الاستخبارات الاسبانية تتخوف من تضمن بيان التنظيم لإشارات ورسائل مباشرة إلى أتباعه عبد الحكيم اسباعي- الصباح - تدرس أجهزة الاستخبارات الاسبانية بكثير من التوجس والجدية تحذيرات جديدة حملها بيان منسوب لتنظيم القاعدة، أشار إلى وجود مخطط بشن عمليات إرهابية وشيكة بمدينتي سبتة ومليلية، بتزامن مع احتفالات عيد الفصح المقررة خلال الأيام المقبلة. ونقلت تقارير صحافية اسبانية، أن الأجهزة الأمنية رفعت من درجة يقظتها وتتابع بعناية فائقة فحوى بيان محرر باللغتين الاسبانية والعربية نشره منتدى "شبكة التحدي الإسلامي"، عبر عدة منتديات جهادية معروفة لدى الأوساط الأمنية، حذر فيه من هجمات ستكون في الأسواق وفي الأماكن المزدحمة من المدينتين. و"يتبرأ" بيان القاعدة من مسؤوليته عن هذه "العمليات الإرهابية"في سابقة غريبة ، ويتهم بالمقابل المخابرات المغربية والاسبانية بتخطيطهما ل « ضرب بعض الأماكن بسبتة ومليلية أثناء العطلة الرسمية»، سعيا منهما لخدمة « مصالح اليهود المغاربة»، و « إلصاق التهمة بالسلفية الجهادية بالمغرب»، على حد تعبيره. وزعم البيان ذاته، أن الحكومة الاسبانية تهدف من وراء هذه العمليات إلى البحث « عن مخرج سريع للوضع الاقتصادي المتردي الذي تمر به»، عبر « استقطاب الدعم المالي الدولي وإخراس الألسن المنددة بتورط إسبانيا في دعم الحرب بأفغانستان التي أنهكت كافة مصادر الدخل الإسباني»، بينما اتهم السلطات المغربية بسعيها إلى « تحقيق ضربات استباقية، ضد المسلمين الرافضين لسياسة الدولة" و"تغييب العقيدة الإسلامية التي يحملها المجاهدون وأنصارهم وذلك بافتعال بعض من التفجيرات التي لا يقرها عقل ولا شرع هنا وهناك»، من أجل « تضخيم قانون الطوارئ ومكافحة ما يسمى ب"الإرهاب" »، « الأمر الذي يفضي بطبيعته إلى تأليب الرأي العام المغربي على أحفاد الأمة المجاهدين الحاملين لواء التوحيد ». وتشير المصادر الاسبانية بهذا الخصوص، إلى انكباب خبراء الاستخبارات الاسبانية على تفكيك مضمون هذا البيان، ومعرفة الجهة أو الشخص الذي يقوم بترجمة بيانات التنظيم المتطرف إلى اللغة الإسبانية، بينما وضعت بعض المصادر الأمنية فرضيات متباينة، بينها سعي القاعدة من وراء إطلاق هذه المعلومات إلى التمويه على تهديد حقيقي وشيك، أو إرسال «إشارات مباشرة من التنظيم إلى أتباعه»، أو بالمقابل رغبته في تسميم العلاقات بين المغرب واسبانيا، وزعزعة استقرارهما مستغلة الوضع الاقتصادي في البلدين، بينما قللت مصادر أمنية أخرى من مصداقية البيان نفسه. في سياق متصل، وبموازاة الفرضيات التي يثيرها البيان الأخير المنسوب إلى القاعدة، تعكف المصالح الأمنية المذكورة، في الآونة الأخيرة على دراسة وتحليل، تقارير ومعلومات حول تحركات عدد من الخلايا النائمة وصفت ب"الخطيرة"، توصلت إلى تحديد مناطق تواجدها ونشاطها على الخصوص بمدينتي خيرونا وطاراغونا، إضافة إلى منطقة الباسك ومدينتي سبتة ومليلية المحتلتين.