احبطت اجهزة الاستخبارات مخططا اعد في باكستان لشن هجمات ارهابية في كل من بريطانيا وفرنسا والمانيا, كما افادت قناة سكاي نيوز الاخبارية البريطانية أول أمس الثلاثاء نقلا عن مصادر استخباراتية. وقالت سكاي نيوز ان المخطط كان يقضي بتنفيذ هجمات متزامنة في لندن ومدن فرنسية والمانية كبرى, موضحة ان المخطط كان في مرحلة متقدمة لكن تنفيذه لم يكن وشيكا. وفي يناير الماضي رفعت بريطانيا مستوى التهديد للارهاب الدولي الى ثاني أعلى درجة في نظام من خمس درجات. وقال جوناثان ايفانز رئيس جهاز الامن البريطاني (ام15 ) في وقت سابق من الشهر الحالي انه ما زال هناك «خطر جدي لوقوع هجوم فتاك». واخلي برج ايفل وحديقة شامب دي مار المجاورة لفترة قصيرة يوم الثلاثاء الماضي بسبب تحذير من قنبلة كان الرابع خلال اربعة اسابيع في منطقة باريس لكن الشرطة قالت انها لم تعثر على شيء. واكدت سكاي نيوز ان اجهزة الاستخبارات تراقب منذ مدة ناشطين مقيمين في باكستان خططوا لهذه الهجمات, مشيرة الى ان هذا المخطط «مرتبط بتنظيم القاعدة وربما بحركة طالبان» . من جهتها اكدت هيئة الاذاعة البريطانية «بي بي سي» ان هذا المخطط هو « مخطط الاعتداءات الاكثر خطورة الذي اعده تنظيم القاعدة خلال السنوات الماضية» , مشيرة الى ان من يقف وراءه هم زعماء في تنظيم القاعدة لاجئون في المناطق القبلية الباكستانية. واوردت سكاي نيوز نقلا عن مصادر استخبارية قولها ان مخطط الهجمات يشبه تلك التي شهدتها مدينة بومباي الهندية في نونبر 2008 , عندما هاجم مسلحون اسلاميون في وقت واحد اهدافا عدة من بينها فنادق, في العاصمة الاقتصادية للهند, ما اسفر عن سقوط 163 قتيلا. من ناحيتها ذكرت شبكة (ايه بي سي ) الاميركية نقلا عن مسؤول رفيع المستوى في الادارة لم تكشف عن هويته مساء الثلاثاء ان الولاياتالمتحدة كانت بدورها هدفا محتملا لمخطط الاعتداءات هذا. واوضحت الشبكة الاميركية ان الرئيس باراك اوباما ابلغ بهذه التهديدات التي وصفها المسؤول الرفيع المستوى بانها «ذات مصداقية» . واكدت سكاي نيوز ان احباط مخطط الهجمات في اوروبا تم بعد التنسيق بين اجهزة الاستخبارات البريطانية والفرنسية والالمانية والاميركية. وافادت مصادر في الشرطة والاستخبارات الاميركية, حسب ما نقلت عنها «ايه بي سي» ان المعلومات عن مخطط الهجمات هذا تم استقاؤها بشكل اساسي من مواطن الماني تم استجوابه بشأن تورطه في قضية ارهابية واعتقل اواخر الصيف اثناء محاولته السفر الى اوروبا. ويعتقد انه معتقل حاليا في قاعدة باغرام الاميركية في افغانستان. واضافت شبكة (ايه بي سي) انه تم ابلاغ الشرطة الاميركية بانه يجري التحضير لسلسلة هجمات مشابهة لتلك التي تعرضت لها بومباي, مشيرة الى ان هذه الهجمات التي تم احباطها كانت تستهدف على الارجح اهدافا «اقتصادية» و «سهلة ». ومنذ اكتشاف هذا المخطط, ساعد الجيش الاميركي حلفاءه الاوروبيين على البحث في باكستان عن مدبري هذه الهجمات. غير ان مصدرين فرنسيين مرتبطين بالاستخبارات اكدا لوكالة فرانس برس انه ليس لديهما اي معلومات عن وجود مثل هذا المخطط. وقال مصدر استخباري فرنسي طلب عدم الكشف عن هويته انه «ليس على علم بتاتا بالامر» . بدوره اشار مصدر حكومي فرنسي على صلة باجهزة الاستخبارات لفرانس برس الى انه لم يتلق اي معلومات عن احباط هكذا مخطط. ويأتي الكشف عن هذا المخطط الارهابي بعد ان حذرت فرنسا رسميا مواطنيها من خطر وشيك بحصول اعتداءات. غير ان المصدر الحكومي الفرنسي اكد ان التحذيرات من مخاطر حصول اعتداءت في فرنسا الصادرة الاسبوع الماضي لا تستند الى المعلومات التي اوردتها سكاي نيوز. و قالت وزيرة الامن القومي الاميركية جانيت نابوليتانو الاربعاء الماضي ان «تنامي نشاط» الجماعات الاسلامية المتطرفة يشير الى ازدياد التهديدات ضد الدول الغربية بما فيها الدول الاوروبية. وصرحت نابوليتانو ردا على سؤال حول تنامي المخاطر الارهابية في اوروبا خلال جلسة استماع في مجلس الشيوخ الاميركي «اننا نشهد جميعا تنامي نشاطات مجموعات اكثر تنوعا ومجموعة اوسع من التهديدات» . وفي رسالة الى مجلس الشيوخ, اعتبر رئيس الاجهزة الاميركية لمكافحة الارهاب مايكل ليتر ان «اوروبا تشكل مركز الاهتمام الرئيسي لتنظيم القاعدة» . ونقلت صحيفة وول ستريت جورنال عن «مسؤولين حاليين وسابقين» في الادارة الاميركية الثلاثاء ان وكالة الاستخبارات المركزية الاميركية (سي آي ايه ) كثفت الهجمات التي تشنها بواسطة طائرات بدون طيار ضد متمردين في المناطق القبلية الباكستانية في مسعى لافشال مخطط الهجمات ضد بريطانيا وفرنسا والمانيا. وبحسب سكاي نيوز فان السي آي ايه ، كثفت هجماتها الصاروخية على المناطق القبلية حالما علمت بامر هذا المخطط في محاولة منها للقضاء على مدبريه. ومنذ شهر تقريبا كثفت الولاياتالمتحدة بشكل لافت هجماتها على المناطق القبلية الباكستانية المجاورة لباكستان والتي تعتبر معقلا لحركة طالبان وملجأ لقادة تنظيم القاعدة في العالم اجمع. ومنذ 3 سبتمبر قتل 118 متمردا اسلاميا في 21 غارة شنتها طائرات اميركية بدون طيار بينها غارة نفدت يوم السبت الماضي ادت الى مقتل «الشيخ فاتح» زعيم تنظيم القاعدة في افغانستانوباكستان.