سقط عدد من القتلى والجرحى في غارات إسرائيلية متواصلة على قطاع غزة، منذ فجر الثلاثاء، في أعنف غارات منذ اتفاق وقف إطلاق النار في 19 يناير الماضي. وقال شهود عيان للأناضول إن فلسطينيين قتلا وأصيب آخرون في غارة استهدفت منزلا في بلدة القرارة بخان يونس جنوب القطاع.
كما استهدف قصف إسرائيلي خيمة تأوي نازحين في مخيم النصيرات وسط غزة، ما أدى إلى سقوط عدد من القتلى. وفي حادثة منفصلة، سقط قتلى وجرحى فلسطينيين جراء قصف استهدف مدنيين قرب مستشفى العيون في مدينة غزة. واستهدفت طائرة مسيّرة إسرائيلية الطابق العلوي من برج الرائد غربي مخيم البريج وسط القطاع، دون وقوع إصابات، وفق شهود العيان. كما قصفت المدفعية الإسرائيلية مناطق شرق بيت حانون شمال القطاع، دون معلومات أولية عن نتائج القصف. وفجر الثلاثاء، كثفت إسرائيل بشكل مفاجئ وعنيف من جرائم إبادتها الجماعية بحق الفلسطينيين، بشن غارات جوية واسعة طالت معظم مناطق قطاع غزة واستهداف المدنيين وقت السحور، وخلفت مئات القتلى والجرحى والمفقودين خلال ساعات. وأفادت وزارة الصحة بغزة بوصول "404 شهداء وأكثر من 562 إصابة، بينهم حالات خطيرة جدا" إلى المستشفيات، ولا يزال العمل جاريا على انتشال ضحايا من تحت الركام. وتعد هجمات اليوم أكبر خرق لاتفاق وقف إطلاق النار الهش الذي أبرم بوساطة قطر ومصر والولايات المتحدة في يناير الماضي. ومطلع مارس 2025، انتهت مرحلة أولى استمرت 42 يوما من اتفاق لوقف إطلاق النار وتبادل أسرى بين حركة حماس وإسرائيل، بدأ في 19 يناير الماضي. وتتنصل حكومة نتنياهو من بدء المرحلة الثانية من الاتفاق، إذ ترغب في إطلاق سراح مزيد من الأسرى الإسرائيليين، دون الوفاء بالتزامات هذه المرحلة، ولا سيما إنهاء حرب الإبادة والانسحاب من غزة بشكل كامل. في المقابل، تؤكد حماس التزامها بتنفيذ الاتفاق، وتطالب بإلزام إسرائيل بجميع بنوده، داعية الوسطاء إلى الشروع فورا في مفاوضات المرحلة الثانية، التي تشمل انسحابا إسرائيليا من القطاع ووقفا كاملا للحرب. وبدعم أمريكي ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر 2023 إبادة جماعية بغزة خلفت أكثر من 160 ألف قتيل وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 14 ألف مفقود.