ينظم المعهد الوطني للفنون الجميلة بتطوان فعاليات الدورة 11 من المنتدى الدولي للأشرطة المرسومة، خلال الفترة من 10 إلى 14 ماي 2017، تحت شعار "إفريقيا تجمعنا". وتقام بفضاءات المعهد الوطني للفنون الجميلة قرية للأشرطة المرسومة، وهي القرية التي ستضم مجموعة من الأحياء الفنية، التي تحتفي بالفن التاسع، وهي "حي المعارض" و"حي الندوات" و"حي المحترفات" و"حي الأطفال" و"حي الصحافة" و"حي الشركاء". وتحتفي الدورة الحالية من المهرجان بفن الأشرطة المرسومة ومبدعيه في القارة الإفريقية، والذين سيشاركون في هذه الدورة، إلى جانب فناني الأشرطة المرسومة وسينما لتحريك القادمين من العالم العربي وأوروبا. ويشهد حفل افتتاح المنتدى تكريم الفنان التشكيلي المغربي ومبدع الأشرطة المرسومة وفن الكاريكاتير حميد البوهالي، والفنان الكونغولي بارلي باروتي، وهو أحد أشهر مبدعي الأشرطة المرسومة في القارة الإفريقية، مع افتتاح معرض للفنانين المكرمين يقام في أروقة المعهد الوطني للفنون الجميلة بتطوان. كما سيتم عرض أفلام التحريك المتوجة بجوائز المهرجان الدولي لسينما التحريك بمكناس "فيكام"، في دورته الأخيرة. وينطلق اليوم الثاني من هذا المنتدى الدولي بزيارة المعارض التي ستقام في المركز الثقافي لتطوان، ورواق المكي مغارة، ومعهد سيرفانطيس والمعهد الوطني للفنون الجميلة. كما يجري تنظيم زيارات مؤطرة لفائدة أطفال المؤسسات التعليمية للمعارض، وعرض أفلام التحريك، والرسوم المتحركة الموجهة أطفال المدارس، إضافة إلى فتح "صالون القراءة" وعقد لقاءات وندوات وتوقيع ألبومات القصص المصورة، وتقديم معرض لمنشورات الأشرطة المرسومة ومنشورات الشباب والأطفال، مع فتح ورشات وأنشطة للأطفال، وتخصيص فضاء للكاريكاتير والرسم مفتوح أمام الجمهور. كما تتواصل فعاليات المنتدى بتنظيم لقاءات وورشات جديدة، ومنها ورشة الرسم المباشر على الشاشة (بي دي شو)، إلى جانب ورشة احترافية في الرسم الرقمي... وضمن البرنامج الثقافي للمنتدى، سيتم تنظيم لقاءات مع الفنان المغربي حميد البوهالي والفنان الكونغولي بارلي باروتي والفنان البلجيكي فيليب سطاسان والفنان الإسباني ميكيلانسو برادو، والفنان الجزائري سليم والفنان المغربي الحسن باختي، مع تنظيم معارض خاصة بهؤلاء الفنانين مبدعي الأشرطة المرسومة عبر العالم. هذا، وينظم المنتدى ثلاث موائد مستديرة، ضمن فعاليات هذه الدورة، الأولى والثانية عن "الأشرطة المرسومة الإفريقية من خلال فنانيها"، بمشاركة كريستوف نكال إديمو من الكامرون، وكارسيا آن لور من إفريقيا الوسطى، وجيد مارتان من نيجريا، وجويل إيبي موندينجي من الكونغو برازافيل، وجيريمي نزينغي من الكونغو كينشاسا، وألبرت تشيسوكا والفنان تشيمبيبا من الكونغو كينشاسا، وإينوك هوسوس وكوسطانطين من البنين وأدجيم دنجار من تشاد. أما المائدة المستديرة الثالثة فتلتئم حول موضوع "آفاق سينما التحريك في المغرب: نموذج المعهد الوطني للفنون الجميلة"، بمشاركة خبراء ومدراء مراكز ومعاهد السينما وسينما التحريك في الفضاء المتوسطي. كما سيتم عرض فيلم "الرابطة المحمدية" ليوسف الوزاني التهامي، الذي حصل على دعم من وزراة الثقافة، وفيلم ""بيضة" لعبد الطيف العيادي، الفائز بجائزة "عيشة" للمهرجان الدولي لسينما التحريك. مثلما سيتم تنظيم لقاء مع المبدعين الشباب لتقديم المشاريع المدعمة من وزارة الثقافة في مجال الأشرطة المرسومة وسينما