بعد يوم واحد من خسارة أوساط اقتصادية إسبانية حملة دبلوماسية تستهدف منع المغرب من تسويق صادراته من الطماطم بدول الإتحاد الأوربي ، عادت هذه الأوساط إلى مغازلة المغرب من البوابة الأمنية ، بالحديث عن تهديد تنظيم القاعدة للمصالح المشتركة بين البلدين . وقالت قوات أمن الدولة الإسبانية ، إنها تدرس مضامين بيان نشر في الساعات القليلة الماضية باللغتين القشتالية والعربية ، على صفحات جهادية معروفة مثل " الأنصار " ، حيث حذر تنظيم القاعدة من هجوم على الأسواق والأماكن المزدحمة في مدينتي سبتة ومليلية المحتلتين . وأوضحت مصادر إعلامية إسبانية ، أنها " مندهشة " من " تبرير " تنظيم القاعدة لأي هجوم محتمل بالقول إن المخابرات المغربية والإسبانية تتعاونان من أجل خدمة " مصالح اليهود المغاربة " . وأضافت ذات المصادر قولها ، إن التنظيم " مدرك تماما أن إسبانيا والمغرب ستلقيان اللوم على السلفيين المغاربة باتهامهم بزعزعة استقرار البلدين " . ويتهم البيان المغرب ، بحسب المصدر الإسباني ، ب " تشويه سمعة الدين الإسلامي " ، ومهاجمة المسلمين الذين لا يتفقون مع النظام السياسي المغربي في قناعاته ، وأشار إلى أن عدد العاطلين المغاربة عن العمل في إسبانيا ازداد بصورة غير مسبوقة . وبحسب مصدر من قوات الأمن الإسبانية ، تدرس هذه الأخيرة بعناية كبيرة " هذا الإصدار الجديد من الشبكات الجهادية المرتبطة بالقاعدة " ، مؤكدا رغبة السلطات الإسبانية في معرفة " الشخص الذي ترجم تصريحات مسلحي القاعدة إلى اللغة القشتالية " . وأشارت ذات المصادر الأمنية ، إلى " احتمال سعي تنظيم القاعدة بنشر هذا النوع من المعلومات إلى تسميم العلاقات المغربية – الإسبانية وزعزعة استقرار البلدين بالاستفادة من الأزمة الاقتصادية " . ولم تستبعد الأوساط الأمنية الإسبانية ، أن يموه التنظيم ب " وجود تهديد حقيقي " ، خاصة وأن مضمونه ليس جديدا ، حيث صدرت مثل تلك التهديدات في وقت سابق من قبل " تنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي " .