا ووطنيا وقوميا وإنسانيا ، وتفرده باعتباره إنسانا أمازيغيا أبيا ومبدعا وخدوما، يدافع عن الحرية والعزة والكرامة، ويتشبث بأصالته التليدة، وكان له دور هام عبر امتداد التاريخ في بناء الحضارة الإنسانية فنا وأدبا وعلما ومعرفة.وفي الوقت نفسه، ينتقد الشاعر الأوضاع التي يعرفها العالم الإنساني بصفة عامة، والعالم الإسلامي والعربي والأمازيغي بصفة خاصة، ولاسيما ما يعرفه من حروب جائرة، وجشع كبير، وظلم خطير، وما يعانيه من أزمات اقتصادية ونفسية واجتماعية وثقافية وحضارية ودينية، داعيا إلى صراط المحبة والأخوة والسلم، وتمثل شريعة الله في الأرض تشريعا وتطبيقا. وبهذا، يقترب الشاعر الحسن المساوي في مقصديته الدينية الورعة من الشاعر المغترب الطيب الطيبي، الذي خصص رسالته الدينية بديوان شعري فريد سماه ب:”ثاتابرات ءينو/هذه رسالتي”.
وعلى العموم، يتميز شعر المهجر الأمازيغي بالنزعة البكائية، وتضخم الذات المهترئة، وطغيان التشاؤم والقلق، وتسلط الرؤية التراجيدية، وغلبة السمة المأساوية على معظم قصائد هذا الشعر؛ والسبب في ذلك قسوة المنفى، وصرامة المكان، وبرودة الإحساس والشعور، ورتابة الحياة، وانتشار فلسفة الملل والسأم والعبث بين المهاجرين الهاربين من أوطانهم، وذلك بحثا عن الحرية والاستقرار والأمن، ولكن بدون هدف ولا جدوى. ومن ثم، فأكبر سبب وراء تفاقم البكائية السوداوية في الشعر الأمازيغي بالمهجر، هو إحساس ذلك الشاعر الأمازيغي الريفي بالضياع، والموت ، والاغتراب الذاتي والمكاني.
 جماليات الشعر الأمازيغي الريفي بالمهجر :
استفاد الشعر الأمازيغي الريفي في المهجر من الفنيات الجمالية نفسها التي استفاد منها الشعر الأمازيغي الريفي في الداخل. ومن ثم، فقد تراوحت القصائد الشعرية – تركيبيا- بين القصيدة الغنائية، والقصيدة الملحمية، والقصيدة النفسية، والقصيدة الوعظية، والقصيدة الجدلية، والقصيدة القصصية، والقصيدة الدرامية، والقصيدة التناصية. بمعنى أن القصيدة الأمازيغية المهجرية كانت تتأرجح بين البناء المعماري البسيط والبناء المعماري المعقد. وتختلف هذه القصائد حجما وكما، فثمة قصائد طويلة، وقصائد متوسطة، وقصائد مقطعية قصيرة .
ومن يتأمل القصائد الأمازيغية المهجرية ، فسيجد مجموعة من الأغراض والتيمات، فهناك قصائد ذاتية وعاطفية، وقصائد شعرية ملتزمة تتغنى بالهوية والأرض ومشاكل الحياة، وقصائد اجتماعية وأخلاقية ودينية وسياسية انتقادية، بله عن قصائد وطنية وقومية وإنسانية. وتتسم هذه القصائد بالاتساق، والانسجام، والوحدة العضوية والموضوعية التي تفرضها العناوين الاسمية الميالة إلى الإيحاء، والانزياح، والتكثيف الدلالي، والإحالة على جدلية المعاناة والأمل.
