ما هي أسباب ثورة شباط المفاجئة على ولاية فاس، وعلى حزب الأصالة والمعاصرة وعلى حزب الهمة؟ إعلانه بشكل مفاجئ عن قرار منع الخمور في المدينة، وخروجه الإعلامي لمهاجمة حزب الهمة أثارا عدة تساؤلات حول السبب وراء ذلك. لكن المثير هو أن جريدة "العلم"، الناطقة باسم حزب الاستقلال، دخلت على خط هذه المواجهة، حيث خصصت، على غير عادتها، صفحة كاملة للدفاع عن شباط وقرارات مجلس مدينة فاس، ولم تخل تغطيتها من لمز لحزب الأصالة والمعاصرة، إلى درجة وصف بعض منتخبيه بالاستعمار، حيث جاء في تغطيتها: "بمجرد أن قام أحد المحسوبين على حزب الأصالة والمعاصرة بالتحفظ على منع أوكار الشيشة وبيع الخمور، حتى قرأ الحضورُ الفاسي "اللطيف"، وهو ما دأب عليه الوطنيون في مواجهتهم للوجود الاستعماري في المغرب قبل الاستقلال". كما ورد في التغطية وصف لمنتخبي الأصالة والمعاصرة بأنهم "لوبيات الفساد". أحد التفسيرات لسبب تحركات شباط الأخيرة يذهب إلى أن عمدة فاس الاستقلالي، غضب من قرار سلطات ولاية فاس إغلاق عدد من المقاهي التي كان يتم فيها استهلاك الشيشة في المدينة، معتبرا أن هذا النوع من القرارات من صلاحية المجلس. وقد بلغ عدد مقاهي الشيشة المغلقة، حسب شباط نفسه، حوالي 10. وقد ورد توضيح لباشا مدينة فاس أكدال، خلال دورة المجلس التي عقدت الأربعاء الماضي، جاء فيه أن "محلات بيع الشيشة ليست مقاهي إنما هي محلات مغلقة يرتادها القاصرون"، وأنه "كان من الضروري التدخل لوقف النزيف". كان رد شباط، حسب هذا التفسير، هو أنه إذا أرادت السلطة حماية القاصرين، فليس هناك فقط المقاهي التي يخضع ترخيصها لمجلس المدينة، إنما هناك أيضا الملاهي والخمارات. أما التفسير الثاني، فيتعلق بشعور شباط بوجود حرب خفية تجري ضده يقف وراءها حزب الأصالة والمعاصرة في فاس، وقد صرح ل"أخبار اليوم" بأن مسؤولا بهذا الحزب "يهاجم حزب الاستقلال"، كما شعر شباط بأن السلطة ربما تعد له كمائن وملفات، لذلك سعى إلى القيام بضربة "استباقية". وبعيدا عن هذين التفسيرين، فإن هذا التوتر ليس بعيدا عن حالة الشك التي تسري بين حزبي الاستقلال والأصالة والمعاصرة منذ أن سحب الحزب تأييده لحكومة عباس الفاسي، ووصف الهمة لعباس بأنه "عجوز"، كما أن حزب الاستقلال يشعر بأن حزب الهمة يسعى إلى تهميشه في التحالفات، لذلك لا يستبعد أن يكون شباط رأس الحربة في مواجهة عباس الفاسي مع الهمة.