بعد مداخلة المستشارة بالجماعة الحضرية لتطوان البرلمانية عن حزب التجمع الوطني للأحرار، المشرفة الرئيسية على مهرجان أصوات نسائية، السيدة سميرة القاسمي، خلال دورة فبراير العادية للجماعة المنعقدة يوم 29 فبراير الماضي، ردا على تدخل القيادي بحزب العدالة والتنمية البرلماني السابق والمستشار الجماعي، السيد الأمين بوخبزة، في شأن مهاجمته للمهرجانات بصفة عامة، ومهرجان أصوات نسائية المقام بمدينة تطوان بصفة خاصة، واصفا الفنانات اللواتي يحيين سهرات هذا المهرجان ب"العاهرات والساقطات"، حيث أكدت أن جمعية أصوات نسائية المنظمة لهذا المهرجان برئاسة سفيرة المغرب بالبرتغال، كريمة بنيعيش، بصدد التحضير لرفع دعوى قضائية على الجماعة الحضرية لتطوان في شخص رئيسها، محمد إدعمار، بسبب ما أسمته "إخلاله ببنود اتفاقية الشراكة التي تربطه بالجمعية والقاضية بمنحها مبلغ 200 مليون سنتيم كدعم من الجماعة الحضرية للجمعية المنظمة للمهرجان". جاء الرد سريعا من طرف رئيس الجماعة الحضرية لتطوان، السيد محمد إدعمار، بإعلانه عن توقيف الجماعة الحضرية لكافة أشكال الدعم المقدم من طرفها لهذا المهرجان، وخصوصا المنحة السنوية المقدرة بمليوني درهم. وتزامنا مع هذا القرار، خرج رئيس مؤسسة مهرجان تطوان الدولي للسينما المتوسطية، الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية ووزير الإسكان والتعمير وسياسة المدينة في حكومة عبد الإله بنكيران، السيد محمد نبيل بنعبد الله، عن صمته، فقام بتنظيم ندوة صحفية بأحد فنادق الرباط قبل أيام قليلة من تنظيم الدورة الثامنة عشر لهذا المهرجان المرتقبة ما بين 24 و31 مارس الجاري، منتقدا فيها الهجوم اللاذع الذي تتعرض له المهرجانات الفنية على لسان بعض قياديي حزب المصباح، في إشارة إلى كل من الوزير المكلف بالعلاقات مع البرلمان والمجتمع المدني، الحبيب الشوباني، الذي سبق له أن انتقد تبذير المال العام على مهرجان موازين، والقيادي الأمين بوخبزة في تدخله الشهير بالجماعة الحضرية لتطوان ضد مهرجان أصوات نسائية، قبل أن يتضح للرأي العام، أنه كان ضحية مغالطات ومعلومات خاطئة لم يتسن له التأكد من مدى صحتها. كما أكد محمد نبيل بنعبد الله، في نفس الندوة، بأن هذا المهرجان سيكون في الموعد وسيتم من خلاله استضافة عدة نجوم، مشيرا خلال عرضه لبرنامج المهرجان وكل الجوانب المتعلقة به، إلى أن العديد من النجوم الفنية المغربية والمصرية ستكون حاضرة به، من بينهم الممثل المصري الشاب كريم عبد العزيز الذي سيتم تكريمه في المهرجان، كما سيتم تكريم كل من المخرج المغربي محمد إسماعيل والممثل المغربي محمد مجد. وأضاف بنعبد الله، أن مهرجان تطوان سيواصل مشواره المتألق لكونه "يساهم في الرفع من القيمة الفنية وتلاقح ثقافات بلدان البحر الأبيض المتوسط، كما أنه يراعي التقاليد المغربية، وهو ما يجعله مميزا في محيطه"، حسب تعبير السيد بنعبد الله. واعتبر بنعبد الله في كلمته، أن "مهرجان تطوان أصبح له بعدا دوليا يجعله يحتل مكانة مرموقة على صعيد بلدان حوض المتوسط، وكذا على المستوى العربي والإفريقي، كما يعتبر أهم نشاط ثقافي في مدينة تطوان، وهو ما يترجم البعد الهادف للمهرجان في تعميق المجال الثقافي للمدينة التي أصبحت تحتضن مهرجانا دوليا يعتبر بمثابة فضاء لانفتاح الثقافة المغربية على روافد باقي الثقافات المتوسطية". علما أن هذا المهرجان الذي يشرف عليه السيد أحمد حسني منذ بدايته، والذي عرف السنة الماضية احتجاجات قوية من طرف بعض الفنانين، كانت أبرزها الوقفة التي نظمها أحد المخرجين المحليين رافعا في وجه هذا الأخير شعار "ارحل" أمام قاعة سينما أبينيدا، يتوصل سنويا بدعم من الجماعة الحضرية لتطوان يقدر ب 100 مليون سنتيم، إلا أنها لم تفوت مستحقاته برسم سنة 2011 لحدود الساعة، ليأتي قرار رئيس الجماعة الحضرية بوقف دعم هذا المهرجان إلى جانب مهرجان أصوات نسائية. ليبقى التساؤل المطروح: هل سيقوم رئيس مؤسسة المهرجان، السيد محمد نبيل بنعبد الله، برفع دعوى قضائية على الجماعة الحضرية لتطوان، في شخص رئيسها، السيد محمد إدعمار، على غرار ما تعتزم القيام به رئيسة جمعية أصوات نسائية، لعدم "وفائه" بدفع "مستحقات" المهرجان؟؟ إذا صح هذا، فإن الرئيس الحالي للجماعة الحضرية محمد إدعمار يكون قد راكم من الدعوات القضائية المرفوعة ضده ما يجعله يحطم الرقم القياسي في هذا المجال !! محمد مرابط