نددت منظمة العفو الدولية أمنيستي بالمعاملات السيئة اللاقانونية التي يتعرض لها الأطفال المغاربة في المدينتين المحتلتين سبتة ومليلية والذين يوجدون في وضعية غير قانونية. وأكدت المنظمة في بيان لها نشر الأسبوع الماضي أن الشرطة الإسبانية تضرب بعنف الأطفال المغاربة كما تمارس عليهم أشكالا من التعسفات قبل اقتيادهم نحو الحدود المغربية. وأضافت المؤسسة الدولية أنها أدرجت حالة هؤلاء الأطفال ضمن حالات أخرى للعنصرية، وأعربت عن أسفها الشديد لهذه المعاملات العنصرية، داعية إلى ضرورة حماية حقوق الأطفال ضمن الإطار العالمي لتنظيم هذه الحقوق، والذي صادقت عليه الحكومة الإسبانية، الشيء الذي يلزمها بضرورة إيجاد ميكانيزمات عملية لحماية تلك الحقوق ومحاسبة المسؤولين عن خرقها. من جهتها عبرت الجمعيات الإسلامية داخل تراب المدينتين المحتلتين، عن إدانتها الشديدة للمعاملات العنصرية التي تزايدت وتيرتها خلال الشهور الأخيرة، والتي تزيد الوضع تأزما لا على مستوى الوضعية المعيشية المزرية التي يعيشها المغاربة سكان المدينتين المحتلتين، ولا على مستوى العلاقات الثنائية بين إسبانيا والمغرب. من جانب آخر، وبخصوص العلاقات الثنائية بين المغرب وجارته الشمالية، ذكرت بعض الأنباء الواردة من داخل التراب الإسباني بأنه من المحتمل أن يعود السفير المغربي السيد عبد السلام بركة إلى إسبانيا خلال هذه الأىام، كخطوة تعيد العلاقات الإسبانية المغربية إلى مجراها الطبيعي بعد الأزمة التي عصفت بها طيلة الشهور الماضية. وبغض النظر عن مدى صحة هذا الخبر، فالأكيد هو أن احتمال عودة السفير المغربي، أو احتمال حضور العائلة الملكية في إسبانيا للزفاف الملكي يوم الثاني عشر من هذا الشهر، لا يغير من طبيعة الأزمة بين البلدين شيئا طالما تم التغاضي عن الأسباب الحقيقية، التي تؤزم علاقاتهما الثنائية، أو تم تأجيل النظر فيها ومناقشتها إلى حين. إن قضية المدينتين المحتلتين سبتة ومليلية والجزر التابعة لهما، وقضية الصيد البحري، وقضية الهجرة والمهاجرين المغاربة، بالإضافة إلى مسألة الطرح الإسباني لقضية وحدة المغرب الترابية، هي المفاتيح التي تتحكم في العلاقات الثنائية بين البلدين، والتي لا يمكن تطوير هذه العلاقات بدون إيجاد حل لها. وهذا الأمر يتطلب إرادة سياسية قوية من طرف الجارة الشمالية التي طالما تميزت مواقفها تجاه المغرب بالعدائية. أحمد الوجدي