دعا آدم يحيى غادان، المعروف باسم عزام الأمريكي والناطق الرسمي باسم تنظيم القاعدة في أمريكا، من خلال أول تسجيل صوتي يصدر عن القاعدة لهذه السنة، من أسماهم بـ«الإخوة المجاهدين في فلسطين وشبه الجزيرة العربية والشرق الأوسط، والمغرب الإسلامي»، إلى استقبال الرئيس الأمريكي الذي أطلق عليه اسم «رئيس الصليبيين» بالمتفجرات والسيارات المفخخة. وقال غادان (30 عاما)، في شريط فيديو بث على مواقع إنترنت تستخدمها جماعات على صلة بتنظيم القاعدة، إن استقبال بوش لا يجب أن يكون بـ«الورود والتصفيق ولكن بالقنابل والمفخخات»، متحدثا، في الشريط الذي تبلغ مدته خمسين دقيقة، عن «هزيمة» الولاياتالمتحدة و«بطولات» المجاهدين في العراق، والصومال، و«المغرب الإسلامي»، والشيشان، وباكستان، وفلسطين. «سنكون في انتظاره»، يقول الناطق الرسمي للقاعدة في إشارة للرئيس الأمريكي جورج بوش، الذي سيقوم يوم غد الأربعاء بجولة تستغرق مدة أسبوع إلى الشرق الأوسط. كما انتقد عزام الأمريكي حلفاء أمريكا من الحكام العرب، منددا بمؤتمر السلام الذي انعقد شهر نونبر الأخير في أنابوليس. ووصف الناطق الرسمي لتنظيم القاعدة، كلا من الرئيسين السابقين لحكومة إسبانيا وإيطاليا، خوسي ماريا أثنار، وسيلفيو بيرلوسكوني بـ«شريكي» جورج بوش في حربه الصليبية، بالإضافة إلى كاتب الدولة الأمريكي ووزير الدفاع السابق كولن باول، ودونالد رامسفيلد. واعتبرت مصادر إعلامية إسرائيلية شريط «دعوة للتدبر والتوبة» الذي قدمته مؤسسة «السحاب للإنتاج الإعلامي»، حلقة من حلقات الاستعداد الذي قام به تنظيم القاعدة لاستقبال الرئيس الأمريكي الذي يزور المنطقة هذا الأسبوع. حيث أشارت تقديرات الاستخبارات الأمريكية والموساد الإسرائيلي وأجهزة أمن الدول العربية التي سيزورها بوش إلى أن تنظيم القاعدة والمنظمات الإسلامية المتطرفة المنتمية إليها، مثل «فتح الإسلام»، سيحاولون تنفيذ سلسلة من التفجيرات الكبيرة في الدول التي سيزورها أو تلك التي تحتضن وجودا وقواعد عسكرية أمريكية مثل السعودية، والعراق، ومصر، وإسرائيل، ولبنان. كما أكد غادان أن «الجهاد ضد الولاياتالمتحدة سيستمر حتى الإفراج عن المسلمين من السجون الأمريكية»، منتقدا في هذا الإطار المعاملة التي يلقاها المسلم الأمريكي واكر ليند، قبل أن يعمد في الدقيقة السابعة والثلاثين من الشريط إلى تمزيق جواز سفره الأمريكي احتجاجا على معاملة المعتقلين المسلمين. وكان القضاء الأمريكي قد اتهم عزام بـ«الخيانة»، حيث تم وضعه على لائحة المجرمين المطلوبين، فيما عرضت وزارة الخارجية الأمريكية جائزة تصل إلى مليون دولار لكل من يدلي بمعلومات تتيح اعتقاله. وسبق للناطق الرسمي باسم القاعدة، والذي ينحدر من أسرة يهودية مسيحية قبل أن يعتنق الإسلام في سن السابعة عشرة من عمره، أن شارك في عدة أشرطة فيديو لتنظيم القاعدة آخرها في 5 غشت الماضي، حذر فيه الولاياتالمتحدة وحلفاءها من هجمات وشيكة على السفارات والدبلوماسيين ردا على التحركات الأمريكية في العراق وأفغانستان، كما سبق له أن ظهر بأحد الشرائط إلى جانب الرجل الثاني بالقاعدة أيمن الظواهري الذي قدمه فيها باسم «عزام الأمريكي». وأفادت الإذاعة الإسرائيلية يوم أمس بأنه من المقرر أن يشارك أكثر من سبعة آلاف شرطي في عملية تأمين زيارة بوش الذي سيبدأ جولته من إسرائيل والضفة الغربية قبل أن يزور، ولأول مرة، السعودية، والكويت، والبحرين، بينما أعرب عن أسفه لعدم تمكنه من التوجه إلى المغرب، ومنطقة المغرب العربي بالنظر إلى جدول أعماله «المشحون». من ناحية أخرى ذكر مركز أمريكي متخصص في الإرهاب الإسلامي أن موقعا إسلاميا على شبكة الأنترنت يستخدمه تنظيم القاعدة دعا إلى شن هجمات في باريس وضد رئيس بلديتها برتران ديلانوي للتسبب في سقوط الرئيس الفرنسي نيكولاس ساركوزي من أجل «وضع حد لطمعه في المغرب الإسلامي». وحسب وكالة «أ. ف. ب» فإن مركز «سيت أنتليجنس» المتخصص بمراقبة اتصالات التنظيم أفاد أن صاحب هذه الدعوة التي بثت على شبكة الإخلاص الإسلامي هو أحد مستخدمي الشبكة ويسمي نفسه «المرابط الموحد»، حيث وجه نداء إلى «المجاهدين خصوصا فرع قاعدة المغرب الإسلامي» للتسبب في «سقوط الرئيس نيكولا ساركوزي، وإحداث انهيار اقتصادي في فرنسا». وتابع صاحب النداء قائلا إن «العمليات يمكن أن تقسم إلى فئتين، واحدة مادية تستهدف المواقع الأكثر شعبية والأهم اقتصاديا، والثانية موجهة ضد شخصيات باريسية مهمة وعلى رأسها عمدة باريس». وتابع المركز الأمريكي أن هذه الهجمات ستؤدي إلى «انهيار اقتصادي في فرنسا» وتهدف إلى «إسكات ساركوزي ووضع حد لطمعه في المغرب الإسلامي». ووضع «المرابط الموحد» الذي يؤكد أنه من «محيط بيت المقدس» لائحة بأهم المواقع في باريس مثل برج إيفل، وقوس النصر، ومتحف اللوفر، بالإضافة إلى مطاري أورلي وشارل دوغول، معتبرا أنها أهداف «ترتدي أهمية إستراتيجية للمجاهدين».