تعرضت (ص.ص) أستاذة للتعليم الابتدائي تعمل بمجموعة مدارس ابن حماية (جماعة الخروب) الواقعة على الحدود الوعرة بين إقليمي العرائشوتطوان والتابعة لنيابة الإقليم الأخير، إلى اعتداء بالضرب المبرح تسبب لها في آثار جسدية ونفسية كبيرة. وقد وقع الحادث خلال الأسبوع الماضي حيث كانت الأستاذة متوجهة إلى مقر عملها قاطعة مسافة طويلة من الطريق غير المعبدة وغير الآمنة التي تفصل الطريق الوطنية عن المؤسسة التعليمية بحوالي ساعة مشيا على الأقدام، وقد عادت للتو من رخصة للولادة، لتتفاجأ بتهجم همجي من أحد لصوص الطريق الذي انهال عليها بالضرب المبرح مدة من الزمن قبل أن يقوم بسرقة حقيبتها وهاتفها النقال، ولولا لطف الأقدار والمقاومة التي أبدتها الأستاذة لآلت الأمور إلى ما لا تحمد عقباه. وقد توجهت الأستاذة على الفور إلى أحد المستشفيات الصحية ليتم عرضها على مختص نفسي في حالات الاعتداء البدني والنفسي الذي تتعرض له النساء، وجاءت نتيجة التقرير الطبي لتكشف عن فداحة الانهيار النفسي والعصبي الذي أصبحت تعانيه الأستاذة منذ وقوع الحادث. كما وجهة الأستاذة المتضررة شكاية في الموضوع إلى النائب الإقليمي لوزارة التربية الوطنية بتطوان. وقد تدخلت نقابة الجامعة الوطنية لموظفي التعليم بجهة طنجةتطوان في شخص كاتبها الجهوي الأستاذ الطيب البقالي لتندد بالحادث، وندد الأستاذ البقالي بالحادث وطالب بتدخل عاجل من مدير الأكاديمية والسلطات الأمنية بغرض الضرب بيد من حديد على كل من تسول له نفسه الاعتداء على الجسم التعليمي، كما طالب بضرورة إيجاد حل عادل وعاجل ومنصف للأستاذة المتضررة يساهم في مداواة الآثار النفسية التي تركت ندوبها على مسار الأستاذة في لحظة حساسة تعقب فترة الولادة، وطالب الأستاذ البقالي بتوفير الحماية اللازمة للمؤسسات التعليمية بجهة طنجةتطوان، وإعطاء الأسرة التعليمية ما تستحقه من تقدير ودعم خاصة في ظل أجواء التغيير الحالية والتطلع الحقيقي نحو منهج تشاركي يساهم في النهوض بالشأن التعليمي. وعبرت لنا الأستاذة نعيمة بوبس الكاتبة الإقليمية لنقابة الجامعة الوطنية لموظفي التعليمن بطنجة عن أسفها للحادث، واعتبرت في دفاعها عن المرأة الأستاذة أن جزءا مهمشا ومنبوذا من وطننا لازال ينظر للمرأة نظرة ينقصها الاحترام وكثير من الاجتراء على شخصها تماما كما حدث من تطاول واعتداء سافر ومقزز على أستاذة أثناء توجهها بكل إخلاص لأداء مهمتها النبيلة المتمثلة في التدريس. وأكدت لنا أنها وفي لقاء مع الأستاذة المذكورة قد عبرت لها عن تضامن النقابة اللامشروط معها، وعرضت عليها عددا من الحلول، لكنها طالبت في ذات الوقت نيابة تطوان بنهج مسلك مرن يتوافق مع فذاحة الحادث ويستجيب لانتظارات قاهرة للمتضررة تتطلع للإنصاف من الإدارة والأمن، واستعادة كرامة الأسرة التعليمية التي لطخها بعض اللصوص بالتراب.