رويترز/ دليل الريف دعا أسامة بن لادن (زعيم تنظيم القاعدة) إلى الجهاد لنصرة أهالي غزة أمام العدوان الصهيوني الوحشي والهمجي والذي أدّى حتى الآن إلى سقوط ما يقرب من ألف شهيد ونحو خمسة آلاف جريح. جاءت دعوة بن لادن عبر تسجيل صوتي ظهر على عدد من المواقع الإسلامية على شبكة الإنترنت اليوم الأربعاء وحمل عنوان "دعوة للجهاد لوقف العدوان على غزة"، ويحمل التسجيل تاريخ الشهر الهجري الحالي. وقال إبن لادن خلال الشريط: إن الله وهب المسلمين الصبر ليواصلوا الجهاد لسنوات وسنوات، وتساءل عن قدرة الولاياتالمتحدة على شن حرب على المسلمين لعقود قادمة وقال إن التقارير والأدلة تشير إلى عكس ذلك. وذكر إبن لادن أن الأزمة المالية العالمية كشفت النفوذ المتراجع للولايات المتحدة في الشؤون العالمية وأنها بدورها ستضعف حليفتها إسرائيل. وكان نائب زعيم تنظيم القاعدة الدكتور أيمن الظواهري قد سبق دعوةَ بن لادن للجهاد لنصرة غزة، وقال: إن العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة هو هدية من الرئيس الأمريكي المنتخب باراك أوباما، قبل أن يتسلم منصبه. وتعهّد بألا "يقرّ قرار" لتنظيمه قبل أن يثأر لكل شهيد وجريح وأرملة ويتيم في فلسطين،". وفي تسجيل صوتي حمل عنوان "مجزرة غزة وحصار الخونة" شنّ الظواهري هجومًا عنيفًا على الرئيس المصري حسني مبارك، ودعا الشعب المصري إلى التحرُّك، وعناصر الجيش إلى "الاقتداء" بسليمان خاطر- الجندي الذي قتل إسرائيليين في سيناء عام 1985- وخاطب الفلسطينيين بالقول: "نتوجه صوبكم حثيثًا وقريبًا سنحطم الحدود والقيود التي تحول بيننا وبينكم." التسجيل الذي تتجاوز مدته عشر دقائق كان الأول لشخصية بهذا الوزن من تنظيم القاعدة تتناول الأوضاع في غزة، وتظهر للمستمعين له صورة لطفل يتلقى العلاج بعد إصابته، وأخرى للظواهري وهو يرتدي جلبابًا أبيض اللون ويحمل بندقية. وقال الظواهري: "تتوالى في هذه الأيام الغارات الإسرائيلية على غزة فتقتل وتجرح المئات، والعالم كله، بما فيه حكام العرب الخونة لا يقدمون إلا التصريحات الفارغة." ولفت الظواهري إلى أن خطابه يحمل مجموعة رسائل، الأولى هي للفلسطينيين، الذي نصحهم بالصبر، قائلاً: "لن يقر لنا قرار حتى نأخذ بثأر كل قتيل وجريح وأرملة ويتيم في فلسطين وسائر ديار الإسلام، ولا زلنا حريصين على تحقيق قسم الشيخ أسامة: لن تحلم أمريكا بالأمن قبل أن نعيشه واقعًا في فلسطين، ونحن نتمنى اليوم الذي نقف معكم لتحرير بيت المقدس." واعتبر الظواهري أن ما يحدث في غزة ليس مجرّد "احتلال استيطاني،" بل حلقة في سلسلة الحملة الصليبية الصهيونية،" وتوجه إلى الفلسطينيين قائلاً: "إخواني المسلمين والمجاهدين، نحن معكم في المعركة، نوجه الضربات للتحالف الصهيوني الصليبي حيثما تمكنّا منه، ونتوجه صوبكم حثيثًا، وعمّا قريب سنحطم الحدود والقيود التي تحول بيننا وبينكم وانسحاب الأمريكيين في العراق من بشائر اقترابنا منكم، ونحن نتمنى أن نكون معكم، نفديكم بنحورنا." وخصص الظواهري الرسالة الثانية للمصريين قائلاً: إن ما وصفه ب"فك الحصار" هو مسئوليتهم، وحضّهم على تنفيذ إضرابات طلابية وعمالية "لإرغام مبارك على فتح الحدود،" وطلب من "قبائل سيناء" بتقديم كل ما يحتاجه أهل غزة "من رغيف الخبز حتى لغم الدبابة." وتابع: "أقول للأحرار في الجيش إن لكم في سليمان خاطر أسوة وقدوة، والمجرم الخائن يستخدمكم لتخونوا دينكم وتحاصروا إخوانكم فحتى متى ستظلون جنودًا للشيطان؟" ووجه الظواهري رسالته الثالثة إلى "المسلمين في كل مكان" فخصصها للهجوم على الرئيس الأمريكي المنتخب باراك أوباما قائلاً: "هذا هو أوباما الذي حاولت وسائل الإعلام الأمريكية تصويره على أنه المنقذ، يقتل إخوانكم في غزة دون رحمة أو شفقة.. هذه الغارات هدية أوباما لكم قبل أن يستلم منصبه." وتوَجّه الظواهري إلى من أسماهم "أسود الإسلام" في المغرب وبلاد الشام والجزيرة العربية واليمن والعراق والصومال وأفغانستان والشيشان، محرضًا إياهم على ضرب الأهداف "الصهيونية الصليبية" ومتهمًا "حكام بلاد المسلمين" بأنهم "حراس المصالح الأمريكية والصهيونية وهم الذين تنازلوا عن فلسطين واعترفوا بإسرائيل." استمع للتسجيل الصوتي لأسامة بن لادن