هذا، ينتقل الشعر الأمازيغي بالخارج من مرحلة الإيزري، الذي يذكرنا بالبيت المستقل المفرد في الشعر العربي العمودي، إلى مرحلة التقصيد، وبناء وحدة القصيدة الشعرية. وتتخذ هذه القصائد الشعرية أنماطا طيبوغرافية متنوعة:
1- نمط الكتابة على طريقة الشعر الحر، مثل: قصائد أحمد الزياني في ديوانه” أذاريغ گازرو- سأكتب على الحجر”…
2- نمط الكتابة على طريقة الشعر العربي العمودي، مثل: قصائد كريم كنوف في ديوانه: ” جار ءوسفاظ ذ-ءوسنان”- بين التوهج والشوك”…
وإذا انتقلنا إلى مستوى اللغة، فهي تختلف من شاعر إلى آخر، ومن تجربة شعرية إلى أخرى، ومن منطقة إلى أخرى. وتختلف هذه اللغة أصالة وتغريبا ومجاورة من العامية أو الفصحى. فهناك شعراء يستعملون لغة واضحة سهلة مباشرة قريبة من لغة الواقع، يغلب عليها التقرير والتعيين. وهناك من يستعمل لغة موحية حبلى بالرموز، والأبعاد الكنائية، والتنكيت، وملامح السخرية، والتهكم اللاذع ، والتلميحات الذكية، إلى جانب توظيف الأبعاد التناصية والمرجعية.أما عن الحقول الدلالية التي تزخر بها القصيدة الشعرية الأمازيغية المهجرية، فهي متعددة خصوبة وتنوعا، فهناك الحقل العاطفي الوجداني خاصة في القصائد الغزلية، والحقل السياسي ، والحقل الاجتماعي، والحقل التاريخي، وحقل الحرب، وحقل المعاناة، وحقل الأمل، وحقل الطبيعة، وحقل القيم…بيد أن أهم هذه الحقول ترددا وتواترا، نذكر: حقل الغربة، وحقل الوحدة، وحقل الضياع، وحقل الشوق والحنين، وحقل المعاناة، وحقل الأمل..
هذا، ونلاحظ على مستوى الإيقاع أن ثمة قصائد تحترم القافية سواء أكانت موحدة أم متراوحة أم متعانقة أم متراكبة متعاقبة. وهناك قصائد تتحرر من الروي والقافية، وترتكز على الإيقاع الداخلي، وانسجام الأصوات، وتمثل إيقاعات النبر الخفيف والنبر القوي. وهناك كذلك شعراء يلتزمون بإيقاع” لا يارا لا يارا لايارا لابويا” تركيبا ووزنا وموسقة لجملهم الشعرية، وهناك من يخرج عن هذا الإيقاع انزياحا وزيادة ونقصانا. ومن جهة أخرى، يرتبط إيقاع القصيدة الأمازيغية بالغناء، والرقص، والفلكلور الشعبي المحلي، وموسقة المقاطع. وهنا، لابد من مراعاة الانسجام الموسيقي والنفسي والدلالي لهذا الإيقاع، وذلك أثناء تذوق هذا الشعر الطافح بنبرات الغربة والضياع والوحدة والمأساوية.
زد على ذلك، تتميز التراكيب في الشعر الأمازيغي بالخارج على غرار شعر الداخل بتوظيف ملفوظات تركيبية، تبتدئ إما بمحمولات فعلية وإما بمحمولات اسمية، وغالبا ما يقترن الموضوع بالمحمول، وبعدهما تأتي الفضلات التوسيعية للتأكيد أو التفسير.
وعلى مستوى الأساليب، يلاحظ أن القصائد الشعرية توظف كل الأنماط الأسلوبية سواء التقريرية منها أم الإيحائية، إلى جانب توظيف أساليب القصة والدراما والحكي الأسطوري.
وتتراوح الصورة الشعرية في القصيدة الشعرية الأمازيغية المهجرية بين صورة التوثيق المباشر التي تغلب عليها الإيحاءات ذات الأطراف المادية المنتزعة من البيئة المحلية، والمأخوذة من الموروث الشعبي، مع محاكاة النماذج الشعرية الأمازيغية المعروفة في القديم. ومن جهة أخرى، هناك صور قائمة على التشخيص الاستعاري، والإيحاء المجازي، وحيوية التخييل، علاوة على صور شعرية أخرى قائمة على انزياح الرؤيا كالترميز والأسطرة.
