توعد أوروبا: لتثكلنا أمهاتنا إن لم ننصر الرسول فيما يبدو أنه الشريط الصوتي الثاني لزعيم تنظيم القاعدة، يتم الكشف عنه خلال يوم واحد، هاجم أسامة بن لادن مجددًا قادة عدد من الدول العربية، متهمًا إياهم بأنهم "جزء من مؤامرة الحصار حتى الموت" التي تستهدف سكان قطاع غزة. وقال بن لادن، في التسجيل الصوتي الذي بثته فضائية " الجزيرة " مساءأمس الخميس، ولم يتسنَّ التأكد من صحته، إن عودة فلسطين لن تكون من خلال المفاوضات السياسية، وإنما ستكون "عن طريق الجهاد "، معتبرًا أن بعض القادة العرب يحولون دون شعوبهم وتلك "الفريضة المقدسة". "" وأضاف قائلاً: "حديثي هذا إليكم عن حصار غزة، وكيف السبيل الى تخليصها وسائر فلسطين من العدو الصهيوني.. إن فلسطين وأهلها يعانون الأمرين منذ قرنين تقريبًا على أيدي النصارى واليهود، وكلا الخصمين لم يأخذوها منا بالمفاوضات والحوار، وإنما بالحديد والنار، وهو السبيل إلى استراجعها، ومن الذين يحول بيننا وبين الجهاد في سبيل الله". كما اعتبر بن لادن الحصار الذي تفرضه إسرائيل على غزة يأتي نتيجة لمؤتمر "أنابوليس"، الذي عُقد نهاية نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، في الولاياتالمتحدة برعاية الرئيس الأميركي جورج بوش. وتم الكشف عن التسجيل الصوتي الجديد لزعيم تنظيم القاعدة على الفضائية القطرية، بعد ساعات قليلة من بث رسالة صوتية سابقة صباح أمس الخميس أيضًا، بثتها مواقع دأبت التنظيمات المتشددة على استخدامها لعرض بياناتها، على شبكة الانترنت. .. ويتوعد أوروبا: لتثكلنا أمهاتنا إن لم ننصر الرسول وفي الشريط السابق، شن زعيم القاعدة هجومًا حادًا على دول الاتحاد الأوروبي، لسماحها بنشر الرسوم الكاريكاتورية "المسيئة" للنبي محمد، ولمشاركتها مع الجيش الأميركي في الحرب بأفغانستان، مهددًا إياها ب"رد مقبل". وحمّل بن لادن العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز مسؤولية استمرار نشر الرسوم، ملمحًا إلى أن الملك السعودي كان قادرًا على إيقافها كما أوقف التحقيقات بصفقة "اليمامة" المزعومة، والتي تمحورت حول عمولات تلقتها شخصيات نافذة من الأسرة الحاكمة لقاء تسهيل بيع أسلحة. وتوعد بن لادن الدول الأوربية قائلاً: "الجواب ما ترون لا ما تسمعون"، وانتقد الرئيس الأميركي جورج بوش الذي وصفه ب"الظالم"، ليختم بالقول: "لتثكلنا أمهاتنا إن لم ننصر رسول الله". وحملت الرسالة شعار "مؤسسة السحاب" المسؤولة عن إعداد أغلب تسجيلات قادة القاعدة، ولم تتضمن إشارة إلى تاريخ محدد رغم أنها بثت ليل الأربعاء، وقد بدأها بن لادن بالتوجه نحو من وصفهم بأنهم "العقلاء في الاتحاد الأوروبي." وقال بن لادن: "حديثي هذا إليكم بخصوص الرسوم المسيئة وتقاعسكم رغم وجود الفرصة لاتخاذ ما يلزم لمنع تكرارها، وابتداء أقول لكم إن العداء بين البشر قديم جدًا، ولكن عقلاء الأمم حرصوا في جميع العصور على الالتزام بآداب الخلاف وأخلاق القتال". وأضاف: "إلا أنكم في صراعكم معنا تخليتم على كثير من أخلاق القتال عمليا وإن كنتم ترفعون شعاراتها نظريًا، فكم يحزننا أن تستهدفوا قرانا بقصفكم، تلك القرى الطينية المتواضعة التي انهارت على نسائنا وأطفالنا، تفعلون ذلك عن عمد وأنا على ذلكم من الشاهدين، وكل ذلك بغير حق وإنما مجاراة لحليفكم الظالم الذي أوشك هو وسياساته العدوانية على الرحيل من البيت الأبيض." وتابع زعيم القاعدة في التسجيل الذي لم تتجاوز مدته خمس دقائق: "ورغم أن مصيبتنا في قتلكم لنسائنا وأطفالنا مصيبة عظيمة جدًا إلا أنها هانت، عندما بالغتم، ووصلتم إلى الحد الذي تنشرون فيه هذه الرسوم المسيئة، فهذه هي المصيبة الأعظم والأخطر والحساب عليها أعسر". وانتقد بن لادن التذرع بحرية التعبير لنشر الرسوم قائلاً: "لا داعي إلى التحجج بقدسية حرية التعبير عندكم وقداسة قوانينكم وأنكم لن تغيروها، وإلا فعلى ما تم إعفاء الجنود الأميركيين من الخضوع إلى قوانينكم فوق أرضكم، وعلى ما تقمعون حرية من يشكك في أرقام حادثة تاريخية". وانتقل بعد ذلك للهجوم على العاهل السعودي المكك عبدالله بن عبدالعزيز قائلاً: "ثم إنكم تعلمون أن هناك رجلاً واحدًا يستطيع أن يوقف هذه الرسوم لو كان الأمر يعنيه وهو الملك غير المتوج في الرياض، والذي كان أمر بإيقاف هيئاتكم القانونية عن العمل بشأن التحقيق باختلاس المليارات من صفقة اليمامة." وختم بن لادن بالقول: "فالجواب ماترون لا ما تسمعون ولتثكلنا أمهاتنا إن لم ننصر رسول الله، والسلام على من اتبع الهدى". وتأتي رسالة بن لادن في وقت تشهد الولاياتالمتحدة والعالم من خلفها جدلاًَ متزايدًا حول حرب العراق في الذكرى الخامسة لاندلاعها، وهو أمر مرّ دون أي إشارة من زعيم تنظيم القاعدة. وكانت كبريات الصحف الدنماركية قد أعادت نشر الرسوم الكرتونية المسيئة للرسول في فبراير/ شباط الماضي، وذلك بعد نحو أقل من 24 ساعة على اعتقال ثلاثة رجال يشتبه بأنهم يخططون لاغتيال رسامي الكاريكاتير الذين أثارت رسومهم احتجاجات عنيفة في العالم الإسلامي.