اتهم تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي المخابرات الإسبانية بالتخطيط لتنفيذ هجمات إرهابية في مدينتي سبتة ومليلية المغربيتين المحتلتين، خلال مناسبة عيد الفصح أو «الأسبوع المقدس» لدى المسيحيين في نهاية شهر أبريل الجاري، من أجل «توريط السلفية الجهادية بالمغرب»، حسب بيان أصدره التنظيم في أحد المواقع التابعة له على شبكة الأنترنت. وقال البيان إنه «في إطار مكافحة الإرهاب الصهيوصليبي على أمة الإسلام وفي خضم الجهود التي يقوم بها جهاز استخبارات الإعلام الجهادي» يعلن إلى المسلمين في سبتة ومليلية «نبأ تسرب معلومات خطيرة عن عزم الاستخبارات الإسبانية القيام بجريمة إرهابية تزيد من رصيد مسلسلهم الإجرامي ضد الإسلام والمسلمين وذلك بضرب بعض الأماكن بسبتة ومليلية أثناء العطلة الرسمية لما يسمى عند النصارى ب«عيد الفصح حيث تشهدان بطبيعتهما يوميا جموعا غفيرة من المسلمين بالشوارع والأسواق، نظرا للمعاملات التجارية المكثفة على الحدود وذلك سعيا منهم إلى إلصاق التهمة بالسلفية الجهادية بالمغرب». وحسب البيان، فإن «مدريد تسعى من وراء تنفيذ تلك الهجمات إلى البحث عن مخرج سريع للوضع الاقتصادي المتردي الذي تمر به بلاد الأندلس (إسبانيا)، خصوصا وأن عدد البطالة والفقر بسبب الحروب الاستنزافية في أفغانستان والعراق والصومال ازداد»، مشيرا إلى أن مجموع العاطلين عن العمل في إسبانيا ازداد بأربعة وثلاثين ألفا مقارنة بالشهر الذي قبله، حيث بلغت الحصيلة الإجمالية أربعة ملايين وثلاثمئة وثلاثين ألف شخص، مما يمثل أكبر عدد يسجل في تاريخ الإحصاءات. وهذا أول بيان للتنظيم منذ البيان الصادر في سبتمبر من العام الماضي، الذي هدد فيه التنظيم باستعادة مدينتي سبتة ومليلية المحتلتين بالقوة، وإرجاعهما إلى المغرب، وتوعد بأن تتحول المدينتان إلى «منطقة استنزاف للعدو الصليبي المحتل لديارنا وسارق الأندلس». وطرح البيان الأخير تساؤلات حول ما إن كان تنظيم القاعدة يريد في هذا التوقيت توريط المغرب وإسبانيا في نزاع ديبلوماسي جديد، من خلال توظيف ورقة المدينتين السليبتين، لكن أخطر السيناريوهات تتعلق بما إن كان التنظيم يخطط لأي هجمات في المدينتين واستباق ذلك بالتلويح بوقوف المخابرات الإسبانية وراء تلك الهجمات، خاصة أنه سبق أن هدد بتنفيذ 11 مارس ثانية، في إشارة إلى تفجيرات محطة القطارات في نفس التاريخ من العام 2004.