تواجه دول أوروبية والولاياتالمتحدة مجدداً، تهديدات إرهابية جدية، وفقاً لمسؤولي أمن رفيعي المستوى، تحدثوا أمس أيضاً عن أن التحذيرات تدور حول احتمال وقوع هجمات شبيهة بتلك التي تعرضت لها مومباي عام 2008، فيما شككت مصادر رسمية في باريس وبرلين، في وجود تهديد وشيك. وقال مصدر أمني بريطاني، ان هناك معلومات شبه مؤكدة ومن أكثر من مصدر، عن مخطط إرهابي لتنفيذ هجمات كبيرة في كل من بريطانيا وفرنسا وألمانيا، وقد تم حالياً إفشال المخطط بنجاح بواسطة ضربة عسكرية منسقة بين الأجهزة الأمنية الأميركية والبريطانية والفرنسية والألمانية وباستخدام طائرة من دون طيار على قاعدة لمجموعة من الإرهابيين على الأراضي الباكستانية، بعد تلقي الأجهزة الاستخبارية معلومات عنها. ونقلت وكالات الأنباء عن قائد عسكري أميركي، أن الهدف من عمليات عسكرية شنتها القوات الأميركية اخيراً وضربت فيها مواقع في باكستان بواسطة طائرات من دون طيار، كان إفشال مخططات إرهابية معينة، لكنه لم يوضح طبيعة هذه المخططات. وتابع المصدر البريطاني، أنه تم وضع المخطط الإرهابي على الأراضي الباكستانية، فيما تحدثت تقارير مختلفة عن احتمال أن تكون عمليات التجسس التي تقوم بها الطائرات من دون طيار فوق المناطق التي يختبئ فيها رجال «طالبان» وتنظيم «القاعدة» في باكستان وأفغانستان، نجحت في الكشف عن المخطط الإرهابي. وأكد المصدر البريطاني أن أجهزة الأمن انشغلت أخيراً في إفشال سلسلة من المخططات الإرهابية، لكنها انشغلت في شكل خاص بمخطط أو اثنين كبيرين جداً، من دون أن يستدعي الأمر رفع مستوى التهديد العالي نسبياً أكثر مما هو عليه، من دون إعطاء معلومات عن هذين المخططين. فيما رفض مسؤول أمني آخر التأكيد ما إذا كان تنظيم «القاعدة» هو الذي يقف وراء المخططين الكبيرين أم تنظيم إرهابي آخر. وقال مسؤول امني يتخذ من أوروبا مقرا له ل "فرانس برس"، "ان اوامر صدرت من أعلى قيادات "القاعدة" بمعاقبة أوروبا وفرنسا تحديدا. ونقلت شبكتا "سكاي نيوز" و"بي. بي. سي" البريطانيتان، عن مصادر داخلية في أجهزة الاستخبارات، ان هجمات متزامنة شبيهة بالهجوم الدامي على فندق في مومباي في 2008، كان من المقرر ان تستهدف لندن وكبرى المدن الفرنسية والألمانية، لكن المشروع كان في مرحلته الأولية. واكدت مصادر حكومية في فرنسا وألمانيا انها ليست على علم بتهديدات جديدة وان تدابير الاستنفار المتخذة لم يتم تشديدها. ونقلت وسائل الإعلام البريطانية عن مصدرين فرنسيين على صلة بأجهزة الاستخبارات، ردا على أسئلة «فرانس برس»، إنهما لم يتبلغا بوجود مخططات لتنفيذ اعتداءات. وكانت سلطات الأمن الفرنسية أخلت الليلة قبل الماضية، ولأكثر من ساعتين، برج إيفل وضربت طوقا أمنيا حول المنطقة المحيطة به في باريس، للمرة الثانية خلال سبتمبر الجاري، كإجراء احترازي ضد أي هجوم إرهابي، بعد تلقيها إنذارا من شخص مجهول اتصل بالشرطة من هاتف عمومي داخل كشك في أحد أحياء باريس. لكن مصدرا فرنسيا حكوميا على صلة بأجهزة الاستخبارات اوضح ان «التهديد الوشيك بوقوع اعتداءات» المطروح منذ الاسبوع الماضي في فرنسا، لم يكن على علاقة بالمعلومات التي طرحتها امس وسائل الاعلام. وأعلنت الحكومة الألمانية، من جهتها، انها «على علم» بمخطط القاعدة لمهاجمة اهداف في الغرب «على المدى الطويل»، الا انها لا تملك اي دليل على وجود خطر وشيك بحصول اعتداء إرهابي، وعليه فان مستوى الإنذار الامني لا يزال على حاله. من ناحيتها، ذكرت شبكة «ايه بي سي»، نقلا عن مسؤول رفيع المستوى في الادارة الاميركية، لم تكشف عن هويته مساء أول أمس الثلاثاء، ان الولاياتالمتحدة كانت بدورها هدفا محتملا لمخطط الاعتداءات هذا. وأوضحت ان الرئيس باراك اوباما ابلغ بهذه التهديدات التي وصفها المسؤول الرفيع المستوى بأنها «ذات مصداقية». وأكدت «سكاي نيوز» ان إحباط مخطط الهجمات في أوروبا تم بعد التنسيق بين أجهزة الاستخبارات البريطانية والفرنسية والألمانية والأميركية. وافادت مصادر في الشرطة والاستخبارات الاميركية، حسب ما نقلت عنها «ايه بي سي» ان المعلومات عن مخطط الهجمات هذا تم استقاؤها في شكل أساسي من مواطن الماني تم استجوابه في شأن تورطه في قضية ارهابية واعتقل اواخر الصيف اثناء محاولته السفر الى اوروبا. ويعتقد انه معتقل حاليا في قاعدة باغرام الاميركية في افغانستان. واضافت «ايه بي سي» انه تم ابلاغ الشرطة الاميركية انه يجري التحضير لسلسلة هجمات مشابهة لتلك التي تعرضت لها مومباي، مشيرة الى ان هذه الهجمات التي تم احباطها كانت تستهدف على الارجح اهدافا «اقتصادية» و«سهلة». وفي مدريدأعلنت وزارة الداخلية الاسبانية أمس، أنها ألقت القبض على مواطن أميركي من أصول جزائرية في برشلونة بتهمة تقديم الدعم المادي إلى "تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي". وذكرت صحيفة «أي بي سي» أن محمد عمر دبهي متهم بالاحتيال والتزوير وتبييض الأموال التي كان يرسلها إلى جزائري يدعى توفيق ميزي مطلوب من العدالة في اسبانيا بعد تورطه مع جماعات متشددة. ويشتبه أن دبهي أرسل نحو 60 ألف يورو إلى الجزائر حولت عبر ميزي لشراء مواد تستخدم في نشاطات «القاعدة». وكانت الشرطة داهمت منزل دبهي في برشلونة حيث صادرت أجهزة كمبيوتر ووثائق شركات، كما صادرت سيارة فخمة ومركباً.