«إنه أمر لا يمكن لأي مسلم يحب الإسلام أن يتصوره وأن يتحدث عن المغرب دون أن يتذكر سبتة ومليلية المحتلتين من طرف إسبانيا»، كانت هذه إحدى العبارات الواردة في رسالة صوتية مدتها 28 دقيقة تم نشرها في عدة مواقع إلكترونية جهادية. التهديد الأخير لزعيم تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي عبد المالك درودكدال المعروف باسم أبو مصعب عبد الودود، شن فيه هجوما على قيادات دول المغرب العربي واتهمها بتغييب الإسلام عن حياة الشعوب وبالخيانة والعمالة لأمريكا وفرنسا. ودعا درودكدال في رسالته الصوتية بعنوان «رسالة إلى أمتنا الإسلامية في المغرب العربي» إلى «تذكر المظالم التي تعاني منها أمتنا العربية» في هاتين المدينتين، كما أصدر تهديدات جديدة ضد أهداف غربية تخص كلا من فرنساوإسبانيا والولايات المتحدة. وللمرة الخامسة في ظرف سنة ونصف يتم الحديث عن المدينتين سبتة ومليلية ضمن رسائل صوتية أو مرئية لتنظيم القاعدة. ويعتمد زعيم التنظيم في بلاد المغرب الإسلامي في الشريط الصوتي الذي بث يوم الاثنين، على صيغة مماثلة لتلك المستخدمة من جانب أيمن الظواهري، الذراع الأيمن لأسامة بن لادن، والذي شن ابتداء من شهر دجنبر 2007 هجوما تكرر في مناسبات متعددة ضد «احتلال» إسبانيا ليس فقط للمدينتين سبتة ومليلية ولكن لجزء كبير من شبه الجزيرة الإيبيرية، والتي يفضل التنظيم تسميتها بالأندلس. وحسب العديد من المراقبين الإسبان، فإن إصرار تنظيم القاعدة على ذكر المدنيتين سبتة ومليلية في خطاباتهما يعزز مرة أخرى ما سبق وأن صرح به قاضي الإرهاب الإسباني بالتثار غارثون منذ أشهر خلت ليومية «لافانغوارديا» الإسبانية والتي ذكر فيها أن «سبتة ومليلية، تأتيان في المرتبة الأولى، وبعدها إسبانيا ثم دول أوربا»، مضيفا أن «هذه المناطق تعتبر من ضمن الأهداف المفضلة للاستراتيجية الإرهابية الجديدة لشبكة القاعدة التي تتطور في شمال المغرب». تصريحات غارثون التي أرعبت الأجهزة الأمنية الإسبانية باعتبار الرجل «خبيرا في الإرهاب الإسلامي ونظرا لاطلاعه على التقارير والدراسات الاستخباراتية الدولية»، أعادها إلى الواجهة شريط أبو مصعب عبد الودود ليوم أول أمس. كما سبق لأيمن الظواهري في أربع مناسبات أن وضع المدينتين سبتة ومليلية ضمن «الأولويات»، فقد اعتبر المسؤول الثاني في التنظيم «جيب مليلية كيانا لا ينفصل عن الصليبيين الإسبان»، مضيفا أن إسبانيا «عدوة الإسلام والمسلمين، لأنها قوننت وشرعت إنشاء دولة إسرائيل والاستيلاء على أراضي المسلمين». وتشير مصادرنا أن عودة هذا التهديد الذي يستهدف إسبانيا يذكر بتصريحات أخرى سابقة بثت أيضا على شبكة الأنترنت تتطرق إلى الأندلس باعتبارها كانت أرضا إسلامية يجب الآن تحريرها واستعادتها، لتنضاف إلى ما سبق أن صرح به السنة الماضية أبو مصعب حول «الاحتلال الإسباني لسبتة ومليلية»، في بلاغ وعد فيه بالمزيد من «العمليات الاستشهادية». كما أن تنظيم تحرير الأندلس أو خلية «نديم المغربي» دعت في 23 مارس 2007، من خلال موقع الأنصار المقرب من تنظيم القاعدة، إلى «الجهاد» من أجل تحرير سبتة ومليلية و»الجهاد ضد الدولة الإسبانية الكافرة وتحرير مدينتي سبتة ومليلية»، وهي الخلية التي تحمل نفس اسم الشبكة التي تم تفكيكها مؤخرا في المغرب، والتي تضم 15 شخصا في مجموعها. في نفس السياق، أشارت مصادر من مدينة سبتة إلى أن وزارة الدفاع الإسبانية قررت رفع عدد جنودها بسبتة ومليلية، حيث ستقوم بإرسال 300 جندي إضافي من أجل تعزيز المراقبة العسكرية في المدينتين، كما تم تعزيز الحدود بعناصر من مصالح الاستخبارات الإسبانية المختصة في المراقبة «تفاديا لتسرب عناصر إسلامية إلى المدينة»، تقول مصادرنا.