وجه زعيم تنظيم "القاعدة، أسامة بن لادن، رسالة دعا فيها "أمة الإسلام" إلى ما أسماه "الجهاد المقدس"، من أجل وقف "العدوان" الإسرائيلي على قطاع غزة، و"استرجاع بيت المقدس"، موجهاً في الوقت نفسه انتقادات حادة إلى "حكام عرب"، متهماً إياهم ب"الخيانة"، كما اعتبر أن مجلس الأمن "ينشر الرعب على المستضعفين." وقال زعيم تنظيم القاعدة، في رسالة صوتية منسوبة إليه نشرت في عدد من المواقع على شبكة الانترنت الأربعاء: "لست بالذي يقف أمامكم في هذه الأيام العصيبة ليتخذ من الشجب والتنديد لما يجري لأهلنا في غزة، ستاراً يتوارى وراءه، وإنما أقف أمامكم اليوم لأقول كلمة حق تعيننا، بإذن الله، على استعادة ما اغتصب من الحق." وأضاف واصفاً رسالته بأنها: "كلمة حق لا تداهن ملكاً أو أميراً، ولا عالماً أو وزيراً، كلمة لا تعترف بالشرعية الدولية الزائفة، ولا تهاب مجلس أمن الدول الكبرى، الذي ينشر الرعب على المستضعفين في الدول الصغرى، كفلسطين والعراق وأفغانستان والصومال وكشمير والشيشان، كلمة حق تداعت الدنيا عليها تريد محوها من منهجنا وحياتنا، لتمحونا بعدها، إنها الجهاد المقدس لاسترجاع بيت المقدس والقدس." تأتي رسالة بن لادن بعد نحو أسبوع على رسالة صوتية للرجل الثاني بتنظيم القاعدة، أيمن الظواهري، حملت عنوان "مجزرة غزة وحصار الخونة"، اعتبر فيها أن الهجوم الإسرائيلي على قطاع غزة هو "هدية" من الرئيس الأميركي المنتخب، باراك أوباما، قبل أن يتسلم منصبه، وتعهد بألا "يقر قرار" لتنظيمه قبل أن يثأر لكل قتيل وجريح وأرملة ويتيم في فلسطين،" على حد تعبيره. وتطرق بن لادن، بحسب المجموعة الاميركية، الى نهاية ولاية الرئيس الاميركي جورج بوش وبداية عهد خلفه باراك اوباما الذي سيتسلم مهماته في 20 كانون يناير. وفي اول رسالة له العام 2009، تحدث بن لادن ايضا عن الازمة الاقتصادية العالمية، وفق المصدر نفسه. وجاء في الرسالة المنسوبة لزعيم القاعدة: "ومن الخلل في وقتنا الحاضر أننا أمام سبل كثيرة قد رفعت عناوين لتحرير فلسطين، جُل هذه السبل في تضييع القضية، فمن أوسع هذه السبل هو ما تقوم به الحكومات اليوم من اجتماعات وزارية، وإحالة القضية إلى مجلس الأمن والأمم المتحدة، فهذا طريق للهروب من المسؤولية وتضييع للقضية الفلسطينية." وقال: "ومن السبل أيضاً ما يطلبه بعض العلماء والدعاة من الحكام لنصرة فلسطين، وما هو إلا طريق آخر للهروب من المسؤولية كذلك، وتضييع لدماء الشهداء والأقصى، فكيف نستجدي وكلاء أعدائنا، أما تعب هؤلاء من طول الاستجداء خلال هذه العقود الطويلة. استمع لمقطع مطول من التسجيل الصوتي لأسامة بن لادن