خلاصات ونتائج:
يتبين لنا ، مما سبق ذكره، بأن الشعر الأمازيغي بمنطقة الريف ينقسم إلى قسمين: شعر الداخل وشعر الخارج. فشعر الداخل هو الشعر الذي يكتبه المبدعون الأمازيغيون داخل منطقة الريف، كما عند سعيد المساوي، وعائشة بوسنينة، وفاظمة الورياشي، ومصطفى بوحلسة، ومحمد حنكور… في حين، يقصد بشعر الخارج ما يكتب في بلدان المهجر أو أرض الغربة (ألمانيا، وفرنسا، وبلجيكا، وهولندة، وإسبانيا،والنرويج…)، كما هو حال الشعراء التالية أسماؤهم: الحسن المساوي، وأمنوس، وكريم كنوف، ومحمد شاشا، وميمون الوليد، ونجيب الزوهري، ومحمد والشيخ، والطيب الطيبي، وأحمد الصديقي…
هذا، ويتميز الشعر الأمازيغي الريفي بالخارج بالفنيات نفسها التي تعتمد عليها القصيدة الشعرية الأمازيغية بالداخل بناء وتركيبا وموسيقى وصورة وأسلوبا ولغة، مع التغني بالغربة الذاتية والمكانية، وتصوير الوحدة والمعاناة الوجدانية، والنقر على تيمة الشوق والحنين، وتذكر الوطن والأرض، والتركيز على آثار الهجرة سلبا أو إيجابا، بله عن تناول مواضيع أخرى تتعلق بالحزن، والمرارة، والإحساس بالظلم، والتهميش، والنبذ، والإقصاء، والتمييز، والدونية، وصعوبة التعايش والاندماج، واستحالة التأقلم مع المجتمع المستقبل. ويعني هذا أن الشاعر الأمازيغي المهاجر يعاني من التغريب، والشعور بالدونية أمام الآخر.
الهوامش:
1- ولد الشاعر الأمازيغي الريفي أمنوس أو بلغد عبد الرحمن بمدينة الناظور، وقد حصل على الإجازة في الأدب العربي، ثم غادر بلده إلى هولندا، حيث يقيم حاليا.
2 – ولد كريم كنوف بإشوماي بإقليم الناظور سنة 1972م، درس بالإعدادي والثانوي. وبعد ذلك، هاجر إلى ألمانيا، فاستقر بفرانكفورت أولا، ثم بميونخ ثانيا. كتب الشعرين: العربي والأمازيغي ، منذ أن كان تلميذا في الإعدادي.
3 – ولد أحمد الصديقي سنة 1959م بآيت طاعة، وتلقى تعليمه الأولي بها، وتابع دراسته الثانوية بثانوية الباديسي بالحسيمة، وحصل على الإجازة في العلوم السياسية من جامعة محمد بن عبد الله، والتحق بالخدمة المدنية، وقضى فيها سنتين، وقضى سنة أخرى من التدريب بمديرية تكوين الأطر بملحقة بني سليمان . طرد بعد تخرجه كمراقب للأسعار مباشرة بعد أحداث 1984م، وهو عضو فاعل في جمعية البديل الحضاري بهولندا . وقد سبق له أن شارك في عدة مهرجانات ثقافية وفنية بأورپا، ويشتغل حاليا في مؤسسة ملتقى الثقافات بلاهاي ، وهو أب لطفلين: ولد وبنت.
4- ولد الحسن المساوي بثانوث ن- رمّان بآيت سيذال بإقليم الناظور سنة 1954م. وقد هاجر بلده إلى فرنسا منذ 1980م. وله دواوين شعرية كثيرة، ولقب بأمير شعراء منطقة الريف.
5- ولد ميمون الوليد بالناظور سنة 1959م، تلقى تعليمه الابتدائي والثانوي بالناظور، وتابع دراسته الجامعية في مادة الفلسفة بكلية الآداب بفاس. كان مولعا بالموسيقى والناي (ثامجا) والغناء. وإلى جانب شاعريته الفذة، فقد كان معروفا بالأغنية الملتزمة التي شارك بها في عدة تظاهرات فنية وشعرية محلية، ووطنية، ودولية. وله عدة أشرطة غنائية وشعرية رائعة، وينتقل ميمون الوليد اليوم بين المغرب وهولندة وبلجيكا.
