ما يحدث في جماعة بني اكميل بالحسيمة هو أمر يهتز له الوجدان وترجف له النفس ، فبعد أن داهمت الفقيدة فاطمة الخياطي الحاملة لبطاقة التعريف الوطني قيد حياتها تحت رقم R 165843 ، القاطنة بدوار بوميلك قيادة بني اكميل دائرة بني بوفراح عمالة الحسيمة ، حالة إغماء تحت تأثير مرض ، كان من الواجب أن يتم نقلها على وجه السرعة إلى المستشفى الاقليمي بالحسيمة ، حتى تتلقى العلاجات الضرورية واللازمة ، ولكن لا يأبى العار إلا أن يفرض نفسه دائما بهذه المنطقة المعزولة والمهمشة ، حيث حدث ما هو مبك وشنيع يبعث الاشمئزاز في النفس البشرية ولا يمكن أن يطويه الزمن مهما طال أمده ، وحسب إفادة إبن المريضة فقد رفض هذا الدكتور نقل المريضة بواسطة سيارة الاسعاف التابعة للمركز الصحي بذريعة واهية وغير منطقية فانه يرمي المسؤولية إلى الجماعة القروية . وفي اتصال هاتفي اجراه مستشار جماعي عبد الواحد الوردي برئيس الجماعة مسعود عقا يستفسره حول سيارة الاسعاف التابعة للجماعة بغية نقل المريضة الى المستشفى الاقليمي ، فكان جواب الرئيس هو أن سيارة الاسعاف موجودة في مدينة ترجست قيد الاصلاح .فبادر ابن المريضة المسمى عبد الغني نقل أمه على متن سيارة خاصة انطلاقا من دوار بوميلك في اتجاه المستشفى الاقليمي بالحسيمة على مسافة تقدر ببضع وستين كيلومتر، وعند الوصول إلى باب المستشفى لقيت السيدة المريضة حتفها بسبب وضعية التنقل العشوائية الغير الملائمة والتي تفتقد إلى معدات طبية ، مع العلم أن المركز الصحي ببني اكميل يتوفر على سيارة إسعاف جديدة ومجهزة لنقل المرضى ، ولكن مع الأسف فإن دكتور بني اكميل لم ولن يعر أي اهتمام بالروح البشرية ويستهتر بالمسؤولية الملقاة على عاتقه بحكم الغياب المتكرر الشبه الدائم عن المركز الصحي اليتيم الذي تتوفر عليه قبيلتي بني اكميل ومسطاسة في مجموع سكانها . كما توصلت جريدة تطوان بلوس الاخبارية بافادات متفرقة تجمع على أن هذا الدكتور يساهم بشكل متواصل في تعميق الفجوة بين المركز الصحي ومصالح المواطنين ، حتى بلغت به الجرأة إلى حرمان بعض تلاميذ وتلميذات إعدادية بني اكميل من الشهادات الطبية التي تخول لهم الصلاحية لولوج القسم الداخلي ( المبيت ) التابع لهذه المؤسسة التربوية التعليمية العمومية ، بذيعة أنه مضرب عن العمل ، لكن الغريب في هذا السلوك الاهوج هو أنه منح نفس الشهادات للبعض الآخر ، هذا ما يؤشر على الاستهتار بالمسؤولية والتركيز على المزاجية والعفوية في العمل ، فسكان بني اكميل هم ضحية لعقليات وصولية لا تهمها المصلحة العامة للبلاد ، ضاربة عرض الحائط التوجهات الملكية السامية التي عزمت على السهر الدؤوب والحرص العميق على تحقيق التنمية الشاملة لكل أرجاء البلد ، لاسيما التنمية البشرية في مفهومها الحقيقي السؤال العالق هل سيتدخل المندوب الاقليمي للصحة بعمالة الحسيمة لوضع حد لتصرات المسؤول عن الصحة بمركز جماعة بني اكميل ألتي لا تليق بالقطاع الصحي ولا تنسجم مع تطلعات المرضى الآملين في العلاج ؟