استنفرت رسالة قصيرة -بعث بها زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن إلى أحد المقربين من معتقلي السلفية الجهادية بالمغرب، تم نشرها عبر أحد المواقع المحسوبة على تنظيم القاعدة خلال الأسبوع الأول من الإضراب المفتوح عن الطعام الذي شرع فيه معتقلو السلفية الجهادية تزامنا مع عيد الأضحى الأخير- مصالح الاستخبارات المغربية، حيث تم الاستماع إلى المعني بالأمر حول ما إذا كان فعلا قد توصل بتلك الرسالة، وهل سبق له أن تلقى تهديدا من قبل نفس الجهة، وما إذا كانت عائلات المعتقلين قد تلقت أموالا من الخارج مصدرها تنظيم القاعدة، كما ركزت أسئلة رجال عبد اللطيف الحموشي، الذين يتابعون هذا الملف عن كثب، على مصادر التبرعات التي تم جمعها من أجل شراء أكباش العيد لفائدة عائلات المعتقلين. ويأتي رصد أول ربط اتصال مباشر لزعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن مع معتقلي السلفية بالمغرب بعد أن تعددت الرسائل والبيانات التي يبعث بها بعض المعتقلين من داخل السجون التي يتواجدون فيها إلى المنتديات الجهادية المحسوبة على تنظيم القاعدة والتي تضرب عليها أجهزةُ الاستخبارات الأمريكية مراقبة لصيقة. ووفقا لمصادر مطلعة، فإن عمليات التفتيش التي شملت معتقلي السلفية الجهادية بسجن عكاشة بالدار البيضاء أسفرت عن حجز جهازي حاسوب مزودين بخدمة الأنترنيت، أحدهما كان بحوزة المعتقل عبد العزيز بصاري، المحكوم عليه بالسجن المؤبد على خلفية مقتل أحد رجال الشرطة. وتشير المصادر ذاتها إلى أن عملية التفتيش جاءت على إثر معلومات من أجهزة الاستخبارات الأمريكية سلمتها إلى نظيرتها المغربية، مفادها أن رسائل إلكترونية متوجهة صوب المواقع الإلكترونية المحسوبة على تنظيم القاعدة مصدرها المغرب. وبعد تتبع آثار وروابط تلك الرسائل، تم الاهتداء إلى الحاسوبين. آخر المساهمات التي بعث بها بعض المعتقلين من داخل زنازينهم إلى المنتديات الجهادية ما تضمنه موقع «شموخ الإسلام»، الذي يعد أهم موقع محسوب على تنظيم القاعدة، والذي حمل عنوان «شذرات من أقبية الأبالسة.. مذكرات من خلف أسوار السجون المغربية»، وهي عبارة عن خواطر ومشاهدات يومية صور فيها هذا المعتقل، الذي لم يذكر اسمه، حياة المعتقلين داخل السجون. يذكر أن «مركز المقريزي للدراسات التاريخية»، الذي ينشط بلندن، سبق له أن تلقى رسالة موقعة باسم أحد المعتقلين، عبر فيها عن رفضه للمراجعات التي قامت بها الجماعة الإسلامية الليبية المقاتلة والتي سبق لعدد من المعتقلين في صفوف السلفية الجهادية بالمغرب أن عبروا عن تثمينهم لها، حيث كان من بين أبرز المثمنين لتلك المراجعات عبد الوهاب رفيقي الملقب بأبي حفص. وهاجم محرر الرسالة هذا الأخير واعتبره لا يمثل إلا نفسه، مضيفا أن «دعوة أبي حفص إلى تفعيلها في السجون المغربية نعُدُّها محاولة جديدة لتوريطنا في مشاريع الدجل، فلسنا حقول تجارب نخضع للتدجين والتتويب».