دخلت وزارة التربية الوطنية و التعليم العالي والبحث العلمي، على خط ورود بعض المصطلحات باللهجة “العامية” ضمن مقررات دراسية بالسلك الابتدائي. و اعترفت الوزارة في توضيح لها ، بورود عبارتي “بريوات، والبغرير” ضمن إحدى المقررات الدراسية، المصادقة عليها من طرف الوزارة، حيث بررت هذا الاختيار بأسباب بيداغوجية. وذكرت الوزارة، أن الهدف الأساسي من هذا الاختيار، هو استعمال مفردات موجودة في الرصيد اللغوي للطفل وتستعمل في الحياة اليومية، موضحة أن هذه الأسماء ليس لها مرادف في اللغة العربية الفصحى. وبالنسبة، للقصيدة الشعبية (واحد جوج ثلاثة ..) التي تردد في مواقع التواصل ، تضمينها لإحدى المقررات الدراسية باللغة الفرنسية للسلك الابتدائي، أكدت الوزارة عدم صحة ذلك، حيث نفت أن تكون المناهج الدراسية المصادق عليها من طرف الوزارة، قد تضمنت لهذه “القصيدة”. وكان وجود عبارات ب"الدارجة" المغربية في المناهج الدراسية الرسمية قد أثارت غضبا على شبكات التواصل الاجتماعي، وانتقل إلى المؤسسات الرسمية، إذ وجه الفريق الاستقلالي للوحدة والتعادلية رسالة، صباح اليوم الاثنين، إلى رئيس لجنة التعليم والثقافة والاتصال في البرلمان، طالبه فيها باجتماع عاجل بحضور وزير التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي، سعيد أمزازي، من أجل مدارسة الموضوع. وقال نور الدين مضيان، في رسالته، التي وجهها إلى رئيس اللجنة البرلمانية للتعليم، صباح اليوم، إن الفريق الاستقلالي للوحدة والتعادلية يتابع في مجلس النواب بقلق كبير، تواتر إصدار عدد من المقررات الدراسية، خصوصا في التعليم الابتدائي، التي تستعمل "عبارات دارجة"، إضافة إلى عدد من المضامين، التي قال إنها "تخالف المنظومة القيمية، والثوابت الجامعة للأمة المغربية". واعتبر مضيان أن ورود عبارات من "الدارجة" في المقررات الدراسية، يشكل إخلالا صريحا بالمقتضيات الدستورية، خصوصا الفصل الخامس من الدستور، الذي يحدد اللغتين العربية، والأمازيغية، حصرا، لغتين رسميتين للدولة، ويحث على ضرورة العمل على حمايتهما، وتطوريهما، وتنمية استعمالهما، فضلا عن كونه تملصا من التزام حكومي ثابت، كما هو منصوص عليه في المحور الرابع من البرنامج الحكومي 2016/2021، الذي نالت بموجبه الحكومة الحالية تنصيبها بعد نيل ثقة مجلس النواب. واعتبر الفريق الاستقلالي أن هذه الخطوة الجديدة في طبع المناهج الدراسية بصبغة "الدارجة"، تعد "محاولة اختراق المقررات الدراسية في سياق الأزمة المفتعلة حول اللغتين العربية، والأمازيغية، وتدبير التنوع اللغوي في بلادنا، من طرف جهات معلومة، تسوق لاختيارات مجتمعية مضادة لثوابت الأمة، وتحاول جاهدة ضرب الإنسية المغربية، وافتعال أزمات قيمية، حسم دستور المملكة في تفاصيلها".