6- محمد شاشا من شعراء منطقة الريف البارزين، وهو من مواليد قرية أركمان بالناظور، تلقى تعليمه الثانوي بالناظور، وهاجر إلى هولندة في السبعينيات من القرن الماضي، وذلك على غرار مجموعة من الشعراء الملتزمين، مثل: أحمد الزياني، وميمون الوليد، والحسن المساوي. وقد كتب الشعر والرواية والنقد على حد سواء.
7- نجيب الزوهري شاعر من مواليد مدينة الناظور( بن الطيب) سنة1977م، تلقى تعليمه في بلدته الصغيرة. وبعد ذلك، هاجر إلى بلجيكا. أما مهنته فهو كهربائي، ويشتغل الآن في شركة ببلجيكا.
8- محمد وشيخ من شعراء المنطقة الريفية بالناظور. ولد بالعسارة قرب بن طيب، مستواه التعليمي ثانوي. أسس جمعية أبوليوس وبويا لخدمة الموروث الثقافي الأمازيغي. وشارك أيضا في عدة مهرجانات شعرية وثقافية تتعلق بالأدب الأمازيغي. اهتم بالمسرح والشعر والرواية والقصة. هاجر إلى هولندة، إلى أن استقر به المآل بالنرويج.
9- ولد أحمد الزياني بآيت سعيد بالناظور. وهو شاعر عصامي كون نفسه بنفسه. نشر قصيدته الشعرية ” علال” في سنة 1986م. وينتقل الأديب بين المغرب وهولندة، وهو كذلك كاتب روائي يحاول كتابة رواية في شكل سيرة ذاتية (أوطوبيوغرافية).
10- ولد الطيب الطيبي بتفرسيت سنة 1942 بإقليم دريوش، حفظ القرآن الكريم، وقد تخرج من المعهد الأصيل. وبعد ذلك، مارس التدريس الابتدائي بالجزائر أولا، فألمانيا ثانيا. وقد هاجر إلى أوروبا في وقت مبكر سنة 1972م، فاشتغل بمصنع السيارات بألمانيا.وبعد ذلك، انتقل إلى ميدان التعليم بولاية هيسن.
11- أمنوس: ءيزران ءزريري، مكتبة دار السلام للطباعة والنشر والتوزيع، الرباط، المغرب، الطبعة الأولى سنة 2008م.
12- انظر: الطيب الطيبي: ثاتبرات ءينو، التنوخي للطباعة والنشر والتوزيع، الرباط، الطبعة الأولى سنة 2011م.
13- الحسن المساوي: الدين ناغ ياهوان، شركة مطابع الأنوار المغاربية، وجدة، المغرب، الطبعة الأولى سنة 2012م.
20
[1] – ولد الشاعر الأمازيغي الريفي أمنوس أو بلغد عبد الرحمن بمدينة الناظور، وقد حصل على الإجازة في الأدب العربي، ثم غادر بلده إلى هولندا، حيث يقيم حاليا.
[2] – ولد كريم كنوف بإشوماي بإقليم الناظور سنة 1972م، درس بالإعدادي والثانوي. وبعد ذلك، هاجر إلى ألمانيا، فاستقر بفرانكفورت أولا، ثم بميونخ ثانيا. كتب الشعرين: العربي والأمازيغي ، منذ أن كان تلميذا في الإعدادي.
[3] – ولد أحمد الصديقي سنة 1959م بآيت طاعة، وتلقى تعليمه الأولي بها، وتابع دراسته الثانوية بثانوية الباديسي بالحسيمة، وحصل على الإجازة في العلوم السياسية من جامعة محمد بن عبد الله، والتحق بالخدمة المدنية، وقضى فيها سنتين، وقضى سنة أخرى من التدريب بمديرية تكوين الأطر بملحقة بني سليمان . طرد بعد تخرجه كمراقب للأسعار مباشرة بعد أحداث 1984م، وهو عضو فاعل في جمعية البديل الحضاري بهولندا . وقد سبق له أن شارك في عدة مهرجانات ثقافية وفنية بأورپا، ويشتغل حاليا في مؤسسة ملتقى الثقافات بلاهاي ، وهو أب لطفلين: ولد وبنت.
