في إطار برنامجها الثقافي نظمت كلية أصول الدين التابعة لجامعة القرويين بتطوان حفلا لتخرج الفوج الرابع لماستر العقيدة والفكر بالغرب الإسلامي يوم الاثنين فاتح صفر الخير 1436ه الموافق 24/11/2014 تم فيه تتويج الطلبة المتفوقين وتكريم عدد من الأساتذة والموظفين بالكلية. وقد استهل الحفل بإلقاء فضيلة الدكتور محمد الروكي رئيس الجامعة الدرس الافتتاحي اختير له عنوان: " حاجة العلوم الشرعية إلى علوم اللغة العربية"، وقد تطرق فيه المحاضر إلى مجموعة من النقاط لبيان حاجة العلوم الشرعية إلى اللغة العربية، مبتدئا الحديث على أن هذه العلوم في نشأتها وابتنائها قامت على اللغة العربية باعتبارها لغة الوحي ومصدر التشريع، ، فقد كانت جل العلوم كتلة واحدة ثم تفتقت وتفرعت وتخصصت معتمدة لغة العرب لسانها في التعليم والقراءة كالنحو والصرف والبلاغة، على الرغم من وجود رؤساء أعجميين في بعض فنون العلم من وراء البحار كالفرس مثلا. فكل العلوم المرتبطة بقضايا التشريع اعتمدت اللغة العربية في التلقين والاستنباط، فعلم أصول الفقه مثلا متوقف أساسا على فهم وإدراك لغة القرآن والسنة أساسا التشريع الإسلامي، كما أنه يتعين على من وصل درجة الاجتهاد أن لا يكون غير ملم باللغة العربية ومن ثم جعل الفقهاء التمكن من اللغة العربية شرطا من شروط المجتهد. هذا بالإضافة إلى اعتماد الأصوليين على اللغة العربية في تتبع واستنباط مقاصد التشريع الإسلامي، ومن لم يكن متمكنا من لغة التشريع لا يمكنه أبدا التشوف إلى ملاحظة هذه المقاصد، كما أن الحدود والتعريفات التي وضعها المتخصصون في مختلف فنون العلم تعتمد أساسا على اللغة العربية،ومن ثم كانت اللغة العربية أهم الأسس التي انبنت عليها هذه التعريفات والحدود. وختم فضيلته هذا الدرس بالحديث عن ضرورة الاهتمام باللغة العربية وجعلها لغة أساسية تعلما وتلقينا، والعودة الراشدة إليها في وجه المؤامرات التي تحاك ضدها ابتداء مما فعله المستعمر الأجنبي سابقا وما تدعو إليه بعض الأطراف اليوم.