التحريك. كما ينظم المنتدى لقاء حول سلسلة الرسوم المتحركة الفرنسية الشهيرة "آخر رجل"، إلى جانب تنظيم لقاء في موضوع "من الشريط المرسوم إلى الشاشة التلفزيونية"، من تنشيط المخرج جيريمي بيران ومدير الكتابة لورانت سرفتي. ويكرم المنتدى الدولي للأشرطة المرسومة، في دورته الحالية، رسام الكاريكاتير والأشرطة المرسومة الفنان المغربي حميد البوهالي، وفنان الأشرطة المرسومة الكونغولي "بارلي باروتي". المنتدى الذي ينظمه المعهد الوطني للفنون الجميلة بتطوان اختار تكريم رائد الأشرطة المرسومة في إفريقيا بارلي باروتي، الذي يلقب ب"سانغور الأشرطة المرسومة"، في إشارة إلى الشاعر الأديب والرئيس الأسبق للسينغال ليوبولد سيدار سانغور. وبارلي باروتي هو اسمه الفني. أما اسمه الحقيقي فهو باروتي كاندلو لِيليلا. وقد نشأ وسط عائلة من الرسامين بمدينة "ستانلي فيل" (كينسانغاني حاليا) بجمهوية الكونغو الديمقراطية سنة 1959. كما راكم منذ الثمانينات، وفي عدد غير قليل من المدن والعواصم الإفريقية، مجموعة من الدورات التكوينية والورشات والشراكات مع الكثير من المراكز الثقافية التابعة لفرنسا، ومراكز أخرى بلجيكية تابعة لجهة ''والوني- بروكسيل". كما نفذ مجموعة من المشاريع الثقافية في بلاده، من مجلات أشرطة مرسومة وبرامج إذاعية وأشرطة موسيقية، وديكور عدد من الأفلام السينمائية. كما كان عضوا مؤسسا للمهرجان الإفريقي الأول للأشرطة المرسومة. كما أصدر مجموعة من الألبومات في فن الأشرطة المرسومة، منذ أربعة عقود، أنتج خلالها نحو 30 عملا فنيا. كما يكرم المهرجان رائد فن الأشرطة المرسومة وفن الكاريكاتير بالمغرب الفنان حميد البوهالي. وهو ابن مدينة الصويرة، الذي عمل على صقل حسه الفني، وكذا وعيه السياسي في سن مبكر جدا، عبر قراءاته المتنوعة، وخاصة لأعمال ماريوس وهيريسون وفلويد كلاسيال و"لو كنار أونشيني"... في بدايات السيتينيات أبدع أولى أعماله الكاريكاتيرية السياسية، وظهرت في جريدة "كواليس" ثم في جريدة "أخبار الدنيا"... وقد لاقت هذه الأعمال نجاحا باهرا. استقر الفنان حميد بوهالي في مدينة الدارالبيضاء سنة 1973، حيث أسس جريدة "سخريات" صحبة رسامين كاريكاتوريين آخرين هما محمد الفيلالي والعربي الصبان. وكانت هذه الجريدة الأولى من نوعها في المغرب، التي ستعتمد على فن الأشرطة المرسومة، قبل أن تتوقف، مفسحة المجال لنسختها المعربة جريدة "أخبار السوق". اختيار الفنان حميد البوهالي الدارجة المغربية، ليتحدث بلسان الناس البسطاء وهمومهم ومشاكلهم، وهو ما كان السبب في ذلك النجاح منقطع النظير الذي لاقته "أخبار السوق". فخلال أشهر معدودة، ارتفع عدد المبيعات من 5000 نسخة إلى 100.000 نسخة، بحيث تجاوز مجال توزيعها كل مدن المغرب، قبل أن تصل إلى الجزائر وتونس. عند بداية الثمانينات سيصدر حميد بوهالي "تقشاب"، والتي سيكون بطلها الرئيسي "الشاوش بوشناق"... هذه الشخصية المحبوبة التي تتمتع بشعبية كبيرة لدى كل المغاربة. وسوف تتعرض الجريدة الساخرة للرقابة قبل أن تمنع نهائيا من الإصدار سنة 1986. بعد شهر من الاعتقال والاستنطاق سيطلق سراح حميد بوهالي شريطة أن لا يصدر مجددا هذه الجريدة. وبعدها، عاد الفنان حميد بوهالي إلى مدينته الصويرة، كأستاذ للفنون البصرية وكمؤطر. ولا يزال الفنان حميد بوهالي ناشطا في جمعية "رواق التلال"، التي تنشط في مجال الترويج الفني، وتعمل على اكتشاف وتشجيع المواهب الشابة.