[4] – ولد الحسن المساوي بثانوث ن- رمّان بآيت سيذال بإقليم الناظور سنة 1954م. وقد هاجر بلده إلى فرنسا منذ 1980م. وله دواوين شعرية كثيرة، ولقب بأمير شعراء منطقة الريف.
[5] – ولد ميمون الوليد بالناظور سنة 1959م، تلقى تعليمه الابتدائي والثانوي بالناظور، وتابع دراسته الجامعية في مادة الفلسفة بكلية الآداب بفاس. كان مولعا بالموسيقى والناي (ثامجا) والغناء. وإلى جانب شاعريته الفذة، فقد كان معروفا بالأغنية الملتزمة التي شارك بها في عدة تظاهرات فنية وشعرية محلية، ووطنية، ودولية. وله عدة أشرطة غنائية وشعرية رائعة، وينتقل ميمون الوليد اليوم بين المغرب وهولندة وبلجيكا.
[6] – محمد شاشا من شعراء منطقة الريف البارزين، وهو من مواليد قرية أركمان بالناظور، تلقى تعليمه الثانوي بالناظور، وهاجر إلى هولندة في السبعينيات من القرن الماضي، وذلك على غرار مجموعة من الشعراء الملتزمين، مثل: أحمد الزياني، وميمون الوليد، والحسن المساوي. وقد كتب الشعر والرواية والنقد على حد سواء.
[7] – نجيب الزوهري شاعر من مواليد مدينة الناظور( بن الطيب) سنة1977م، تلقى تعليمه في بلدته الصغيرة. وبعد ذلك، هاجر إلى بلجيكا. أما مهنته فهو كهربائي، ويشتغل الآن في شركة ببلجيكا.
[8] – محمد وشيخ من شعراء المنطقة الريفية بالناظور. ولد بالعسارة قرب بن طيب، مستواه التعليمي ثانوي. أسس جمعية أبوليوس وبويا لخدمة الموروث الثقافي الأمازيغي. وشارك أيضا في عدة مهرجانات شعرية وثقافية تتعلق بالأدب الأمازيغي. اهتم بالمسرح والشعر والرواية والقصة. هاجر إلى هولندة، إلى أن استقر به المآل بالنرويج.
[9] – ولد أحمد الزياني بآيت سعيد بالناظور. وهو شاعر عصامي كون نفسه بنفسه. نشر قصيدته الشعرية ” علال” في سنة 1986م. وينتقل الأديب بين المغرب وهولندة، وهو كذلك كاتب روائي يحاول كتابة رواية في شكل سيرة ذاتية (أوطوبيوغرافية).
[10] – ولد الطيب الطيبي بتفرسيت سنة 1942 بإقليم دريوش، حفظ القرآن الكريم، وقد تخرج من المعهد الأصيل. وبعد ذلك، مارس التدريس الابتدائي بالجزائر أولا، فألمانيا ثانيا. وقد هاجر إلى أوروبا في وقت مبكر سنة 1972م، فاشتغل بمصنع السيارات بألمانيا.وبعد ذلك، انتقل إلى ميدان التعليم بولاية هيسن.
[11] – أمنوس: ءيزران ءزريري، مكتبة دار السلام للطباعة والنشر والتوزيع، الرباط، المغرب، الطبعة الأولى سنة 2008م.
[12] – انظر: الطيب الطيبي: ثاتبرات ءينو، التنوخي للطباعة والنشر والتوزيع، الرباط، الطبعة الأولى سنة 2011م.
[13] – انظر: الحسن المساوي: الدين ناغ ياهوان، شركة مطابع الأنوار المغاربية، وجدة، المغرب، الطبعة الأولى سنة 2012م.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.