للمرة الرابعة، يضع تنظيم القاعدة مدينتي سبتة ومليلية ضمن أولويات خطاباته. فقد هاجم أيمن الظواهري، المسؤول الثاني في التنظيم خلال شريط مسجل بثته يوم الأربعاء الماضي مجموعة أنتل سنتر الأمريكية المتخصصة في مراقبة المواقع الإسلامية على شبكة الأنترنت، منظمة الأممالمتحدة معتبرا إياها عدوة للإسلام والمسلمين لكونها «لا تعترف بهذا الحق للشيشان ولا للمسلمين في القوقاز ولا في كشمير ولا في سبتة ومليلية ولا في البوسنة». وقال الظواهري في الشريط إن الأممالمتحدة «تعتبر جيب مليلية كيانا لا ينفصل عن الصليبيين الإسبان»، مضيفا أنها «عدوة الإسلام والمسلمين، لأنها قوننت وشرعت إنشاء دولة إسرائيل والاستيلاء على أراضي المسلمين». شريط أيمن الظواهري الأخير أثار قلقا كبيرا لدى المصالح الأمنية والاستخباراتية الإسبانية، كما جدد تحذيرات سابقة وجهها نفس التنظيم إلى الجارة الشمالية، حيث سبق لقاضي الإرهاب الإسباني بالتزار غارثون، خلال حوار أجرته معه يومية «لافانغوارديا» الإسبانية السنة الماضية، أن صرح بأن «سبتة ومليلية، تأتيان في المرتبة الأولى ضمن التهديدات الإرهابية، وبعدهما إسبانيا ثم دول أوربا: «هذه المناطق تعتبر من ضمن الأهداف المفضلة للاستراتيجية الإرهابية الجديدة لشبكة القاعدة التي تتطور في شمال المغرب»، ودعا غارثون، خلال الحوار، إلى ضرورة اعتبار رسالة أيمن الظواهري، التي أذاعها عبر الأنترنت يوم 13 مارس سنة 2007، «إشارة لانطلاق حملاته الإرهابية»، هذه الحملات، يضيف غارثون، تتوجه أولا إلى سبتة ومليلية، باعتبارهما موجودتان في شمال إفريقيا، لتليهما، فيما بعد، المطالب القديمة باسترجاع الأندلس». من جهة أخرى، أشار مصدر أمني مغربي مسؤول ل«المساء» إلى أن أغلبية خطابات الظواهري، التي يتطرق فيها إلى مدينتي سبتة ومليلية، تبث خلال شهر مارس أو بدايات شهر أبريل، ما يعني، حسب قوله، «إشارات مباشرة من التنظيم إلى أتباعه». عودة تنظيم القاعدة إلى تهديد إسبانيا يذكر بتصريحات أخرى سابقة بثت أيضا على شبكة الأنترنت تتطرق إلى الأندلس، وهو الاسم الذي يطلقه التنظيم على إسبانيا باعتبارها أرضا إسلامية يجب تحريرها. ويضاف إلى ما سبق أن ما صرح به السنة الماضية أبو مصعب عبد الودود، زعيم الجناح المغربي لتنظيم القاعدة، حول «الاحتلال الإسباني لسبتة ومليلية»، في بلاغ وعد فيه بالمزيد من «العمليات الاستشهادية». كما أن تنظيم تحرير الأندلس أو خلية «نديم المغربي» دعا، في 23 مارس 2007، من خلال موقع الأنصار المقرب من تنظيم القاعدة، إلى «الجهاد» من أجل تحرير سبتة ومليلية و»الجهاد ضد الدولة الإسبانية الكافرة».