توفي شاب يبلغ من العمر 24 عامًا، مساء الخميس، نتيجة إصابته بمضاعفات تسمم غذائي عقب تناوله وجبة خفيفة من أحد محلات بيع المأكولات الجاهزة بحي السلام في مدينة أكادير. حيث شعر الضحية بآلام شديدة في البطن وإسهال حاد بعد تناول الطعام، ما استدعى نقله بشكل عاجل إلى المستشفى، كما أصيب أكثر من عشرة زبائن آخرين بنفس الأعراض، حيث تلقوا العلاج بعد تعرضهم لمضاعفات مشابهة. على إثر هذا الحادث، قامت لجنة مكونة من ممثلين عن السلطات المحلية ومصالح المراقبة الصحية بزيارة المطعم المشتبه به، وجرى إغلاق المحل مؤقتا في انتظار استكمال التحقيقات الجارية للوقوف على الأسباب الدقيقة للتسمم، وتحديد المسؤوليات القانونية. تجدر الإشارة إلى أن السلطات الصحية شددت على أهمية احترام معايير السلامة الغذائية في المحلات التي تقدم الأطعمة الجاهزة، وتكثيف عمليات المراقبة لتجنب تكرار مثل هذه الحوادث التي قد تُشكل خطرًا على صحة وسلامة المواطنين. في ظل الوضع الخطير والمقلق المرتبط بتكرار حوادث التسمم الغذائي، وجهت الجامعة المغربية لحقوق المستهلك تحذيرا سابقا للسلطات المختصة، داعية إلى اتخاذ التدابير اللازمة للحد من هذه الحوادث التي تؤدي أحيانا إلى الوفاة. وفي بيان لها، اقترحت الجامعة جملة من الإجراءات، منها ربط منح تراخيص بيع المواد الغذائية بمختلف أنواعها بالحصول على شهادة تكوين في هذا المجال، بالإضافة إلى فرض مراقبة صحية نصف سنوية على جميع العاملين في قطاع التغذية. كما طالبت بإلغاء المادة 5 من المرسوم الوزاري رقم 210-473، التي تنص على إسناد مهمة الترخيص للمكاتب الصحية التابعة للجماعات المحلية، مشيرة إلى أن هذا النص القانوني يفتح المجال أمام "المحسوبية السياسية والعائلية". وشددت الجامعة على ضرورة تنظيم قطاع تموين الأغذية ووضع إطار قانوني لهذه المهنة، مع فرض توفير التجهيزات اللازمة لتحضير وحفظ الأطعمة بشكل آمن. كما دعت وزير الصحة والحماية الاجتماعية إلى تحديث القوانين الخاصة بإدارة التسممات الغذائية، سواء الجماعية أو الفردية.